احذروا من (المشوطن) عند اقامة الصلاة
كانت الدهشة تعلو وجوه الكثير من المغردين العرب وهم يتساءلون عن حقيقة (جلوس عدد من المصلين أمام منازلهم فى مساء يوم 15 ابريل 2023م على مصلاهم فى انتظار لحظة افطار رمضان) بينما اصوات الانفجارات والدخان وزخات الرصاص تملأ الأفق ، إنها لحظة طمأنينة خاصة.. انه (ركن الصلاة).. وصف الجماعة..
والرجل يستغرق فى الوضوء والسوق كله يموج بالنهب والسلب.. ذلك صفنا..
دخلت ذات مرة أحد المساجد ، والقوم فى حالة تنازع وفوضى ، وتساءلت: ماذا هناك ، أجابني شيخ اعرفه وهو يلوح بيده (هذا المشوطن).. وذاك توصيف اخترعه هو..
كان (المشوطن) شديد الضيق والتبرم قبل إقامة الصلاة ، حتى إذا صلينا جلس للأنس والحكي..
وما أكثر (المشوطنين) ، الذين يحاولون تعكير صفو مجتمعنا ووحدتنا بدعاوى زائفة ومخادعة.. أحذروهم..
قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ (الصف 4)..
ابراهيم الصديق على
28 مايو 2025م..
script type="text/javascript"="async" src="https://static.jubnaadserve.com/api/widget.js" defer data-deferred="1"
إنضم لقناة النيلين على واتساب
مواضيع مهمة
ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان
هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 10 ساعات
- الرياض
انعكاسالشعر بوصفه حضارة
بين حين وآخر يداهمني البعض بسؤال عصري طارئ .. ماجدوى الشعر وما الذي قدمه لنا العرب تحديدا كي نعتد به كل هذا الاعتداد؟، والواقع أنه ومنذ فجر التاريخ العربي، كان الشعر أكثر من مجرد كلمات موزونة ومقفّاة؛ كان ديوان العرب، ومراياهم التي انعكست فيها تجاربهم، ومشاعرهم، وتقاليدهم، وانتصاراتهم وهزائمهم، فهو سجلّ الحضارة العربية الذي وثق أحوال الناس، وأسهم في بناء الهوية الثقافية والفكرية للأمة العربية، حتى غدا الشعر ركناً أصيلاً من حضارتها العريقة، لا يمكن فصله عن مسيرة تطورها، فالشعر العربي الجاهلي، على وجه الخصوص، كان تعبيرًا صادقًا عن حياة العرب في الصحراء، بجمالها وخشونتها، بترحالها واستقرارها، بكرمها وحروبها، وقد جاء في شكل القصيدة التقليدية ذات البناء الثلاثي: الوقوف على الأطلال، ثم الغزل، فالوصف والمدح أو الفخر، وهذا البناء لم يكن مجرد نمط فني، بل كان طقسًا ثقافيًا يربط بين الفرد والمجتمع، بين الإنسان والطبيعة، وبين الشاعر وتاريخه، وقد مثّل الشعر الجاهلي أداة إعلامية لا تضاهيها وسيلة في زمانه، فكان الشاعر بمثابة الناطق الرسمي باسم القبيلة، ينشد في المديح والفخر، ويتصدى للهجاء والذود عن شرف قومه، ولم يكن غريبًا أن تُعلّق القصائد الخالدة -المعلقات- على جدران الكعبة في رواية لم تثبت، لكن الثابت في كل زمان ومان هو أنه علق في صدور العرب طوال تاريخهم وما رواية تعليقه في جدران الكعبة أيا