logo
أخبار العالم : علماء يحذرون: ذوبان الصفائح الجليدية يتسارع والسواحل ستدفع الثمن

أخبار العالم : علماء يحذرون: ذوبان الصفائح الجليدية يتسارع والسواحل ستدفع الثمن

الخميس 22 مايو 2025 10:30 صباحاً
نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت أبحاث جديدة أن الصفائح الجليدية في العالم تتجه نحو ذوبان لا يمكن السيطرة عليه، ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحار بمقدار عدة أمتار، وهجرة "كارثية" من السواحل، حتى في حال تمكّن العالم من تحقيق المعجزة والحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
قام فريق من العلماء الدوليين بدراسة لتحديد ما إذا كان هناك "حدًا آمنًا" للاحترار قد يضمن بقاء الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي. وقد استندوا إلى دراسات سابقة اعتمدت على بيانات من الأقمار الصناعية، ونماذج مناخية وأدلة من الماضي، مثل نوى الجليد، ورواسب أعماق البحار، وحتى الحمض النووي للأخطبوط.
وكان قادة العالم قد تعهدوا بالحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، لتجنب أسوأ آثار التغير المناخي، لكن يتجه العالم للوصول إلى ارتفاع في درجات الحرارة يصل إلى 2.9 درجات مئوية بحلول عام 2100.
اما أكثر ما يدعو للقلق في نتائج الدراسة، التي نُشرت في مجلة Communications Earth and Environment الثلاثاء ، يتمثل بأن حد 1.5 درجة مئوية قد لا يكون كافيًا حتى لإنقاذ الصفائح الجليدية.
قد يهمك أيضاً
رأى العلماء أنه حتى إذا حافظ العالم على مستوى الاحترار الحالي، الذي يبلغ 1.2 درجة مئوية، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع سريع للصفائح الجليدية وارتفاع كارثي في منسوب مياه البحار.
تحتوي الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي معًا على كمية كافية من المياه العذبة لرفع مستوى سطح البحر العالمي بحوالي 65 مترًا، وهو سيناريو غير مرجح، لكنه يجب أن يُؤخذ بالاعتبار لفهم حجم المخاطر بالكامل.
منذ تسعينيات القرن الماضي، تضاعفت كمية الجليد المفقودة من هذه الصفائح بمعدل أربع مرات، وتخسر حاليًا حوالي 370 مليار طن سنويًا.
يُعتبر ذوبان الصفائح الجليدية العامل الرئيسي في ارتفاع منسوب البحار، كما أن معدل الارتفاع السنوي لمستوى سطح البحر قد تضاعف خلال الثلاثين سنة الماضية.
أشارت العديد من الدراسات إلى أن الوصول إلى 1.5 درجة مئوية من الاحترار يُعد "مرتفعًا جدًا" لمنع التراجع السريع للصفائح الجليدية، وهو تراجع سيكون غير قابل للعكس ضمن المقاييس الزمنية البشرية.
وفقًا للدراسة، يجب أن يستعد العالم لارتفاع منسوب مياه البحار بمقدار أمتار عدة خلال القرون التالية.
وقال كريس ستوكس، أحد مؤلفي الدراسة وعالم الجليد في جامعة دورهام: "لن يتباطأ ارتفاع منسوب البحار عند 1.5 درجة، بل على العكس، سنرى تسارعًا سريعًا في الواقع".
يُشكل ذلك تهديدًا وجوديًا لسكان السواحل حول العالم، إذ أن حوالي 230 مليون شخص يعيشون على ارتفاع يقل عن متر واحد (3.2 قدم) فوق مستوى سطح البحر.
أظهرت الدراسة أنه حتى التغيرات البسيطة في كمية الجليد الموجودة في الصفائح الجليدية يمكن أن "تغير بشكل عميق" سواحل العالم، ما يؤدي إلى نزوح مئات الملايين من الأشخاص، والتسبب بأضرار تفوق قدرة العالم على التكيّف.
