logo
فيلم "نجوم الساحل".. محاولة ضعيفة لاستنساخ "الحريفة"

فيلم "نجوم الساحل".. محاولة ضعيفة لاستنساخ "الحريفة"

الجزيرة٠٢-٠٤-٢٠٢٥

لا يحتاج المتفرج إلى معرفة اسم مخرج "نجوم الساحل" ليربط بينه وبين أحد أهم أفلام 2024، "الحريفة"، الأمر الذي يظهر من اللقطات الأولى للفيلم. غير أن هذه المعرفة ستصدمه بالتأكيد عندما يجري -رغما عنه- مقارنة بين الفيلمين.
"نجوم الساحل" هو أحد أفلام عيد الفطر 2025، من إخراج رؤوف السيد وتأليف كريم يوسف ومحمد جلال، وبطولة أحمد داش ومايان السيد وعلي صبحي، لينافس كلا من "سيكو سيكو" و"الصفا الثانوية بنات" و"فار بـ7 ترواح"، وجميعها تنتمي إلى نوع الكوميديا.
صراع الطبقات أم تلاقيها؟
لا يجمع بين فيلمي "الحريفة" و"نجوم الساحل" المخرج فقط، بل كذلك الثيمة الرئيسية، التي تركز على وضع شخصيات من طبقة معينة داخل بيئة من طبقة مغايرة، ورصد التفاعلات على مدار الفيلم.
فيرصد "الحريفة" ماجد (نور النبوي)، ابن الطبقة الثرية، الذي يتراجع اجتماعيا عندما يفقد والده أمواله، فيدخل مدرسة حكومية ويلعب كرة القدم مع مجموعة شباب ومراهقين من سكان أحد أحياء القاهرة المتواضعة. ورغم الصراع المتوقع الذي يحدث بين ماجد وزملائه الجدد، فإنه سرعان ما يندمج معهم لمهاراته الكروية التي تعطيهم فرصة المنافسة في بطولة كبيرة، يقابل خلالها ماجد وأصدقاؤه فريق مدرسته الدولية السابقة، ليقف ماجد بين الطبقتين.
يأتي التلاقي الطبقي في فيلم "نجوم الساحل" بدافع الحب، فالبطل حمزة (أحمد داش) معجب بزميلته فريدة (مايان السيد)، ويجمع بينهما حبهما للحيوانات الأليفة. غير أن هناك فارقا طبقيا هائلا بين الاثنين، فبينما الأول ابن طبقة وسطى ويسكن حي شبرا الشعبي، تقطن فريدة في فيلا، وتدعوه إلى حفل عيد ميلادها في الساحل الشمالي.
يتم حل معضلة دخول البطل الساحل الشمالي عن طريق خاله الثري الذي يملك فيلا هناك، ويتركها لحمزة وصديقه سمير (علي صبحي) ولاثنين كذلك من أبناء هذا الخال. غير أنه يشعر بالهوة الطبقية بينه وبين حبيبته عندما يتم منعه من دخول أحد المطاعم، ويقرر، لاستعادة اهتمامها إقامة أكبر وأهم حفل في الساحل الشمالي.
تشابهات واختلافات
بالإضافة إلى تلاقي الطبقات، يجمع بين الفيلمين كثير من التشابهات، مثل الموسيقى التصويرية التي تُعيد تقديم الألحان الشعبية بشكل عصري وسريع، كما لو أنها جسر آخر بين الطبقتين. كما يتجلى ذلك في أسلوب التصوير والاختيارات اللونية. غير أن التشابه الأكثر وضوحا يتمثل في الشخصيات الثانوية، فهناك الشاب الذكي، والآخر خفيف الظل والمنحرف، وهكذا.
لكن إلى هنا تقف التشابهات، لتبدأ اختلافات تُبرز ضعف فيلم "نجوم الساحل"، الذي يفتقر إلى البناء القوي من الأساس، فالصراع بالفعل غير موجود، والهدف الخاص بحمزة لا يحتاج لإقامة الحفل، لميل فريدة الواضح إليه.
غير أن حفلا كبيرا لن يغير من الفروق الطبقية بينه وبين حبيبته، ولتجاوزها قام الفيلم بليّ عنق الأحداث لتقديم الحل السحري قرب الختام، الذي يتمثل في اكتشاف أحد رجال الأعمال من برنامج "شارك تانك" لأهمية تطبيق المحمول الذي يطوره حمزة، فيصبح رائد أعمال بين ليلة وضحاها. كما تستضيفه الإعلامية منى الشاذلي، بل تعود له حبيبته الغاضبة في نهاية متواضعة لدرجة مخجلة.
