logo
سَعَد البوَاردِي: المُتَرسِّلُ الأَخِيرُ

سَعَد البوَاردِي: المُتَرسِّلُ الأَخِيرُ

سعورس٠٢-٠٥-٢٠٢٥

على أن أديبنا الراحل -رحمه الله- كانت له زاويا أخرى متنوعة في الصحافة السعودية، وهي زوايا أسبوعية شهدت تحولات نضجه الكتابي، والفني الذي يمكن تقديره في نصف قرن من الزمن، فبين مجلة الإشعاع، وجريدة الجزيرة، ظل البواردي كاتباً مبدعاً في مقالاته، وكانت زواياه الأسبوعية تضيء عالم الصحف السعودية، كاليمامة، والمسائية، والجزيرة، واليوم. ويمكن أن نذكر منها: (من النافذة، والباب المفتوح، ومع الناس) في صحيفة اليمامة، و(السلام عليكم) في صحيفة الجزيرة، و(عالم فوق صفيح ساخن) في صحيفة المسائية، و(نافذة على عالمنا العجيب) في صحيفة اليوم، وأخيراً زاويته الشهيرة في جريدة الجزيرة (استراحة داخل صومعة الفكر).
أبدع في الشعر، وكان رائداً للمدرسة الواقعية فيه، وصدرت له عدة دواوين شعرية، منها مثلاً: (أغنية العودة وذرات في الأفق، ولقطات ملونة، وصفارة الإنذار، ورباعياتي، وأغنيات لبلادي، وإبحار ولا بحر، وقصائد تتوكأ على عكاز، وقصائد تخاطب الإنسان، وحلم طفولي)، وفي النثر، أصدر ستة كتب تناول أكثرها فن المقالة، منها مثلاً: (ثرثرة الصباح، وحروف تبحث عن هوية، واستراحة في صومعة الفكر، وإطلالة حول العالم، وللسلام كلام، وحتى لا نفقد الذاكرة، وكلمات للحياة، وفلسفة المجانين، وأجراس المجتمع، وثرثرة الصباح)، إضافةً إلى مجموعة قصصية واحدة حملت عنوان (شبح من فلسطين)، وبعض إصدارات ثقافية ذات طابع اجتماعي، كما في: (تجربتي مع الشعر الشعبي، وأبيات وبيات، ومثل شعبي في قصة)، وغيرها. وكانت آخر مؤلفاته التي كتبها في العقد الأخير من حياته: (نافذة على عالمنا العجيب، وثرثرة الظهيرة)، وكذلك سيرته (شريط الذكريات) التي أسدل بها الستار على عمر أدبي جميل.
غير أن الذي لا يُعرف كثيراً عن أديبنا البواردي رحمه الله - وأرجو أن يتوجه إليه الباحثون والمهتمون - أنه كان من طائفة المترسّلين القلائل الذين أخذوا ينضبون في هذا الزمن، ولعل كتابه (رسائل إلى نازك) الذي كتبه مخاطباً ابنته، كان خاتمة أدب الرسائل الرصين، وقد اختط فيه مسلك حمزة شحاتة في رسائله إلى ابنته شيرين.
لقد كان البواردي من أواخر الذين تفنّنوا في أدب الرسائل، سواء من جهته المضمونية، وغاياته التواصلية، أو من جهته الشكلية والفنية, وما أجمل قوله مخاطباً ابنته بهذه الرسائل، عندما قال: «ثم يا صغيرتي نازك، وأنت طفلة، أو ما دون الطفلة، إنني أخاف عليك، أخاف عليك يا صغيرتي من شيء خافه جدك على أمك، وخافه أبوك عليك، وعلى أولاده وأحفاده، وعسى أن لا يكون، أخاف عليك يا وحيدتي أن تعيشي جاهلة الفهم لما حولك..». رحم الله آخر المترسلين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الإعلام والحج...
الإعلام والحج...

