#أحدث الأخبار مع #AMRCجريدة الوطنمنذ يوم واحدسياسةجريدة الوطنالطريق الثالث لقيمنا الإسلامية في المهجريواجه المجتمع المسلم في كندا تحديات كبيرة، أهمها فقدان جزء من أسرتك، الذي لا يعوّضه الحصيلة المادية التي تحققها، في رحلة مهجرك الجديد، وسبق أن ناقشت باستفاضة وواقعية فكرة الهجرة المعاكسة، ودللنا بالقطع أن هذا القرار الذي سيبقى حقاً مشروعاً مطلقاً لكل أسرة، تُقدّر المخاطر على وحدتها وكرامتها الإنسانية وسلامتها النفسية، وحق عبور رحلة الحياة بقيمها الدينية، وهو حق مؤصل في الدستور الكندي، خرقته القوى السياسية المتنفذة من غير وجه حق، لكن الحصيلة القائمة على الأرض، أنهُ لن يُغادر عبر الهجرة المعاكسة إلا عدد محدود، وأن الفرض الكفائي اليوم، هو خلق أرضية دفاع وشراكة وتواصل مع الدولة والمجتمع الآخر لحماية هذه الحقوق، وهي من سنن التدافع المدني الذي أعلنه القرآن الكريم. الكارثة أن هناك فراغاً كبيراً في سد هذا النقص، من حيث ثقافة المدافعة القائمة على استيعاب أصل التشريعات الدستورية، التي حُررت في الغرب وفي كندا على وجه الخصوص، والثاني هو وجود سلوكيات وأزمات وعي وانحطاط عن قيم الرسالة وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم، تتخفّى تحت ضجيج الاستهداف للمسلمين، وهو استهداف صحيح بالقطع ولا نشك في ذالك، لكن القصور في الوعي وفي وسائط المدافعة، هو ما يُمكّن الساسة من فرض قوانين متطرفة، ومن الاستمرار في استهداف بعض الاعلام للمسلمين، ومهاجمة المتطرفين لهم في الشارع أو في المساجد واستهداف حياتهم. وأهم إطار يعنينا تحريره هو البناء التأهيلي لثقافة الممانعة لدى الأسرة المسلمة، التي تقيها من فقدان ذاتها أو بعض أجزائها، هذا الفقدان قد يكون جزئيا وكليا، فسقوط الشاب أو الشابة في وحل المخدرات يعني بالضرورة، نهاية حياته الطبيعية إلا في حالات محدودة، فتوفر بعض جرع المخدرات وأنواعها، وهو جريمة تاريخية في حق كل شرائح التعدد الكندي، يُصعّب استعادة الشاب المتورط فيها. والثاني الرضوخ للضغوط الشرسة للمثلية القهرية، التي من المتوقع أن تعود جولاتها في ظل صراع اليسار الاجتماعي مع عقيدة اليمين الترمبي في أميركا الشمالية، ومع تراجع شعبية هذا اليمين، فيقيس الناس تطرفه ضد الحقوق بموقفه ضد المثلية رغم الفارق الضخم بين المسألتين. أما البعد الثالث فهو ضمور الإسلام والروح الإيمانية في أنفس الشباب، وتسعير مشاعر الكراهية والتنمّر ضد والديهم بحجة رفض القيم الإسلامية والعادات والتقاليد، ومع الأسف هناك خلط في بعض البيئات الإسلامية، بين القيم الأساسية لرسالة الإسلام وبين الطبائع والسلوكيات الخاطئة، من هنا نجد أن نسب المنسحبين عن حضور الصلوات وحتى صلاة الجمعة كبيرة جداً. وبالتالي مرجعية الإيمان والنفس المطمئنة بالروح الإسلامية، تتهاوى عند بعض الشباب حتى تكاد أن تتلاشى، هذه النسبة منذ وصلت كندا لم أجد أي برنامج يسعى لمد الجسور معهم، أو إشباع اسئلتهم الحائرة، حين انفصلت القناعة الإيمانية، عن تصوراته عن الأرض الجديدة، واللغة التي تُتقن عرض محاسن القيم الإسلامية وتميّزها على مستوى العالم، من حيث المناقشة الفكرية لا الوعظية ضعيفة في المهجر بالجملة. وفي كل الأحوال تظل الأسرة وعلاقتها القوية ببعضها