
معتصم رداد.. شهيد الإهمال الطبي المتعمد
غزة- مدلين خلة - صفا
لم تكن لحظات الحرية التي حظيّ بها الأسير المحرر في صفقة "طوفان الأقصى" معتصم رداد كفيلة بأن يرى نور الشمس ويتمتع بحياة أخرى خارج أسوار السجن، بل كانت رحلة علاج لمرض نهشّ جسده وأبقاه طريح الفراش حتى أُعلن عن استشهاده في جمهورية مصر العربية مبعدًا عن أهله.
19 عامًا من الشوق لأهله ختمّها بالموت غريبًا في بلادٍ لم تقدم له سوى بضع حبات من الدواء تسكن ألم جسده، فكان المرض موت بطيء وصل بفصوله للحلقة الأخيرة.
ومساء الخميس، أعلن مكتب إعلام الأسرى، عن استشهاد المحرر المبعد إلى مصر معتصم رداد (43 عامًا)، من مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد تدهور حالته الصحية، جراء إصابته بمرض السرطان داخل سجون الاحتلال خلال فترة اعتقاله البالغة 18 عامًا.
جرائم مركبة
والمحرر رداد كان يُعد من أبرز الحالات المرضية في سجون الاحتلال، حيث واجه جرائم طبية مركّبة منذ اعتقاله عام 2006 وحتى الإفراج عنه ضمن المرحلة السابعة من الصفقة في شباط/فبراير الماضي.
ولم يعاني رداد من الإهمال الطبي فحسب، بل تجاوز ذلك التعذيب النفسي والجسدي، لتتفاقم معاناته في سجون الاحتلال، ويتفشى المرض في أنحاء جسده ويأكل أعضاؤه.
يقول شقيقه عمرو رداد لوكالة "صفا": "كان أملنا كبيرًا بأن ينتصر معتصم على المرض ونلتقي به، فهو نزيل في مستشفى مصري منذ لحظة الإفراج عنه".
ويضيف أن "الاحتلال منعني ووالدتي وإخواني من السفر للقائه، فكان التواصل معه فقط عبر الهاتف".
ولم يتمكن أحد من أفراد عائلته من الوصول إليه سوى عمه، الذي كان متواجدًا في الخارج وقت الإفراج عنه، فرافقه في المستشفى منذ لحظة خروجه وحتى استشهاده.
أمل بالشفاء
ويتابع "لقد كان لدينا أمل بأن يتمكن معتصم من تجاوز الانتكاسة التي ألمّت بوضعه الصحي خلال الأيام العشرة الماضية، كما اجتاز غيرها في سجون الاحتلال، لكنه استشهد".
ويؤكد أن مرض السرطان استفحّل في جسد شقيقه، ومن ثم أصيب بجرثومة في الرئتين، لتنتهي بشهادته في واحدة من أصعب القصص المرضية داخل سجون الاحتلال.
وكان معتصم قال في رسالة سربها من داخل السجن أواخر فترة اعتقاله: "معاناتنا كمرضى في السجون لا يمكن تصورها بأي شكل من الأشكال، نحن نموت يوميًا. نحن محتجزون في زنازين، ومحاصرون بالجوع والعطش والقمع والتنكيل والتعذيب، ومحرومون من أدنى شروط الرعاية الصحيّة."
وأضاف "كلمتي الأخيرة، إن كتب الله لي الشهادة في السّجن، لا أريد من أحد أن يطالب بجثماني، فمن تركني أموت داخل السجون لا يحق له المطالبة بجثماني".
وخلال الأشهر الأخيرة من اعتقاله، تعرض الشهيد رداد لعمليات تنكيل ممنهجة، كان الهدف منها قتله.
