
هل يستطيع أنشيلوتي إعادة البرازيل إلى قمة هرم كرة القدم العالمية؟
عندما انتشرت الأنباء بأن المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي سيرحل عن ريال مدريد الإسباني أكثر الأندية شهرة ونجاحاً في تاريخ كرة القدم ليتولى قيادة المنتخب البرازيلي الأكثر تتويجاً وشهرة، ساد صمت محرج! وتساؤل عن قدرة الرجل المخضرم على النجاح في تحديه الصعب الجديد؟
منذ استعان الاتحاد البرازيلي برجل الأعمال دييغو فرنانديز، المدير التنفيذي لأحد البنوك، بات الأمل كبيراً لتسهيل المفاوضات بشأن الحصول على خدمات أفضل مدرب نشط في كرة القدم، وأصبح تعيين أنشيلوتي إنجازاً كبيراً لمنتخب لم يفز بكأس العالم منذ عام 2002، ويسعى بشدة إلى العودة للقمة.
اللجوء إلى أنشيلوتي جاء في وقت صعب يمر به المنتخب البرازيلي بعد سنوات من التعثر، عسى أن يكون الإيطالي الخبير قادراً على إعادة فريق السامبا المتوج بطلاً للعالم خمس مرات إلى مكانته الطبيعية بوصفه أحد عمالقة اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وللعب دوره القيادي التقليدي.
لكن الحديث لا يبدأ بقيادة البرازيل إلى لقبها العالمي الأول منذ عام 2002 والسادس في تاريخها، بل بمحاولة التأهل إلى مونديال 2026، وتعويض الفوارق الفنية التي تفصل المنتخب البرازيلي حالياً عن الغريم الأرجنتيني بطل 2022 الذي حسم أولى بطاقات أميركا الجنوبية إلى النهائيات.
ولا يبدو أن هناك متسعاً من الوقت أمام أنشيلوتي (65 عاماً) الذي سيبدأ مهمته رسمياً في 26 مايو (أيار) الحالي، أي في اليوم التالي لمباراته الأخيرة مع ريال مدريد ضد ريال سوسيداد في ختام الدوري الإسباني، إذ ينتظره كثير من العمل.
انشيلوتي لن يكون أمامه متسع من الوقت لإعلان تشكيلة البرازيل (ا ب ا)cut out
سيصبح الرجل الذي قاد ريال مدريد إلى 15 لقباً خلال فترتيه مع النادي الملكي، بينها ثلاثة في دوري أبطال أوروبا، أول مدرب أجنبي للبرازيل، والرابع الذي يتولى مهمة قيادة المنتخب في غضون ثلاثة أعوام، ما يظهر حجم التخبط الذي يعيشه أبطال العالم خمس مرات. وكان رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قد عارض بشدة خطط اتحاد الكرة للتعاقد مع مدرب أجنبي وقال: «بصراحة، ليس لدي أي شيء ضد أنشيلوتي كونه أجنبياً... ما أعتقده هو أنه لدينا مدربون في البرازيل قادرون على قيادة المنتخب».
وسبق للرئيس البرازيلي أن عارض قدوم أنشيلوتي في عام 2023 وحينها قال: «لم يكن أنشيلوتي يوماً مدرباً للمنتخب الإيطالي... لِمَ لا يحل مشاكل إيطاليا التي لم تتأهل حتى لكأس العالم 2022؟».
لكن بعد أن أصبح الأمر واقعاً، سيكون على الإيطالي المخضرم مواجهة تحديات سريعة والمهمة الأولى التي تنتظره هي الإعلان عن تشكيلته للجولتين الخامسة عشرة والسادسة عشرة من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2026 ضد الإكوادور والباراغواي في الخامس والعاشر من يونيو (حزيران).
ينظر الجميع إلى أنشيلوتي بوصفه مُخَلّصاً في بلد مهووس بكرة القدم يمر منذ أعوام بفترة إحباط بسبب المنتخب الوطني الذي لم يعد الآن سوى ظل لما كان عليه حين ألهم أجيالاً من المشجعين، وفاز بخمس كؤوس عالم.