حل فيلم "الحريفة" أزمة صراع الطبقات عندما يستخدم وسيلة منطقية لتجاوزها تتمثل في كرة القدم، سواء لتقريب ماجد من أصدقائه أو تقريبهم منه، فهناك فضاء واحد يجمعهم. وتم التأسيس لهذا الحل كأساس للحبكة، بينما يأتي الحل هنا لحمزة في صدفة قدرية أو حل سحري.
تخلو مسيرة المخرج رؤوف عزت من أفلام أخرى سوى "الحريفة" و"نجوم الساحل"، لذا لا يمكن اعتبار التشابهات بين الفيلمين عبارة عن تأكيد لأسلوبية المخرج التي لم تتكون بعد، بل يقف الفيلم الأحدث عند حدود إعادة الإنتاج لنجاح فيلم سابق، تم تقديم جزء ثانٍ منه بالفعل العام الماضي من إخراج مخرج آخر.
ضيوف الشرف أم طوق النجاة
عندما يبدأ حمزة وابنا خاله وصديقه التخطيط للحفل، يدركون أنهم بحاجة إلى عامل جذب قوي يدفع سكان الساحل لاختيار حفلهم، لذلك يقررون استضافة بعض المشاهير والمشهورات، ويأخذون في تعداد الاحتمالات المتاحة.
يبدو أن ذلك بالضبط ما فكر فيه صناع "نجوم الساحل" وهم يخططون له، حيث يفترضون احتياجه لمجموعة من ضيوف الشرف لدعم أبطاله وجذب المشاهدين المشتتين بين باقي أفلام العيد. ولذلك نجد الفيلم مكتظا بالنجوم الذين يظهر كل منهم في عدة مشاهد بلا سياق حقيقي يفيد العمل، على رأسهم أمينة خليل وأكرم حسني وأحمد فهمي ومصطفى خاطر ودينا الشربيني.
وبينما يظهر هؤلاء النجوم في مشاهد متفرقة خلال الحفل، الذي يحتل نصف أحداث الفيلم تقريبا، نجد بعض أبطاله لا يظهرون إلا بشكل طفيف في خلفية الأحداث، مثل الممثلة ليلى عز العرب، التي تقدم دور الخادمة المتزمتة التي تتركها زوجة الخال لحراسة الفيلا من الأيدي المهملة والمخربة لحمزة وأصدقائه. غير أن دورها تم اختصاره في مشاهد قصيرة، ثم تظهر مرة أخرى خلال الحفل.
على الجانب الآخر، لا يقدم الفيلم أي دفعة للأمام لمسيرة أبطاله، وعلى وجه الخصوص أحمد داش الذي يتصدر أفيش "نجوم الساحل" كبطل رئيسي للفيلم. غير أنه يقدم هنا شخصية محدودة تقل من حيث الثِقل عن أدواره السابقة في أعمال مثل "مسار إجباري" و"أبو صدام" و"مين قال؟!"، لتكون البطولة هنا ربما خطوة مستحقة لداش، غير أنها في فيلم لا يناسب هذه الخطوة.
ينطبق الأمر أيضا على علي صبحي، الذي حصل هنا على مساحة كبيرة، غير أن هذه المساحة تأتي له في دور لا يتناسب مع مرحلته العمرية تماما، ولم يتم الإشارة خلال الأحداث إلى الأسباب وراء الصداقة التي تجمع بين شاب عشريني ورجل أربعيني يتصرف مثل المراهقين.
يحتل فيلم "نجوم الساحل" المرتبة الثالثة من حيث الإيرادات حتى الآن في شباك التذاكر، وهي المكانة التي ربما لا يتجاوزها بسهولة، رغم اجتذابه الشباب والمراهقين من المشاهدين في ظل منافسته فيلما آخر من بطولة شبابية وهو "سيكو سيكو".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أعظم 10 لاعبي ارتكاز في تاريخ كرة القدم
أعظم 10 لاعبي ارتكاز في تاريخ كرة القدم