كما وجد العلماء أن منسوب مياه البحار قد يرتفع بمعدل 1 سنتيمتر تقريبًا سنويًا (0.4 إنش) بحلول نهاية هذا القرن.
الثلج يطفو بالقرب من سواحل غرب القارة القطبية الجنوبية في 28 أكتوبر 2016. يعبر العلماء عن قلقهم من أن الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية قد يكون في حالة انخفاض لا رجعة فيها ما يساهم بشكل مباشر في ارتفاع مستويات البحار.
Credit:قال جوناثان بامبر، أحد مؤلفي الدراسة وعالم الجليد في جامعة بريستول إنه "على هذا المستوى، والذي يعادل حوالي متر واحد خلال قرن واحد، سوف نشهد هجرات جماعية هائلة للأراضي، على نطاق لم نره من قبل منذ بداية الحضارة الحديثة".
قد يهمك أيضاً
لا تزال هناك حالة كبيرة من عدم اليقين بشأن مكان وقوع نقاط التحول، حيث أن طريقة تطور تغير المناخ ليست خطية، ومن غير الواضح بالضبط متى قد يؤدي الاحترار إلى تراجع سريع، وربما حتى انهيار للصفائح الجليدية.
وأظهرت النماذج المبكرة للعلماء أن درجات الحرارة كانت بحاجة إلى أن تصل لحوالي 3 درجات مئوية من الاحترار لزعزعة استقرار الغطاء الجليدي في غرينلاند، لكن التقديرات الحديثة لفتت إلى أن الأمر قد يتطلب فقط حوالي 1.5 درجة مئوية.
بهدف تفادي الانهيار السريع لواحدة أو أكثر من الصفائح الجليدية، خلص مؤلفو الدراسة إلى أنه يجب الحد من الاحترار العالمي ليقترب من 1 درجة مئوية فقط فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
قد يهمك أيضاً
هذا يتطلب خفضًا جذريًا في كمية الوقود الأحفوري الذي يحرقه البشر، وهو أمر يبدو غير مرجّح بشكل كبير في ظل استمرار دول، ضمنًا الولايات المتحدة، بالاعتماد على النفط، والفحم، والغاز.
وأوضح ستوكس أن العالم بدأ بالفعل في رؤية بعض أسوأ السيناريوهات تتحقق من حيث فقدان الجليد، مشيرًا إلى أن "ليس هناك الكثير مما نلاحظه يُعطينا الأمل في هذا الشأن".
وأوضح أن "أفضل سيناريو ممكن هو أن يكون ارتفاع منسوب البحر بطيئًا وثابتًا".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أخبار العالم : توقعات مناخية مرعبة للسنوات الخمس المقبلة..طقس قاس وحرارة قاتلة
أخبار العالم : توقعات مناخية مرعبة للسنوات الخمس المقبلة..طقس قاس وحرارة قاتلة

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : توقعات مناخية مرعبة للسنوات الخمس المقبلة..طقس قاس وحرارة قاتلة

الخميس 29 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يُتوقّع أن تُسجّل درجات الحرارة العالمية أرقامًا قياسية، في السنوات الخمس المقبلة، ما يمهّد الطريق لمزيد من الظواهر الجوية المتطرّفة والقاتلة، وفق تقرير سنوي صادر عن وكالتين للأرصاد الجوية. كشف التقرير الذي أعدّته منظمة الأرصاد الجوية العالمية ومكتب خدمة الأرصاد الجوية الوطنية في المملكة المتحدة، عن احتمال بنسبة 70٪ بأن يتجاوز الاحترار العالمي خلال السنوات الخمس المقبلة 1.5 درجة