logo
من هو القاتل الذي صُنع من جلده كتاب؟

من هو القاتل الذي صُنع من جلده كتاب؟

سيدر نيوز٢٦-٠٤-٢٠٢٥

اكتُشف مؤخراً أنّ غلاف أحد الكتب المحفوظة في متحف سوفولك في المملكة المتحدة، مصنوع من جلد رجل شُنق لارتكابه جريمة قتل بشعة، منذ ما يقرب من 200 عام.
أُدين ويليام كوردر بقتل امرأة عام 1827، وهي الجريمة التي هزت بريطانيا خلال العصر الجورجي، وأصبحت تُعرف باسم جريمة قتل 'الحظيرة الحمراء'.
أدرك المسؤولون في متحف قاعة مويس في بلدة بوري سانت إدموندز الإنجليزية أن الكتاب الذي لطالما تم تجاهله وكان موجوداً على أحد رفوف المكتبة، أصبح الآن في الواجهة.
وكانت عائلة لها صلات وثيقة بالجرّاح الذي قام بتشريح جثة ويليام كوردر، منذ عقود، قد تبرعت بالكتاب.
إذاً، ما الذي نعرفه عن ويليام كوردر، وجريمة القتل التي ارتكبها؟
من هو وليام وضحيته ماريا؟
كان ويليام ينحدر من عائلة من الطبقة المتوسطة، من المزارعين المستأجرين في قرية بولستيد الواقعة بين بلدتي إبسويتش وسودبوري، في مطلع القرن التاسع عشر.
أحب ويليام وماريا مارتن بعضهما، كان ويليام كبير عائلته في سن الثانية والعشرين من عمره وكان يُعرف بولعه بالنساء.
أما ماريا فكانت في الرابعة والعشرين، وتعيش في منزل عائلتها، مع والدها صائد القوارض (يصيد الخُلد لحبسه، أو قتله في الأماكن التي يمكن أن يؤذي فيها هذا الحيوان المحاصيل الزراعية) وزوجة أبيها، وأختها، وابنها الصغير. وربما رأت ماريا في ويليام الشاب وسيلة للهروب من حياتها.
في عام 1827، توصل ويليام إلى خطة للهروب، حيث طلب من ماريا أن تقابله في الحظيرة الحمراء، في مزرعة كوردر، على أن يهربا إلى إبسويتش، لعقد قرانهما. ولم يشاهد أحد ماريا منذ ذلك الحين، بينما اختفى ويليام عن الأنظار.
تقول القصة إن ويليام غادر سوفولك، وكتب إلى عائلة ماريا، ليقول إنه هرب معها إلى جزيرة وايت.
لكنه في الواقع كان متحصناً خارج لندن، بينما دُفنت ماريا حيث كان 'موعد العشاق'، بعد أن أُصيبت بطلق ناري في الرقبة.
وبعد عام تقريباً، كما تقول الحكاية، رأت زوجة والد ماريا حُلماً بأن الفتاة ميتة في الحظيرة الحمراء، ما دفع والد ماريا إلى الحفر بالمجرفة، ليعثر بالفعل على رفات ابنته.
ومع استمرار مطاردة ويليام، تتبعت السلطات أثره، الذي أنكر أي معرفة بماريا، لكن كان كان تلقّى رسالة من بولستيد تخبره بالعثور على جثتها.
يقول دان كلارك، مسؤول التراث في متحف قاعة مويس : 'بعد هرب ويليام وبينما كان وحيداً، وضع إعلاناً في الصحيفة، يطلب فيه زوجة جديدة'.
المحاكمة والشنق العلني
أُحضر ويليام إلى بلدة بوري سانت إدموندز، متهماً بعشر تهم بالقتل، كل منها يستند إلى نظرية مختلفة حول وفاة ماريا، ما عزز فرص إدانته.
وادعى ويليام في دفاعه، أن ماريا قتلت نفسها، وبالتالي اتهم المرأة المتوفاة، بارتكاب جريمة،عقوبتها الإعدام.
وأُدين ويليام بعد محاكمة استمرت ليومين، وقال ويليام في اعترافه الأخير، إنه أطلق النار على ماريا بالخطأ، أثناء مشادة كلامية فأرداها قتيلة.
BBC
وتشير التقديرات إلى أن ما بين سبعة آلاف إلى عشرة آلاف شخص حضروا لرؤية ويليام مشنوقاً خارج السجن في ظهيرة يوم 11 أغسطس/ آب من عام 1828. وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، اصطف الناس في طابور أمام جثمانه في قاعة شاير في البلدة.
