
العيد بين الألم والأمل
نحنُ على مشارف أيام قليلة لنحتفل بعيد الأضحي المبارك، ومن سمة عيد الأضحى بأنه يتوهّج بالفرح والسعادة والبهجة بهذه المناسبة المميزة (عيد الحجيج) لبيت الله الحرام.
تتميز أيام العيد الكبير بالفرح والسرور في نفوس الصغار والكبار، حيث يجمع شمل الأهل والأحباب، ويزيد من صلة الرحم.
ويتم فيه التواصل وتبادل الزيارات بين العوائل الكريمة وتلقي التبريكات والدعوة إلى وجبة الغداء وتلك العادات متوارثة جيلاً بعد جيل، ناهيك عن أداء صلاة العيد في المساجد والساحات المتعددة في كل المناطق.
وهناك من يشد الرحال ويسافر إلى دول أخرى لقضاء إجازة العيد، والبعض الآخر يتوجه إلى الشاليهات - المزارع - المطاعم للترفيه وتغيير الأجواء الروتينية ويفرح الأطفال بتلك الفعاليات المتنوعة.
وبالطبع يحرص الوالدان على شراء الأثواب الجديدة لأبنائهم بتلك المناسبة.
الشباب يتوجهون إلى صالونات الحلاقة لقص الشعر، وارتداء الملابس الجديدة، والبنات يرتدين الأثواب الجميلة والحلي وتخضيب اليدين والقدمين بالحناء وهي من مظاهر مستلزمات زينة العيد.
وعادةً يتم استقبال عيد الأضحى المبارك في المجتمعات الإسلامية بذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم على الأقارب والفقراء والمحتاجين بهدف التبرك وتقاسم الخير في تلك المناسبة المباركة.
وأخيراً بعد تقديم التهاني بالعيد يقدم إلى الأبناء العيدية (النقود) كهدية وبالطبع تلك النقود لها طابعها الخاص بالإضافة إلى تناول أنواع من الحلويات والكعك اللذيذ.
بينما نعيش هذه الفرحة المنقوصة بين الأمل والألم نشاهد العيد في غزة المنكوبة، كيف يحتفلون بالعيد!
لا ثياب ولا أمل ولا سعادة، ولا سقف يظلهم، ولا أرض تؤويهم، يلتحفون السماء ويتدثّرون بالغُبار في ظل الخوف والقلق والألم والرعب وفقد الأحبة...
نتساءل:
هل يحتفل أبناؤهم بالعيد؟
هل يتم شراء الملابس الجديدة؟
هل يتم تخضيب الفتيات بالحناء؟
هل يجتمع شمل العوائل في العيد؟
هل يتم ذبح الأضاحي؟
ما نشاهده:
- الاحتفال يكون بارتقاء قوافل الشهداء اليومي
- الملابس قديمة وبالية
- الطعام غير موجود بسبب الحصار الاقتصادي الخانق
- تخضيب الفتيات يتم بدماء الشهداء
- فرقوا شمل العوائل بالقتل
- ذبح الإنسان بدلاً من الأضاحي
فهؤلاء الصهاينة، لعنهم الله، انتهجوا الإبادة الجماعية والمذابح العلنية وهدم المباني وحرق المخيمات والملاجئ الآمنة وتدمير المدارس والمستشفيات لترويع المدنيين وتنفيذ خطتهم المقيتة لطرد المدنيين الفلسطينيين إلى خارج وطنهم المغتصب.
فكيف يحتفل أبناؤهم بالعيد؟!
يستقبل القطاع أيام العيد المبارك، بالمزيد من المجازر الفظيعة بالإضافة إلى القصف اليومي مخلفاً المزيد من الشهداء، وتفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة الحصار والانهيار الكامل للبنية التحتية وللمنظومة الصحية.