مئوية. يزيد ارتفاع درجة حرارة الأرض بأكثر من درجة ونصف درجة مئوية من المخاطر، وإحداث نقاط تحول في النظام المناخي. حذّر العلماء من أنّ ذوبان جليد البحار والأنهار الجليدية قد يقترب بسرعة من نقطة اللاعودة، ما سيترتب عليه عواقب دراماتيكية لجهة ارتفاع مستوى سطح البحر. قد يهمك أيضاً ورجّح التقرير بنسبة 80٪، أنّ أحد الأعوام الخمسة المقبلة سيُسجّل أعلى متوسط حرارة على الإطلاق. لأول مرة، يطرح التقرير احتمالًا، ولو ضئيلًا، بأن يُسجّل أحد هذه الأعوام متوسط حرارة يزيد بمقدار درجتين مئويتين عن معدلات ما قبل الثورة الصناعية، أي قبل أن يبدأ البشر بحرق كميات هائلة من الوقود الأحفوري المسبّب للاحتباس الحراري. صحيح أنّ هذا الاحتمال لا يتجاوز نسبة 1٪، إلا أنّ مجرد وجوده يُعتبر إنذارًا علميًا بالغ الأهمية، يعكس تسارع احتمالات الوصول إلى سنة تتجاوز فيها الحرارة 1.5 درجة، مقارنة بالعقود السابقة. في هذا السياق، قالت كو باريت، نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: "لقد شهدنا بالفعل على أكثر عشر سنوات حرارة بالتاريخ الحديث. وللأسف، لا يقدم هذا التقرير أي بارقة أمل على تراجع هذه الظاهرة في المستقبل القريب، ما يعني أنّنا سنواجه أثرًا متزايدًا على اقتصاداتنا، وحياتنا اليومية، وأنظمتنا البيئية، وكوكب الأرض بأسره". سيقرّب الاحتباس الحراري بمقدار 1.5 درجة، العالم خطوة أخرى باتجاه تجاوز الهدف الطموح لاتفاقية باريس للمناخ، التي تعتبرها العديد من الدول، لا سيّما الدول الصغيرة الجزرية منخفضة الارتفاع، ضرورية لبقائها. تدعو الاتفاقية إلى الحد من الاحترار لأقل بكثير من مستوى درجتين على المدى الطويل. كما توقّع التقرير، استمرار الاحترار في منطقة القطب الشمالي بوتيرة أسرع بكثير من باقي أنحاء العالم، حيث يتجاوز معدل الاحترار خلال الشتاء القطبي أكثر من 3.5 ضعف المتوسط العالمي. قد يهمك أيضاً بالتوازي مع ذوبان الصفائح الجليدية وارتفاع مستويات البحار، يزيد كل جزء من درجة الاحترار من وتيرة وشدة الأحداث الجوية القصوى، مثل موجات الحر والأمطار الغزيرة. وكان العام الماضي الأسخن على الإطلاق، وسجّل كأول سنة ميلادية تتجاوز حد 1.5 درجة مئوية المتفق عليها في اتفاقية باريس. شهدت السنوات الخمس الماضية تصاعدًا في الظواهر المناخية القصوى حول العالم، مع موجات حر غير مسبوقة، وفيضانات داخلية مميتة ناجمة عن أعاصير تزداد شدتها بسرعة، مثل إعصار هيلين العام الماضي. تضمّن تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومكتب خدمة الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة، نتائج أكثر من 200 توقُّع مستندة إلى نماذج حاسوبية أجرتها 15 مؤسسة علمية حول العالم. وأشار التقرير إلى أنّ توقعات هذه المجموعة خلال السنوات الخمس الماضية كانت دقيقة جدًا على المستوى العالمي، لكنها أقل دقة عند التنبؤ بالمستويات الإقليمية.