ويقول دان كلارك، مسؤول التراث في متحف قاعة مويس : 'تقول القصة إنه كان هناك الكثير من الناس، لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إخراج ويليام خارج السجن، لذلك اضطروا إلى إحداث خرق في جدار جانبي في المبنى، وإنشاء منصة مؤقتة، لتنفيذ عقوبة الشنق'.
وأضاف 'كان هناك غناء ورقص، وكان بإمكانك شراء جزء من الحبل الذي شُنق به بعد ذلك'.
أصبحت بولستيد والحظيرة الحمراء، وحتى شاهد قبر ماريا مزارات سياحية، بل إنّ محبي التذكارات كسروا شاهد القبر.
أوحت قصة الجريمة في الحظيرة الحمراء تأليف الكتب والمسرحيات والموسيقى، بل إنها باتت تمثل ثقافة الجريمة الحقيقية حتى يومنا هذا.
وعلى مدى قرنين من الزمن، أصبحت القصة مثيرة، بينما شُوشت تفاصيل القصة الحقيقية بين السطور. ولعل ما يقوّي القصة، هو القدرة على الوقوف وجهاً لوجه أمام صورة ويليام، وهو مغمض العينين، حيث يُحتفظ بقناع موته في قاعة مويس، وقلعة نورويتش. – قناع الموت يُصنع عادةً من الشمع أو الجبس لنقل ملامح الشخص المتوفى عند الموت-.
استُخدمت جثة ويليام، لتعليم طلاب الطب في مستشفى غرب سوفولك، على مدى سنوات عديدة، حتى بدأ هيكله العظمي في التداعي في نهاية المطاف.
و كان يُحتفظ بكتابين مغطيين بجلده وجزء من فروة رأسه، بما في ذلك الأذن، كان يُحتفظ بهما كزينة بشعة. ويوجد الكتابان في قاعة مويس. ويحتوي المتحف على العديد من القطع الأثرية الخاصة بجريمة القتل في الحظيرة الحمراء، بما في ذلك الكتابان المغطيان بجلد ويليام.
BBC
ويعتقد تيري ديري، الذي أنتج العمل التلفزيوني 'القصص التاريخية المرعبة' أن ويليام 'تعرض للتشويه بينما صُورت ماريا، بشكل غير صحيح، على أنها شابة بريئة.'
وقال المسؤولون عن قاعة مويس إنهم سيُعيدون التركيز على ويليوم، من خلال معرض قريب، يسلط الضوء على الضحايا من النساء، في تاريخ سوفولك، بما في ذلك ماريا.
وقالت آبي سميث، المساعدة في قسم التراث، إن 80 في المئة ممن زوارها كانوا متشوقين، لمعرفة المزيد عن جريمة القتل في الحظيرة الحمراء.
وأضافت أن كيفية انتهاء الجريمة مثّل عاملاً رئيساً لجذب الناس، فكان المشهد غير متوقع. 'إنها جريمة دموية وبشعة، ويبدو أن الناس يحبون ذلك، وهو أمر مثير للقلق'.
ما الذي نعرفه عن الكتابين؟
يدور الكتاب الأول حول المحاكمة، وكتبه الصحفي جاي كورتيس، ويحمل الكتاب عنوان 'محاكمة وليام كوردر'.
ويحتوي الكتاب على شرح، كتبه جورج كريد، الجرّاح الذي أجرى عملية تشريح ويليام كوردر، والذي ينص على أن الجراح نفسه هو من قام بدبغ الجلد، وتجليد الكتاب عام 1838.
يُعتقد أن الكتاب الآخر هو نفس الطبعة، ولكنه يحمل عنوان 'بولستيد- ويليام كوردر'. تبرعت عائلة، تربطها علاقات وثيقة بجورج كريد، بهذا الكتاب للمتحف، كما ترك كريد عدداً من ممتلكاته للمتحف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وسم '#أحمد_الطنطاوي_فين' يعود إلى الظهور على منصات التواصل الاجتماعي في مصر
وسم '#أحمد_الطنطاوي_فين' يعود إلى الظهور على منصات التواصل الاجتماعي في مصر