الجزيرة

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

أعظم 10 لاعبي ارتكاز في تاريخ كرة القدم

غالبا ما يمر لاعب الارتكاز دون الأضواء التي تسلط على المهاجمين وصناع اللعب، لكن الحقيقة أن هذا المركز يُعد العمود الفقري لأي فريق ناجح. لاعب المحور هو الذي يتحكم بإيقاع المباراة؛ يوقف الهجمات، ويطلق التمريرات التي تُبنى عليها الأهداف. ووصف بيب غوارديولا هذا المركز بأنه "سائق السيارة"، مشيرا إلى أهمية الانضباط والتركيز والذكاء في لاعب الارتكاز. وعبر الأجيال، أعاد هؤلاء النجوم تعريف ما يعنيه أن تكون لاعب وسط، فكانوا صناع القرار الحقيقيين في قلب الميدان، وحجر الأساس في أعظم لحظات فرقهم ومنتخباتهم. ومن بين المئات الذين تألقوا في هذا المركز، نعرض هنا أعظم 10 لاعبي ارتكاز في تاريخ اللعبة. والمعايير المعتمدة في التصنيف هي: الأهمية للفريق: مدى تأثير اللاعب في تشكيلته ودوره القيادي داخل الملعب. الجوائز الكبرى: البطولات التي أحرزها على صعيد الأندية والمنتخب. الإنجازات الفردية: الجوائز الشخصية والألقاب التقديرية. الإرث: البصمة التي تركها في عالم كرة القدم. اللحظات الأيقونية: أداءات خالدة وأهداف لا تُنسى. يتربع ماتيوس على عرش الأساطير، وهو اللاعب الوحيد في هذه القائمة الذي فاز بالكرة الذهبية (1990)، بعدما قاد ألمانيا الغربية إلى المجد العالمي، وكان رمزا للطاقة والانضباط، بتمريرات دقيقة وتسديدات مذهلة. وصفه مارادونا بأنه "أعظم منافس واجهته" وهو قائد بالفطرة، قاد بايرن ميونخ وإنتر ميلان وحقق 7 ألقاب دوري وكأس الاتحاد الأوروبي مرتين، وإرثه يجعله حجر الزاوية في جيل كامل من لاعبي خط الوسط. سيرجيو بوسكيتس أسطورة برشلونة الذي قرأ المباريات بذكاء لا يُضاهى. صانع الإيقاع في "تيكي تاكا" مع ميسي وتشافي وإنييستا وأكثر لاعبي الوسط مقاومة للضغط، واشتهر بوسكيتس بتمريراته الطويلة الدقيقة. خلال مسيرته حقق بوسكيتس كأس العالم 2010 وبطولة أوروبا 2012، و8 ألقاب في الدوري الإسباني. كان دائما في الموعد عندما يواجه برشلونة تحديا، وقال عنه مدربه السابق غوارديولا "عندما تكون هناك مشكلة، يكون بوسكيتس حاضرا". العملاق الهولندي الذي جمع بين القوة والإبداع، بدأ كقلب دفاع وأصبح واحدا من أعظم لاعبي الارتكاز. تألق وينتر مع ميلان وأياكس، وفاز بكأس أوروبا مرتين، والدوري الإيطالي، وبطولة أوروبا مع هولندا عام 1988. وصفه المدرب رونالد كومان بأنه يتفوق على كين وفييرا ودونغا، وكان المايسترو في خط الوسط الدفاعي. كلود ماكيليلي الرجل الذي أعاد تعريف دور لاعب الوسط الدفاعي، حتى صار الدور يُعرف باسمه، وعُرف لاعبا مجتهدا