
ماغي هراوي الشرتوني ما بين فن الرسم والحياة اليومية
- في البداية كيف تصفين علاقتك بالفن من بدايتك وحتى اليوم؟
*علاقتي بالرسم علاقة شغف ومتعة. منذ صغري، أعتقد كان عمري 4 سنوات عندما بدأتُ بالرسم. كانت تخبرني أمي، رحمها الله، عن حُبّي للرسم منذ نعومة أناملي. كنتُ أرسم أينما كان. هذه المَوهبة خلقت معي وهي هِبة من الله وما زالت ترافقني حتى يومنا هذا. بعد زواجي، ركّزتُ على دوري كزوجة، ثم كأم لـ6 أطفال، وأصبحتُ جدّة وتقدّمتُ بالعمر، لكنّ شغف الرسم لم يفارقني يوماً.
- كيف توفّقين بين حياتك اليومية والإلتزام بإبداعك الفني في هذا العمر؟
*حياتي اليومية كحياة أي أمرأة، أهتم بأموري الخاصة، كما أقرأ كثيراً، كثيراً جداً... لكن لديّ حياة ثانية وهي التزامي الفني. وبكل صراحة لا أجد أبداً التقدّم بالعمر عائقاً للخيال وللإبداع. فعندما أريد أن أرسم أي رسمة، أجمع أفكاري، أستسلم لمخيّلتي وتبدأ ريشتي بالرسم.
- هل تغيّرت رؤيتك الفنية مع مرور السنين؟
*طبعاً تغيّرت، فقد أصبحت أكثر نضجاً. أصبحتُ أرى التُحَف الفنية واللوحات الزيتية وحتى الفَنّ التجريدي بطريقة كنتُ لا أراها من قبل. كما تغيّرت تقنياتي في الرسم، الألوان التي أستعملها وحتى الزوايا الفنية أصبحت مختلفة عمّا كانت عليه في صباي. مثلاً، الرسام ماغريت (Magritte)، عندما رأيتُ أعماله الفنية أول مرّة لم أفهمها جيداً، لكن بعد مرور الوقت والوصول إلى النضج الفني، الذي، أعتقد، كل رسّام يصل إليه خلال مسيرته الفنية، أصبح من الرسامين الذين أنبهر بلوحاتهم وأعشقها.
- ما هي أبرز التحدّيات التي واجهتكِ في مسيرتكِ الفنية سواء على المستوى الشخصي أو المهني؟
*على الصعيد الشخصي، لم يكن هناك الكثير من التحدّيات، زوجي موريس، رحمه الله، كان يُشجّعني على الرسم آنذاك. لكن وقتها لم تكن سوى تسلية لي، خصوصاً أنّني كنتُ أماً لـ6 أطفال، كان هناك الكثير من المسؤوليات، لذا أصبح الفن في المرتبة الثانية. لكن حالياً، لديّ متسع من الوقت لأنقل ما تراه عَيناي على اللوحات.
على الصعيد المهني، أو على الصعيد الفني، لم يكن هناك أي تحدّيات، خصوصاً أنّ الرسم يمشي في عروقي. فهو فسحة علاجية لي، يساعدني للارتقاء وللاسترخاء. يساعدني فن الرسم للنظر في أحداث الماضي والتركيز على النقاط الإيجابية منه.
- ما الذي يلهمكِ لإختيار موضوعات لوحاتكِ في المعرض الذي تتحضّرين له؟
يُلهِمني دائماً جمال الطبيعة، زقزقة العصافير، الهدوء الذي أعيشه كل يوم. فكل يوم أتنزّه في حديقة بيتي وأراقب الشجر والأوراق والزهور والنحل والفراشات... أعشق رؤية الطبيعة تنمو وتتغيّر ألوانها بتغيير الفصول، كتغيّر ألوان لوحاتي. كما أحبّ أن أرسم الطبيعة وأستعمل الألوان بطريقة مختلفة عن الرسامين الآخرين. فكما ترى، أستعمل البنفسجي والليلكي والأزرق والأخضر كما يحلو لي. وهذا هو الجميل في الرسم، يمكنك أن ترسم وأن تلّون الأشكال التي تريدها، من دون قيود أو حدود بشكل عام.
- هل تشعرين أنّ الفن قد يساعد في تجاوز التحدّيات العمرية؟ وكيف؟
*بالنسبة لي القراءة والرسم والموسيقى... وغيرها من النشاطات، تساعدني في تخطّي شعوري بالوحدة، حيث تجعلني أنتقل إلى عالم آخر فيه ألوان وأفكار وألحان بعيدة من صخب الحياة ومشاكلها. يساعدني الرسم للتنفس والتركيز، كما يعطيني طاقة لروحي، وبعض الأحيان أشعر بأنّني رجعت طفلة صغيرة عندما أجلس أمام مسند لوحتي وأسترسل في خيالي.