سيدر نيوز

timeمنذ 9 ساعات

  • سيدر نيوز

وسم '#أحمد_الطنطاوي_فين' يعود إلى الظهور على منصات التواصل الاجتماعي في مصر

BBC خرج المعارض السياسي المصري أحمد الطنطاوي من السجن، الأربعاء، حسبما أعلنت زوجته الإعلامية رشا قنديل. لكنّها كتبتْ في وقت لاحق على حسابها عبر منصة إكس تقول إنّ زوجها 'غير معلوم مكان احتجازه حتى الآن'، رغم خروجه من السجن قبل حوالي 'ثماني ساعات'. وقال الحقوقي خالد علي، محامي الطنطاوي، إنّ موكّله 'حتى الآن لم يُطلَق سراحه'، موضحاً أنه 'خرج من السجن لكنّ خطّ سير الترحيلة ليس معروفاً بعد'. وعلى صفحته عبر فيسبوك، تساءل خالد علي: 'هل سيتم إطلاق سراح الطنطاوي من محل إقامته بكفر الشيخ؟ أم من مكان تحرير محضر القضية بقسم المطرية؟'. وأثارت هذه التصريحات حالة من الترقّب لدى الناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليسأل بعضهم عن مكان احتجاز المرشح الرئاسي ونائب البرلمان السابق، تحت وَسْم #أحمد_الطنطاوي_فين؟، والذي سبق وكان متداولاً عند إلقاء القبض على الطنطاوي قبل إيداعه السجن قبل عام. بينما قلّل آخرون من أهمية الخبر، ليسأل البعض عمّا يمكن أن يحدث بعد خروج الطنطاوي من السجن. فيما تساءل البعض عن سبب حبْس الطنطاوي من الأساس؟ مطالبات بالإفراج عنه يأتي ذلك بعد عام من السجن استوفى أحمد الطنطاوي قضاءه مساء الاثنين، لكنْ تقرّر تأجيل إطلاق سراحه إلى اليوم الأربعاء. وفي 27 مايو/أيار 2024، أُلقي القبض على الطنطاوي في قاعة المحكمة بعدما رُفض الاستئناف المقدَّم منه على حُكم بالحبس لمدة عام، في القضية المعروفة إعلامياً بقضية 'التوكيلات'. وفي 27 أبريل/نيسان 2025، أي قبل شهر من استيفائه مدة الحبس، قررتْ نيابة أمن الدولة العليا في البلاد استدعاء الطنطاوي من محبسه بسجن العاشر من رمضان، ليخضع للتحقيق في قضيتين جديدتين، بتُهمة التحريض على الإرهاب، والتحريض على التجمهر؛ لكن التحقيق انتهى بقرار من نيابة أمن الدولة العليا بإخلاء سبيله على ذمة التحقيقات في القضيتين، وفقاً للمحامي خالد علي. كما أعربت إحدى عشرة منظمة حقوقية (بينها المفوضية المصرية لحقوق الإنسان والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية) عن خشيتها، من احتمال 'تدوير' طنطاوي في قضايا جديدة، بهدف الاستمرار في حبسه. وفي بيان مشترك ، طالبت المنظمات الإحدى عشرة بإسقاط كافة التُّهم الموجهة إلى الطنطاوي وحِفْظ القضيّتين موضوع التحقيق معه مؤخراً، ووضْع حدّ لاستهدافه ومؤيديه وأسرته'. أيضاً، طالبت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان بسرعة الإفراج عن الطنطاوي بعد تنفيذه الحكم القضائي الصادر بحقّه، مُحذّرة من 'تدويره على ذمة قضايا كيدية' أخرى. وفي مايو/أيار 2024، قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، مارتا هورتادو، في بيان 'نشعر بقلق بالغ إزاء القرار الذي أصدرته محكمة استئناف القاهرة في 27 مايو بتأييد حكم السجن لمدة عام مع الشغل ضد النائب السابق في البرلمان الذي كان يرغب في الترشح للرئاسة أحمد الطنطاوي و22 من أنصاره'. وفي يونيو/حزيران 2024، رأت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان لها أن 'معاقبة الطنطاوي ومؤيديه تكشف مجدداً غياب أي تسامح من السلطات مع النشاط السلمي'، مطالبةً السلطات المصرية بـ'التراجع الفوري وإطلاق سراح الطنطاوي ومؤيديه'. وينصّ القانون المصري، فيما يتعلق بتنظيم ممارسة الحقوق السياسية، على عقوبة بالسجن لمدة لا تقل عن سنة و/أو غرامة من ألف إلى خمسة آلاف جنيه مصري لـ 'طبع أو تداوُل بأية وسيلة بطاقة إبداء الرأي أو الأوراق المستخدمة في العملية الانتخابية دون إذن من السلطة المختصة'. ويعتبر أحمد الطنطاوي، 46 عاما، أحد أبرز الوجوه التي لمعتْ في الساحة السياسية المصرية على مدار العقد الأخير، لا سيما بعد اعتزامه الترشّح للانتخابات الرئاسية في 2023. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تزوج الطنطاوي من الإعلامية والناشطة رشا قنديل، والتي استُدعيتْ في وقت سابق من الأسبوع الجاري للتحقيق معها في قضية أمن دولة بتُهمة 'نشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي'، قبل أن يُفرَج عنها بكفالة وقدرها 50 ألف جنيه مصري (حوالي ألف دولار أمريكي).

