logo
#

أحدث الأخبار مع #4chan

بلا جوازات.. الهجرة الرقمية لجماعة الإخوان
بلا جوازات.. الهجرة الرقمية لجماعة الإخوان

العين الإخبارية

timeمنذ 5 أيام

  • سياسة
  • العين الإخبارية

بلا جوازات.. الهجرة الرقمية لجماعة الإخوان

بين زحام مقاطع الرقص والفكاهة القصيرة التي تملأ شاشة تيك توك، تختبئ شبكات إلكترونية تنشطها جماعة الإخوان، كما يكشف ملف سري بوزارة الداخلية الفرنسية حصلت عليه "لو فيغارو". ما كان منصة تسلية لحظية، تحول إلى ساحة تعبئة وتحشيد تُدار تحت مسمى "التذكير الإسلامي"، حيث استغلت الجماعة كل ركن من أركان هذا الفضاء الرقمي لتجنيد الشباب الذي يبتلع المحتوى بسرعة، بلا رقيب يوقف هذا الزحف. توضح المذكرة المؤلفة من تسع صفحات كيف أن "الإمام الإلكتروني" لجماعة الإخوان لم يعد مجرد صورة تقليدية للداعية، بل أصبح يتماهى مع أحدث صيحات منصات التواصل، مستخدمًا الفيديوهات القصيرة، والتأثيرات الصوتية، والمرئيات الجذابة، ليخترق عقول الفئات الصغيرة سنًا ويصل إليها بعمق غير مسبوق. تحذر المذكرة من تحول هذا النوع من التأثير إلى استراتيجية متطورة للتجنيد لا تكتفي بالتلقين الديني التقليدي، بل تصنع حالة نفسية وعقلية تمهد طريق التطرف. من منصة ترفيه إلى منصة تجنيد وفقًا للوثيقة نفسها، بات تيك توك من أهم المنابر التي تتصدرها عناصر جماعة الإخوان، حيث يغلب الخطاب المتشدد على المحتوى الإسلامي، وينتج هذا المحتوى تعليقات أشد تطرفًا من أصل الفيديو. وتتجاوز خطورة الأمر المحتوى ذاته إلى تفاعلات المتابعين، إذ تتحول المنشورات إلى أرض خصبة لترويج مواقف متشددة تتجاوز أحيانًا مضمون الرسالة الأساسية. في أوروبا، وعلى وقع تصاعد الصراع في غزة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 والرد العسكري الإسرائيلي، شهدت القارة ارتفاعًا لافتًا في اعتقالات مرتبطة بالإرهاب، غالبيتهم من المراهقين الذين يشكلون حوالي ثلثي المعتقلين بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويونيو/حزيران 2024. ويؤكد خبراء مثل عالم الجريمة الفرنسي ألان باور أن هؤلاء القاصرين غالبًا ما يكونون مجهولين لدى الأجهزة الأمنية قبل اعتقالهم، مما يبرز سرعة انتشار خطاب جماعة الإخوان وسهولة استقطاب الشباب إلى العنف. ملاذات الجماعة الرقمية وليس تيك توك وحده في خريطة جماعة الإخوان، فالتطبيقات الأقدم مثل تيليغرام ما زالت تحظى بأهمية بالغة في وسائل التجنيد والتخطيط للجماعة. تستغل عناصر الإخوان تطور أدوات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى أسرع وأكثر جاذبية، رغم محاولات الجهات الرسمية والشركات الخاصة للحد من انتشار المواد المتشددة، تبقى هذه التطبيقات منبرهم الأول. في النمسا، بدا ذلك بوضوح في مطلع 2023، حين أحبطت السلطات مخططًا إرهابيا، تورط فيه ثلاثة شباب من أصول شيشانية وبوسنية، أحدهم لم يتجاوز الرابعة عشرة، وظهر أن تأثير مقاطع تيك توك التي تمجد الجهاد كان بوابتهم الأولى إلى الانخراط في أفكار الجماعة المتشددة. وامتد تأثيرهم إلى إنشاء قناة على تيليغرام لتبادل المعلومات حول الهجمات وجمع التبرعات لشراء أسلحة، مستفيدين من أدوات الذكاء الاصطناعي لاختبار وتحسين رسائلهم. لكن المواجهة التي تقوم بها منصات التواصل الكبرى مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب لم تضع حدًا للظاهرة، بل دفعت جماعة الإخوان إلى "الهجرة الرقمية" إلى