logo
'وقائع سنين الجمر': ملحمة سينمائية جزائرية خالدة تؤرخ لنضال شعب

'وقائع سنين الجمر': ملحمة سينمائية جزائرية خالدة تؤرخ لنضال شعب

الشروقمنذ يوم واحد

تستعد وزارة الثقافة والفنون لعرض النسخة المرممة من فيلم 'وقائع سني الجمر' للمخرج الراحل محمد لخضر حمينة، بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، وذلك يوم الخميس المصادف للذكرى الخمسين لتتويج الفيلم بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي سنة 1975، في مبادرة تكريمية لتجربته السينمائية الخالدة التي تبرز الشهادات البصرية على نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي.
يعود فيلم 'وقائع سني الجمر' الى الشاشة العملاقة بعد نصف قرن من إنتاجه، حيث احتفت الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي قبل ايام بالعمل لكونه العمل المتوج الوحيد بالسعفة الذهبية الذي لا يزال صاحبه على قيد الحياد بعد خمسين عاما، لكن المفارقة الأليمة أن المخرج الكبير محمد لخضر حمينة، قد فارق الحياة في الجزائر في نفس يوم عرض فيلمه في مهرجان 'كان' بتاريخ 23 ماي الجاري، كأنما انتظر هذا التكريم الأخير قبل أن يُسدل الستار على مسيرته الفنية الخالدة، حيث تم عرض النسخة المرممة من الفيلم ضمن قسم 'كان كلاسيك' بمهرجان كان السينمائي، في لحظة تاريخية احتفالية بالذاكرة السينمائية الجزائرية.
للتذكير، تم إنتاج الفيلم سنة 1975، وهو العام الذي شهد تتويجه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، ليكون أول فيلم عربي وإفريقي يفوز بهذه الجائزة الرفيعة، ما شكّل لحظة فخر للسينما الجزائرية والعربية عموماً، وقد ظل الفيلم أحد أبرز الشهادات السينمائية على معاناة الشعوب تحت الاستعمار، وأحد أرقى الأعمال التي أنصفت الكفاح التحرري العربي على الشاشة الكبيرة، اذ لا يزال يحتفظ بقيمته الفنية والتاريخية، ويُدرّس في معاهد السينما، ويُعرض في مهرجانات دولية، باعتباره مرجعًا في سينما المقاومة، وهو ما يجعل من 'وقائع سني الجمر' أكثر من مجرد فيلم، بل وثيقة بصرية تخلّد تضحيات شعب، ودرسًا في كيف تكون السينما أداة للتاريخ والذاكرة.
يرصد الفيلم بأسلوب ملحمي المراحل التاريخية التي سبقت اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، من خلال تتبع مسيرة فلاح جزائري بسيط يُدعى 'أحمد'، يعيش قسوة الاستعمار وظلمه، ليصبح شاهداً ومشاركاً في الوعي الجماعي الذي أدى إلى الثورة، وقد وظف المخرج الراحل محمد لخضر حمينة لغة سينمائية غنية بالصورة والموسيقى والصمت، ليعكس مشاعر القهر والمقاومة، كما اعتمد الفيلم على سرد غير نمطي، حيث يتنقل بين فترات مختلفة، وقدم لوحات بصرية زاخرة بالرمزية، جسّدت القرى المحروقة، المعاناة، والموت، إلى جانب الأمل في الحرية.
ولم يكتف حمينة في رؤيته الإخراجية بسرد الوقائع، بل اختار أن تقديمها بأسلوب شاعري يعتمد على قوة الصورة أكثر من الحوار، وقد تميز الفيلم باستخدام الضوء والظل، زوايا التصوير الواسعة التي تعكس امتداد الأرض والانتظار الطويل للحرية، فضلاً عن موسيقى تصويرية مؤثرة أضفت بعدًا إنسانيًا على المشاهد، مما جعل من فيلم 'وقائع سنين الجمر'
أكثر من مجرد شهادة على النضال الجزائري، بل هو أيضًا خطاب سياسي موجّه ضد الاستعمار، ورسالة فنية تعيد الاعتبار للهوية الوطنية والثقافية المغتصبة، في زمن كانت فيه الشعوب تبحث عن صوتها، ليأتي هذا الفيلم ويجسّد الصرخة الجماعية للشعوب المقهورة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مجرد حادث" للمخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج بالسعفة الذهبية
"مجرد حادث" للمخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج بالسعفة الذهبية

الخبر

timeمنذ يوم واحد

  • الخبر

"مجرد حادث" للمخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج بالسعفة الذهبية

توج فيلم "مجرد حادث" للمخرج الإيراني جعفر بناهي، اليوم السبت، بالسعفة الذهبية في النسخة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي. وذهبت جائزة أفضل ممثلة لنادية مليتي عن دورها في فيلم "الصغيرة الأخيرة" للمخرجة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي، فيما تحصل الممثل فاغنر مورا على جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "العميل السري". ومنحت جائزة أفضل سيناريو للأخوين جان بيار ولوك داردين عن فيلم "الأمهات الشابات"، وذهبت الجائزة الكبرى إلى فيلم "سانتيمونتال فاليو" للمخرج النرويجي جواكيم تريار. ومنحت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "صراط" للمخرج أوليفر لاكس وفيلم "ساوند أوف فالينغ" للمخرجة فاشا زيلينسكي. وشهد المهرجان الذي امتد لأسبوعين مرور كوكبة من النجوم على سجادته الحمراء، من دينزل واشنطن وتوم كروز الذي حضر لمواكبة أحدث أفلام سلسلة "ميشن إمباسيبل"، وصولا إلى سكارليت جوهانسون في أول تجربة إخراجية لها، ونيكول كيدمان.