المدينة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدينة

الإعلام والحج...

.. في الحجِّ تعيش كل القطاعات حالة استنفار كامل لخدمة ضيوف الرَّحمن..كل قطاع في نطاقه، وأدواره، ومسؤوليَّاته..تتضافر الجهود، تتكامل الخدمات، والهاجس المشترك هو تحقيق حجٍّ آمنٍ ميَّسر.والإعلام هو الآخر يعيش ذات الحالة في مختلف مجالاته (المقروءة والمسموعة والمرئية).. لكنَّه يحمل هاجسًا مختلفًا.. فماذا عن الإعلام في الحجِّ...؟!*****.. في أيِّ دولة في العالم غالبًا حين تُقام على أراضيها مناسبة سياسيَّة، أو اقتصاديَّة، أو حتى رياضيَّة وثقافيَّة يلتقطها الإعلام كفرصة يقوم بتوظيفها واستثمارها من أجل تقديمها كرسالة وطنيَّة تعريفيَّة موجَّهة للعالم.ونحن في المملكة، أكرمنا الله تعالى بهذه الشَّعيرة العظيمة، تتكرر في كلِّ عام، حيث يجتمع على ثرى الأرض المقدَّسة الملايين من كلِّ أصقاع الدنيا.فهل استثمرنا هذا التجمُّع الإسلامي الضخم (إعلاميًّا) لتعزيز الصورة الفارهة لهذا الوطن العظيم..؟*****.. ثم عندما نتحدَّث عن الإعلام والحجِّ، فهناك مجموعة من الحقائق يجب أنْ نقف عندها:أوَّلها: علينا أنْ نعي أنَّ المرحلة اختلفت تمامًا تمامًا في الظروف والمعطيات والأدوات.. ففي السابق كنا نواجه تلك الحملة المعتادة (تسييس الحجِّ)، لكن صوتها -رغم تكراره- ظلَّ باهتًا وممجوجًا، وليس ذا بال ولا أثر.اليوم الوضع اختلف.. أصبحنا نواجه حملات مركَّزة ومكثَّفة ضدَّ المملكة من كلِّ الاتجاهات.وثانيها: أنَّ هذه الحملات لها ميزانيات، وجهات، وأيدلوجيات، ومنصَّات، وحسابات وهميَّة، وربَّما في الغرف المظلمة ماهو أخطر وأعظم.وثالثها: يُعتبر الحجُّ أهم أحد المستهدَفات المهمَّة والثرية لهم، وإذا كنا نقوم بتوظيف الحدث إعلاميًّا لنا فإنَّ تلك الحملات توظِّف الحدث في الاتِّجاه المعاكس (تشويهًا وتحريضًا وتزويرًا)، ناهيك عمَّا لديهم من قدرات واحترافيَّة في صناعة محتويات وهميَّة...!*****.. هذا يتطلب أن يكون لدينا إعلام مواجه قوي وإستراتيجية إعلامية مختلفة بعيداً عن النمطية الإعلامية المعتادة، وأعتقد أن وزارة الإعلام محتاجة إلى بناء شراكات مع شركات إعلامية عالمية متخصصة، تقوم ببناء المحتويات ذات الجودة العالية ونشرها عالمياً.. ولا أدري حقيقة إن كان لدى الوزارة مثل هذه الشراكات أم لا..؟!*****.. أخيرًا.. مليونا حاجٍّ سيأخذون معهم تلك المشاهد الذهنيَّة عن الجهود العظيمة للدولة السعوديَّة، وعن الإنسانيَّات والحميميَّات والابتسامات والورود ليرووها في أوطانهم.. إنَّه إعلام الواقع الذي ينقل الحقيقة بعيون المنصفين..