ومضحّيا، يجيد استعادة الكرة من المنافسين وتمريرها إلى زملائه بسرعة ودقة. فاز ماكيليلي بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، وتألق مع تشلسي تحت قيادة مورينيو، محققا لقبين في الدوري الإنجليزي. وقال عنه مواطنه زين الدين زيدان "إن لاعبين مثل فيغو وراؤول لم يكونوا ليتألقوا لولا عمل ماكيليلي في الخلف". هو واحد من أكثر اللاعبين مكانة في تاريخ الكرة الإنجليزية، وقائد مانشستر يونايتد الأسطوري، وقد عُرف بعدوانيته وقيادته القوية، وأداؤه ضد يوفنتوس في 1999 ما زال يُعتبر من أفضل المباريات الفردية في مسيرته. فاز بـ17 لقبا مع المدرب التاريخي لليونانيد أليكس فيرغسون، وكان محور الثلاثية التاريخية التي حققها الفريق. الوحش الفرنسي في خط الوسط، وقائد أرسنال في العصر الذهبي، فاز بالدوري الإنجليزي 3 مرات، وكان قائد "فريق اللاهزيمة" في عام 2004. إعلان كان فييرا مزيجا نادرا من القوة البدنية والمهارة، وتألق دوليا خلال فوز فرنسا ببطولة أوروبا 2000، ولطالما دخل في صدامات داخل المستطيل الأخضر مع كين خلال مباريات أرسنال ومانشستر يوناتيد. ديدييه ديشامب القائد الهادئ والمجتهد، المعروف بلقب "حامل الماء"، والذي كان موثوقا به دائما في خط الوسط. قاد فرنسا للفوز بكأس العالم 1998 واليورو 2000، وفاز بدوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس ومارسيليا. كان ديشامب يتمتع بروح الفريق والانضباط، واستمر إرثه كمدرب ناجح للمنتخب الفرنسي. الصخرة البرازيلية، وقائد المنتخب نحو التتويج بكأس العالم 1994، لم يجسد دونغا أسلوب السامبا فقط، بل أعطى البرازيل عنصرا من التنظيم والانضباط، واشتهر باستعادة الكرات وتمريرها بدقة، واختير مرتين في التشكيلة المثالية لكأس العالم. اللافت أن مسيرة دونغا لم تكن مثالية على صعيد الأندية بعدما كانت أبرز محطاته مع فيورنتينا وشتوتغارت، بينما على النقيض تألق دائما مع منتخب البرازيل. اللاعب المحبوب عالميا، رمز التواضع والاجتهاد، كان العنصر الحاسم في فوز ليستر سيتي بلقب البريميرليغ التاريخي 2016، وسيطر على وسط تشلسي لسنوات، متوجا بدوري الأبطال. مع منتخب فرنسا كان كانتي قلب الفريق في التتويج بكأس العالم 2018، وتمنى غوارديولا ضمه، وقال عنه "إنه اللاعب الذي لا يتوقف أبدا". تشابي ألونسو صاحب التمريرات الذكية والقرارات الهادئة، لاعب فذ قاد وسط ليفربول وريال مدريد وبايرن ميونخ، وكان مفتاحا في نهائي إسطنبول الشهير 2005، حين سجل هدف التعادل الذي فتح الطريق أمام ليفربول لقلب النتيجة على ميلان والتتويج باللقب. فاز ألونسو بكأس العالم، ودوري أبطال أوروبا، والدوري في إسبانيا وألمانيا.

