أحدث الأخبار مع #ASymphonyofHorror


الشرق الأوسط
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
سينما الرعب رموزاً لمراحل سياسية مختلفة
تختلف أفلام الرُّعب في هذا العصر عن تلك التي شهدها هذا النوع من الأفلام منذ عشرينات القرن الماضي وعلى نحو مطرد وحتى سنوات قريبة. كانت ألمانيا قد خرجت من الحرب العالمية الأولى (1914-1918) جريحة، غير مستقرة اقتصادياً، ومنقسمة سياسياً، ومهزومة عسكرياً. واكبت السينما التعبيرية ذلك الوضع من خلال تناولها حكايات خيالية عن مجتمع يعاني من دون أن تدلف صوب نقل الواقع كما هو، كما فعلت أفلام ألمانية أخرى. اختيارات مخرجين أمثال روبرت واين، وفردريك مورناو، وفريتز لانغ، كانت استخدام الرَّمز والاختلاف في الأساليب البصرية لتعكس شعورها على واقعٍ ومستقبلٍ غير واضحَي المعالم. أفلام «كابينة الدكتور كاليغاري» (Canbinet of Dr. Caligari) لروبرت واين (1920)، و«نوسفيراتو» (Nosfiratu: A Symphony of Horror) لفرديك مورناو (1922)، وإلى حد، فيلم «إم» (M) لفريتز لانغ (1931)، سوى توريات لوضع قلق عصف بالفترة الفاصلة بين الحربين الأولى والثانية وشهد نشوءاً ومن ثَمَّ دخول ألمانيا عصرها النازي. «الهضاب لها أعين» (ڤانغارد ريليزينغ غروب) المكارثية وما بعد كانت أفلام رعب وتخويف نوعاً وشكلاً، وذات أبعادٍ سياسية واجتماعية في المضمون، ترسم وضع الفترة المضطربة التي شهدتها ألمانيا بين الحربين. لم تكن نبوءة بما سيقع، كما كتب بعض نقاد الغرب بقدر ما كانت تعبيراً للمضمون منعكساً في الشكل العام لتلك الأفلام. أفضلها لناحية الإيحاء بهذا الوضع هو «كابينة الدكتور كاليغاري» لروبرت واين، الذي رمز لحياة مجتمع قلق عبر مضمون موضوعه من ناحية، (سجين مستشفى مجانين يروي حكاية طبيب يقتل ضحاياه)، وعبر أسلوب سرد وتصاميم لقطات وديكورات من ناحية ثانية. المد السياسي ازداد في الأفلام الأميركية وانحسر عملياً عن تلك الأوروبية، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية سنة 1945. بعد تلك الحرب تغيّرت العلاقة بين حليفي الأمس الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، إلى عداوة بسبب ازدياد نشاط اليسار في أميركا، مما دفع باتجاه نشوء المكارثية ومحاكماتها الشهيرة لاستئصال «الخطر الأحمر». واكبت هوليوود ذلك بسلسلة أفلام تقصُّ حكايات رعب في إطار نوع الخيال العلمي شكلاً، وتنضوي على تصوير معاداة الشيوعية ضمناً. هذا كان شأن أفلام مثل «غزاة من المريخ» (Invaders from Mars) (1951) لويليام كاميرون منزيس، و«جاء من الفضاء الخارجي» (It Came from Outer Space) (1953) لجاك أرنولد، و«حرب العوالم» (War of the Worlds) (1953) لبيرون هاسكين. ما إن توارت تلك الموجة حتى برزت موجة أخرى معادية للحرب الأميركية في ڤييتنام؛ في «مذبحة تكساس المنشارية» (TheTexas Chain Saw Massacre) لتوبي هوبر (1974)، يتحدث عن أن أشرار الصحراء المعزولة عن المدن يفتكون بالأبرياء الذين يجدون أنفسهم تائهين ومنقطعين في اللامكان الموحش. الحبكة نفسها تضمَّنها فيلم (Hills Have Eyes) «الهضاب لها عيون» لويس غراڤن (1977)، وقبلهما فيلم جورج إيه. روميرو الممتاز (The Night of the Living Dead) «ليلة الموتى الأحياء» (1968). القراءة هنا ليست غامضة: في ربوع أميركا هناك حالة انقلاب ناتجة عن انعدام رؤية واضحة لأميركا بين ماضيها الموعود وحاضرها المتأزم. على عكس الموجة السابقة التي تبدَّت في الخمسينات، فالعدو هنا ليس خطراً آتياً من الخارج، بل هو وليد الوضع الداخلي. هذا عبَّر عنه أيضاً المخرج جوردان بيل في «اخرج» (Get Out) (2017). «إنهم أحياء» (يونيڤرسال) إنهم أحياء طوال عقود ما قبل الألفية الثانية، خرجت أفلام حدَّدت العدو الداخلي على نحو أوضح. في «تمساح» (Aligator) للويس تيغ (1980)، حكاية مرعبة (كتبها جون سايلس، وهو مخرج جيد بدوره) عن تمساح يعيش في مجاري المدينة يلتهم كل ما تصل إليه فكّاه. بعد حين يزداد شرهه ويبدأ الانقضاض على البشر. يتحوَّل التمساح سريعاً إلى وحش سيُدمِّر النخبة السياسية والاقتصادية الفاسدة كما يشي الفصل الأخير من المشاهد. جون كاربنتر، بدوره اسم مهم في سينما الرُّعب ومفاداتها. من بين أفلامه الأكثر بروزاً في هذا المضمار «إنهم أحياء» (They Live)، 1988 الذي يوفر حكاية دالّة عن رجل لا عمل له، يكتشف نظارات حين يضعها على عينيه يستطيع التفريق بين الكائنات الفضائية الذين احتلوا الأرض، وحلوا محل البشر من وقت ما، وعليه التعامل مع تلك الحقيقة، مما جعل الفيلم نموذجاً للتحذير من أن العدو (عسكر ورجال سُلطة) يكمن داخل أميركا وليس خارجها. يمكن تحميل أفلام الرعب أوجهاً مختلفة وتفسيرات متعدِّدة. يعتمد ذلك على ما إذا كان المخرج وكاتبه ينويان طرح مسائل غيبية، أو ميتافيزيقية، أو واقعية مرئية. حتى تلك التي تبدو كما لو أنها ليست سياسية فهي سياسية على نحو أو آخر تلازماً مع حقيقة، أن كلَّ نتاجٍ هو فعل سياسي.


