logo
#

أحدث الأخبار مع #CharlesPomeroyStone

عيد اللواء مختار المصرى!
عيد اللواء مختار المصرى!

الدستور

time٣٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الدستور

عيد اللواء مختار المصرى!

الخلاف حول رؤية هلال شوال، أو تحديد أول أيام عيد الفطر، يتجدد سنويًا، لكن ما اختلف، هذه السنة، هو التفات كثيرين، كثيرين جدًا، إلى كتاب «التوفيقات الإلهامية فى مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنجية والقبطية»، الذى جاء تحديده لأول أيام شوال، أو العيد، متوافقًا مع ما أعلنته دار الإفتاء المصرية، وكأن إرادة الله شاءت أن يحتفل المصريون مع العيد، بالذكرى الـ١٩٠ لميلاد مؤلف هذا الكتاب، اللواء محمد مختار باشا المصرى. كتاب «التوفيقات الإلهامية» هو تقويم حسابى يومى ومعجم تاريخى، لألف وخمسمائة سنة، تبدأ من السنة الأولى للهجرة، ومن كتاب «تراجم مشاهير الشرق فى القرن التاسع عشر» لجرجى زيدان، عرفنا أن مؤلفه «وُلد فى بولاق مصر سنة ١٩٣٥، وقرأ مبادئ العلم فى مدرسة عباس الأول وفى مدارس أخرى، وتلقَّى الفنون العسكرية فى مدرسة البوليتكنيك، وانتظم فى خدمة الجيش المصرى وهو فى الثانية والعشرين من عمره، وما زال يرتقى فى مناصب الجهادية حتى نال رتبة لواء سنة ١٨٨٦، وتولَّى عدة مناصب مهمة فى أنحاء السودان قبل ظهور المهدى، فلما فتحت الحكومة المصرية إقليم هرر كان صاحب الترجمة أركان حرب الحملة التى سارت لذلك الفتح، ثم تعيَّن رئيس عموم أركان حرب السودان، ولما عُقد مؤتمر جنوة العلمى انتُدب لينوب فيه عن القُطر المصرى، ويدل ذلك على ثقة الحكومة الخديوية فى أهليته». إضافة إلى «التوفيقات الإلهامية»، تضم قائمة مؤلفات محمد مختار باشا المصرى، عددًا من الكتب المهمة من بينها «المجموعة الشافية فى علم الجغرافية، ومعها أطلس جغرافى».. و«رسالة فى تحديد أطوال المقاييس والمكاييل والأوزان المصرية، ومقارنتها بالمقاييس الفرنساوية والإنجليزية».. و«مختصر فى تبيين كيفية حساب القديم وأوقات الصلاة».. و«نبذة تتضمن إقامة البرهان على معرفة قدماء المصريين لحقيقة شكل الأرض».. و«جداول تحويل المسطحات المترية إلى ما يقابلها من الفدان والقيراط والسهم».. و... و... و«رسالة فى سيرة الجنرال ستون الأميركانى وخدماته للحكومة المصرية». على ذكر «الجنرال ستون الأميركانى» أو تشارلز بومروى ستون، Charles Pomeroy Stone،‏ أو «ستون باشا»، نشير إلى أنه كان ضابطًا بالجيش الأمريكى ومهندسًا مدنيًا، خدم فى الجيش المصرى، رئيسًا للأركان، فى عهد الخديو إسماعيل، ثم ولده توفيق، بين ١٨٧٠ و١٨٨٣، وشارك فى بناء القاعدة التى نُصب عليها «تمثال الحرية». وهنا قد تكون الإشارة مهمة إلى أن هذا التمثال الذى لا يزال واقفًا فى مكانه، وعلى قاعدته، أهدته فرنسا، للولايات المتحدة سنة ١٨٨٦، فى الذكرى المئوية ليوم الاستقلال الأمريكى، وكان من المفترض أن يتم وضعه فى مدخل قناة السويس، إذ قام الفرنسى فريدريك بارتولدى بتصميم نموذجه المصغر على شكل فلاحة مصرية ترفع بإحدى يديها شعلة يخرج منها ضوء يرشد السفن، غير أن الخديو إسماعيل رفض الفكرة بسبب ارتفاع تكاليف تنفيذها، فتغيرت وجهة التمثال وتغيّر مصيره. المهم، هو أن اللواء محمد مختار باشا المصرى، كما أكد جرجى زيدان، قدم خدمات متوالية فى نظارة الحربية، قبل أن يعينه «الجناب الخديوى» مأمورًا للخاصة الخديوية، وظل فى هذا المنصب حتى وفاته، و«كان عاملًا نشيطًا ساهرًا على مصلحته وواجباته. وأُصيب فى أواخر أعوامه بمرضٍ ما زال يتردد عليه حتى قضى أنفاسه الأخيرة فى ٢٠ نوفمبر سنة ١٨٩٧». ومن الكتاب نفسه عرفنا أن له اختراعًا فلكيًا «يهم المسلمين كثيرًا»، هو «دليل القبلة الإسلامية العام»، كان عبارة عن «آلة دقيقة عُرضت على الجناب الخديوى وحازت قَبوله». وإجمالًا، يقول زيدان إن مختار المصرى لم يكن يغفل يومًا عن التفكير فى تأليف أو اختراع، وكانت الرياضيات هى أكثر ما وجَّه انتباهه إليه. .. وأخيرًا، نرى أن الواجب، أقل واجب، يفرض، أو يقتضى، أن نبدأ، من الآن، التجهيز لاحتفال يليق بالذكرى المائتين لميلاد هذا الرجل، التى ستحل سنة ٢٠٣٥، أى بعد عشر سنوات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store