زوايا أكثر ظلمة في الفضاء الإلكتروني. بعد حظر مجموعة "إنسيل" على ريديت عام 2017، انتقل أعضاؤها إلى منتديات أخرى كـ 4chan و8kun ومواقع أخرى خاصة، ما عزز من عزلتهم وعمق إيديولوجياتهم. مراحل التطور الرقمي لعناصر الجماعة تشير الدراسات إلى تطور واضح في مسار نشاط عناصر جماعة الإخوان الرقمية، حيث مرت بثلاث مراحل: الأولى بين 1984 وحتى منتصف الألفينات استخدمت فيها المنتديات ولوحات الإعلانات؛ الثانية في منتصف 2000 حتى 2010 انتقلت إلى منصات التواصل الكبرى؛ والثالثة منذ 2010 وما بعدها، بدأت الجماعة تنسحب إلى منصات أصغر وأكثر خصوصية مثل تيليغرام وSimpleX الذي يقدم تشفيرًا متقدمًا يجعل الرقابة أكثر صعوبة. كلما ضاقت عليهم منصة ما، تجد عناصر الجماعة ملاذًا جديدًا يوفر لهم الحماية والخصوصية، وهو ما يفسر استمرار الجماعة في التسلل من منصة إلى أخرى بلا توقف. من فيسبوك إلى تيليغرام، ومن تيليغرام إلى SimpleX، لا تموت النشاطات، بل تنتقل عبر أزمنة ومواقع رقمية أكثر ظلمة، في معركة مستمرة بين المنع والمراوغة داخل فضاءات تفتقر إلى توازن القوة بين الجهات الرسمية والجماعة. فلا توجد خوارزميات تراقب، ولا إدارة محتوى تمحو المنشورات، بل غرف مغلقة، شفرات عميقة، ورموز سرية. رسائل عناصر الجماعة الإخوان لم تعد صوتًا عاليًا فقط في ساحات مفتوحة، بل همسًا مختبئًا في مجموعات مشفرة، حيث الاستهداف صار انتقائيًا، ويُزرع السم ببطء، في بيئة أكثر خطورة من العلن.حيث غيرت العنوان، وبدأت رحلة هروب رقمي متجددة، تبحث عن ملاذات جديدة بعيدًا عن أعين الرقابة. استراتيجيات "قصف الحب" الرقمية كان استقطاب النساء الشابات أكثر وضوحاً وأهمية. لم يعد الأمر حكراً على استهداف الشباب الذكور كما كان في الماضي، بل امتد إلى النساء والفتيات، لاسيما بعد موجة الانضمامات التي شهدها تنظيم داعش من بينهن. من بين أبرز الاستراتيجيات التي تستخدمها تلك الجماعات لاستقطاب النساء الشابات، نلحظ: • الاستغلال العاطفي: حيث يتبعون أسلوباً يُعرف بـ"قصف الحب"، يقوم على بناء علاقة عاطفية متينة مع الفتيات، ما يجعل التأثير النفسي أكثر عمقاً ويهيئ المجال لانجذابهن للرسائل المتطرفة. • التحريض على الشعور بالذنب: عن طريق استدعاء مفاهيم مثل "فخ الطهارة"، مما يضع ضغطاً نفسياً على النساء الشابات ليشعرن بوجوب الانضمام والدفاع عن أفكار الجماعات. • الاستفادة من التجارب الشخصية: تستهدف النساء اللواتي مررن بتجارب تهميش اجتماعي أو تعرضن للعنف الأسري، مقدمين لهن وعوداً بالحماية، والتمكين، وانتماء جديد يعوض النقص في حياتهن. • الترويج للأخوة الرقمية: من خلال تأسيس مجموعات مغلقة على مواقع التواصل، توفر بيئة افتراضية داعمة ومُحفزة، تسهل عمليات التجنيد وتوطيد الولاء. التشفير اللغوي.. كيف تفر الجماعة بين منصات التواصل؟ دراسة منشورة في مجلة "Journal of Terrorism and Political Violence" تؤكد أن "التنقل بين المنصات وتغيير التكتيكات أسلوب رئيسي تعتمد عليه جماعة الإخوان لمواصلة نشاطها الرقمي رغم محاولات الحظر المكثفة". تطورت طرقهم بشكل مستمر لتجاوز الفلاتر والأنظمة التي تحاول كشفهم. ففي تقرير نشرته شبكة BBC عام 2023، تم تسليط الضوء على استراتيجياتهم في "التشفير اللغوي" حيث يستخدمون رموزاً وكلمات غير مباشرة، وأحياناً صوراً وفيديوهات تحمل رسائل مخفية لا تتمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من التقاطها بسهولة، ما يجعل المحتوى كأنه يختفي تحت سطح الرقابة، لكنه في الحقيقة ينتشر بلا قيود. وبحسب دراسة لمعهد "جيمس ماديسون" عام 2024، فإن حظر الحسابات أو المجموعات على منصة معينة سرعان ما يؤدي إلى هجرة جماعية إلى منصات أخرى أقل رقابة، مما يعقد مهمة الحكومات وشركات التقنية ويجعل مكافحة هذه الظاهرة أصعب بكثير. هذا التنقل بين المنصات ليس عشوائياً، بل يعتمد على تقنيات متقدمة كالشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) التي تخفي الموقع الجغرافي للمستخدم، مما يصعب على الجهات المختصة تعقّبهم أو حتى حصر نشاطاتهم. عبر هذه الأدوات، يتمكنون من تخطي الحظر الجغرافي المفروض على بعض المنصات في مناطق محددة، ويزيدون بذلك من نطاق تأثيرهم الرقمي. لكن هذا التجوال المستمر بين المنصات يضع تحدياً حقيقياً أمام جهود مكافحة نشاطات جماعة الإخوان الرقمية. إذ تظل إجراءات الحظر والإزالة محدودة الفاعلية، لأن الجماعة قادرة على التنقل بسلاسة، والاختباء خلف أساليب تمويه متعددة تجعل من رصدها أمراً معقداً ومكلفاً. مبارزة الظلام.. لماذا تفشل جهود المواجهة؟ في عام 2024، أطلق أنصار الجماعة برنامجاً إعلامياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي باسم "حصاد الأخبار" بهدف نشر فيديوهات دعائية بشكل مكثف. دراسة نُشرت في مجلة CTC Sentinel يناير/كانون الثاني 2024 كشفت أن بعض منصات الذكاء الاصطناعي تستجيب للطلبات التي تحمل نوايا الجماعة، حتى وإن كانت مشفرة بصيغ غير مباشرة، عبر ما يُعرف بنظام "الجيلبريك"، مما يجعلها عرضة للاستخدام السيئ. وبحسب تقرير صادر عن جامعة جيمس ماديسون، فإن عناصر الجماعة لا يختارون منصات التواصل الاجتماعي عشوائيًا، بل يتبعون استراتيجية مبنية على ثلاثة عوامل رئيسية: مستوى الرقابة على المحتوى، طبيعة الجمهور المستهدف، والأدوات التقنية المتاحة لهم. وفي مقابلة مع موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي، قال أحد الباحثين في مجال مكافحة التطرف: "المجتمعات الرقمية التي انتقلت إليها الجماعة باتت أشبه ببيئات معزولة ومغلقة، حيث لا يمكن للجهات الأمنية أو حتى الباحثين النفاذ بسهولة إليها. كل محاولة تدخل قد تُفسر كمحاولة رقابة، مما يزيد من حالة التمرد والتطرف داخل هذه المجموعات." السلطات وشركات التكنولوجيا ليست بلا حول، لكنها أبطأ من وتيرة التغيير. كل منصة تُغلق، تظهر أخرى. كل تقنية مراقبة تُطوَّر، تُقابل بخدعة جديدة. وفي الوقت الذي تنشغل فيه الحكومات بوضع قوانين، ينجح المتطرفون في تجاوزها عبر أدوات مفتوحة المصدر، وشبكات لا مركزية، وبروتوكولات تشفير. وفي الوقت نفسه، تُعيق قوانين حماية الخصوصية، والموارد المحدودة، وتسارع التحولات الرقمية جهود الحكومات والمنصات. هنا تسكن المعركة الحقيقية: صراع مستمر بين التكيف الرقمي للجماعة الإخوان، وسباق الحكومات والمنصات في إغلاق المنافذ أمامها. هذه التطورات تفتح أبواباً جديدة لاستغلال التقنيات الحديثة من قبل الجماعة، وتضع تحديات معقدة أمام أجهزة الأمن وشركات التكنولوجيا، التي تحاول جاهدة محاصرة هذه الظاهرة المتجددة عبر فضاء الإنترنت الرحب. التنقل بين المنصات، الترميز اللغوي، المجتمعات المغلقة، واستخدام الذكاء الاصطناعي كلها أدوات في يد الجماعة، تجعلها أشبه برقصة دائمة في الظل، لا تتوقف، ولا تنتهي. aXA6IDgyLjIzLjIxNy4xMzMg جزيرة ام اند امز CH

ما مدى خطورة موقع "فور تشان" الذي أدخله ماسك إلى قلب البيت الأبيض؟
ما مدى خطورة موقع "فور تشان" الذي أدخله ماسك إلى قلب البيت الأبيض؟

الجزيرة

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الجزيرة

ما مدى خطورة موقع "فور تشان" الذي أدخله ماسك إلى قلب البيت الأبيض؟

في الأيام القليلة الماضية، أفادت وسائل الإعلام الأميركية بأن الملياردير إيلون ماسك سيتراجع عن دوره القيادي في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. يأتي ذلك بعد فترة بارزة قضاها بوصفه الرئيس غير الرسمي للوكالة غير الحكومية المعروفة باسم "دوج" (Department of Government Efficiency – إدارة كفاءة الحكومة)، وسلسلة من المبادرات السياسية – كان آخرها حملته من أجل انتخاب قاضٍ محافظ لشغل مقعد شاغر في المحكمة العليا بولاية ويسكونسن – والتي باءت بالفشل وأتت بنتائج عكسية. لا يزال من غير الواضح كيف ومتى سيخرج ماسك من هذا المشهد، لكن المؤكد أنه سيخلّف وراءه أضرارًا دائمة تتجاوز بكثير أعماله التخريبية من خلال اختراعه "دوج". فقد أدخل ماسك، من خلال سلوكه على الإنترنت وخارجه، سياسة سامة وعبثية نشأت في هوامش الإنترنت الغامضة إلى مراكز السلطة في أعظم قوّة عظمى في العالم. كان إيماؤه بتحية نازية خلال حدث بعد تنصيب ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني مثالًا صارخًا على ذلك. وقد ردّ ماسك على الاتهام الموجّه إليه بأنه أدى التحية النازية بمزيج من الإنكار والفكاهة، وأطلق سيلًا من النكات ذات الطابع النازي عبر حسابه على منصة "إكس". ارتكاب فعل صادم ثم إنكاره الواضح هو حالة نموذجية من "التروولنغ" (trolling) – وهي ممارسة شائعة في أوساط الإنترنت الهامشية، حيث تسود وجهات النظر السياسية السامة والساخرة. من بين هذه المساحات، هناك موقع سيئ السمعة يُدعى "4chan"، يُعتقد أن ماسك من رواده. ففي بداية هذا العام، قرر تغيير اسم حسابه على "إكس" إلى "Kekius Maximus"، ووضع صورة ملف شخصي لرمز "Pepe the Frog" – وهما رمزان أُخذا مباشرة من موقع 4chan. كما أشار إلى الموقع علنًا في منشوراته على "إكس". على الرغم من أن الكثيرين قد سمعوا عن موقع 4chan، فلا يزال هناك القليل من الفهم العام لما هو عليه، وكيف يرتبط بصعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة. ببساطة، هو موقع يمكن للناس من خلاله مشاركة رسائل نصية وصورية بشكل مجهول ودون الحاجة إلى تسجيل الدخول. يُعد مساحة للنقاش والفكاهة وبناء مجتمع إلكتروني. تأسس عام 2003، وبلغ عدد زواره 8.2 ملايين شهريًا في عام 2010، و22 مليونًا في عام 2021. وبفضل الطبيعة المجهولة لبنية الموقع، يشعر المستخدمون بالثقة للتعبير عن آراء سياسية متطرفة أو إشكالية، غالبًا ما تكون مغطاة بطبقة من الفكاهة. وقد أصبحت هذه الطريقة الساخرة في التعبير السياسي السمة المميزة للموقع. فكثيرًا ما تُطرح عبارات عنصرية أو تمييزية على أساس الجنس أو الميول الجنسية كـ "نكات"، وأي شخص يعترض عليها يُسخَر منه لكونه "بريئًا" أو "جادًا أكثر من اللازم". يوجد تنبيه تحت المنتدى الرئيسي في 4chan، يقول: "القصص والمعلومات المنشورة هنا أعمال فنية من الخيال والزيف. وحده الأحمق يصدق أي شيء يُنشر هنا". ولهذا السبب تحديدًا، فإن الصحفيين والمعلقين الذين أخذوا إنكار ماسك لتحيته النازية على محمل الجد قد غاب عنهم المغزى تمامًا. فعند جمهور ماسك من اليمين المتطرف، فإن الجاذبية الحقيقية لتصرفه كانت تتعزز بفعل هذا الإنكار ذاته، لكونه قام بإيماءة نازية بشكل فاضح و"أفلت منها". لقد قام ماسك بفعل متمرّد ضد ما يُسميه "فيروس اليقظة الذهنية"، أو ما يُعرف تقليديًا بـ"ثقافة الصواب السياسي (PC)". وبإضافة عنصر الفكاهة، استطاع هو ومؤيدوه تعتيم وتشويش أي نقاش جادّ حول مخاطر تطبيع الرموز النازية. كل هذا يُعدّ الوظيفة الأساسية لـ "التروولنغ". حيث يتم تقديمه كنوع من اللعب، أو استفزاز الآخرين "من أجل الضحك"، ويستخدمه الفاعلون اليمينيون المتطرفون لتحريك "نافذة أوفرتون" – وهي نطاق الآراء المقبولة اجتماعيًا- نحو اليمين. فورًا بعد تحية ماسك، قامت شخصيات يمينية متطرفة مثل نيك فوينتيس وأندرو تايت بتقليد الإيماءة ذاتها، مستخدمين الأعذار نفسها التي استعملها ماسك. وهؤلاء من الأشخاص الذين اكتسبوا مكانة اجتماعية وسياسية كبيرة من خلال ثقافات الإنترنت الفرعية. لكن، ليس اليمين المتطرف وحده من يستخدم الرموز والميمات المتداولة عبر الإنترنت لتحقيق أهدافه السياسية. في الواقع، قد يرى البعض أن هذه الثقافات الفرعية نشأت كرد فعل على ما يُعرف بـ "تحويل السياسة إلى ميمات". في كتابها "اقتلوا كل المألوفين: حروب الثقافة الإلكترونية من 4chan وTumblr إلى ترامب واليمين البديل" (Kill All Normies)، تتتبّع أنجيلا ناغل أصول هذه الثقافات الفرعية إلى دورة الانتخابات الأميركية عام 2008. كثيرون يتذكرون ملصقات "الأمل" التي كانت شعارًا لحملة باراك أوباما، والتي انتشرت كالنار في الهشيم على الإنترنت. وبالنسبة إلى ناغل، كانت تلك لحظة محورية في استخدام الميمات سياسيًا. لكن، رغم الخطاب الحالم والمثالي، لم تحقق إدارة أوباما وعودها. هذا التفاوت بين الرسائل السياسية والواقع أدّى إلى نقاشات عبر الإنترنت شجعت على الشك والريبة بوصفهما رد فعل طبيعي على النفاق السياسي. بعد ذلك، في 4chan ومنصات مشابهة، أصبح أي شخص يُظهر دعمًا قويًا لحزب أو قضية أو حركة، هدفًا للسخرية. وقد ولّد هذا نظرة ساخرة وعدمية تجاه العالم ومكان الفرد فيه. إعلان وها نحن نعود إلى دورة انتخابات 2024، فنجد أن هذه الديناميكيات ما تزال حاضرة. اعتمدت حملة كامالا هاريس على إعادة تدوير حملة أوباما واستخدمت الميمات الفارغة ذاتها بدل التركيز على السياسات أو القضايا الواقعية. ولم تكتفِ بذلك، بل اعتمدت على دعم المشاهير، واستخدمت في لافتة حسابها على "إكس" الخط والألوان نفسها التي استخدمتها مغنية البوب "تشارلي إكس سي إكس" في غلاف ألبومها Brat، في محاكاة لميم شهير. أما المؤسسة السياسية الليبرالية في الولايات المتحدة، والتي كشفت خلال العام ونصف العام الماضيين عن عيوب عميقة، خصوصًا في تجاهلها لمعاناة الفقراء ودعمها المتفاخر لحرب إسرائيل الإباديّة في غزة، فلم تتعلّم شيئًا من دروس العقد ونصف العقد الماضيين. فالاكتفاء برسائل جوفاء بينما تتفاقم أزمات الأميركيين -من التضخم الهائل، إلى التفاوت الطبقي، إلى انهيار المناخ- لا يُشعل حماس الناخبين. السياسة ليست مجرد معركة ميمات. هذه حقيقة يجب أن يدركها الناس جميعًا، خصوصًا أولئك الذين أعادوا نشر تحية ماسك كنوع من السخرية. فرغم أن الكثيرين اعتقدوا أنهم يسخرون منه من خلال النكات، فقد ساهموا فعليًا في نشر المشهد وترسيخه بوصفه استعراضًا إعلاميًا. علينا أن نُدرك أنه لا يمكننا أن نمزح للخروج من الفاشية. السبيل الوحيد لمواجهة المتنمرين الفاشيين هو رفض الدخول إلى ساحتهم، ورفض اللعب على شروطهم. علينا أن نُصر على أن تكون نقاشاتنا وأفعالنا متجذّرة في الواقع، وأن نرفض التشويش المتعمد الذي يمارسونه، وأن نبني قوة فعلية (خارج الإنترنت) لمقاومة صعود اليمين المتطرف. هذه مهمة ليست سهلة على الإطلاق، خاصة بعد أن تسلل اليمين المتطرف إلى أعلى مراتب السلطة في الولايات المتحدة، وحقَّق مكاسب في أميركا الجنوبية وأوروبا. إن تزاوج الخطاب الرمزي اليميني المتطرف مع الاستيلاء غير المسبوق على الثروات من قبل طبقة المليارديرات، وتزايد السلطوية في هذه الدول، قد دفع ذلك بالكثيرين نحو الإحباط واليأس. في مواجهة صعود شخصيات مثل ماسك، نحتاج إلى أمل مسيّس لمواجهة اليأس المقصود الذي يغذّي اليمين المتطرف. نحتاج إلى أمل صادق، قائم على إدراك أننا لا نستطيع تحمّل اللامبالاة، وأن هناك سبيلًا للمقاومة من خلال العمل الجماعي، وبناء بدائل جديدة، واحتضان رؤى مختلفة للمستقبل.

كيف دخل Musk 4chan في السياسة الأمريكية
كيف دخل Musk 4chan في السياسة الأمريكية

وكالة نيوز

time٠٦-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة نيوز

كيف دخل Musk 4chan في السياسة الأمريكية

في الأيام القليلة الماضية ، أبلغت وسائل الإعلام الأمريكية أن الملياردير إيلون موسك سوف يتراجع عن دوره القيادي في إدارة الرئيس دونالد ترامب. هذا بعد عمله الذي تم نشره بشكل كبير كرئيس غير رسمي لـ الوكالة غير الحكومية دوج (وزارة الكفاءة الحكومية) والمبادرات السياسية المختلفة – في الآونة الأخيرة ، حملته لانتخاب قاض محافظ إلى مقعد المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن. كيف ومتى سيبقى Musk خروجه لا يزال يتعين رؤيته ، ولكن هناك شيء واحد مؤكد: سوف يترك وراءه أضرارًا دائمة تتجاوز العمل التخريبي للاختراع ، دوج. من خلال سلوكه عبر الإنترنت وغير متصل ، أدخل Musk سياسة سامة وساخرة بشكل لا يصدق من الهامش الغامضة للإنترنت إلى غرف القوة في أول قوة عظمى في العالم. كانت لفتته النازية في حدث بعد افتتاح ترامب في 20 يناير توضيحًا مثاليًا. قام المسك على الفور بالاتهام بأنه جعل تحية نازية بمزيج من الإنكار والفكاهة ، مما يجعل مجموعة كبيرة من النكات النازية التي تحمل موضوعها على حساب X الخاص به. إن القيام بشيء شائن ثم إنكار ما هو واضح هو حالة واضحة من 'التصيد' – وهي ممارسة مفضلة في مساحات الإنترنت الهامشية حيث تهيمن وجهات النظر السياسية السامة والساخرة. من بينها موقع ويب سيئ السمعة يسمى 4chan ، والذي يعتقد أن المسك متكرر. فقط في بداية هذا العام ، قرر تغيير اسم حساب X الخاص به إلى ' كيكيوس ماكسيوس ' وصورة ملفه الشخصي إلى صورة ضفدع – تم التقاط الميمات مباشرة من 4Chan. كما أشار علانية إلى موقع على حساب X الخاص به. على الرغم من أن الكثيرين قد سمعوا عن موقع الويب 4chan ، إلا أنه لا يزال هناك القليل جدًا من الفهم العام لما هو عليه وكيف يرتبط بصعود أقصى اليمين في الولايات المتحدة. ببساطة ، إنه موقع ويب حيث يمكن للأشخاص مشاركة رسائل النص والصور مجهولة بدون تسجيل أو تسجيل الدخول للمستخدمين. إنها مساحة للمناقشات والفكاهة وإنشاء مجتمع عبر الإنترنت. تأسست في عام 2003 ، وصلت 4chan 8.2 مليون الزوار شهريًا في عام 2010 و 22 مليون في عام 2021. نظرًا للغطاء المجهول الذي يوفره بنية الموقع ، يشعر المستخدمون بالثقة في التعبير عن وجهات النظر السياسية المليئة بالمشاكل والهامش عادةً مع حجاب الفكاهة. جاء هذا الشكل المفارقة من التعبير السياسي لتحديد الموقع. غالبًا ما ترى أن الإهانات العنصرية والجنسية و/أو المثليين مثليين المثليين. أي شخص يدعو هذه السخرية يسخر أكثر من أجل سذاجهم أو صدقه. ينص إخلاء المسئولية تحت المنتدى الرئيسي على 4Chan ، /B /،: 'القصص والمعلومات المنشورة هنا هي أعمال فنية للخيال والباطل. فقط الأحمق سيأخذ أي شيء منشور هنا كحقيقة'. هذا هو بالضبط السبب في أن الصحفيين والمعلقين الذين أخذوا إنكار موسك من تحية النازية بالقيمة الاسمية غابوا تمامًا عن هذه النقطة. بالنسبة لأولئك المشجعين اليمينيين المتطرفين في Musk ، تم تعزيز جاذبية أفعاله في الواقع من خلال الإنكار بالذات ، بحقيقة أنه قام بإيماءة فاشية بوقاحة للغاية ثم 'تخلص من ذلك'. شارك Musk في عمل تعدي على ما يصفه بأنه 'فيروس العقل استيقظ' أو أكثر تقليديًا 'ثقافة الكمبيوتر السياسي). من خلال إضافة روح الدعابة إلى المعادلة ، تمكن المسك ومعجبيه من مزيد من التغلب على أي مناقشة جادة حول تدفق الرموز النازية. كل هذا هو الوظيفة الأساسية لـ 'التصيد'. تم طرحها على أنها مجرد شكل من أشكال اللعب ، أو طريقة لدفع أزرار الأشخاص 'من أجل LOLZ' (يضحك) ، يمكن للجهات الفاعلة اليمينية المتطورة استخدام هذه التقنية لتغيير نافذة Overton-أو نطاق المصطلحات أو الآراء المقبولة-إلى اليمين. مباشرة بعد تحية المسك ، شخصيات يمينية مثل نيك فوينتيس و أندرو تيت ، تحاكي نفس التحية واستخدم نفس الأعذار البعيدة التي استخدمها المسك. هؤلاء هم الأشخاص الذين اكتسبوا كميات هائلة من رأس المال الاجتماعي والسياسي من خلال الثقافات الفرعية عبر الإنترنت. ومع ذلك ، ليس فقط اليمين المتطرف هو الذي توظف الميمات والتعبيرات الأخرى التي تم تطويرها عبر الإنترنت لتعزيز أهدافها السياسية. في الواقع ، قد يجادل البعض بأن هذه الثقافات الفرعية برزت كرد فعل على ما يوصف بأنه 'memefication' للسياسة. في كتابها اقتل كل المعايير: حروب الثقافة عبر الإنترنت من 4Chan و Tumblr إلى Trump و Alt-Right ، تتتبع أنجيلا ناجل أصول هذه الثقافات الفرعية إلى الدورة الانتخابية الأمريكية لعام 2008. سيتذكر الكثيرون ملصقات 'الأمل' لحملة باراك أوباما الانتخابية الرئاسية ، التي انتقلت عبر الإنترنت. بالنسبة إلى Nagle ، كانت هذه نقطة تحول حاسمة في استخدام الميمات ، والتي كانت في هذه المرحلة وسيلة جديدة ومثيرة ، في السياسة الأمريكية. على الرغم من خطاب الأمل والتغيير ، لم تفي إدارة أوباما بوعودها الغامضة والطوبرية. حفز هذا عدم التوافق بين المراسلة والواقع مناقشات عبر الإنترنت التي عززت عدم الثقة كرد فعل صحي على صدق الطبقة السياسية. بعد ذلك ، على 4Chan ومنصات أخرى ، أصبح أي شخص أعرب عن دعمه القوي لأي حزب أو سبب أو حركة أصبح هدفًا للسخرية. شكل هذا بشكل أساسي نوع من النظرة الساخرة العدمية للعالم ومكاننا فيه. بسرعة إلى الأمام إلى دورة الانتخابات 2024 ، كانت هذه الديناميات موجودة إلى حد كبير مرة أخرى. اعتمدت حملة كمالا هاريس على إعادة تسمية حملة أوباما واستخدمت نفس الميمات الفارغة ، بدلاً من التركيز على السياسة أو أي شيء آخر متجذر في الواقع. لم تعتمد بشكل كبير على موافقات المشاهير ، بل كانت أيضًا قد كتبت لافتة حساب X مع نفس الخط واللون مثل 'شقي' ميمي ، اتجاه مستوحى من غلاف ألبوم البوب ​​تشارلي XCX. لم تتعلم المؤسسة السياسية الليبرالية في الولايات المتحدة ، والتي كشفت كذلك عن عيوبها العميقة على مدار العام ونصف العام الماضي بتجاهلها عن صراعات الأميركيين الفقراء ودعم الانتصار لحرب الإسرائيلية في غزة ، الدروس في العقد ونصف العقد الماضي. الاعتماد على المراسلة المجوفة في حين أن القضايا تتجمع بالنسبة لمعظم الأميركيين – من ارتفاع التضخم إلى عدم المساواة المتزايدة إلى انهيار المناخ – لا ينشط الناخبين. السياسة ليست مجرد معركة ميمي. هذا درس يجب أن يستوعبه الجمهور الأوسع ، وخاصة أولئك الذين قاموا بتشغيل التحية السيئ السمعة على شكل هجاء أو سخرية. على الرغم من أن الكثيرين قد يعتقدون أنهم كانوا يزعجونه بإضافة إهانات أو نكات عليها ، في الواقع ، فقد ساعدوا في نشر وشرعية الفعل نفسه كمشهد. لقد حان الوقت للاعتراف بأننا لا نستطيع أن نخرج طريقنا للخروج من الفاشية. الطريقة الوحيدة لهزيمة المتصيدون الفاشيين هي رفض الدخول إلى الساحة ، ورفض اللعب بشروطهم. وهذا هو ، للإصرار على تأريض المناقشات والإجراءات في الواقع ، لرفض أي من عمليات التوعية الخاصة بهم وبناء قوة فعلية (دون اتصال) لمقاومة صعود اليمين المتطرف. إنها بالتأكيد ليست مهمة سهلة ، خاصة عندما دخل أقصى اليمين إلى أعلى غرف القوة في الولايات المتحدة وحقق مكاسب قوية في أمريكا الجنوبية وأوروبا. إن زواج الخطاب والرمزية اليميني المتطرف يتطابق مع التقاط غير المسبوق للثروة من قبل الطبقة الملياردير والسلطوية المتزايدة داخل هذه البلدان قد ألقى الكثيرين إلى اليأس واليأس. رداً على صعود أمثال Musk ، نحتاج إلى نوع من الأمل في مكافحة اليأس المتعمد الذي يتغذى على اليمين المتطرف. نحتاج إلى أمل مخلص متجذر في اعتراف بأننا لا نستطيع أن نفعل شيئًا وأن هناك طريقة للمقاومة من خلال العمل الجماعي ، وبناء بدائل جديدة واحتضان رؤى جديدة للمستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store