شاهد.. كروس نجم ريال مدريد السابق حكما في ألمانيا
شاهد.. كروس نجم ريال مدريد السابق حكما في ألمانيا

الجزيرة

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

شاهد.. كروس نجم ريال مدريد السابق حكما في ألمانيا

تقمّص الألماني توني كروس -اللاعب السابق لريال مدريد وبايرن ميونخ- دور الحكم في إحدى المباريات، وذلك بعد عدة أشهر من اعتزاله كرة القدم. وأدار كروس إحدى المباريات ضمن فعاليات بطولة "دوري الأساطير" (Icon League)، المنافسات التي دشّنها الألماني المعتزل في بلاده بالتعاون مع صانع المحتوى إلياس نيرليش على غرار بطولة دوري الملوك التي أسسها الإسباني جيرارد بيكيه. وجمعت تلك المباراة التي جرت في مدينة دوسلدورف فريقي "ذا باك" (The Pack) وإف سي برلين سيتي (FC Berlin city) ضمن الجولة العاشرة من البطولة، وظهر فيها كروس مرتديا زي الحكم في "مشهد سيبقى عالقا في الأذهان" على حد قول صحيفة "ماركا" الإسبانية. وقال كروس عن هذه التجربة "كنت دائما ما أوجّه الكثير من الانتقادات للحكام وغالبا ما أكون محقا، كنت مقتنعا بأنني سأقوم بالمهمة بشكل أفضل". View this post on Instagram A post shared by The Icon League (@theiconleague) وأضاف "لم تكن هناك مواقف مثيرة للجدل لأن المباراة كانت واضحة من بدايتها"، في إشارة منه إلى عدم وجود أي حالات تحكيمية تقتضي النقاش والاختلاف حولها. إعلان وانهالت عبارات الثناء والمديح على الحكم كروس من قبل خبراء التحكيم في بلاده، حيث اتسم أداؤه بالثقة والهدوء والاتزان. وقال أحدهم في تصريحات أبرزتها صحيفة "سبورت" الإسبانية "كحكم قدّم توني كروس أداء يتميز بالثقة والهدوء. ظهر حازما ومتزنا ولم يسعَ إلى جذب الانتباه وهو ما يتوقعه الجميع من حكم مثالي". وأضاف "لغة جسده وسرعة اتخاذه القرارات وتواصله مع اللاعبين خلال المباراة أظهرت أنه أخذ التجربة على مجمل الجد". وتابع "كان واضحا أن كروس لم يعتبر تحكيم هذه المباراة مجرد تسلية أو وسيلة دعائية بل تحديا رياضيا حقيقيا، وبالطبع كون المباراة كانت من جانب واحد ولم تتضمّن حالات مثيرة للجدل سهّل عليه المهمة". واعتزل كروس (35 عاما) كرة القدم في شهر يوليو/تموز من العام الماضي بعد إقصاء منتخب ألمانيا من الدور ربع النهائي لكأس أوروبا (يورو 2024) أمام إسبانيا بالخسارة 1-2. وقبلها قدّم كروس موسما رائعا (2023-2024) مع ريال مدريد، وتوج خلاله بألقاب الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسباني.

رافينيا.. من لاعب منبوذ ترفضه الأندية لنجم برشلونة الأول
رافينيا.. من لاعب منبوذ ترفضه الأندية لنجم برشلونة الأول