وعلق النجم السابق كافو الذي كان آخر قائد برازيلي يحرز كأس العالم عام 2002، على التعاقد مع الإيطالي قائلاً: «مجرد الإعلان عن أنشيلوتي مدرباً جديداً منح الناس الأمل... لكن تنتظره مسؤولية ضخمة جداً، الجميع ينتظر قيادته البرازيل إلى لقبها العالمي السادس».
ويرى الصحافي البرازيلي غوستافو هوفمان، بشبكة «إي إس بي إن» الرياضية الذي تابع أنشيلوتي في مدريد يومياً خلال الأعوام الأخيرة بعدما غطى مباريات البرازيل لفترة طويلة، أن «التحدي الرئيس هو ضمان استعادة البرازيل لقوتها الجماعية. لن يكون أمامه المتسع من الوقت لفعل ذلك»، مُذكّراً بأن الإيطالي سيخوض تجربته الأولى مدرباً للمنتخب من دون أن يتمكن من التواصل اليومي مع لاعبيه، خلافاً لحاله على صعيد الأندية.وشدّد كافو الذي لعب آخر مواسمه تحت قيادة أنشيلوتي مع ميلان الإيطالي بين 2003 و2008، على هذه الناحية بالقول: «التحدي الأكبر الذي يواجه أنشيلوتي هو الوقت... لمنح المنتخب هوية في الملعب».
وسيتعين على المدرب الذي يحمل الرقم القياسي في عدد ألقاب دوري أبطال أوروبا (5)، استخراج أفضل ما في المهاجمين مثل فينيسيوس جونيور ورافينيا اللذين يلعبان أدواراً قيادية في ريال مدريد وبرشلونة، لكنهما غير مؤثرين حتى الآن في المنتخب.
ويؤكد كافو أن «أنشيلوتي يعرف جيداً كيف يدير غرفة الملابس، ويعرف كيف يجعل اللاعبين يفهمون ما يتوقعه منهم... سيتعين عليه أن يجعل المنتخب يلعب كأنه فريق واحد والتخلي عن الأنا (الأنانية) والسعي إلى تحقيق هدف واحد».
وتحتل البرازيل حالياً المركز الرابع في تصفيات أميركا الجنوبية، ولا يبدو وصولها إلى المونديال في خطر بعدما رُفِعَ عدد المقاعد المؤهلة مباشرة إلى النهائيات لستة مع إمكانية تأهل منتخب سابع عبر الملحق.
لكن هناك إحصائية تثير الذعر، وهي أن شباك المنتخب تلقت 16 هدفاً في 14 مباراة، تعرض خلالها لخمس هزائم، بينها اثنتان ضد الغريم التاريخي الأرجنتين.
وللمقارنة، أنهى منتخب البرازيل بقيادة المدرب تيتي تصفيات كأس العالم 2022 من دون هزيمة، فيما استقبلت شباكه خمسة أهداف فقط.
ويركز غوستافو هوفمان على وجه الخصوص على «ضعف المستوى في مركزي الظهيرين»، حيث يعاني لاعبون مثل فاندرسون (موناكو) من أجل فرض أنفسهم في مركزين كانا سابقاً من نقاط قوة المنتخب، بعدما شغلهما لاعبون مثل كافو وروبرتو كارلوس ومؤخراً مارسيلو. لكن مفتاح التوازن الدفاعي قد يأتي من خط الوسط مع احتمال عودة كاسيميرو الذي غاب عن المنتخب منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنه يحظى بتقدير كبير من أنشيلوتي بعدما لعب تحت قيادة الأخير في ريال مدريد قبل الرحيل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وبعدما عانى لفترة طويلة منذ رحيله إلى يونايتد في 2022 نجح كاسيميرو في رفع مستوى لعبه في الأسابيع الأخيرة، ويرى هوفمان أن أنشيلوتي قادر على جعل البرازيل تلعب بتشكيلة 4 - 4 - 2 مثل ريال مدريد هذا الموسم. وهناك قضية شائكة أخرى تتمثل بتحديد ما إذا كان ينبغي على المنتخب البرازيلي الاستغناء عن هدافه التاريخي نيمار (33 عاماً) الذي عانى من إصابات متكررة.
