#أحدث الأخبار مع #CameraAnglesالشروق١٠-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالشروقبين التَّقليد والتّجديد: هل حقّق 'رّباعة' معادلته الفنّيّة؟مسلسل 'رّباعة' تجربة درامية كوميدية تستند إلى بنية سردية مُحكَمة، جَمَعَت بين الجانبين الاجتماعي والتشويقي، مع توظيف ملحوظ للتقنيات البصرية والحوار المُتقَن. وَبِتحليل العمل وَفق المعايير النقدية، يُمكِنُ تقييمه من عدة جوانب تشمل الحبكة الدرامية (Narrative Structure)، وبناء الشخصيات (Character Development)، وَالأداء التمثيلي (Acting Performance)، وَالأسلوب البصري (Visual Style)، والأبعاد الاجتماعية والقانونية التي يتناولها. ينطلق المسلسل من فكرة محورية تتعلق بالتحايل لاستعادة حَقٍّ مسلوب، مُستَنِدًا على البنية السردية الكلاسيكية التي تبدأ بتقديم الشخصيات، ثم تتصاعد عبر سلسلة من العَقَبات والصِّراعات، لتَنتَهي بِحَلٍّ دراميّ يكشف عن رسالة العمل. وعلى الرغم من نجاح السيناريو في خلق ترابط بين الأحداث، إلا أن بعض المشاهد تميزت بالسهولة المفرطة، مِمَّا أفقَدَ الحبكة واقِعيَّتها وجَعَلَها أقرَبَ إلى الحبكة المُستَهلَكَة، التي نَعرِفُها بِمُصطَلَح 'السرقة المثالية' (Heist Film Tropes) حيث تُرتَكَبُ الجرائم بسهولة وذكاء خارق دون عواقب تُذكَر. وقَد أوْلَى المسلسل اهتِمامًا خاصًّا ببناء الشخصيات الرئيسة، لا سِيَّما شخصية 'الزردي' و'خال الزردي'، حيث اعتَمَد المُمَثِّلان على التقمص النفسي العميق في تقديم أدوارهم، مِمَّا جعل أداءَهم مُقنِعًا ومُؤَثِّرًا. ومع ذلك، فإن بعض الشخصيات الثانوية، مثل ميكانيكي السَّيَّارات والجار العاطل في الحَيّ، بَدَت كأنها إضافات غير ضرورية لم تخدم الحبكة ولم تُثرِها بِشَيء، ولَم نَفهَم حَقًّا جَدوَى وجودها. وَيُلاحَظ أيضًا تقليد 'نبيل عسلي' لبَعض حركات وأداء 'عادل إمام' أو حَتَّى تَكراره لنَفسِه، وهو ما قد يُفسَّر على أنه نوع من 'التأثر المرجعي' (Intertextual Influence). وقَد تَـمَـيَّـزَ العمل بتوظيفٍ مدروس للقطات (Shot Composition) وزوايا التصوير (Camera Angles)، حيث أُحسِنَ استخدام التصوير العلوي (Overhead Shots) للإشارة إلى تفوق الشخصيات، بينما استُخدِم التصوير السفلي (Low-Angle Shots) لإبراز رهبة الشخصيات الشريرة. كما ساهمت اللقطات القريبة (Close-Up Shots) في تعزيز الأثر النفسي والانفعالي للمُشاهِد، فيما أدَّت اللقطات البانورامية (Panoramic Shots) دَورًا بارزًا في استِعراض البيئات الاجتماعية والديكورات المُستَخدَمة. ومع ذلك، فإن استِّخدام الشَّعر المُستَعار والمكياج المُبالَغ فيه لتحقيق الكوميديا كان ساذَجًا أحيانًا، حيث هَيمَن على الواقعية البصرية وأضعَفَ المصداقية. ويتطرّق المسلسل إلى ظاهرة الاستيلاء غير المشروع على الإرث، وهي قضية شائكة في المجتمعات العربية، إلا أن تقديمها في إطار كوميدي يطرح إشكالية أخلاقية، حيث قد يُفهَم