البعض، هي العنصر الأول للوقاية من السقوط الكبير. ولذلك لفت نظري سعي المنظمة الإسلامية في هالي فاكس، إلى تدشين مؤسسة تسعى للإصلاح الأسري بين المسلمين، وهي من مشاكلنا الكبرى في كندا، حيث يعقب الصراع والانفصال الزوجي، عواصف تضرب البيت وتؤثر على الأولاد ويتيهون في غربة لا عودة فيها، لكن هذه المنظمة (AMRC) لم تكتف بجهود الإصلاح والإيواء، ولكنها تواصلت مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، ولهذه المبادرة نموذج سابق في مشروع رئيس قسم علم النفس سابقا في جامعة صنعاء د. محمد باعبيد، في مشروعه المميز منظمة المسلم للدعم الاجتماعي، في لندن اونتاريو، هذه المبادرة حققت تقدماً نوعيا مع القضاء الكندي والشرطة، ومع مؤسسة الرعاية الاجتماعية التي ترعى الأطفال وتضمن حمايتهم لو تعرضوا لأي مكروه، واستردت كثيراً من الأطفال. وهي مساحة إشكالية في الموقف من الثقافة الراعية لمرحلة الطفولة، ليس من خلال العنف المضر المرفوض في أي حال، ولكن من حيث الثقافة والاختلاف بين الرسالة الإسلامية والقوانين المادية، والتي تعزز الفردية وتفصل روح التراحم العائلي في تقديراتها القانونية، وهنا كانت المفاجأة أن دار الرعاية الإسلامية الجديدة وجدت مساحة كبيرة من الترحيب والتفهم، وعقدت دورات للشرطة وغيرهم من ذوي الوظائف المسؤولة، انتهت إلى نتائج إيجابية في الإصلاح الزوجي وفي حماية القيم والعقيدة الإسلامية لأبناء المسلمين، هنا نحن أمام دليل كبير يؤكد أن فُرص التفاهم مع المجتمع والمؤسسات في كندا لا تزال كبيرة، وتجربة الشيخ ورفاقه في هالي فاكس جديرة بالدراسة والاقتداء والتطوير.
جريدة الوطنمنذ يوم واحدسياسةجريدة الوطنالطريق الثالث لقيمنا الإسلامية في المهجريواجه المجتمع المسلم في كندا تحديات كبيرة، أهمها فقدان جزء من أسرتك، الذي لا يعوّضه الحصيلة المادية التي تحققها، في رحلة مهجرك الجديد، وسبق أن ناقشت باستفاضة وواقعية فكرة الهجرة المعاكسة، ودللنا بالقطع أن هذا القرار الذي سيبقى حقاً مشروعاً مطلقاً لكل أسرة، تُقدّر المخاطر على وحدتها وكرامتها الإنسانية وسلامتها النفسية، وحق عبور رحلة الحياة بقيمها الدينية، وهو حق مؤصل في الدستور الكندي، خرقته القوى السياسية المتنفذة من غير وجه حق، لكن الحصيلة القائمة على الأرض، أنهُ لن يُغادر عبر الهجرة المعاكسة إلا عدد محدود، وأن الفرض الكفائي اليوم، هو خلق أرضية دفاع وشراكة وتواصل مع الدولة والمجتمع الآخر لحماية هذه الحقوق، وهي من سنن التدافع المدني الذي أعلنه القرآن الكريم. الكارثة أن هناك فراغاً كبيراً في سد هذا النقص، من حيث ثقافة المدافعة القائمة على استيعاب أصل التشريعات الدستورية، التي حُررت في الغرب وفي كندا على وجه الخصوص، والثاني هو وجود سلوكيات وأزمات وعي وانحطاط عن قيم الرسالة وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم، تتخفّى تحت ضجيج الاستهداف للمسلمين، وهو استهداف صحيح بالقطع ولا نشك في ذالك، لكن القصور في الوعي وفي وسائط المدافعة، هو ما يُمكّن الساسة من فرض قوانين متطرفة، ومن الاستمرار في استهداف بعض الاعلام للمسلمين، ومهاجمة المتطرفين لهم في الشارع أو في المساجد واستهداف حياتهم. وأهم إطار يعنينا تحريره هو البناء التأهيلي لثقافة