العيد... تحت القصف وبطعم الفقد
نستذكر عيد الفطر السابق قبل شهرين، وبالرغم من المجازر المستمرة أصر العديد من أهالي غزة على أداء صلاة عيد الفطر بين أنقاض المباني المدمرة وفي المساجد التي تضررت بفعل القصف، وتوجه غالبيتهم إلى المقابر لزيارة الشهداء الأبرار في مشهد مميز يعكس حجم المأساة التي يعيشها أهالينا في القطاع المحاصر في أول أيام العيد.
حيث يعلو صوت (الله أكبر) فوق صوت القذائف والقنابل.
أين أنت أيها المتنبي عندما نظّمت تلك القصيدة الرائعة، وقد كنت مهموماً تحف بك الأحزان وتزامن ذلك مع حلول عيد الأضحى المبارك:
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دُونَهُمُ
فَلَيتَ دُونَكَ بيداً دُونَها بيدُ
فماذا عساك أن تقول في زماننا الحالي وأنت تشاهد تلك المشاهد المؤلمة؟
وقفة:
- لكل من يروج بأن هؤلاء الصهاينة القتلة مظلومون ويصوّرهم كأصدقاء نقول لهم:
راجعوا أنفسكم وانظروا بماذا وصفهم الرحمن.
قال المولى عز وجل:
«لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا».
وقد وصفهم الله سبحانه في كتابه بأنهم قتلةُ الأنبياء والأولياء:
«إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ».
وأنهم سمّاعون للكذب:
«وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ».
«سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ»
طواغيت يتعاطون الربا، ينقضون المواثيق، ويصفون الله تعالى بالنقائص:
«وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ»
والخيانة من طبائع اليهود الملازمة لهم، والخيانة تكون في كل ما يُؤتمن عليه الإنسان من مال وعِرض ودين وعهد.
وقد خانَ اليهودُ أمانتِهم في الأموال، فقال تعالى عنهم:
«وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً».
قيل: من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، اعذرونا يا شعب غزة فما باليد حيلة ولا نملك إلا الدعاء والتضرع إلى المولى عز وجل بأن ينصركم ويثبت أقدامكم، فنحن أمام ما يسمى بالنظام العالمي المتغول علينا بأدواته السياسية والاقتصادية، فالأمة الإسلامية في حال الضعف والسكينة، وبإذن الله ستنتفض وتعود كما كانت على كلمة سواء حينها سيرتعد الصهاينة الانجاس خوفاً ورهبةً.
ختاماً،
نسأل المولى عز وجل أن يجمع شملنا وقلوبنا على طاعته، وألا يجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واخذل الكفار واليهود والظالمين، وأرنا في اليهود وأحلافهم وأعوانهم نكالاً يا رب العالمين.
اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 13 ساعات
- الرأي
إطلالة على مفكرة عمي عبدالمحسن عبدالله المتروك