على أنه تبرير غير مباشر للُّجُوء إلى الحلول غير القانونية لاستعادة الحقوق. وهُنا تَكمُن خطورة تأثير وسائل الإعلام، لا سِيَّما على الشباب والمراهقين الذين قد يفسرون نجاح عمليات الاحتيال في المسلسل على أنها ممارسات مبرّرة أو مستعصية على الكَشف. كما يتطرّق المسلسل إلى إشكالية أخرى تتعلق بتمثيل المحامي المطرود الذي يتحول إلى محتال، وهو ما يُمكِنُ عَدُّهُ تشويهًا لصورة المؤسسات القانونية، حيث يَظهر المحامي بِصُورَة الشخص عديم الضمير، مِمَّا قد يُقَوِّي الصُّورةَ الخاطئة المأخوذة في الأذهان على المِهنة. كَما أن ضعف الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على كشف الجرائم يَعكِسُ صُورَةً سَيِّئَةً عن كفاءة تطبيق القانون، وهو ما قد يُثير جَدَلًا بِشأن مَدَى توافقه مع القواعد الأخلاقية للإنتاج الدّراميّ. وفي ما قَلَّ وَدَلَّ أقُولُ إنَّ 'رّباعة' عمل درامي كوميدي متماسك من الناحية الفنية؛ فهو يُحَقِّق تَوازُنًا بين الكوميديا والتشويق، مع أداء متميز قَدَّمَهُ المُمَثِّلون وتوظيف مُوَفَّق للعناصر السينمائية. غَير أن المُبالَغة في سهولة تنفيذ العمليات الإجرامية، وغياب التدقيق في بعض الشخصيات الثانوية، قد يؤثر على الرسالة النهائية التي ارتَأَى العمل إيصالها. ومع ذلك، فإنَّ إصابَتَهُ في جَذبِ الجُمهُور، واستِنباتَ نِقاشٍ في النّاس بشأن قضايا ذات وَخزٍ وحِدَّة، يَجعَلُ منه تجربةً تلفزيونية حَرِيَّةً بالعِناية، على أن يُتأمَّل أثرُها في وَعي الجُمهور.
الشروق١٠-٠٤-٢٠٢٥ترفيهالشروقبين التَّقليد والتّجديد: هل حقّق 'رّباعة' معادلته الفنّيّة؟مسلسل 'رّباعة' تجربة درامية كوميدية تستند إلى بنية سردية مُحكَمة، جَمَعَت بين الجانبين الاجتماعي والتشويقي، مع توظيف ملحوظ للتقنيات البصرية والحوار المُتقَن. وَبِتحليل العمل وَفق المعايير النقدية، يُمكِنُ تقييمه من عدة جوانب تشمل الحبكة الدرامية (Narrative Structure)، وبناء الشخصيات (Character Development)، وَالأداء التمثيلي (Acting Performance)، وَالأسلوب البصري (Visual Style)، والأبعاد الاجتماعية والقانونية التي يتناولها. ينطلق المسلسل من فكرة محورية تتعلق بالتحايل لاستعادة حَقٍّ مسلوب، مُستَنِدًا على البنية السردية الكلاسيكية التي تبدأ بتقديم الشخصيات، ثم تتصاعد عبر سلسلة من العَقَبات والصِّراعات، لتَنتَهي بِحَلٍّ دراميّ يكشف عن رسالة العمل. وعلى الرغم من نجاح السيناريو في خلق ترابط بين الأحداث، إلا أن بعض المشاهد تميزت بالسهولة المفرطة، مِمَّا أفقَدَ الحبكة واقِعيَّتها وجَعَلَها أقرَبَ إلى الحبكة المُستَهلَكَة، التي نَعرِفُها بِمُصطَلَح 'السرقة المثالية' (Heist Film Tropes) حيث تُرتَكَبُ الجرائم بسهولة وذكاء خارق دون عواقب تُذكَر. وقَد أوْلَى المسلسل اهتِمامًا خاصًّا ببناء الشخصيات الرئيسة، لا سِيَّما شخصية 'الزردي' و'خال الزردي'، حيث اعتَمَد المُمَثِّلان على التقمص النفسي العميق في تقديم أدوارهم، مِمَّا جعل أداءَهم مُقنِعًا ومُؤَثِّرًا. ومع ذلك، فإن بعض الشخصيات الثانوية، مثل ميكانيكي السَّيَّارات والجار العاطل في الحَيّ، بَدَت كأنها إضافات غير ضرورية لم تخدم الحبكة ولم تُثرِها بِشَيء، ولَم نَفهَم حَقًّا جَدوَى وجودها. وَيُلاحَظ أيضًا تقليد 'نبيل عسلي' لبَعض حركات وأداء 'عادل إمام' أو حَتَّى تَكراره لنَفسِه، وهو ما قد يُفسَّر على أنه نوع من 'التأثر المرجعي' (Intertextual Influence). وقَد تَـمَـيَّـزَ العمل بتوظيفٍ مدروس للقطات (Shot Composition) وزوايا التصوير (Camera Angles)، حيث أُحسِنَ استخدام التصوير العلوي (Overhead Shots) للإشارة إلى تفوق الشخصيات، بينما استُخدِم التصوير السفلي (Low-Angle Shots) لإبراز رهبة الشخصيات الشريرة. كما ساهمت اللقطات القريبة (Close-Up Shots) في تعزيز الأثر النفسي والانفعالي للمُشاهِد، فيما أدَّت اللقطات البانورامية (Panoramic Shots) دَورًا بارزًا في استِعراض البيئات الاجتماعية والديكورات المُستَخدَمة. ومع ذلك، فإن استِّخدام الشَّعر المُستَعار والمكياج المُبالَغ فيه لتحقيق الكوميديا كان ساذَجًا أحيانًا، حيث هَيمَن على الواقعية البصرية وأضعَفَ المصداقية. ويتطرّق المسلسل إلى ظاهرة الاستيلاء غير المشروع على الإرث، وهي قضية شائكة في المجتمعات العربية، إلا أن تقديمها في إطار كوميدي يطرح إشكالية أخلاقية، حيث قد يُفهَم على أنه تبرير غير مباشر للُّجُوء إلى الحلول غير القانونية لاستعادة الحقوق. وهُنا تَكمُن خطورة تأثير وسائل الإعلام، لا سِيَّما على الشباب والمراهقين الذين قد يفسرون نجاح عمليات الاحتيال في المسلسل على أنها ممارسات مبرّرة أو مستعصية على الكَشف. كما يتطرّق المسلسل إلى إشكالية أخرى تتعلق بتمثيل المحامي المطرود الذي يتحول إلى محتال، وهو ما يُمكِنُ عَدُّهُ تشويهًا لصورة المؤسسات القانونية، حيث يَظهر المحامي بِصُورَة الشخص عديم الضمير، مِمَّا قد يُقَوِّي الصُّورةَ الخاطئة المأخوذة في الأذهان على المِهنة. كَما أن ضعف الأجهزة الأمنية وعدم قدرتها على كشف الجرائم يَعكِسُ صُورَةً سَيِّئَةً عن كفاءة تطبيق القانون، وهو ما قد يُثير جَدَلًا بِشأن مَدَى توافقه مع القواعد الأخلاقية للإنتاج الدّراميّ. وفي ما قَلَّ وَدَلَّ أقُولُ إنَّ 'رّباعة' عمل درامي كوميدي متماسك من الناحية الفنية؛ فهو يُحَقِّق تَوازُنًا بين الكوميديا والتشويق، مع أداء متميز قَدَّمَهُ المُمَثِّلون وتوظيف مُوَفَّق للعناصر السينمائية. غَير أن المُبالَغة في سهولة تنفيذ العمليات الإجرامية، وغياب التدقيق في بعض الشخصيات الثانوية، قد يؤثر على الرسالة النهائية التي ارتَأَى العمل إيصالها. ومع ذلك، فإنَّ إصابَتَهُ في جَذبِ الجُمهُور، واستِنباتَ نِقاشٍ في النّاس بشأن قضايا ذات وَخزٍ وحِدَّة، يَجعَلُ منه تجربةً تلفزيونية حَرِيَّةً بالعِناية، على أن يُتأمَّل أثرُها في وَعي الجُمهور.