كانت موثوقيتها إلا إشارة واضحة إلى المكانة السامية التي احتلها الشعر في نفوس العرب، ومع بزوغ الإسلام، لم يخفت نور الشعر، بل تجدد في ضوء المفاهيم الجديدة التي جاء بها الدين الحنيف، وإن كانت الدعوة الإسلامية في بداياتها قد واجهت بعض الشعراء المعادين، إلا أن الشعر نفسه لم يُرفض، بل تخلّق بأخلاق الإسلام، وانفتح على معانٍ جديدة من التوحيد والعدل والجمال الروحي. فبرز شعراء كحسان بن ثابت، الذي دافع عن الإسلام بالكلمة، كما كان يُدافع عنه بالسيف. ثم جاء العصر الأموي فالعباسي، فازدهر الشعر العربي واتسع أفقه، وتداخل مع حضارات أخرى، بفعل الترجمة والتفاعل الثقافي، فظهرت مدارس شعرية جديدة، وتطورت الأغراض الشعرية، وتعمّق الحس الجمالي، وبرز شعراء عباقرة كالمتنبي وأبو تمام والبحتري، الذين جعلوا من الشعر العربي فناً راقياً قادراً على التعبير عن أعقد الأفكار الفلسفية والسياسية والاجتماعية، والشعر العربي، بما يحمله من تراكم تاريخي وجمالي، ليس فقط وسيلة تعبير، بل هو مرآة حضارة كاملة، تعكس طبقات من الفكر والعقيدة والهوية، ولعل استمراريته حتى اليوم -سواء في القصيدة العمودية أو في التجارب الشعرية الحديثة- دليل حي على مرونته وقدرته على مواكبة التغيير دون أن يفقد جوهره، والثابت أن الشعر العربي بقي على مرّ العصور حافظًا لذاكرة الأمة، وناقلاً لوجدانها، ومرآةً لحضارتها، هو في الحقيقة ليس فقط نصاً أدبياً، بل كيانٌ حيّ ينبض بتاريخ طويل من الإبداع، وينتمي إلى حضارة لا تزال تؤمن بالكلمة بوصفها فعلًا يغيّر، وجمالًا يُلهم، وروحًا تحفظ الهوية من التلاشي.


الرياض
منذ 10 ساعات
- الرياض
مرايا الحقيقـة.. بين الوهم واليقيـن
هل نحب الحقيقة حقا.. أم نحب الشعور لأننا نعرفها؟ حين نسأل ما الحقيقة؟ نظن أننا نطلب جوابًا، لكننا في الواقع نوقظ سؤالًا أزليًا، لا يهدأ ولا يعرف له قرار، عبثي في وجوده، مستبد في سلطته. فمنذ أن فتح الإنسان عينيه على هذا العالم، وهو يتساءل: ماهذا الذي أراه وما الذي لا أراه؟ هل هو وهم أم يقين؟ بين الضوء والظل، وبين ما يقال وما يُخفى تتشكل الحقيقة لا كجسم واحد، بل ككائن متعدد الوجود. وهنا لا بد لنا أن نسأل أنفسنا أمام مرآة ذواتنا: هل نحتمل الحقيقة أصلًا؟ لنفترض أننا عرفنا الحقيقة كاملة، بلا زخارف، بلا مجاز.. هل سنبقى على ما نحن عليه؟ إن ذكر الحقيقة ليس دائمًا نورًا، أحيانًا تكون نارًا وواقعًا فجًّا يهوى بالإنسان نحو نهايته. ولذا قال فرويد إننا نميل إلى الكذب على أنفسنا، لأن الذات البشرية لا تحتمل مواجهة دوافعها الحقيقية. نحن نحب الأوهام لأنها تريحنا، نحب القصص لأنها تجمّل القبح وتُخفي ما لا يُحتمل ذكره في حياتنا. كان أفلاطون أول من صاغ مشهدًا تمثيليًا للحقيقة: أناس مقيدون في كهف يرون ظلال الأشياء على الجدار