أخبار العالم : مصر.. ضجة يثيرها زاهي حواس وانقسام بتقييم أدائه بمقابلة جو روغان وقضية أعمدة تحت الأهرام خلال بودكاست أمريكي
أخبار العالم : مصر.. ضجة يثيرها زاهي حواس وانقسام بتقييم أدائه بمقابلة جو روغان وقضية أعمدة تحت الأهرام خلال بودكاست أمريكي

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : مصر.. ضجة يثيرها زاهي حواس وانقسام بتقييم أدائه بمقابلة جو روغان وقضية أعمدة تحت الأهرام خلال بودكاست أمريكي

الأربعاء 28 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أشعل عالم الآثار المصرية، زاهي حواس، تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بأعقاب مقابلة أجرها مع جو روغان الذي يقدم أحد أكثر برامج "البودكاست" رواجا في الولايات المتحدة الأمريكية. This is a Twitter Status المقابلة أجراها حواس مطلع شهر مايو/ أيار الجاري لتنال أكثر من 1.3 مليون مشاهدة منذ حينها، قائلا بتعليق على مقطع المقابلة التي تمتد نحو ساعتين: "الدكتور زاهي حواس عالم آثار ومصريات ومحاضر ووزير آثار مصري سابق.. شاهدوه مباشرةً خلال جولته الكبرى لإلقاء المحاضرات في أمريكا الشمالية، حيث يعرض أحدث الاكتشافات الرائدة في مصر". This is a Twitter Status وفي أحد أكثر المقاطع التي تم تداولها، سئل حواس عن بحث وما ورد به من وجود "أعمدة" تحت الهرم خوفو، ليجيب: "لقد حققت في هذا، أولا هذان العالمان (اللذان قدما الدراسة) من إيطاليا لم يسبق لهما أن حضرا إلى مصر، ولم يعملا قط على الأهرامات من قبل، ثانيا، نشروا تقريرهما في جورنال لا يرسل مقالاته لإعادة الصياغة، حيث تدفع مبلغا ماليا لنشر المقال على مسؤوليتك.." This is a Twitter Status وأضاف حواس: "ثالثا، انا لست عالما، أخذت التقنيات التي استخدموها وقدمتها لمختصين وقالوا أن هذه التقنيات لا يمكن أن تظهر ما هو أسفل صخور صلبة بعمق يبلغ محو 600 قدم، مستحيل، يقولون إن التقنية لا يمكنها أن تكشف هذا.." This is a Twitter Status وسبق وعقّب حواس على قضية وجود أعمدة تحت هرم الملك خفرع واصفا ما يقال عن ذلك بأنه "شائعات"، موضحا في بيان عبر صفحته الرسمية على منصة فيسبوك إن "الشائعات التي انتشرت حول الأهرامات المصرية بأن هناك أعمدة تحت هرم الملك خفرع، ليس لها أي أساس من الصحة، ولا يوجد أي دليل علمي يؤيد هذا الكلام ولا توجد أي بعثات تعمل في هرم الملك خفرع الآن". This is a Twitter Status وأضاف حواس أن "هذه الشائعات صدرت من متخصصين لا يعلمون شيئا عن الحضارة المصرية القديمة وتاريخ الأهرامات"، مشيرا إلى أن المجلس الأعلى للآثار لم يقم بإعطاء هؤلاء الأشخاص أي تصريحات لأي أعمال داخل هرم الملك خفرع.