وكان من المقرر أن يلتحق نيمار بالمنتخب في مارس (آذار) بعد عودته إلى بلاده للدفاع عن ألوان فريقه السابق سانتوس، لكن مشكلة أخرى في الفخذ أبعدته عن الملاعب مرة أخرى.
بالنسبة لهوفمان: «إذا كان نيمار لائقاً بدنياً ويلعب بانتظام، فإن وجوده في المنتخب أمر لا جدال فيه، لكن أنشيلوتي لن يقضي وقته في انتظاره، ولن يطلب منه أحد بمعاملة خاصة للنجم المدلل جماهيرياً».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ ساعة واحدة
- الاقتصادية
مالك ليدز يضخ 120 مليون إسترليني عبر إصدار أسهم لتطوير ملعب "إيلاند رود"
يستعد نادي ليدز يونايتد، بطل مسابقة الـ«تشامبيونشيب»، للاستفادة من ضخ نقدي كبير بقيمة 120 مليون جنيه إسترليني عبر إصدار أسهم جديدة من قِبل شركة 49ers Enterprises المالكة، حيث خُصصت الأموال لمشروع إعادة تطوير ملعب إيلاند رود وتعزيز الفريق استعدادًا لعودته إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. وبحسب موقع insideworldfootball، يأتي هذا الاستثمار من خلال ضخّ أسهم جديدة، حيث تواصلت شركة 49ers Enterprises مع المساهمين بعد صعود النادي، وبينما رفض بعض المساهمين المشاركة - ربما سعيًا لاتباع النموذج المالي الأكثر تحفظًا الذي يتبعه إيبسويتش تاون - فقد تم تحقيق الهدف الطموح البالغ 120 مليون جنيه إسترليني بنجاح. يواصل هذا الاستثمار الأخير الالتزام المالي الكبير لشركة 49ers Enterprises تجاه ليدز يونايتد، حيث قدّمت المجموعة الاستثمارية، التي استحوذت على ملكية النادي بالكامل في يوليو 2023، نحو 141 مليون جنيه إسترليني كرأسمال أسهم خلال موسم 2023/2024 لسد عجز نقدي، قدره 164 مليون جنيه إسترليني. تضيف الذراع الاستثمارية لفريق سان فرانسيسكو 49ers، الذي تُقدّر قيمته بنحو 6.25 مليار دولار أمريكي، كأحد أنجح فرق دوري كرة القدم الأمريكية، قوة مالية كبيرة وخبرة واسعة في مجال الأعمال الرياضية إلى إيلاند رود. بقيادة رئيس مجلس الإدارة باراج ماراثي، الذي يشغل أيضًا منصب رئيس شركة 49ers Enterprises، زادت المجموعة حصتها في ليدز يونايتد بشكل مطرد منذ شرائها حصة أقلية بنسبة 15% في عام 2018. يُمثل إصدار الأسهم إستراتيجية شائعة لأندية كرة القدم التي تسعى إلى جمع رأس المال دون التخلي عن السيطرة على الأعمال. بالنسبة إلى ليدز يونايتد، يوفر هذا النهج مرونة مالية بالغة الأهمية في تعامله مع قواعد الربح والاستدامة في الدوري الإنجليزي الممتاز (PSR). بعد أن أمضى ليدز موسمين في دوري البطولة الإنجليزية، سيُسمح له بخسارة ما يصل إلى 61 مليون جنيه إسترليني لموسم 2024/2025 عند تقييمه بموجب دورة PSR الدوري الإنجليزي الممتاز المتجددة لمدة 3 سنوات. يتوقع النادي أيضًا دخلًا إضافيًا يقارب 60 مليون جنيه إسترليني من رسوم الانتقالات، حيث يخضع الفريق لإعادة هيكلة ضرورية قبل موسم 2025/2026، مع احتمال تخلي بعض اللاعبين المفضلين لدى الجماهير عن مواهب من طراز الدوري الإنجليزي الممتاز.


