#أحدث الأخبار مع #Crklالرأي١٨-٠٥-٢٠٢٥أعمالالرأيالكويت 2035... ماذا لو استثمرنا في «تويتر» أو «إنستغرام»؟في كل مرة تُذكر فيها «رؤية الكويت 2035»، تتجه الأنظار إلى الجهود الحثيثة لتحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري إقليمي. رؤية طموحة، تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، وهو التحدي التاريخي الذي لم يفارق السياسات الاقتصادية للدولة منذ أكثر من نصف قرن. لكن لعل السؤال الذي يستحق الطرح اليوم هو: ماذا لو استثمرت الكويت – ولو بمبلغ رمزي – في إحدى منصات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل «تويتر» أو «إنستغرام» منذ بداياتها؟ تخيل فقط لو كانت الكويت من أوائل المساهمين في شركة مثل «تويتر» حين كان تقييمها لا يتعدى 25 مليون دولار في 2007، أو «إنستغرام» عندما استحوذت عليها «فيسبوك» مقابل مليار دولار فقط في 2012. اليوم، تبلغ قيمة «تويتر» السوقية أكثر من 40 مليار دولار (رغم تقلباتها)، و«إنستغرام» وحدها تُقدّر بأكثر من 150 مليار دولار ضمن محفظة ميتا. تنويع مصادر الدخل... الحلم المؤجل إنّ المساعي لتنويع مصادر الدخل ليست ترفاً اقتصادياً، بل ضرورة وطنية. صادرات النفط تمثل أكثر من 85 % من الإيرادات العامة للدولة، وهو ما يجعل الاقتصاد عرضة لتقلبات السوق العالمية. ووفقاً لتقارير البنك الدولي، فإن أي انخفاض بنسبة 10 دولارات في سعر برميل النفط قد يؤدي إلى عجز بمليارات في الميزانية الكويتية. لذا، فإن مصادر الدخل غير التقليدية – بما في ذلك الاستثمار في الاقتصاد الرقمي – يجب أن تصبح ركيزة أساسية في الخطط التنموية المقبلة، لا خياراً هامشياً. الحاجة إلى استثمار أجنبي مختلف عندما نتحدث عن الاستثمار الأجنبي المباشر، غالباً ما تتوجه الأنظار إلى القطاعات التقليدية: العقار، الصناعة، البنية التحتية. ولكن لماذا لا نفتح الباب أمام استثمارات تكنولوجية أكثر ديناميكية؟ العالم الرقمي يوفر فرصاً مضاعفة للعائد، ويُدخل البلاد في منظومة التأثير العالمي. خذ على سبيل المثال، استثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي في شركة لوسيد موتورز للسيارات الكهربائية. ذلك الاستثمار لم يحقق فقط عوائد مالية، بل عزّز صورة المملكة كمشارك فعّال في اقتصاد المستقبل. الكويت كمركز للتقنية... حلم قابل للتحقيق الكويت ليست بعيدة عن هذا الطموح. فالشباب الكويتي هو من بين الأكثر نشاطاً وابتكاراً في المنطقة، ونرى مبادرات تقنية محلية مثل «كاريدج» و«طلبات» التي نشأت داخل السوق الكويتي وتم بيعها بمئات الملايين. لدينا الكفاءات والبنية التحتية الرقمية، ولكن ينقصنا تبني الجرأة الاستثمارية في المجال التكنولوجي عالي المخاطر وعالي العائد. الاستثمار في منصات التواصل ليس فقط قراراً اقتصادياً، بل قرار سيادي. تخيل لو كانت للكويت حصة مؤثرة في منصة عالمية تصل يومياً إلى مئات الملايين من البشر. حينها لا تكون الدولة مجرد متلقٍ للمحتوى، بل شريكاً في صناعته وتوجيهه. «Crkl» والكويت الجديدة الآن وقد بدأت تظهر تطبيقات تواصل اجتماعي جديدة مثل منصة «Crkl» الناشئة، والتي تُشبه من حيث الطموح بدايات «تويتر» في 2006، يجب أن نطرح السؤال بجرأة: لماذا لا تكون الكويت المستثمر الأول؟ لماذا لا تستثمر هيئة الاستثمار أو أحد الصناديق السيادية في شركة تقنية ناشئة قبل أن تُصبح عملاقاً؟ فنرى أول منصة تواصل اجتماعي نشأت من دولة عربية. تم إنشاء التطبيق بسواعد وطنية هم كوكبة من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت. ما أثار إعجابي أنهم رفضوا بيع المشروع لمستثمرين أميركيين لإيمانهم بأهمية تكويت هذا المشروع العملاق. في عالم تسيطر فيه المعلومات على الاقتصاد والسياسة وحتى الأمن، فإن امتلاك حصة في منصة تواصل اجتماعي هو امتلاك لصوت مسموع وتأثير فاعل. لا يجب أن ننتظر النجاح كي نحتفل به، بل علينا أن نُخاطر بحكمة كي نكون جزءاً منه منذ البداية. لقد حان الوقت للكويت أن تنظر إلى الاستثمار في التكنولوجيا ليس كخيار ثانوي، بل كأولوية إستراتيجية ضمن رؤية 2035. إضاءة: كانت ومازالت الكويت السباقة في مجال ريادة الأعمال، ولا استثمار مجزياً أكثر من الاستثمار بشباب الوطن الواعد. [email protected]