أخبار العالم : لغز وعاء غامض مدفون قبل ألف عام فكّكه العلماء.. ما هو؟
أخبار العالم : لغز وعاء غامض مدفون قبل ألف عام فكّكه العلماء.. ما هو؟

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : لغز وعاء غامض مدفون قبل ألف عام فكّكه العلماء.. ما هو؟

الأربعاء 28 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الآثار مكوّنًا رئيسيًا لقطعة أثرية غامضة في موقع ساتون هو (Sutton Hoo) التابع للمؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث (National Trust) في سوفولك، بإنجلترا. يشتهر الموقع بدفن "سفينة الأشباح" الأنغلوساكسونية من القرن السابع، التي عُثر عليها داخل تلة دفن بين عامي 1938 و1939. أثارت شظايا الدلو البيزنطي الذي يعود إلى القرن السادس فضول الباحثين منذ أن كشفت عنه مجرفة جرار بالصدفة في عام 1986. لطالما تساءل الباحثون عن الغرض من هذا الأثر الغامض، الذي يصوّر مشهد صيد في شمال إفريقيا، ويضم محاربين، ومجموعة متنوعة من الأسلحة، وأسودًا، وكلب صيد. يعتقد الخبراء أنّ جذور الدلو تعود إلى الإمبراطورية البيزنطية، وكان قد صُنّع في أنطاكيا (تركيا الحديثة)، قبل أن يشق طريقه إلى الساحل الشرقي لبريطانيا بعد نحو قرن من صناعته. قد يهمك أيضاً في عام 2012، ساهمت حفريات إضافية في العثور على قطع أخرى من هذا الأثر المعروف باسم دلو برومسويل (Bromeswell Bucket)، لكن القاعدة الكاملة للوعاء ظلّت غامضة، تمامًا كأسباب وجوده في موقع أنغلوساكسوني. أصبح لغز برومسويل اليوم أقرب إلى الحل، بعدما كشفت حفريات جديدة أُجريت الصيف الماضي، عن كتلة من التراب تحتوي على أجزاء من الدلو. بعد تحليل دقيق، تبيّن أنها تضم القاعدة الكاملة للوعاء التي تحتوي على زخارف تُكمل تفاصيل مثل الأقدام، والكفوف، والدروع الخاصة بالشخصيات، إضافة إلى الوجه المفقود لأحد المحاربين. كما اكتشف الفريق محتويات الدلو المفاجئة، والتي كانت عبارة عن بقايا محترقة لكائنات حيوانية وبشرية، الأمر الذي ألقى مزيدًا من الضوء على سبب دفن هذا الوعاء أساسًا. عثر الباحثون أيضَا على مشط محفوظ بشكل مذهل، قد يحتوي على أدلة حمض نووي (DNA) تعود إلى الشخص الذي وُضع ليرقد في هذا القبر قبل أكثر من ألف عام، ويُرجَّح أنه كان شخصًا يتمتع بمكانة رفيعة. تُوجد عظام بشرية وحيوانية محترقة على قاعدة الدلو، إلى جانب مشط مزدوج الجانبين. Credit: FAS Heritage مقتنيات جنائزية غير متوقعة خضعت كتلة التراب لفحوصات بالأشعة المقطعية والسينية في جامعة برادفورد، قبل أن تُرسل إلى هيئة الآثار في يورك (York Archaeological Trust) لمزيد من التحليل في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. تولّى فريق بحثي متخصص في دراسة العظام البشرية، والبقايا العضوية، وحفظ الآثار، إزالة التربة بعناية فائقة من داخل الدلو، وحللوا كل شظية تظهر تدريجيًا. كشفت هذه المقاربة الدقيقة عن عظام بشرية محروقة، شملت أجزاء من عظمة كاحل، وقبة الجمجمة (الجزء العلوي الواقي من الجمجمة)، وفق ما جاء في بيان صادر عن المؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث. كما عثر الباحثون على بقايا عظام حيوانية، وأظهر التحليل الأولي أن هذه القطع تعود لحيوان أكبر من الخنزير. وأشار الفريق إلى أن الأحصنة كثيرًا ما كانت تُحرق ضمن طقوس الحرق الجنائزي في العصور الأنغلوساكسونية المبكرة، كتعبير عن مكانة الشخص المتوفى. أما تمركز بقايا العظام في حزمة متماسكة، إلى جانب وجود ألياف غريبة غير معروفة، فيرمز إلى أن هذه الرفات كانت محفوظة في