#أحدث الأخبار مع #CasadeEspañaبديل١٦-٠٥-٢٠٢٥سياسةبديل'16 ماي'.. المغرب يستحضر ذكرى واحدة من أفظع الهجمات الإرهابية في تاريخه الحديثتحل اليوم الذكرى الثانية والعشرون لأحداث 16 ماي 2003، التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، والتي تعد من بين أكثر الهجمات الإرهابية دموية في تاريخ المغرب الحديث. في مساء ذلك اليوم المشؤوم، دوى صوت الانفجارات في قلب العاصمة الاقتصادية، مخلفا صدمة وطنية وموجة من التنديد والغضب الشعبي، ومحدثا تحولات عميقة في مقاربة الدولة لملف التطرف والإرهاب. وقعت الهجمات في أربع مواقع مختلفة: مطعم 'Casa de España'، وفندق 'فرح'، والمقبرة اليهودية، والمركز الثقافي اليهودي، حيث فجر 14 انتحاريا أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة، مستهدفين مواقع رمزية واقتصادية ودينية، ما أدى إلى مقتل 45 شخصا، بينهم 33 ضحية مدنية، إضافة إلى منفذي الهجمات، فضلا عن عشرات الجرحى. كان معظم المنفذين من شباب حي 'سيدي مومن' الهامشي، أحد أفقر أحياء الدار البيضاء، وهو ما سلط الضوء حينها على العلاقة المعقدة بين الهشاشة الاجتماعية وتفشي الفكر المتطرف في الأحياء المهمشة، حيث تُستغل أوضاع الفقر والبطالة لزرع خطاب الكراهية والتكفير من طرف خلايا متشددة. خلفت هذه الأحداث المروعة موجة تضامن وطني ودولي واسع مع المغرب، لكنها في الوقت نفسه فتحت صفحة جديدة في السياسة الأمنية، حيث أطلقت الدولة سلسلة من الإصلاحات القانونية والمؤسساتية لمكافحة الإرهاب، بدءا من اعتماد قانون مكافحة الإرهاب في يونيو 2003، وصولا إلى تعزيز دور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وإنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015. ولم تكت المقاربة الأمنية وحدها كافية، إذ تزامنت جهود الدولة مع مبادرات في الحقل الديني، عبر إعادة هيكلة الحقل الديني وتنظيم المساجد، ومراقبة الخطاب الديني، وتكوين الأئمة والمرشدين، وتحديث مؤسسات مثل المجلس العلمي الأعلى ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة. وفي اطار خطة المواجهة جرى اعتماد برامج للمصالحة وإعادة الإدماج لفائدة المعتقلين في قضايا الإرهاب داخل السجون، في إطار مقاربة حقوقية وأمنية، استحسنها الكثيرون. ورغم هذه المجهودات، لم تنته التحديات المرتبطة بالتطرف، إذ شهد المغرب في السنوات اللاحقة تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية، بعضها كانت له ارتباطات بتنظيم 'داعش'، بينما كشفت التحقيقات عن تنامي خطر التطرف الفردي، وتزايد استخدام الإنترنت في الاستقطاب والدعاية والتحريض. وفي كل ذكرى تحل، تظل 16 ماي علامة فارقة في الذاكرة الجماعية للمغاربة، تذكرهم بفظاعة الإرهاب، وبضرورة تعزيز اليقظة الجماعية، والتشبت بقيم التعايش والوسطية والانفتاح.
بديل١٦-٠٥-٢٠٢٥سياسةبديل'16 ماي'.. المغرب يستحضر ذكرى واحدة من أفظع الهجمات الإرهابية في تاريخه الحديثتحل اليوم الذكرى الثانية والعشرون لأحداث 16 ماي 2003، التي شهدتها مدينة الدار البيضاء، والتي تعد من بين أكثر الهجمات الإرهابية دموية في تاريخ المغرب الحديث. في مساء ذلك اليوم المشؤوم، دوى صوت الانفجارات في قلب العاصمة الاقتصادية، مخلفا صدمة وطنية وموجة من التنديد والغضب الشعبي، ومحدثا تحولات عميقة في مقاربة الدولة لملف التطرف والإرهاب. وقعت الهجمات في أربع مواقع مختلفة: مطعم 'Casa de España'، وفندق 'فرح'، والمقبرة اليهودية، والمركز الثقافي اليهودي، حيث فجر 14 انتحاريا أنفسهم بواسطة أحزمة ناسفة، مستهدفين مواقع رمزية واقتصادية ودينية، ما أدى إلى مقتل 45 شخصا، بينهم 33 ضحية مدنية، إضافة إلى منفذي الهجمات، فضلا عن عشرات الجرحى. كان معظم المنفذين من شباب حي 'سيدي مومن' الهامشي، أحد أفقر أحياء الدار البيضاء، وهو ما سلط الضوء حينها على العلاقة المعقدة بين الهشاشة الاجتماعية وتفشي الفكر المتطرف في الأحياء المهمشة، حيث تُستغل أوضاع الفقر والبطالة لزرع خطاب الكراهية والتكفير من طرف خلايا متشددة. خلفت هذه الأحداث المروعة موجة تضامن وطني ودولي واسع مع المغرب، لكنها في الوقت نفسه فتحت صفحة جديدة في السياسة الأمنية، حيث أطلقت الدولة سلسلة من الإصلاحات القانونية والمؤسساتية لمكافحة الإرهاب، بدءا من اعتماد قانون مكافحة الإرهاب في يونيو 2003، وصولا إلى تعزيز دور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وإنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015. ولم تكت المقاربة الأمنية وحدها كافية، إذ تزامنت جهود الدولة مع مبادرات في الحقل الديني، عبر إعادة هيكلة الحقل الديني وتنظيم المساجد، ومراقبة الخطاب الديني، وتكوين الأئمة والمرشدين، وتحديث مؤسسات مثل المجلس العلمي الأعلى ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة. وفي اطار خطة المواجهة جرى اعتماد برامج للمصالحة وإعادة الإدماج لفائدة المعتقلين في قضايا الإرهاب داخل السجون، في إطار مقاربة حقوقية وأمنية، استحسنها الكثيرون. ورغم هذه المجهودات، لم تنته التحديات المرتبطة بالتطرف، إذ شهد المغرب في السنوات اللاحقة تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية، بعضها كانت له ارتباطات بتنظيم 'داعش'، بينما كشفت التحقيقات عن تنامي خطر التطرف الفردي، وتزايد استخدام الإنترنت في الاستقطاب والدعاية والتحريض. وفي كل ذكرى تحل، تظل 16 ماي علامة فارقة في الذاكرة الجماعية للمغاربة، تذكرهم بفظاعة الإرهاب، وبضرورة تعزيز اليقظة الجماعية، والتشبت بقيم التعايش والوسطية والانفتاح.