'وقائع سنين الجمر': ملحمة سينمائية جزائرية خالدة تؤرخ لنضال شعب
'وقائع سنين الجمر': ملحمة سينمائية جزائرية خالدة تؤرخ لنضال شعب

الشروق

timeمنذ يوم واحد

  • الشروق

'وقائع سنين الجمر': ملحمة سينمائية جزائرية خالدة تؤرخ لنضال شعب

تستعد وزارة الثقافة والفنون لعرض النسخة المرممة من فيلم 'وقائع سني الجمر' للمخرج الراحل محمد لخضر حمينة، بأوبرا الجزائر بوعلام بسايح، وذلك يوم الخميس المصادف للذكرى الخمسين لتتويج الفيلم بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي سنة 1975، في مبادرة تكريمية لتجربته السينمائية الخالدة التي تبرز الشهادات البصرية على نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار الفرنسي. يعود فيلم 'وقائع سني الجمر' الى الشاشة العملاقة بعد نصف قرن من إنتاجه، حيث احتفت الدورة الـ78 لمهرجان كان السينمائي الدولي قبل ايام بالعمل لكونه العمل المتوج الوحيد بالسعفة الذهبية الذي لا يزال صاحبه على قيد الحياد بعد خمسين عاما، لكن المفارقة الأليمة أن المخرج الكبير محمد لخضر حمينة، قد فارق الحياة في الجزائر في نفس يوم عرض فيلمه في مهرجان 'كان' بتاريخ 23 ماي الجاري، كأنما انتظر هذا التكريم الأخير قبل أن يُسدل الستار على مسيرته الفنية الخالدة، حيث تم عرض النسخة المرممة من الفيلم ضمن قسم 'كان كلاسيك' بمهرجان كان السينمائي، في لحظة تاريخية احتفالية بالذاكرة السينمائية الجزائرية. للتذكير، تم إنتاج الفيلم سنة 1975، وهو العام الذي شهد تتويجه بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، ليكون أول فيلم عربي وإفريقي يفوز بهذه الجائزة الرفيعة، ما شكّل لحظة فخر للسينما الجزائرية والعربية عموماً، وقد ظل الفيلم أحد أبرز الشهادات السينمائية على معاناة الشعوب تحت الاستعمار، وأحد أرقى الأعمال التي أنصفت الكفاح التحرري العربي على الشاشة الكبيرة، اذ لا يزال يحتفظ بقيمته الفنية والتاريخية، ويُدرّس في معاهد السينما، ويُعرض في مهرجانات دولية، باعتباره مرجعًا في سينما المقاومة، وهو ما يجعل من 'وقائع سني الجمر' أكثر من مجرد فيلم، بل وثيقة بصرية تخلّد تضحيات شعب، ودرسًا في كيف تكون السينما أداة للتاريخ والذاكرة. يرصد الفيلم بأسلوب ملحمي المراحل التاريخية التي سبقت اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، من خلال تتبع مسيرة فلاح جزائري بسيط يُدعى 'أحمد'، يعيش قسوة الاستعمار وظلمه، ليصبح شاهداً ومشاركاً في الوعي الجماعي الذي أدى إلى الثورة، وقد وظف المخرج الراحل محمد لخضر حمينة لغة سينمائية غنية بالصورة والموسيقى والصمت، ليعكس مشاعر القهر والمقاومة، كما اعتمد الفيلم على سرد غير نمطي، حيث يتنقل بين فترات مختلفة، وقدم لوحات بصرية زاخرة بالرمزية، جسّدت القرى المحروقة، المعاناة، والموت، إلى جانب الأمل في الحرية. ولم يكتف حمينة في رؤيته الإخراجية بسرد الوقائع، بل اختار أن تقديمها بأسلوب شاعري يعتمد على قوة الصورة أكثر من الحوار، وقد تميز الفيلم باستخدام الضوء والظل، زوايا التصوير الواسعة التي تعكس امتداد الأرض والانتظار الطويل للحرية، فضلاً عن موسيقى تصويرية مؤثرة أضفت بعدًا إنسانيًا على المشاهد، مما جعل من فيلم 'وقائع سنين الجمر' أكثر من مجرد شهادة على النضال الجزائري، بل هو أيضًا خطاب سياسي موجّه ضد الاستعمار، ورسالة فنية تعيد الاعتبار للهوية الوطنية والثقافية المغتصبة، في زمن كانت فيه الشعوب تبحث عن صوتها، ليأتي هذا الفيلم ويجسّد الصرخة الجماعية للشعوب المقهورة.

المخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج في مهرجان كان - الثقافي : البلاد
المخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج في مهرجان كان - الثقافي : البلاد

البلاد الجزائرية

timeمنذ 3 أيام

  • البلاد الجزائرية

المخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج في مهرجان كان - الثقافي : البلاد

فاز المخرج الإيراني جعفر بناهي بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وذلك عن فيلمه "مجرد حادث"، ويقدّم قصة أخلاقية حول سعي مجموعة من السجناء السابقين للانتقام من جلاديهم. ويُعد هذا التتويج محطة جديدة في مسيرة بناهي الحافلة، حيث سبق له الفوز بـ"الدب الذهبي" مرتين في مهرجان برلين، إضافة إلى ثلاث جوائز في مهرجان كان، وأخرى في مهرجان البندقية. يدخل المنتخب الجزائري البطولة بطموح كبير للدفاع عن لقبه المحقق سنة 2021 في قطر

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store