وجرى قمعه ونقله من "عيادة سجن الرملة" إلى سجن "عوفر" واحتُجز داخل زنزانة لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، ما فاقم من تدهور حالته الصحية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة خبر
منذ 2 أيام
- وكالة خبر
ترامب: إطلاق النار قرب المتحف اليهودي في واشنطن "معاداة للسامية"
أدان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واقعة إطلاق النار التي وقعت في العاصمة واشنطن بالقرب من المتحف اليهودي، وأسفرت عن مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية. وأكد الرئيس الأمريكي، عبر منصة "تروث سوشيال"، أنَّ هذه الأعمال تُظهر بوضوح معاداة السامية التي يجب أن تتوقف الآن. وقدَّم "ترامب" تعازيه لعائلات الضحايا، مؤكدًا أنَّ الكراهية والتطرف ليس لهما مكان في الولايات المتحدة الأمريكية. وتابع: "من المحزن جدًا أن تحدث مثل هذه الأمور، حفظكم الله جميعًا". وأفاد إعلام إسرائيلي، أن الرئيس ترامب اتصل بسفير تل أبيب في الولايات المتحدة لتعزيته. وفي وقت سابق، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية كريستي نويم، مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية؛ في إطلاق نار بالقرب من المتحف اليهودي بواشنطن. وحسب مصادر في الشرطة الأمريكية، نقلت عنها شبكة "أي بي سي نيوز" الأمريكية، فإنَّ القتيلين مرتبطان بالطاقم الدبلوماسي للسفارة. من جهته، أعلن مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، أنَّ فرقة مكافحة الإرهاب التابعة للوكالة تتعاون مع الشرطة للتحقيق في حادث إطلاق النار، ووقع خارج فعالية كانت تقام في المتحف اليهودي. وأفادت "رويترز"، باعتقال المشتبه به في ارتكاب الحادث، ويدعى إلياس رودريجيز من مدينة شيكاغو وعمره 30 عاما. فيما ذكرت وسائل إعلام أمريكية، أنَّ فرقة مكافحة الإرهاب التابعة لـ"إف بي آي" تتولى التحقيق في الحادث؛ لتحديد دوافع المشتبه به ومدى تورطه في الجريمة. يذكر أنَّ المتحف اليهودي بالعاصمة يقع في منطقة شمال غرب واشنطن، وهو من المعالم الثقافية المهمة في المدينة.


وكالة الصحافة الفلسطينية
منذ 3 أيام
- وكالة الصحافة الفلسطينية
مستوطن يعتدي على مقام الشيخ أحمد الدجاني في مقبرة مأمن الله
القدس المحتلة - صفا اعتدى مستوطن، ليلة أمس، على مقام الشيخ أحمد الدجاني، في مقبرة مأمن الله غربي القدس المحتلة. وقال مدير لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس أحمد الدجاني لوكالة "صفا"، إنه تفاجأ باعتداء المستوطن على مقام وقبر الشيخ أحمد الدجاني الموجود منذ أكثر من 700 عام في مقبرة مأمن الله. وأوضح أحمد أن المستوطن قام بإزالة شاهد قبر الشيخ أحمد الدجاني، وحطم قفل باب المقام، وأدخل أثاث إلى المقام. وأضاف أنه توجه إلى مقام جده الشيخ أحمد الدجاني اليوم في مقبرة مأمن الله، ولكن شرطة الاحتلال رفضت دخوله للمكان، رغم أن مفاتيح المقام من بلدية القدس. وبين أن العائلة بدورها سترفع قضية ضد المستوطن وبلدية القدس، بسبب الاعتداء على المقام وإزالة شاهد القبر ووضع الأثاث داخله، ومنعهم من الوصول إليه.


وكالة خبر
منذ 4 أيام
- وكالة خبر
إصابة ٣ جنود إسرائيليين بانهيار مبنى في قطاع غزة
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة 3 جنود، منهم اثنان وصفت جروحهما بالخطيرة، جراء انهيار جزء من مبنى في قطاع غزة. وأفاد موقع "حدشوت للو تسنزورا"" بانهيار مبنى على القوات في قطاع غزة مما أدى لإصابة 2 بجراح خطيرة ،وواحد بجراح متوسطة. وذكرت مواقع إسرائيلية إن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت حظرا على نشر معلومات حول الحدث الأمني. من جانبها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عن استهداف دبابة ميركافا بقذيفة (RPG) توغلت في محيط ملعب أبو رجيلة بمنطقة خزاعة شرق خانيونس ،وأن مجاهدوها اشتعال النيران فيها. وتُواصل فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقدسات، ضمن معركة "طوفان الأقصى"، والرد على جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع.