#أحدث الأخبار مع #1945البيانمنذ 9 ساعاتسياسةالبيانهكذا تبنى المجتمعاتكثير من دولنا العربية الخارجة من حروب الطوائف والأحزاب والشعارات الفارغة اليوم، لا تختلف عن ألمانيا عام 1945، عندما خرجت مهزومة على يد الحلفاء بنهاية الحرب العالمية الثانية التي كتبت تاريخاً جديداً لأوروبا وللعالم، لكن أين وصلت ألمانيا، وكيف تتخبط بعض دولنا العربية في فشلها؟ لقد استسلمت ألمانيا للحلفاء عام 1945 وكانت يومها حطام دولة. أراد الحلفاء تلقينها درساً قاسياً فحطّموها حتى لا تبزغ فكرة الشوفينية والديكتاتورية مجدداً. كان الشعب الألماني في حالة إحباط وانهيار كامل، بواقع 5 ملايين معتقل في سيبيريا، و10 ملايين قتيل، ومدن كاملة قد سويت منازلها ومصانعها وطرقاتها بالأرض، أما قوات الحلفاء المنتصرة فحملوا معهم في طرقات العودة منتصرين مهلّلين، المصانع والآلات الألمانية، ولم ينسوا بطبيعة الحال أن يدمروا البنية التحتية لكل شيء وبشكل كامل! كان الشعب عبارة عن النساء اللواتي بقين بلا رجال، وحين كتبن مذكرات وسيرة تلك الأيام الكالحة، فإن أغلب هؤلاء قلن بأنهن كنّ شاهدات على عمليات الاغتصاب الجماعي، وانتشار الأطفال والشيوخ على امتداد الشوارع بلا منازل وبدون عائل، وانتشرت فكرة الانتحار هروباً من هذا البؤس العام. لم يستسلم الألمان، بل نهضوا بفكرة النهوض بالمجتمع والدولة عبر الأمل ومن القاع تماماً بقيادة النساء، في غياب تام للرجال والقيادة والحكومة، بدأت النساء بجمع الأنقاض لإعادة بناء البيوت، وجمع الأوراق والكتب من تحت الأنقاض لفتح المدارس، كتبوا على بقايا الجدران المحطمة شعارات تبث الأمل، وتحث على العمل (لا تنتظر حقك)، و(افعل ما تستطيع)، و(ازرع الأمل قبل القمح) بهذه الشعارات اشتغل الجميع! كانت الفترة من عام 1945 إلى 1955 مرحلة بناء البيوت، بالأمل والإيمان، عن طريق نساء المباني المحطمة، وما هلّ عام 1954 إلا وألمانيا قد حققت الفوز بكأس العالم، بينما كانت أصابع أقدام اللاعبين تخرج من أحذيتهم المهترئة. بعد ذلك وخلال عشرة أعوام من عام 1955 إلى 1965 دخلت ألمانيا مرحلة بناء المصانع، فاستوردوا عمالاً أتراكاً، وكتبوا قيماً جديدة للعمل: الجدية والإتقان والأمل، أما الفترة من 1965 إلى 1975 فكانت مرحلة الحصاد، عندما تدفقت رؤوس الأموال، فتكفل كل رجل أعمال بخمسين شاباً ألمانياً يدربهم ويعلمهم، بعدها توحدت ألمانيا، شرقها وغربها من جديد، وسقط جدار برلين، وأصبحت ألمانيا أقوى اقتصاد أوروبي، بالعمل لا بالغباء والصراعات والفتن الغبية.
البيانمنذ 9 ساعاتسياسةالبيانهكذا تبنى المجتمعاتكثير من دولنا العربية الخارجة من حروب الطوائف والأحزاب والشعارات الفارغة اليوم، لا تختلف عن ألمانيا عام 1945، عندما خرجت مهزومة على يد الحلفاء بنهاية الحرب العالمية الثانية التي كتبت تاريخاً جديداً لأوروبا وللعالم، لكن أين وصلت ألمانيا، وكيف تتخبط بعض دولنا العربية في فشلها؟ لقد استسلمت ألمانيا للحلفاء عام 1945 وكانت يومها حطام دولة. أراد الحلفاء تلقينها درساً قاسياً فحطّموها حتى لا تبزغ فكرة الشوفينية والديكتاتورية مجدداً. كان الشعب الألماني في حالة إحباط وانهيار كامل، بواقع 5 ملايين معتقل في سيبيريا، و10 ملايين قتيل، ومدن كاملة قد سويت منازلها ومصانعها وطرقاتها بالأرض، أما قوات الحلفاء المنتصرة فحملوا معهم في طرقات العودة منتصرين مهلّلين، المصانع والآلات الألمانية، ولم ينسوا بطبيعة الحال أن يدمروا البنية التحتية لكل شيء وبشكل كامل! كان الشعب عبارة عن النساء اللواتي بقين بلا رجال، وحين كتبن مذكرات وسيرة تلك الأيام الكالحة، فإن أغلب هؤلاء قلن بأنهن كنّ شاهدات على عمليات الاغتصاب الجماعي، وانتشار الأطفال والشيوخ على امتداد الشوارع بلا منازل وبدون عائل، وانتشرت فكرة الانتحار هروباً من هذا البؤس العام. لم يستسلم الألمان، بل نهضوا بفكرة النهوض بالمجتمع والدولة عبر الأمل ومن القاع تماماً بقيادة النساء، في غياب تام للرجال والقيادة والحكومة، بدأت النساء بجمع الأنقاض لإعادة بناء البيوت، وجمع الأوراق والكتب من تحت الأنقاض لفتح المدارس، كتبوا على بقايا الجدران المحطمة شعارات تبث الأمل، وتحث على العمل (لا تنتظر حقك)، و(افعل ما تستطيع)، و(ازرع الأمل قبل القمح) بهذه الشعارات اشتغل الجميع! كانت الفترة من عام 1945 إلى 1955 مرحلة بناء البيوت، بالأمل والإيمان، عن طريق نساء المباني المحطمة، وما هلّ عام 1954 إلا وألمانيا قد حققت الفوز بكأس العالم، بينما كانت أصابع أقدام اللاعبين تخرج من أحذيتهم المهترئة. بعد ذلك وخلال عشرة أعوام من عام 1955 إلى 1965 دخلت ألمانيا مرحلة بناء المصانع، فاستوردوا عمالاً أتراكاً، وكتبوا قيماً جديدة للعمل: الجدية والإتقان والأمل، أما الفترة من 1965 إلى 1975 فكانت مرحلة الحصاد، عندما تدفقت رؤوس الأموال، فتكفل كل رجل أعمال بخمسين شاباً ألمانياً يدربهم ويعلمهم، بعدها توحدت ألمانيا، شرقها وغربها من جديد، وسقط جدار برلين، وأصبحت ألمانيا أقوى اقتصاد أوروبي، بالعمل لا بالغباء والصراعات والفتن الغبية.