بحثاً عن مواقع "حزب الله".. "BBC" في جنوب لبنان
بحثاً عن مواقع "حزب الله".. "BBC" في جنوب لبنان

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ يوم واحد

  • القناة الثالثة والعشرون

بحثاً عن مواقع "حزب الله".. "BBC" في جنوب لبنان

بثت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) تقريرا مصورا من جنوب لبنان، وقالت الهيئة انها "حصلت على فرصة نادرة لتغطية عملية نفذتها القوات الفرنسية، وهي جزء من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، أثناء بحثها عن مواقع استخدمها حزب الله لشن هجمات ضد إسرائيل". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

تفاصيل جديدة عما حدث داخل غواصة "تيتان" قبل تحطمها
تفاصيل جديدة عما حدث داخل غواصة "تيتان" قبل تحطمها

الديار

timeمنذ 2 أيام

  • الديار

تفاصيل جديدة عما حدث داخل غواصة "تيتان" قبل تحطمها

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب كشفت تسجيلات صوتية اللحظات الأخيرة في غواصة "تيتان" قبل تحطمها أثناء رحلتها إلى حطام "تايتانك" في حزيران 2023. ووصق فيديو حصلت عليه هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" اللحظة التي سمع فيها طاقم السفينة الداعمة صوت انهيار الغواصة، بينما كانت زوجة الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن جيت" تتابع شاشة الكمبيوتر الخاصة باستقبال الرسائل. وكشفت التحقيقات أن رسالة "تم إسقاط وزنين" التي أرسلتها الغواصة قبل اختفائها جاءت متأخرة عن لحظة الانهيار الفعلية، مما خلق انطباعا خاطئا بأن الأمور تسير بشكل طبيعي. وفي الواقع، كانت الغواصة قد انهارت بالفعل تحت الضغط الهائل على عمق 3300 متر، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب الخمسة على الفور. ومن بين الضحايا الرئيس التنفيذي للشركة ستوكتون راش، إلى جانب مستكشفين ورجال أعمال من جنسيات مختلفة. وكشفت التحقيقات المستمرة أن هيكل الغواصة المصنوع من ألياف الكربون بدأ يعاني من مشاكل قبل عام كامل من الحادث، حيث سجلت غوصة سابقة أصواتا تحذيرية تم تفسيرها خطأ على أنها "حركات طبيعية". وأكد الخبراء على أن استخدام ألياف الكربون في أعماق البحار كان خيارا غير تقليدي، حيث بدأت مكونات الهيكل بالانفصال تدريجيا. وعلى الرغم من التحذيرات العديدة من خبراء وموظفين سابقين، واصلت الشركة تشغيل الغواصة في رحلات متتالية. وتنتظر السلطات البحرية الأمريكية الانتهاء من التحقيق الشامل قبل إصدار التقرير النهائي، بينما تواصل الأسر المتضررة مواجهة تبعات هذه المأساة التي أودت بحياة أحبائهم خلال رحلة كان من المفترض أن تكون استكشافية فريدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store