الرأي١٨-٠٥-٢٠٢٥أعمالالرأيالكويت 2035... ماذا لو استثمرنا في «تويتر» أو «إنستغرام»؟في كل مرة تُذكر فيها «رؤية الكويت 2035»، تتجه الأنظار إلى الجهود الحثيثة لتحويل البلاد إلى مركز مالي وتجاري إقليمي. رؤية طموحة، تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، وهو التحدي التاريخي الذي لم يفارق السياسات الاقتصادية للدولة منذ أكثر من نصف قرن. لكن لعل السؤال الذي يستحق الطرح اليوم هو: ماذا لو استثمرت الكويت – ولو بمبلغ رمزي – في إحدى منصات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل «تويتر» أو «إنستغرام» منذ بداياتها؟ تخيل فقط لو كانت الكويت من أوائل المساهمين في شركة مثل «تويتر» حين كان تقييمها لا يتعدى 25 مليون دولار في 2007، أو «إنستغرام» عندما استحوذت عليها «فيسبوك» مقابل مليار دولار فقط في 2012. اليوم، تبلغ قيمة «تويتر» السوقية أكثر من 40 مليار دولار (رغم تقلباتها)، و«إنستغرام» وحدها تُقدّر بأكثر من 150 مليار دولار ضمن محفظة ميتا. تنويع مصادر الدخل... الحلم المؤجل إنّ المساعي لتنويع مصادر الدخل ليست ترفاً اقتصادياً، بل ضرورة وطنية. صادرات النفط تمثل أكثر من 85 % من الإيرادات العامة للدولة، وهو ما يجعل الاقتصاد عرضة لتقلبات السوق العالمية. ووفقاً لتقارير البنك الدولي، فإن أي انخفاض بنسبة 10 دولارات في سعر برميل النفط قد يؤدي إلى عجز بمليارات في الميزانية الكويتية. لذا، فإن مصادر الدخل غير التقليدية – بما في ذلك الاستثمار في الاقتصاد الرقمي – يجب أن تصبح ركيزة أساسية في الخطط التنموية المقبلة، لا خياراً هامشياً. الحاجة إلى استثمار أجنبي مختلف عندما نتحدث عن الاستثمار الأجنبي المباشر، غالباً ما تتوجه الأنظار إلى القطاعات التقليدية: العقار، الصناعة، البنية التحتية. ولكن لماذا لا نفتح الباب أمام استثمارات تكنولوجية أكثر ديناميكية؟ العالم الرقمي يوفر فرصاً مضاعفة للعائد، ويُدخل البلاد في منظومة التأثير العالمي. خذ على سبيل المثال، استثمار صندوق الاستثمارات العامة السعودي في شركة لوسيد موتورز للسيارات الكهربائية. ذلك الاستثمار لم يحقق فقط عوائد مالية، بل عزّز صورة المملكة كمشارك فعّال في اقتصاد المستقبل. الكويت كمركز للتقنية... حلم قابل للتحقيق الكويت ليست بعيدة عن هذا الطموح. فالشباب الكويتي هو من بين الأكثر نشاطاً وابتكاراً في المنطقة، ونرى مبادرات تقنية محلية مثل «كاريدج» و«طلبات» التي نشأت داخل السوق الكويتي وتم بيعها بمئات الملايين. لدينا الكفاءات والبنية التحتية الرقمية، ولكن ينقصنا تبني الجرأة الاستثمارية في المجال التكنولوجي عالي المخاطر وعالي العائد. الاستثمار في منصات التواصل ليس فقط قراراً اقتصادياً، بل قرار سيادي. تخيل لو كانت للكويت حصة مؤثرة في منصة عالمية تصل يومياً إلى مئات الملايين من البشر. حينها لا تكون الدولة مجرد متلقٍ للمحتوى، بل شريكاً في صناعته وتوجيهه. «Crkl» والكويت الجديدة الآن وقد بدأت تظهر تطبيقات تواصل اجتماعي جديدة مثل منصة «Crkl» الناشئة، والتي تُشبه من حيث الطموح بدايات «تويتر» في 2006، يجب أن نطرح السؤال بجرأة: لماذا لا تكون الكويت المستثمر الأول؟ لماذا لا تستثمر هيئة الاستثمار أو أحد الصناديق السيادية في شركة تقنية ناشئة قبل أن تُصبح عملاقاً؟ فنرى أول منصة تواصل اجتماعي نشأت من دولة عربية. تم إنشاء التطبيق بسواعد وطنية هم كوكبة من أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت. ما أثار إعجابي أنهم رفضوا بيع المشروع لمستثمرين أميركيين لإيمانهم بأهمية تكويت هذا المشروع العملاق. في عالم تسيطر فيه المعلومات على الاقتصاد والسياسة وحتى الأمن، فإن امتلاك حصة في منصة تواصل اجتماعي هو امتلاك لصوت مسموع وتأثير فاعل. لا يجب أن ننتظر النجاح كي نحتفل به، بل علينا أن نُخاطر بحكمة كي نكون جزءاً منه منذ البداية. لقد حان الوقت للكويت أن تنظر إلى الاستثمار في التكنولوجيا ليس كخيار ثانوي، بل كأولوية إستراتيجية ضمن رؤية 2035. إضاءة: كانت ومازالت الكويت السباقة في مجال ريادة الأعمال، ولا استثمار مجزياً أكثر من الاستثمار بشباب الوطن الواعد. [email protected]