ويظنونها هي الواقع، أما الحقيقة فهي في الخارج، تنتظر من يتحرر ليبصرها بعد صدمة الحياة. وجاء نيتشه ليفكك هذا الحلم الأفلاطوني ليخبرنا أن الحقيقة أكذوبة اتفقنا على تصديقها، وأن السعي وراءها مرض فلسفي. إن الرواية، مثلًا، تلك التي نظنها ضربًا من الخيال قد تكون أقرب إلى الحقيقة من الواقع نفسه. دوستويفسكي لم يكن يروي الحكايات، بل يكشف أعماق النفس البشرية. في روايته العبقرية (الأخوة كارامازوف) يدخلنا إلى دهاليز النفس حين تفقد الحقيقة مركزها، ويصبح الإنسان تائهًا بين الدين كسلطة، والفكر كشك، والحرية كلعنة. في مشهد (المفتش الكبير) الذي يصوره إيفان، يظهر يسوع في محكمة الكنيسة، فيحاكمه المفتش لأنه أعطى الناس الحقيقة… وتركهم أحرارًا بلا قيود، ويقول له المفتش: «لقد صححت عملك، نحن أعطينا همما عجزت عنه… الطمأنينة، لا الحقيقة». لكن إسقاط هذه الرؤية لا يتوقف عند إيفان، بل يتعدى إلى تمزق روحه وجنونه، لأنه فقد اليقين حين لم يحتمل الحقيقة. أما ديمتري، فضاع في غواية الشك، فضاعت الهوية. فالجريمة في الرواية لم تكن لحظة قتل، بل سلسلة من غياب الوضوح، وانهيار الثقة، وانسحاب الله من ضمير الإنسان. إذا فالحقيقة لا تُرى كما هي، بل يُنظر إليها، وهذا النظر ليس واحدًا، بل تحكمه طبقات شفافة غير مرئية. هم الأجيال. جيل لا يرى الحقيقة سلطة لا تُناقش، وآخر يراها تقليدًا يجب تمزيقه، وثالث يتأرجح بين الحنين والانعتاق. كل جيل يقرأ العالم وفق أدواته، وسياق تجربته، ولذا جاءت الحقيقة متغيرة في وعيها، ثابتة في جوهرها. لو أن سيزيف أدرك الحقيقة، لربما لم يُغرق نفسه في دحرجة الصخرة، ولا جعل من العذاب طقسًا يوميًا يشبه العبادة. لم يرد أن يعرف الحقيقة بصوت مسموع (لا شيء سيتغير)، فجعل من الصخرة مهمة، ومن التيه رسالة، ومن التكرار بطولة وهمية. وهنا تكمن المفارقة: نحن كثيرًا ما نخلق الأعذار لا لننجو، بل لنختبئ خلفها، وفي تلك المسافة بين الجهد والجدوى، تولد أعظم كذبات الإنسان على نفسه. ويتبادر إلى أذهاننا سؤال مدوٍّ: هل نحن نخون الحقيقة؟ وكيف؟ نخون الحقيقة حين نغض الطرف عمّا نعرفه، ونصمت حين يكون الكلام مؤلمًا، ونخاف من عدم المغفرة. حين نسكت السؤال حين يولد، ونكسوه بأجوبة الآخرين. وفي عصرنا الرقمي صارت للحقيقة نكهة مفلترة، قابلة للتعديل، نعيش كل يوم على حقائق مصممة حسب مزاجنا، لا بحثًا عن حقيقتنا، بل لتأكيد رغباتنا. فأصبحت الحقيقة هشة، مبتذلة، مشكوكا فيها. وآخر المطاف، الحقيقة ليست شيئًا نصل إليه، بل شيء نتكون من خلاله. ليست معلومة نعرفها، بل تجربة نمرّ بها. من نظر إليها بقلب مشوش، رأى زيفها، ومن اقترب منها بنقاء، رآها تشع. أيّ مرآة للحقيقة كانت تُشبهك؟ هل رأيتها نورًا يحرّرك؟ أم نارًا تُخيفك؟


الرياض
منذ 10 ساعات
- الرياض
للمسخ وجوه أخرى!