ديرة جميلة، آفاقها زاهرة، لها وميض، شعاعه ينم عن إصرار في العمل وتضحية من أجل الوطن، ومساهمة في تحقيق تطوره وتقدمه وازدهاره. أبناؤها يتمتعون بقدرات فائقة، واستعدادات خلاقة، وميول طموحة من أجل الاستقرار والنماء. من هؤلاء المبدعين العم عبدالمحسن عبدالله المتروك، الذي يشق حياته بفكر واثق، وإشارات جميلة، ومساعدات واعدة، من أجل إسعاد الناس. كان وكيلاً لوزارة الصحة، عملهُ متواصل؛ من أجل خدمة الكويت وأهلها. يعمل على مساندة الجميع؛ من أجل تهيئة السبل المفعمة بالصحة، والتغلب على المرض؛ لكي تزهو الأيام بالصحة التي تتبدد بها جميع الآلآم، ويحس الناس باستقرار ووئام. هكذا أهل هذه الديرة الطيبة، كلهم حماسة؛ من أجل بلوغ الغاية؛ لتحقيق النهضة، وإرساء دعائم الازدهار؛ حتى يجري محملها مسرعاً، يمخر عباب الدنيا؛ لينثر الخير في أرجاء المعمورة. تحية ملؤها الخير، لأهل الخير، من أبناء ديرة الخير. أبو فؤاد، شمعة تنير السبل؛ من أجل إرساء الصفات الجميلة، والغايات المحمودة، والإشارات الراشدة. عمل مختاراً لمنطقة شرق؛ فهو الذي يعرف البيوت وأهلها، ويقدم كل ما من شأنه إسعاد الناس، والقضاء على ما يعتري سبلهم من الهفوات، وتقديم النصح والإرشاد، وكل ما من أجله استقرار الحياة والشعور بالطمأنينة. ما أجمل أهل هذه الديرة الطيبة! إنهم يتعاونون من أجل إسعاد بعضهم بعضاً بكل السبل والإمكانات والقدرات التي تبعث على السكينة وتحقيق الأمل. ويؤمّن الجار أغلى ما يمتلك وهي أسرته لجاره، ثم يغادر في رحلة طويلة في رحاب الغوص والسفر، ثم يأتي ليلتقي بأهله وهم في غاية السعادة والبهجة والاستقرار. ما أجمل هذا التضامن الذي يشعر به أهل هذه الديرة الحبيبة! ومهما قلت عنهم من صفات، وأعطيتهم من سمات، ووصفتهم بخصائص، فإن اللسان يعجز عن النطق بكل هذه الحقائق؛ لأنها كبيرة. تحية لهؤلاء الأبطال، ومعهم عمي عبدالمحسن. والأبطال الذين جابوا البحار، وقضوا فيها المُدد الطويلة؛ لكي يغوصوا في أعماقها، ويستخرجوا من أحشائها الدر، ويأتوا به إلى هذا الوطن؛ لينثر الخير، ويعم الرفاه، وتزداد النعمة، وتحية للرجال الذين جابوا البر؛ ليجلبوا خيراته وينقلوها إلى أرض الوطن؛ حتى يعم الخير، ويعيش الناس في أمان. العم أبو فؤاد، يتمتع بفكر واضح، وصوت هادئ، وإشارة راشدة، تجعل الذي يصغي إلى فكره يستمتع بعباراته العذبة، ويستفيد من معلوماته وتوجيهه ونصحه. اللهم بارك لعمي أبي فـؤاد، في حلول دار البلاء، وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له، وارزق أهله وأحباءه الصبر والسلوان، واحفظ أبناءه فؤاد وفاروق وفهد وفادي، والله هو ولي ذلك والقادر عليه: رجالٌ بنوها وهي صحراء بلقع ومن أجلها قد طوفوا البر والبحرا إلى أن أراد الله آخر سعيهم جميلاً فصار الرمل من تحتهم تبرا هنيئاً للكويت بأبنائها المخلصين.