- كيف توفقين بين حياتكِ اليومية والإلتزام بإبداعك الفني في هذا العمر؟
*أشكر الله على كل يوم. حياتي بسيطة جداً، كما ذكرت سابقاً، أحب القراءة والرسم وفن الطبخ. وأقضي وقتاً وفيراً على هاتفي الخليوي والـIpad وعلى وسائل التواصل الإجتماعي، أتحدّث مع أولادي ومع أصدقائي، كما أقرأ الكثير من المواضيع التي تهمّني على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد الفني.
- هل لديكِ رسائل معيّنة تحاولين إيصالها من خلال لوحاتكِ للفئات أصغر سناً؟
*أحب إيصال رسالة لجميع الأشخاص من مختلف الأعمار وهي أنّه على رغم من تقدّمي بالعمر، هذا لا يعني بأنّني لا أستطيع أن أقدّم شيئاً جميلاً للمجتمع. فأنا كأي فنانة في ربيع عمرها، أحبّ أن أشارك في الحياة الفنية وأن أجعل هذا العالم جميلاً.
- هل هناك فنانون لبنانيّون أو عالميّون أثّروا فيكِ بشكل خاص؟
*طبعاً هناك الكثير من الفنانين الذين أعشق رؤية أعمالهم الفنية. فلكل فنّان طريقته وتقنياته الخاصة في رسمه، لكن أنا أعشق «رونوار» والمدرسة الإنطباعية التي تُركّز على اللون والمشاهد الطبيعية-اليومية وعلى الألوان. كما أحب لوحات «مونيه» و»مانيه» والحيوية الموجودة في لوحاتهما.
- كيف ترين تأثر الثقافة اللبنانية على الفن في اللوحات التي تعكس الهوية والروح اللبنانية؟ وكيف تُقيِّمين الحركة الفنية في لبنان؟
*الثقافة تلعب دوراً بارزاً في إبراز الفن، كما أعتبر الفن جزءاً لا يتجزّأ من الثقافة. وأشكر الله بأنّ الثقافة اللبنانية في تطوّر دائم من خلال الروايات والمسلسلات والفنون التشكيلية التي تبرز بقوة على الساحة المحلية وحتى العربية والعالمية. وهذا يدلّ إلى أنّ ثقافتنا بصحة جيدة على رغم من الحروب والمشاكل التي يمرّ فيها لبنان من حين لآخر. وبالنسبة إلى الحركة الفنية في لبنان، يجب دعم الفنان. فهو ليس فقط بحاجة للدعم المادي لكن بحاجة للدعم المعنوي أيضاً. فالفنان اللبناني كفؤ ويستطيع أن يتجاوز كل المحن للوصول لمبتغاه وهو الفن الأصيل الذي لا مثال له.
- أخيراً، ما هي نصيحتك للفنانين الصاعدين؟ وما هي توقعاتكِ لمعرضكِ؟ وهل هناك مشاريع أخرى؟
*نصيحتي للفنان الشاب ألّا يستسلم بل أن يواجه التحدّيات لإظهار موهبته. الموهبة هبة من الله ويجب أن يستغلها. وبالنسبة إلى السيدات والرجال الذين تقدّموا في العمر، ولديهم موهبة الرسم أو أي موهبة، يجب أن يمارسوا هذه الموهبة لأنّها ستفيدهم على الصعيد النفسي والصحي أيضاً. وهذا ما تؤكّده الدراسات حول موضوع «العلاج بالفن». فأصبح الفن تقنية تُستخدم للتخفيف من القلق والخوف والوحدة. بالنسبة إلى معرضي، بعدما يُعلَن موعده، أتمنّى أن يلقى نجاحاً مميّزاً. وطبعاً الجميع مدعوّ للمشاركة في فرحتي. وفي النهاية، أترك هذا النجاح في يد الله.