أستاذي أسامة السباعي إلى رضوان الله
أستاذي أسامة السباعي إلى رضوان الله

المدينة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدينة

أستاذي أسامة السباعي إلى رضوان الله

تمتدُّ علاقة آل جمال، بآل السباعي، إلى ما يقارب القرن من الزَّمان.. وهي علاقة قائمة في مجال الأدب، والثقافة، والصحافة، والطوافة، والشأن العام، علاقة بُنيت على التقدير والاحترام والمحبَّة والوفاء، علاقة لم تكن في يوم من الأيام مصلحيَّة، أو نفعيَّة إلَّا فيما ينفع النَّاس، وما هو مشترك في خدمة الدِّين، ثمَّ الوطن، والمجتمع.رحم الله مَن مضى، وبارك فيمن بقي..من المحطَّات الرئيسة في علاقة الوالد الشيخ صالح محمد جمال، والعم الشيخ أحمد السباعي -يرحمهما الله- هي محطَّة الصَّحافة.. فقد أسَّس الوالد -يرحمه الله- صحيفة حراء عام 1376هـ، ثمَّ أسَّس الشيخ أحمد السباعي صحيفة الندوة عام 1377هـ، ثمَّ تمَّ دمجهما عام 1378هـ بقرار من مديريَّة الإعلام وقتها؛ وصدرتا باسم (الندوة)؛ وعلى إثر ذلك وفي عام 1379هـ اشترى الوالد امتياز الندوة من الشيخ أحمد لتخلُّص ملكيَّة امتياز الندوة للوالد -يرحمه الله-.علاقات الوالد بالعم أحمد قديمة كما أسلفت، وأذكر في طفولتي مرور العم أحمد السباعي -يرحمه الله- بمكتبة الثقافة فرع الطَّائف خلال شهور الصَّيف، حيث كان الطَّائف مصيف المكيِّين المفضَّل؛ ولازلت أتذكَّر خطواته المُتَّئِدة، وملامح وجهه وابتسامته ووقاره -يرحمه الله-..وأمَّا علاقتي بابنه الأستاذ أسامة، فهي امتداد لعلاقة المحبَّة والاحترام والتقدير، والسير في دروب الصَّحافة، التي كتب الله لي المشي فيها مواصلةً لمسير والدي، وعمِّي أحمد جمال -يرحمهما الله-.. فقد حملت القلم من بعدهما حِمْل مسؤوليَّة شعرت بها بعد وفاتهما تباعًا في عامي 1411هـ و1413هـ -رحمهما الله-..وفي منتصف عام 1414هـ، كان أول من طرقت باب مكتبه -بعد تردد- لأستشيره حول بدء مشوار حمل القلم، وإكمال المسير الطويل، الذي قطعه الوالد والعم -يرحمهما الله- قبلي بعقود على بلاط صاحبة الجلالة؛ -كان- هو الأستاذ أسامة السباعي، وكان -وقتها- رئيس تحرير صحيفة المدينة المنورة، فرحب وشجع، وبدأ بنشر ما أكتبه في صفحة عالم المدينة.وقد حظيت منه بعناية كريمة، هي من صميم أخلاقه الكريمة، وأدبه الرفيع، ومعدنه النقي -رحمه الله-، فقد كان هو مَن اختار لي اسم الزَّاوية التي خصَّصها لي وهو (خلجات)؛ وهو كان مَن يختار لها أفضل موضع لمقالي في صفحات الصحيفة، ومنها صفحة الرَّأي. وهو بذلك صاحب فضل عليَّ، لا أنساه، وسأظلُّ وفيًّا داعيًا له بحسن الجزاء من الله -عزَّ وجلَّ-.رحمه الله رحمة الأبرار.. كان هيِّنًا ليِّنًا بشوشًا مهذَّبًا.. فقد زاملته عن قُرب في مجال الطوافة، في عضويَّة مجلس إدارة مؤسَّسة مطوِّفي حجَّاج الدول العربيَّة، فكان نعم الزميل لي، ولكل مَن عمل معه -رحمه الله-. وقد سلَّم في السنوات الأخيرة راية الطوافة من بعده لابنه م. ياسر؛ ليكمل ما بدأه أبوه وجدُّه في هذا المجال؛ مجال الشرف في خدمة وفد الرَّحمن. وصادف وقت استلام م. ياسر السباعي راية خدمة ضيوف الرَّحمن من أبيه، أنْ استلم شقيقي ماهر نفس الرَّاية، وعملا سويًّا في مؤسَّسة ثمَّ شركة مطوِّفي حجَّاج الدول العربيَّة. فالمسيرة والعلاقة بين الأسرتين -بفضل الله- تستمر على أسس المحبَّة والمعروف..وبمناسبة الحديث عن الطوافة، فهي من المجالات التي جمعت أيضًا الوالدين، والدي الشيخ صالح جمال، والشيخ أحمد السباعي -رحمهما الله- كما جمعتهما دروب الأدب والصحافة؛ حيث كتبا في الصحف والكتب، وشاركا في لجان بشكلٍ جادٍّ ومثابر على مدى عقود من أجل تطوير مهنة الطوافة وتحسين أحوال المطوِّفين من أجل تحسين ما يُقدِّم من خدمات لضيوف الرَّحمن؛ وكان ما يطرحانه موضع تقدير من المعنيِّين ولعلَّ من أبرز ما طرحوه وأخذ به انتقال مهنة الطوافة من عهد الأفراد إلى عهد المؤسَّسات.. جعل الله ذلك في موازين حسناتهم.رحم الله أستاذي الكبير أسامة بن أحمد السباعي، ورحم والده، ووالدي، وأموات المسلمين رحمة الأبرار.