الجزيرة

time٠١-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

رافينيا.. من لاعب منبوذ ترفضه الأندية لنجم برشلونة الأول

في عالم كرة القدم المليء بالأسماء الكبيرة، تظهر بين الحين والآخر قصة تخرج عن المألوف تجمع بين الإصرار والموهبة والظروف الصعبة والتغلب على المستحيل. قصة رافينيا، النجم البرازيلي الذي انطلق من أحياء بورتو أليغري الفقيرة ليصل إلى أعالي المجد في نادي برشلونة، هي واحدة من هذه القصص الملهمة. ولد رافائيل دياس بيلولي، الشهير بـ"رافينيا"، في حي ريستينغا الفقير بمدينة بورتو أليغري وسط بيئة يغلب عليها الفقر والمخدرات، ونشأ فتى نحيفا يلهث خلف الكرة كأنها طوق نجاته وخلاصه من المعاناة. أدرك رافينيا أن خفة حركته وسرعته ربما تعوضه عن بنيته الهزيلة، وكان يجد طريقه للمشاركة في مباريات الحي فقط إن أثبت جدارته. فتعلم المراوغة ليس كمهارة، بل كوسيلة بقاء. سنواته الأولى لم تكن سهلة، فقد عاش رافينيا مع أسرته في شقة صغيرة، وغالبا ما كان يتنقل للتدريب والدراسة دون أن يملك أجرة الحافلة وساعده الغرباء أحيانا في تأمين وجبة أو تذكرة، لكن الأهم أنه لم يفقد الأمل فبالنسبة له، كانت كرة القدم طريق الخروج الوحيد من واقع محبط. صفعة مبكرة في التاسعة من عمره، تلقى رافينيا صفعة مؤلمة حين رفضته فرق الناشئين في نادي غريميو، أحد أعمدة الكرة في بورتو أليغري بسبب جسده الهزيل إلا أن والده مانينيو، الموسيقي وصاحب الروح القتالية، لقنه درسا في عدم الاستسلام. التحق رافينيا بأندية صغيرة محلية مثل سبورت سول وأكاديمية دو مورو قبل أن يشق طريقه لاحقا إلى أوداكس في ساو باولو، ثم إمبيتوبا، حيث بدأ فعليا في جذب أنظار الكشافين. View this post on Instagram A post shared by Raphinha (@raphinha) إعلان عام 2016، خطف رافينيا أنظار أحد أبرز الأسماء في عالم كرة القدم: ديكو، نجم برشلونة والبرتغال السابق الذي رأى في الشاب ما رآه العالم لاحقا، وسعى لنقله إلى نادي بورتو لكن كما حدث في غريميو، جاء الرفض مجددا. اعتبر مسؤولو النادي البرتغالي أن رافينيا غير مؤهل بدنيا للكرة الأوروبية، فلم يتراجع، بل انتقل إلى ناد برتغالي أصغر هو فيتوريا دي غيماريش مقابل 600 ألف يورو. كان مجهولا في الـ19 من عمره، لكنه سرعان ما أصبح اسما مألوفا في الدوري البرتغالي، تحت إشراف المدرب سيرجيو كونسيساو. سجل رافينيا 4 أهداف ومرر 7 تمريرات حاسمة في 40 مباراة لم تكن أرقاما لافتة، لكنها كانت كافية لنقله إلى سبورتنغ لشبونة مقابل 6.5 مليون يورو، ومن ثم إلى رين الفرنسي مقابل 21 مليونا. تنقل رافينيا المستمر بين الدول لم يكن عبئا، بل اختبارا أظهر خلاله نضجه وتطوره في مواجهة تحديات أكبر. شهد عام 2020 قفزة نوعية في مسيرة رافينيا عندما طلبه مارسيلو بيلسا في ليدز يونايتد، ودفع النادي الإنجليزي 18.6 مليون يورو في آخر يوم من سوق الانتقالات، ومنح اللاعب البرازيلي 30 دقيقة فقط ليقرر، فوافق فورا وانتقل إلى البريميرليغ حيث خطف الأضواء. في إنجلترا، كان رافينيا نجما لا يُستهان به بسرعته ومهاراته وأصبح ثاني أكثر لاعب مساهمة بالأهداف بعد محمد صلاح في فترة من موسم 2021-2022، وبات أداة هجومية لا غنى عنها في فريق بيلسا. حلم برشلونة يتحقق ارتبط رافينيا منذ صغره بالنادي الكتالوني، إذ أن علاقته بمواطنه رونالدينيو -مثله الأعلى- كانت عاطفية وعائلية، فوالده كان صديقا للساحر البرازيلي حتى أن الأخير عزف في حفلات "سامبا تري"، فرقة والد رافينيا. جاءت الفرصة في عام 2022 أمام رافينيا لاختيار برشلونة وجهة جديدة، فانتقل إلى كامب نو مقابل 58 مليون يورو، بالإضافة إلى 9 ملايين كمكافآت. View this post on Instagram A post shared by Raphinha (@raphinha) إعلان في البداية، احتاج إلى التأقلم مع أسلوب المدرب تشافي هيرنانديز والكرة الإسبانية، ومع الوقت أثبت نفسه وسجل في الموسم الحالي 30 هدفا وصنع 25، في جميع المسابقات، وبات مع النادي الكتالوني أبرز المرشحين لحصد جائزة الكرة الذهبية هذا العام. رحلة رافينيا تُعد ملحمة حديثة في عالم كرة القدم، تبدأ من أرضيات رملية في إمبيتوبا وتصل إلى أعظم ملاعب أوروبا، ورغم كل إنجاز لا يزال الجناح البرازيلي يرى نفسه في بداية الطريق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store