أمّا بالنسبة إلى المشاريع المستقبلية، طبعاً هناك مشاريع لكن بحاجة للوقت لتنضج وتصبح جاهزة للجمهور.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ 10 ساعات
- الديار
في لبنان تستحق الاهتمام بشكل أكبر
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب تلاقي كرة القدم انتشارا واسعا لدى الجنس الناعم في لبنان اسوة بالرجال، وهناك اقبال من الجيل الجديد من الفتيات على اللعبة الشعبية، وفي هذا الاطار كان للديار لقاء مع لاعبة واعدة ينتظرها مستقبل مشرق وهي نور فقيه. تقول فقيه في البداية: "أنا طالبة جامعية، وناشطة اجتماعية أشارك محتوى ملهم على مواقع التواصل، وكرة القدم ليست مجرد رياضة بالنسبة لي، إنها شغفي وقد أحببتها منذ أن بدأت ممارستها في صغري، وأجد فيها المساحة لأتحدى نفسي. بدأت باللعب مع فريق المدرسة حيث لاحظت مدربتي انني كنت أجاري الجميع في اللعبة. انضممت بسن متأخر قليلا إلى فريق نجوم الجنوب، لكن اثبتت نفسي بتسجيل الأهداف وصنع الفارق في المباريات وأنا العب كمهاجمة صريحة أو رأس الحربة". من وجهة نظر فقيه فإن كرة القدم للسيدات تتطور بسرعة وتزداد متعة وإثارة، خاصة مع قوة المنافسة في الدوريات، فدوري السيدات السابق كان الامتع على الاطلاق. تتابع: "أمي كانت أول من اكتشف موهبتي، وكانت الدعم الأول لي، حيث حرصت منذ البداية على إشراكي في كل الأنشطة الرياضية المتاحة لتطوير مهاراتي. وطبعا لا أنسى أختي وشريكتي في هذه الرحلة سارة فقيه.. أما أجمل مباراة لعبتها حتى الآن كانت على ملعب الأنصار ضد نادي الصفاء، حيث تغمرني البهجة كلما أتذكرها. سجلت هدفين رائعين عندما فقد الجميع الأمل في الفوز، وأعطيت الروح للفريق وسط دعم الجميع و لدي بعد الصور الجميلة التي تخلد تلك المباراة". تواصل: "أما عن المنتخب اللبناني لم أُحقق فرصة تمثيل المنتخب الوطني بعد، لكنني جاهزة وأعمل لتحقيق هذا الهدف. ذكرياتي الوحيدة هي في التمارين، حيث ارى الفرصة للتطوير، ان الاحتراف والتطور هما طموح أي لاعب يسعى للوصول إلى أعلى المستويات، وبالنسبة لي، الاحتراف في الخارج هو خطوة أساسية في مسيرتي للتألق على أوسع نطاق. أرى أن كرة القدم للسيدات تستحق اهتمامًا أكبر وتسليط الضوء عليها بالشكل الذي يعكس جهود اللاعبات وتطورهن الملحوظ. دوريات السيدات لا تقل أهمية عن دوريات الرجال. سيكون من الرائع أن تحظى كرة القدم النسائية بمزيد من الدعم والاهتمام، مما يساعد على خلق فرص أكبر للتطوير والاحتراف". لو لم تكن نور لاعبة كرة قدم لاختارت كرة سلة لأنها تحبها وتهواها أيضا. وهي تشجع أي فريق يلعب له البرازيلي نيمار، وتؤيد منتخب البرازيل بالطبع أما في كرة القدم النسائية للفرق تشجع برشلونة الاسباني. تختم: "حكمتي في الحياة هي "من يريد يستطيع" او "من يملك الارادة يملك القدرة" لكن انت بحاجة الى رغبة تفوق الجميع وعمل مستمر لتحقيقه فالجميع يريد النجاح لكن الاقلية من يعمل و يسعى نحوه. في الختام أود أن اشكر أفراد فريقي "نجوم الجنوب" والمدرب "معين حاطوم" الذين منحوني الثقة والدعم وان شاء الله فإن القادم سيكون أفضل، ترقبوني..".


ليبانون 24
منذ 11 ساعات
- ليبانون 24
سعد المجرد وصفها بـ"الأيقونة"... وفاة فنانة شهيرة
توفيت الفنانة المغربية نعيمة بوحمالة، اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع أزمة صحية في القلب. وأعلن الفنان المغربي سعد لمجرد الخبر عبر صفحته على "إنستجرام"، قائلاً:"رحمة الله على الفنانة نعيمة بوحمالة، أيقونة مغربية ستظل خالدة في ذاكرتنا، إنا لله وإنا إليه راجعون". وتعد الفنانة المغربية الراحلة نعيمة بوحمالة، من رموز المسرح المغربي، إذ بدأت مسيرتها الفنية في المسرح، وشاركت في تأسيس فرقة "التكادة"، وقامت ببطولة أكثر من مسرحية" ومنها "رحبة الفراجة ". شاركت الراحلة في بطولة مسلسلات عديدة ، ومنها "ولاد ناس" ،و "هايبنة"، "حديدان"، وقامت ببطولة فيلم " الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء". ظهرت الراحلة في أكثر من فيلم عالمي، ومنها "stone"، مع النجم جان كلود فاندام.


النهار
منذ 17 ساعات
- النهار
وجه فني أحبه المغاربة... رحيل نعيمة بو حمالة
توفيت اليوم الأربعاء الممثلة نعيمة بوحمالة، أحد أبرز الوجوه في المشهد الفني المغربي، تاركة وراءها إرثًا فنيًا مميزًا في المسرح والتلفزيون. ونعت مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي الفنانة لطيفة أحرار ، الفنانة المغربية الراحلة في تدوينة على فيسبوك، جاء فيها: "رحم الله الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة .. رحمك الله يا العزيزة … تعازي الحارة لعائلتك ومحبيك". ولدت نعيمة بوحمالة عام 1948، وتميزت بموهبتها وصوتها الفريد من نوعه، كما كانت من الوجوه المداومة على الحضور في الساحة المسرحية، وشاركت أيضا في عدد من الأعمال التلفزيونية، وكان آخر أعمالها فيلم 'البوز'، الذي يُعرض حاليا في القاعات السينمائية.