كيس وُضع داخل الدلو. عُثر أيضًا على بعض شظايا العظام خارج الدلو مباشرة، تظهر عليها بقع نحاسية (ناتجة عن تفاعل العظام مع معدن الدلو)، ما يدل على أنها دُفنت في الوقت ذاته، لكن خارج الوعاء. قد يهمك أيضاً تخضع كل من العظام البشرية والحيوانية راهنًا، لمزيد من الدراسة، بالإضافة إلى اختبارات التأريخ بالكربون المشع، لتوفير سياق زمني أوضح ودقيق. وقد وُضعت مقابر حرق عدّة في موقع ساتون هو داخل أوعية مثل الجرار الفخارية والسلطانيات البرونزية، من بينها وعاء برونزي معلّق معروض حاليًا في قاعة المعرض الكبرى. وفقًا لما ذكرته لورا هوارث، مديرة قسم علم الآثار والتفاعل الجماهيري في موقع ساتون هو، التابع للمؤسسة الوطنية، فإن استخدام الدلاء في عمليات الدفن هذه نادر للغاية، ولم يُعثر من قبل على دلو يحتوي على رفات محروقة. أظهرت الفحوصات الأولية أيضًا وجود مقتنيات جنائزية داخل الدلو، وتمكّن الباحثون بعناية فائقة من استخراج مشط مزدوج الجوانب، دقيق ومتكامل إلى حد كبير، يحتوي على جانب بأسنان رفيعة وآخر بأسنان أوسع، ويُرجّح أنه صُنع من قرن أيل (غزال). واللافت أن المشط، بخلاف العظام، لم يتعرّض للاحتراق. المشط المزدوج المصنوع من قرن الأيل محفوظ بشكل مفاجئ وجيد، رغم التربة الحمضية التي دُفن فيها. Credit: FAS Heritage عُثر على أمشاط مصنوعة من العظام وقرون الأيائل في مدافن تعود للرجال والنساء على حدّ سواء، وأشار الاختلاف بالأحجام إلى أنها استُخدمت في تسريح الشعر، واللحى، وإزالة القمل. وقالت هوارث إنّ التربة الحمضية في موقع ساتون هو، التي تسببت بتحلّل الخشب الخاص بالسفينة الأنغلوساكسونية، ولم تترك سوى بصمات للألواح وصفوف من المسامير الحديدية، تعني أن العديد من الأمشاط العظمية التي عُثر عليها سابقًا في الموقع لم تُحفظ بحالة جيدة. لم يتمكّن الفريق من تحديد جنس الشخص من بقايا العظام المكتشفة، لكن يشعر الباحثون بالتفاؤل بإمكانية استخراج حمض نووي قديم (DNA) من المشط، ما قد يساهم في كشف المزيد عن هوية هذا الشخص. أوضحت نعومي سوپول، عالمة الآثار البيئية التي قامت بتحليل الاكتشافات، في مقطع فيديو على قناة برنامج "تايم تيم" (Time Team) البريطاني على "يوتيوب"، أن العلماء يشعرون بالحماسة أيضًا لفحص الأوراق وبقايا النباتات التي وُجدت داخل الدلو، ما قد يقدم أدلة جديدة. قام الباحثون بإزالة التربة بعناية بواسطة فُرَش دقيقة لكشف محتويات الدلو. Credit: FAS Heritage من جهة أخرى، أفاد أنغوس وينرايت، عالم آثار تابع للمؤسسة الوطنية، في بيان: "كنا نعلم أن هذا الدلو قطعة نادرة وثمينة من زمن الأنغلوساكسونيين، لكن سبب دفنه ظل لغزًا لفترة طويلة. والآن نعلم أنه استُخدم لحفظ رفات شخص مهم في مجتمع ساتون هو. وآمل أن تكشف التحليلات الإضافية مزيدًا من المعلومات حول هذا الدفن الفريد من نوعه". تأتي الأبحاث الجديدة في موقع ساتون هو، ضمن مشروع يمتد على مدار عامين، بدأ في صيف عام 2024، بقيادة المؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث، بالتعاون مع اختصاصيي علم الآثار الحقلي (Field Archaeology Specialists – FAS)، ومؤسسة Heritage، وبرنامج "تايم تيم" (Time Team). يُعد ساتون هو، من أهم مواقع التنقيب الأثري في بريطانيا، حيث خضع لحملات تنقيب عديدة على مرّ السنين، ذلك لأنّ اكتشاف سفينة الدفن في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي غيّر بشكل جذري فهم المؤرخين لحياة الأنغلوساكسونيين، ومكانتهم، وثقافتهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store