الممانعة لدى الأسرة المسلمة، التي تقيها من فقدان ذاتها أو بعض أجزائها، هذا الفقدان قد يكون جزئيا وكليا، فسقوط الشاب أو الشابة في وحل المخدرات يعني بالضرورة، نهاية حياته الطبيعية إلا في حالات محدودة، فتوفر بعض جرع المخدرات وأنواعها، وهو جريمة تاريخية في حق كل شرائح التعدد الكندي، يُصعّب استعادة الشاب المتورط فيها. والثاني الرضوخ للضغوط الشرسة للمثلية القهرية، التي من المتوقع أن تعود جولاتها في ظل صراع اليسار الاجتماعي مع عقيدة اليمين الترمبي في أميركا الشمالية، ومع تراجع شعبية هذا اليمين، فيقيس الناس تطرفه ضد الحقوق بموقفه ضد المثلية رغم الفارق الضخم بين المسألتين. أما البعد الثالث فهو ضمور الإسلام والروح الإيمانية في أنفس الشباب، وتسعير مشاعر الكراهية والتنمّر ضد والديهم بحجة رفض القيم الإسلامية والعادات والتقاليد، ومع الأسف هناك خلط في بعض البيئات الإسلامية، بين القيم الأساسية لرسالة الإسلام وبين الطبائع والسلوكيات الخاطئة، من هنا نجد أن نسب المنسحبين عن حضور الصلوات وحتى صلاة الجمعة كبيرة جداً. وبالتالي مرجعية الإيمان والنفس المطمئنة بالروح الإسلامية، تتهاوى عند بعض الشباب حتى تكاد أن تتلاشى، هذه النسبة منذ وصلت كندا لم أجد أي برنامج يسعى لمد الجسور معهم، أو إشباع اسئلتهم الحائرة، حين انفصلت القناعة الإيمانية، عن تصوراته عن الأرض الجديدة، واللغة التي تُتقن عرض محاسن القيم الإسلامية وتميّزها على مستوى العالم، من حيث المناقشة الفكرية لا الوعظية ضعيفة في المهجر بالجملة. وفي كل الأحوال تظل الأسرة وعلاقتها القوية ببعضها البعض، هي العنصر الأول للوقاية من السقوط الكبير. ولذلك لفت نظري سعي المنظمة الإسلامية في هالي فاكس، إلى تدشين مؤسسة تسعى للإصلاح الأسري بين المسلمين، وهي من مشاكلنا الكبرى في كندا، حيث يعقب الصراع والانفصال الزوجي، عواصف تضرب البيت وتؤثر على الأولاد ويتيهون في غربة لا عودة فيها، لكن هذه المنظمة (AMRC) لم تكتف بجهود الإصلاح والإيواء، ولكنها تواصلت مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، ولهذه المبادرة نموذج سابق في مشروع رئيس قسم علم النفس سابقا في جامعة صنعاء د. محمد باعبيد، في مشروعه المميز منظمة المسلم للدعم الاجتماعي، في لندن اونتاريو، هذه المبادرة حققت تقدماً نوعيا مع القضاء الكندي والشرطة، ومع مؤسسة الرعاية الاجتماعية التي ترعى الأطفال وتضمن حمايتهم لو تعرضوا لأي مكروه، واستردت كثيراً من الأطفال. وهي مساحة إشكالية في الموقف من الثقافة الراعية لمرحلة الطفولة، ليس من خلال العنف المضر المرفوض في أي حال، ولكن من حيث الثقافة والاختلاف بين الرسالة الإسلامية والقوانين المادية، والتي تعزز الفردية وتفصل روح التراحم العائلي في تقديراتها القانونية، وهنا كانت المفاجأة أن دار الرعاية الإسلامية الجديدة وجدت مساحة كبيرة من الترحيب والتفهم، وعقدت دورات للشرطة وغيرهم من ذوي الوظائف المسؤولة، انتهت إلى نتائج إيجابية في الإصلاح الزوجي وفي حماية القيم والعقيدة الإسلامية لأبناء المسلمين، هنا نحن أمام دليل كبير يؤكد أن فُرص التفاهم مع المجتمع والمؤسسات في كندا لا تزال كبيرة، وتجربة الشيخ ورفاقه في هالي فاكس جديرة بالدراسة والاقتداء والتطوير.