النبأ
١٢-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- النبأ
دراكولا والكونت أورلوك... كشف حقيقة أساطير الليل المزعجة
عندما يتعلق الأمر بمصاصي الدماء المشهورين، فإن اسمين يتصدران القائمة؛ دراكولا والكونت أورلوك. وفي حين أرعب كلا مصاصي الدماء الجماهير لأكثر من قرن من الزمان، فإن الاختلافات بينهما تستحق أن تغوص في أعماقها. في عام 1922، صدر فيلم Nosferatu: A Symphony of Horrorوكان اقتباسًا لرواية دراكولا التي كتبها برام ستوكر عام 1897؛ ولتجنب المتاعب القانونية؛ قام بتغيير بعض التفاصيل، وأصبح الكونت دراكولا الكونت أورلوك، وتم استبدال ترانسيلفانيا بالمدينة الخيالية ويسبورج، ولكن حتى مع هذه التغييرات، كانت القصة بوضوح مجرد دراكولا متنكرًا. لم تكن أرملة ستوكر مسرورة بذلك، ورفعت دعوى قضائية ضد الفيلم، وفازت، وأمرت بتدمير كل نسخة من الفيلم، ولكن لحسن الحظ، نجت نسخة واحدة على الأقل، وما بدأ كتقليد أصبح أحد أكثر أفلام الرعب شهرة في كل العصور. دراكولا الأصلي دعونا نتراجع خطوة للوراء للحديث عن دراكولا نفسه، وهو شخصية متطورة تسحر ضحاياه قبل الكشف الوحش الحقيقي. دراكولا من نواحٍ عديدة، استعارة للرغبة المحرمة ومخاطر الشهوة الجامحة، إنه مفترس يستخدم سحره كسلاح، فيغوي ضحاياه قبل أن يستنزف دمائهم. إنه مهووس بالرعب النفسي بقدر ما هو مهووس بالرعب الجسدي. نوسفيراتو لا يتمتع الكونت أورلوك، نجم نوسفيراتو، بسحر يذكر. وبينما قد تغريك دعوة دراكولا (بشكل خطير)، فإن أورلوك سيجعلك تركض بمجرد رؤيته. غالبًا ما تتم مقارنة مظهر أورلوك - أصابع طويلة وعظمية، وأذنين تشبهان أذني الخفاش، وهيكل عظمي - بفأر الطاعون، وهي إشارة واضحة إلى الموت والمرض التي تدور طوال الفيلم. في حين أن دراكولا سلس ولطيف، فإن أورلوك غريب ومرعب، إنه لا يهتم بالسحر - فهو مفترس من الداخل والخارج، فوجوده يجلب الموت والتحلل، كما أن ارتباطه بالعالم الطبيعي (وخاصة الفئران) يسلط الضوء على الخوف من الطاعون الزاحف الذي لا يمكن السيطرة عليه. طرق مختلفة لأشخاص مختلفين يتجلى أحد أهم الاختلافات بين فيلمي Nosferatu وDracula في أسلوبيهما في سرد القصص، فغالبًا ما تميل تعديلات دراكولا إلى الرومانسية المآساوية، مع التركيز على الجاذبية المأساوية لمصاص الدماء، فحياة دراكولا، حياة أبدية من المتعة والألم. من ناحية أخرى، فإن فيلم Nosferatu هو كابوس خالص. الفيلم الصامت الأصلي لعام 1922 مليء بالظلال المخيفة ويبدو وكأنه حكاية خرافية مظلمة تم إحياؤها. في نهاية الليل، سواء كنت تفضل التهديد المغري لدراكولا أو الرعب المسبب للكوابيس في نوسفيراتو، فلا يمكن إنكار التأثير الذي أحدثه كلاهما على سينما الرعب.