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
جوارديولا يودع دي بروين
قال جوسيب جوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، "ياله من يوم حزين"، وذلك بعدما خاض كيفن دي بروين، آخر مباراة له على أرض الفريق، أمس الثلاثاء، والتي شهدت الفوز على بورنموث 3 / 1. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي أيه ميديا) أن بعد نهاية المباراة كان هناك حفل وداع عاطفي لدي بروين، وكان جوارديولا من بين الذين يبكون. وقال جوارديولا :" أهم شيء هي المشاعر التي يشعر بها هو وعائلته وجماهيرنا. شاهد الجميع مدى ارتباط الناس في مانشستر سيتي به وبعائلته، ومقدار حبهم لهم" وأضاف :"الفوز بالألقاب وإنجازات كيفن دي بروين جميلة، ولكن لا يوجد أي شيء أفضل من أن ترحل بعد عشرة أعوام بهذا الكم الكبير من الاحترام والامتنان". وأردف :"النادي سيتخذ القرار، وأنا جزء من هذا، ولكنه يوم محزن، وسنفتقده، لا يوجد شك في هذا". وقام مانشستر سيتي بتقليل اهتمامه بفلوريان فيرتز، صانع ألعاب باير ليفركوزن، رغم أن الفريق يبحث عمن يخلف دي بروين لوقت طويل، واعترف جوارديولا أن إيجاد خليفته لن يكون مهمة سهلة. وقال:" مثل سيرخيو أجويرو، لاعبون مثل هؤلاء، فريدون من نوعهم، وقد سجل أهم هدف في التاريخ". وأضاف:"عشرة أعوام خاض خلالها الكثير من المباريات، توج بالمثير من الألقاب، وعاش الكثير من اللحظات، يُلخِص اليوم مقدار الحب الذي كان موجود هذا أمر جميل، جميل للغاية".


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
بسبب إساءة عنصرية لفينيسيوس...رابطة الدوري الإسباني: إدانة 5 بارتكاب جرائم كراهية
قالت رابطة الدوري الإسباني اليوم الأربعاء إن خمسة أشخاص صدرت بحقهم أحكام بالسجن بتهمة الإساءة العنصرية لمهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور خلال إحدى المباريات في أول حكم تاريخي في إسبانيا يدين الإهانات العنصرية في ملاعب كرة القدم باعتبارها جرائم كراهية. وفي ديسمبر كانون الأول 2022، تعرض الدولي البرازيلي على ما يبدو لإساءة في فوز ريال مدريد 2-صفر خارج ملعبه على ريال بلد الوليد أثناء مروره بين المشجعين بعد استبداله في ملعب خوسيه زوريا. وقضت محكمة في بلد الوليد بسجن خمسة أشخاص لمدة عام ووقعت عليهم غرامات تتراوح بين 1080 يورو (1226.12 دولار) و1620 يورو. وتم تعليق عقوبة السجن بشرط عدم ارتكابهم أي مخالفة في السنوات الثلاث المقبلة مع عدم السماح لهم بحضور أي مباراة في نفس الفترة. وقالت رابطة الدوري الإسباني في بيان "بفضل جهود رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم التي تقدمت بالشكوى وتصرفت في البداية كجهة ادعاء خاصة وانضم إليها لاحقا اللاعب فينيسيوس وريال مدريد وكذلك مكتب المدعي العام ظهر هذا الحكم التاريخي للنور". وأضافت "يمثل هذا الحكم علامة فارقة لا سابق لها في جهود مكافحة العنصرية في الرياضة في إسبانيا". وتابعت "حقيقة أن هذا الحكم يشير صراحة إلى جرائم الكراهية المرتبطة بالإهانات العنصرية يبعث رسالة مفادها أن التعصب لا مكان له في كرة القدم".