لم تعد النظريات التي ظهرت في القرن الثامن عشر مثل الحداثة، أو حتى الحديثة منها والمعاصرة، سوى نظرات مقنعة تنسلخ من نصها الأدبي وتخرج بدوافعها الابستمولوجية إلى سلوك الأفراد طواعية، لما للأدب من تأثير سيكولوجي على حياة الفرد ثم السلوك المجتمعي، بحيث يصل الأمر إلى نزع الهويات والقوميات، كما في دستور النظرية العولمية التي جاءت تطورًا ممهدًا لها في الحداثة والحداثة الحديثة.. قد يبدو المسخ مستفزا، بل مرفوضا في ظل الاعتزاز الشديد بهويتنا العربية؛ إلا أنه بالتأمل فيما أسماه الفلاسفة وصناع الفكر العالمي بالعولمة يصب في هذا الإناء شئنا أم أبينا، وهو ما نتأمله في عمق هذا الفكر الذي قد بدأ بالحداثة إبان القرن الثامن عشر كما أرخ له المؤرخون، ثم تلاه ما أسموه في تعاطي الأدب والإبداع بالحداثة الحديثة، وبناء عليه كان التطور الطبيعي لهما هو نظرية العولمة والتي وصلت لنا عام 1991 تقريبا! ولذا نجد كتاب توماس فريدمان (العالم مسطح) عام 2005م، مشيرا إلى أنه التاريخ المختصر للقرن الواحد والعشرين، مع التوقع الكبير الذي سيحدث في عالم الاتصالات، مشيرا إلى انهيار حائط برلين وما تبعه من انهيار الحواجز ودخول الصين والهند وروسيا والأميركيتين في العالم المسطح الجديد، متناولا كلمة مسطح مجازيا لتلك اللغة السائدة في فن الاتصال، كستار ضمني لما سيصل له العالم من ذوبان سواء كان في الهويات أو القبليات وما إلى ذلك مما دعت له نظرية جان دريدا في التفكيك التي قد تبدو أدبية بحتة إلا أنها في عمقها تدعو للتفكيك في كل شيء بداية بالتاريخ والذي أشار له فريدمان. فدريدا يدعو إلى هدم التاريخ من أجل إعادة بنائه، وفريدمان يدعو إلى ذوبان العالم في بوتقة واحدة كما يتراءى له من خلال فنون الاتصال. فكلمة مسطح هي المقابل لكلمة كروي ولم يكن هنا يناقش كرستوفر كولومبس في مدى مصداقية أن الأرض كروية أم مسطحة أم منبعجة، ولكنه بعد رحلته إلى الهند تلك ورأى ما آل إليه العالم من سرعة مذهلة في انتقال الأفكار وكذلك التقدم العلمي. "إن حركة التسطيح سوف تستمر ولن تتوقف حتى يتصل العالم ويتواصل العمل 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع و365 يوم في السنة". فمن جراء هذه الحركة يتضح لنا كيف أن الزمان والمكان ينتفيان في ظل العصر الجديد، فالدماء العالمية تختلط في نضال مستمر للتسابق على المعرفة والفوز بلقب العالم الأول أو الأوحد بسبب ذلك الاختلاف الذي أشار إليه جاك دريدا، حيث يتجلى ذلك في اختلاف التوقيت في عالم أصبح يراه فريدمان واحداً يحيا يقظاً طيلة الوقت. فإذا افترضنا أن الحداثة قد بدأت في القرن الثامن عشر -كما أرخ لها المؤرخون- فإن فريدمان يؤرخ لتلك الحقبة بما أسماه المرحلة الأولى من العولمة إذ افترض، بل أكد أن المرحلة الثانية تبدأ من 1492 حتى 1800 حيث ساد الأولى استخدام القوة في السيطرة من قبل المستعمر والثانية ساد باستخدام السيطرة على الأسواق لإنعاش الدول اقتصادياً أما الثالثة فقد بدأت من عام 2000 وذلك لأنها تبرز فيها أهمية الفرد الذي يستطيع في العالم المسطح تجاوز كافة أنوع المعوقات والعراقيل والتواصل مع أي شخص أو مكان في العالم بحسب قوله. فإن المتأمل في هذا التقسيم الزمني الذي أتى به فريدمان يحتوي على تلك الحقبة التي ولدت فيها الحداثة بأفكارها وتأثيرها على أدب وفنون الشعوب، ثم ينعكس ذلك على السلوك الفردي بطبيعة