جريدة أكاديميا
منذ 16 ساعات
- جريدة أكاديميا
الجلال: «الفنون المسرحية» علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي
خلال حفل خريجي المعهد للعام الأكاديمي 2023/2024 أعرب وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.نادر الجلال، عن سعادته في تكريم نخبة متميزة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الأكاديمي 2023/2024، مشيرا الى ان هذا الصرح الأكاديمي الذي يمثّل علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي، وقد أسهم بجهوده في تشكيل الوعي الفني، وترسيخ الهوية الثقافية في مجتمعنا الكويتي جاء ذلك في كلمة له خلال حفل خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الأكاديمي 2023/2024 اليوم. وقال الجلال، «إن دولة الكويت كانت ولا تزال سبّاقة في دعم الحركة الثقافية والفنية، إيمانًا منها بأهمية الفنون في التعبير عن هوية المجتمع والنهوض بوعيه. وكان المسرح دائمًا جزءًا أصيلًا من هذا المشهد، لما له من دور محوري باعتباره نافذة ومنبرًا يحمل نبض المجتمع ويعكس آمالهم وتطلعاتهم.» وتابع، «انطلاقًا من هذا الإرث الثقافي العريق، تولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اهتمامًا بالغًا بتطوير المعاهد الفنية، وتحديث مناهجها، وتعزيز قدراتها، لتكون بيئة حاضنة للمواهب، ومنارة للعلم والإبداع» وبارك الجلال، للطلبة ولاسرهم هذا الإنجاز الذي هو ثمرة اجتهاد متواصل، مشيرا الى إن تخرجهم اليوم هو بداية لمرحلة جديدة من العطاء والإبداع، حيث تنتظرهم الساحات الثقافية والفنية ليثبتوا أن المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه بل رسالة سامية، وفنّ راقٍ يسهم في بناء الوعي المجتمعي، ورفع راية الكويت عالية في المحافل الثقافية والفنية، محليًا وعربيًا وعالميًا توجه بخالص الشكر والتقدير لأسرة المعهد، من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، على ما بذلوه من جهد مخلص، وما قدّموه من علمٍ ومعرفة في سبيل إعداد هذه الكوكبة المتميزة من أبناء الكويت واضاف «أسأل الله أن أن يبارك في جهودهم، ويوفقهم في مسيرتهم القادمة، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وولي عهده الأمين سمو الشيخ صباح الخالد حفظهما الله ورعاهما». مقالات ذات صلة


الجريدة
منذ 17 ساعات
- الجريدة
الجلال: «الفنون المسرحية» علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي
أعرب وزير التعليم العالي والبحث العلمي د.نادر الجلال، عن سعادته في تكريم نخبة متميزة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الأكاديمي 2023/2024، مشيرا الى ان هذا الصرح الأكاديمي الذي يمثّل علامة مضيئة في مسيرة التعليم العالي، وقد أسهم بجهوده في تشكيل الوعي الفني، وترسيخ الهوية الثقافية في مجتمعنا الكويتي جاء ذلك في كلمة له خلال حفل خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية للعام الأكاديمي 2023/2024 اليوم. وقال الجلال، «إن دولة الكويت كانت ولا تزال سبّاقة في دعم الحركة الثقافية والفنية، إيمانًا منها بأهمية الفنون في التعبير عن هوية المجتمع والنهوض بوعيه. وكان المسرح دائمًا جزءًا أصيلًا من هذا المشهد، لما له من دور محوري باعتباره نافذة ومنبرًا يحمل نبض المجتمع ويعكس آمالهم وتطلعاتهم.» وتابع، «انطلاقًا من هذا الإرث الثقافي العريق، تولي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اهتمامًا بالغًا بتطوير المعاهد الفنية، وتحديث مناهجها، وتعزيز قدراتها، لتكون بيئة حاضنة للمواهب، ومنارة للعلم والإبداع» وبارك الجلال، للطلبة ولاسرهم هذا الإنجاز الذي هو ثمرة اجتهاد متواصل، مشيرا الى إن تخرجهم اليوم هو بداية لمرحلة جديدة من العطاء والإبداع، حيث تنتظرهم الساحات الثقافية والفنية ليثبتوا أن المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه بل رسالة سامية، وفنّ راقٍ يسهم في بناء الوعي المجتمعي، ورفع راية الكويت عالية في المحافل الثقافية والفنية، محليًا وعربيًا وعالميًا توجه بخالص الشكر والتقدير لأسرة المعهد، من أعضاء هيئة التدريس والإداريين، على ما بذلوه من جهد مخلص، وما قدّموه من علمٍ ومعرفة في سبيل إعداد هذه الكوكبة المتميزة من أبناء الكويت واضاف «أسأل الله أن أن يبارك في جهودهم، ويوفقهم في مسيرتهم القادمة، وأن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وولي عهده الأمين سمو الشيخ صباح الخالد حفظهما الله ورعاهما».