ختام مهرجان بطولة العالم لخيل الجزيرة في الرياض..
ختام مهرجان بطولة العالم لخيل الجزيرة في الرياض..

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

ختام مهرجان بطولة العالم لخيل الجزيرة في الرياض..

برعاية كريمة من نائب أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز اختتمت اليوم في مدينة الرياض فعاليات مهرجان بطولة العالم لخيل الجزيرة 2025 بتتويج الفحل "الفهد" بذهبية الأفحل. اشتمل المهرجان على بطولة العالم لخيل الجزيرة وبطولة المملكة الدولية لجمال الخيل العربية الأصيلة بنسختها الرابعة بمشاركة ما يزيد من " 200 " رأس من نخبة الجياد العربية . يقام المهرجان تحت إشراف مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة بمشاركات من دولة مختلفة حيث يعد حدثاً بارزاً يجمع بين الأصالة والتراث والتاريخ، كما تعتبر الجزيرة العربية موطن الخيل العربية ثم انتشرت في أنحاء العالم ويسجل التاريخ الاهتمام الكبير للخيل العربية وأهميتها بالمملكة. توشحت بذهبية المهرات عمر سنة المهرة عليا العرب – ذهبية الأمهار عمر سنة للمهر اس كي سيف – ذهبية المهرات ( 2-3 ) سنوات للمهرة عليا الشامخ – ذهبية أمهار ( 2-3 ) سنوات للمهر شقران سما نجد - ذهبية الأفراس للفرس مودة راية العز - ذهبية الفحول للفحل الفهد . بطولة العالم لخيل الجزيرة 2025 توشحت ذهبية المهرات أعمار سنة للمهرة شامة الخالد – ذهبية الأمهار أعمار سنة للمهر سيف الوادي – ذهبية المهرات ( 2-3 ) سنوات للمهرة عيناء الخالد – ذهبية الأمهار ( 2-3 ) سنوات للمهر اس ان سراج – ذهبية الأفراس للفرس دي فنار – ذهبية الفحول للفحل سلام أكمل . أما بطولة الخيل سعودية الأصل والمنشأ ذهبية المهرات للمهرة ديباج – ذهبية الأمهار للمهر مناف المزموم – ذهبية الأفراس للفرس دهيمة عذبة – ذهبية الفحول للفحل فهد العارض .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store