الحال، وبذلك نجد أن الحداثة والحداثة الحديثة والعولمة، تكمن في باطنها تلك السيطرة التي بدت في هفوات قلمه التي تعمل على ذلك التغيير الدائب من مفهوم السيطرة والاستعمار المقنع، وإن تغيرت أشكاله وتعددت قضاياه إلا أن الإنسان هو الهدف وبالأخص تلك الكرة الرابضة بين أذنيه. ولذلك يقول في كتابه هذا: "كان الأوروبيون والأميركيون هم من قادوا وسيطروا على حركة العولمة في طوريها الأول والثاني، فإن الطور الثالث منفتح للجميع وعلى الجميع من كافة أطياف وألوان قوس قزح". ولذلك لم تعد النظريات التي ظهرت في القرن الثامن عشر مثل الحداثة، أو حتى الحديثة منها والمعاصرة، سوى نظرات مقنعة تنسلخ من نصها الأدبي وتخرج بدوافعها الابستمولوجية إلى سلوك الأفراد طواعية، لما للأدب من تأثير سيكولوجي على حياة الفرد ثم السلوك المجتمعي، بحيث يصل الأمر إلى نزع الهويات والقوميات كما في دستور النظرية العولمية التي جاءت تطورا ممهدا لها في الحداثة والحداثة الحديثة. فإذا ارتكزنا على مفهوم الزمان والمكان في هذين التيارين السابقين للعولمة، فإننا نجد أنه تم تذويب الزمان والمكان فيهما، إذ يكون المكان البعيد قريبا ويكون الزمان مفتوحا، كما أن ثقافة الغائب باتت حاضرة لدينا، وهي قراءة في نظرية دريدا "الاختلاف"، فالحاضر غائب والغائب حاضر، فالعالم كله نائم والعالم كله يقظ في وقت واحد بما أن العالم أصبح واحداً لدى فريدمان، وذلك يرجع إلى تذويب الزمان والمكان في الأدب. هذا الغزو الثقافي عن طريق الأدب أولا ثم يتمدد في النظرية التفكيكية حتى يصل بدوره إلى نظرية العولمة التي تتعدى إطار الأدب الذي كان مدار النظريتين السابقتين، حتى يصل إلى رسم خارطة العالم جديد بشروط منها محو الهويات والقوميات والعرقيات، ووحدة لغة تجمع العالم كله بها -لغة خارجية غير داخلية- وتقليص الإنجاب والانتماء إلى الخارج وليس الداخل وآخرها الدعوة إلى الدين الإبراهيمي! كل ذلك عن طريق هذا التذويب في "الزمكان" كقناع للسيطرة! ولذا نجد صراعا كبيرا يكتنف الشخصية العربية، لأنه يصعب تذويبها، بما لها من قرب قريب بإرثها وتراثها وعاداتها وتقاليدها ومخزونها المعرفي والعقائدي وبين مسايرة الركب العالمي بما يدعو له من أن يكون الإنسان مجرد فرد في العالم، وأن العالم يحتويه ويكون نائبا عنه في الحقوق والواجبات، مما أنتج لنا هذا الصراع الذاتي (الغربة، الوحدة، الترنح بين هذا وذاك)، حيث أتت هذه الثقافة بالانعكاس على ما كانت تريده العولمة من ذوبان في بوتقة واحدة. ولذلك فقه العالم مؤخرا بشقيه الشرق والغرب وتنبه إلى هذه النزعات في تنظيرات لا تخدم سوى السيطرة والاستعمار المقنع على فكر المجتمعات والأفراد وحتى على رؤوس الأموال العالمية والاقتصاد العالمي، فظهرت لنا هذه المحاولات لاعتدال الميزان العالمي وتوازن القوى، ولتذهب نظرية العولمة إلى المفازة، والتي لو كانت تهدف إلى ما طرحته في دساتيرها لما رأينا الإبادة الجماعية على أرض العزة والكرامة، كإذلال صارخ للهوية، ولما تواتر اشتعال النيران في أنحاء العالم أجمع باشتعال حروب لم يجد لها الفرد أصداء من بنود العولمة التي تدافع عن حقوق الإنسان لأنه -كما تدعي- بأنه أصبح فردا فيها، بل هو محو للهويات وإذلالها ومسخها. وهنا تسقط كل الأقنعة ليظهر وجه الاستعمار المقنع للفرد ثم للجماعة، ثم للاقتصاد العالمي، وكل ما هو على وجه الأرض، فضعف الطالب والمطلوب!