logo
#

أحدث الأخبار مع #DatatoInsight

على مسئولية خبير عالمي في التغيرات المناخية: مناخ مصر لم يعد "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء"
على مسئولية خبير عالمي في التغيرات المناخية: مناخ مصر لم يعد "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء"

بوابة الأهرام

time٠٥-٠٥-٢٠٢٥

  • علوم
  • بوابة الأهرام

على مسئولية خبير عالمي في التغيرات المناخية: مناخ مصر لم يعد "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء"

وليد فاروق محمد هناك دول ستختفى بسبب التغييرات المناخية مثل المالديف.. وسيهاجر الملايين إلى القطبين بعد ذوبان الجليد موضوعات مقترحة التغييرات المناخية الأخيرة هى سبب زيادة عدد الإصابات بالسرطانات المختلفة من الفخر أن يشار لأحد أهم خبراء المناخ والأرصاد الجوية في العالم بأنه مصري نابغة، حديثنا عن البروفيسور جمال الأفندي أحد أشهر مراجعي ومحكمي المشروعات البحثية بهيئة المحيطات والغلاف الجوى الأمريكية، وعضو العديد من المجلات العلمية الدولية المحكمة، وأستاذ المناخ والبيئة بقسم الفلك والأرصاد الجوية بكلية العلوم بجامعة الأزهر سابقاً.. وحالياً الأستاذ بجامعة تسكيجى الأمريكية والخبير في الأمم المتحدة في التغيرات المناخية، وفي الحوار التالي ليس الهدف طرح قضايا قد تسبب قلقاً وإزعاجاً.. لكنها للأسف حقيقة وواقع لن يتغير إلا بتضافر جهود كل البشر علي الكوكب الذي نعيش فيه. نعود للبدايات، ماذا عن نشأتك وتعليمك؟ نشأت في قرية زرقان بمحافظة المنوفية، وقضيت معظم سنوات الدراسة في المدارس الحكومية الابتدائية والإعدادية والثانوية، وبعد أن أنهيت دراستي الثانوية التحقت بكلية العلوم بقسم الفيزياء، وحصلت على البكالوريوس بتقدير جيد جدا، واجتزت اختبار هيئة الأرصاد الجوية المصرية والتحقت بالعمل بها كخبير (EMA)، وذلك المنصب تطلب مني الحصول على دبلوم الدراسات العليا في الأرصاد الجوية من جامعة القاهرة، وبالفعل حصلت عليه بتقدير ممتاز، ثم حصلت على دبلوم عال في الموارد الطبيعية من المعهد الأفريقي للبحوث والدراسات بجامعة القاهرة بتقدير جيد جدا، وواصلت عملي لمدة 8 سنوات في مركز التنبؤات بمطار القاهرة، ثم حصلت على وظيفة معيد في جامعة الأزهر. يبدو أن حياتك كانت مستقرة وحققت حلمك القديم، فلماذا فكرت فى السفر؟ حصلت على منحة دراسية من الحكومة المصرية لمتابعة درجة الدكتوراه في جامعة جورج أوجست في جوتنجن في ألمانيا، كانت هذه الفرصة بمثابة علامة فارقة في رحلتي الأكاديمية، حيث سمحت لي بحضور فصول دراسية متنوعة في تلك الجامعة العريقة، ثم عدت لتدريس علم الأرصاد الجوية بكلية العلوم جامعة الأزهر، وبعد حصولي على درجة الدكتوراه عملت أيضاً بدوام جزئي كأستاذ مساعد في مشغلي خدمات الطيران المتنقلة في كلية مراقبة الحركة الجوية، ولكنني قررت السعي وراء فرصة في خارج البلاد، وقبلت عرضا من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية للعمل كباحث في مركز Data to Insight التابع لمعهد التكنولوجيا، وأتاح لي هذا الدور دمج كل من علوم الحاسوب وعلوم الغلاف الجوي، والتي كانت مثمرة وأثبتت أنها مزيج ناجح في أبحاثي، وكنت محظوظا بالحصول على منصب أستاذ مساعد في جامعة تسكيجي بولاية ألاباما. لماذا تتوقف عند عام 2050 باعتباره نقطة الكارثة التى تنتظر العالم بسبب التغيرات المناخية؟ بدايةً، يجب التأكيد على أن هذه التنبؤات ليست مجرد تكهنات أو افتراضات غير مدروسة، بل هي نتائج أبحاث علمية دقيقة، كعلماء متخصصين، نعتمد في توقعاتنا على أجهزة حواسيب متطورة ذات كفاءة ودقة عالية، والتي تقوم بتحليل البيانات المستمدة من الواقع الحالي. هذه الأجهزة تعتمد على نماذج رياضية معقدة لتقديم تنبؤات دقيقة حول المستقبل، نحن نغذي هذه الحواسيب بالمستجدات البيئية والمناخية التي نرصدها على أرض الواقع، وبناءً على هذه البيانات، تقوم الحواسيب بعملية الاستنباط والتنبؤ بما سيحدث في المستقبل. وفقًا لهذه الحسابات العلمية الدقيقة، نتوقع أن عام 2050 سيكون بداية لتغيرات محورية وجذرية لكوكب الأرض، هذه التنبؤات تستند إلى أسس علمية قوية، وتأتي نتيجة لتحليل شامل للبيانات المناخية والبيئية الحالية؛ لذا يجب أن نأخذ هذه التحذيرات على محمل الجد ونعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة للتكيف مع هذه التغيرات المستقبلية. عندما يقول المصرى العادى إن مقولة "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء" التى حفظناها منذ صغرنا لم تعد واقعية حالياً لوصف مناخ مصر، بل إننا لم نعد نشعر بوجود حد واضح لفصلى الخريف والربيع، هل هذا كلام علمى؟ نعم، هذا الكلام له أصل علمي وواقعي، تغير المناخ أثر بشكل كبير على نمط الفصول في مصر، مما جعل المقولة التقليدية "حار جاف صيفاً ومعتدل ممطر شتاء" أقل دقة في وصف المناخ الحالي، في السنوات الأخيرة، شهدت مصر تغيرات ملحوظة في درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار. ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 0.1 درجة مئوية لكل عقد منذ عام 1901، مع زيادة ملحوظة في درجات الحرارة خلال الثلاثين عامًا الماضية. كما انخفضت كميات هطول الأمطار السنوية بنسبة 22% تقريبًا خلال نفس الفترة. هذه التغيرات أدت إلى اضطراب الفصول، حيث أصبح من الصعب تحديد حدود واضحة لفصلي الخريف والربيع، والتداخل بين الفصول هو أحد الأعراض السلبية للتغيرات المناخية، حيث شهدت مصر قدوم الشتاء مبكرًا عن موعده المعتاد، مما أثر على إنبات المحاصيل الزراعية وأدى إلى انخفاض إنتاجها، هذه التغيرات تؤكد أن المناخ في مصر لم يعد يتبع النمط التقليدي الذي اعتدنا عليه، كما تشهد منطقة سيناء تغيرات جذرية في السنوات الأخيرة.. تؤثر سلسلة جبال البحر الأحمر وسيناء بشكل كبير كحواجز طبيعية تؤدي إلى تغيرات في أنماط هطول الأمطار، ومع ذلك تسهم هذه الجبال في نشوء الزوابع الرعدية في فصلي الربيع والخريف، مما يؤدي إلى سقوط الأمطار على شرق البلاد في المناطق الصحراوية، وهذه التغيرات تؤدي إلى زيادة السيول في المنطقة، خاصة خلال فصل الخريف، حيث تتعرض مناطق جنوب البلاد ومدينة الأقصر وأسوان وبعض المناطق من سلاسل جبال البحر الأحمر للسيول بسبب الطبيعة الجغرافية وامتداد منخفض السودان الموسمي. تحذر مع آخرين من كون مصر ضمن الدول المعرضة لخطر ارتفاع منسوب المياه، وأشرت تحديداً إلى تآكل الدلتا، هل صحيح أن الإسكندرية مثلاً معرضة للغرق خلال سنوات؟ نعم، هناك تحذيرات جدية من أن الإسكندرية معرضة لخطر الغرق بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر. وفقًا للدراسات، فقد ارتفع منسوب سطح البحر في مصر بحوالي 15 سم خلال المائة عام الماضية. هذا الارتفاع يؤثر بشكل كبير على المناطق الساحلية، بما في ذلك الإسكندرية، حيث يؤدي إلى تآكل الشواطئ وزيادة معدلات انهيار المباني على طول الواجهة البحرية، وتتعرض الإسكندرية لمخاطر متزايدة بسبب تسرب مياه البحر المالحة إلى التربة تحت المباني، مما يؤدي إلى تآكل الأساسات وهبوط الأرض.. وتشير البيانات إلى أن معدل انهيار المباني السنوي في المدينة ارتفع بشكل ملحوظ خلال العقد الأخير، مع تعرض 7,000 مبنى آخر لخطر الانهيار مستقبلًا، وتآكل دلتا النيل هو أيضًا مشكلة كبيرة، حيث تتآكل الحدود الشمالية للدلتا بسبب تناقص كمية الطمي وارتفاع منسوب سطح البحر، مما يؤدي إلى فقدان الأراضي الزراعية الخصبة وزيادة ملوحة التربة، هذه التغيرات المناخية تشكل تهديدًا حقيقيًا للإسكندرية وغيرها من المدن الساحلية في مصر، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية هذه المناطق من أخطار الغرق والتآكل. كيف انعكست التغييرات المناخية الأخيرة على صحة الإنسان، هل مثلاً ارتفاع عدد الاصابات بالسرطانات يمكن أن يكون سببه تغير المناخ؟ التغيرات المناخية الأخيرة لها تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان، وتشمل هذه التأثيرات زيادة في عدد الإصابات بالسرطانات. وفقًا لدراسات حديثة، هناك علاقة وثيقة بين تغير المناخ وارتفاع نسب الإصابة بسرطانات الرئة والجلد والجهاز الهضمي، وتلوث الهواء وارتفاع درجات الحرارة هما من العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة هذه الإصابات. تلوث الهواء، على سبيل المثال، يحتوي على جسيمات سامة يمكن أن تسبب سرطان الرئة، حيث تشير التقديرات إلى أن هذه الجسيمات مسئولة عن 15% من الحالات الجديدة لسرطان الرئة. بالإضافة إلى ذلك، التعرض للإشعاع فوق البنفسجي الناتج عن تآكل طبقة الأوزون يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، وتغير المناخ يؤثر أيضًا على جودة الغذاء والماء، مما يزيد من خطر التعرض للسموم البيئية التي يمكن أن تسبب السرطان. هذه التغيرات تؤدي إلى تفاقم الفجوة الاجتماعية والاقتصادية، حيث يكون الفقراء أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بسبب نقص الرعاية الطبية أو الدواء. هل تغير المناخ فى السنوات الأخيرة يمكن أن يغير خريطة العالم مستقبلاً، دول قد لا نراها أو ظهور دول.. دول غنية قد تصبح فقيرة والعكس.. تغير فى أعداد السكان مثلاً أو أماكن تركزهم؟ نعم، تغير المناخ في السنوات الأخيرة يمكن أن يغير خريطة العالم بشكل كبير في المستقبل. هذه التغيرات قد تؤدي إلى اختفاء بعض الدول أو ظهور دول جديدة، بالإضافة إلى تأثيرات كبيرة على توزيع الثروة والسكان، فارتفاع منسوب مياه البحر قد يؤدي إلى غرق بعض الدول الجزرية والمناطق الساحلية المنخفضة، مثل جزر المالديف وبعض أجزاء من بنجلاديش، في المقابل، قد تظهر مناطق جديدة قابلة للسكن نتيجة لذوبان الجليد في القطبين، مما يفتح المجال لاستيطان مناطق جديدة في القطب الشمالي، كذلك تغير المناخ يمكن أن يؤثر على الاقتصاد العالمي بطرق متعددة. الدول التي تعتمد على الزراعة قد تواجه تحديات كبيرة بسبب الجفاف والفيضانات، مما يؤدي إلى تراجع إنتاجيتها وزيادة الفقر.. في المقابل، قد تستفيد بعض الدول من التحولات المناخية، مثل الدول التي تمتلك موارد طبيعية جديدة نتيجة لذوبان الجليد أو تغير أنماط الطقس، والتغيرات المناخية قد تؤدي إلى نزوح السكان من المناطق المتضررة إلى مناطق أكثر أمانًا، على سبيل المثال، قد يضطر سكان المناطق الساحلية إلى الانتقال إلى الداخل بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي التغيرات في أنماط الطقس إلى زيادة الكثافة السكانية في المناطق التي تتمتع بمناخ معتدل وموارد طبيعية وفيرة. في مصر، كيف يمكننا مواجهة هذه السيناريوهات المقلقة؟ ظاهرة التغيرات المناخية هي مشكلة عالمية تؤثر على كوكب الأرض بأكمله وسكانه جميعًا، هذه الظاهرة تتجاوز قدرة أي دولة واحدة أو مجموعة من الدول على مواجهتها بمفردها؛ لذلك، يتطلب التعامل مع هذه التحديات تعاونًا وتكاتفًا بين جميع دول العالم لمعالجتها بشكل جذري وصحيح، ولو تكلمنا عن مصر لابد من وضع خطة طوارئ في المدن والمحافظات التي تتأثر بالسلب من التقلبات المناخية مثل «ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة وزيادة تآكل الشواطئ والعواصف الرملية»، وعمل المزيد من الدراسات لمعرفة الظواهر غير الطبيعية التي بدأت تضرب مصر مثل هطول الأمطار بغزارة في مرسى مطروح وغيرها من الظواهر، والترشيد في استهلاك الموارد الطبيعية ومنها المياه والطاقة، وتوعية المواطنين ودمجهم في خطة مواجهة التغيرات المناخية، لأن الاستهلاك الكبير للموارد الطبيعية يزيد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وتحسين آلية بناء المساكن وضمان التهوية والإنارة الطبيعية لها قدر الإمكان، وتشجيع استخدام وسائل النقل العام، بدلا من وسائل النقل الفردية لترشيد استخدام الوقود، واستكمال البرنامج النووي المصري، نظرا إلى أن المفاعلات الذرية تعتبر الأقل إصدارا للغازات الدفيئة، مع زراعة الأشجار في كل الأحياء وحول المدن لأنها تستهلك الكربون وتزيد الأكسجين فى الجو، خاصة أن جهاز شئون البيئة أشار إلى حاجة القاهرة لزراعة 12 مليون شجرة على الأقل، لاستهلاك الكربون الناتج عن عوادم السيارات، ويمكن زراعة الغابات الشجرية حول المدن (الأحزمة الخضراء Green Belts)، بمياه الصرف الصحي المعالجة بتكنولوجيات وتكاليف بسيطة، وكذلك فلترة مداخن المصانع، مع الوضع في الاعتبار أن مصانع القاهرة مسئولة عن انبعاث 50% من إنتاج الكربون في الجو، وإعادة تدوير المخلفات بشكل صحيح وتحويلها إلى منتجات نافعة وطاقة كهربائية، لأن حرق القمامة في مصر يتسبب في 15% من تلوث الهواء، وتجدر الإشارة إلى أن مصر تنتج نحو 52 مليون طن سنويا من المخلفات، وما يعاد تدويره منها لا يتعدى 3%، ولابد من زيادة المساحة المأهولة بالسكان من مصر، وحظر المبيدات والمخصبات الكيميائية فى الزراعة، والاتجاه إلى البدائل الطبيعية والزراعة العضوية المستديمة، ووضع التشريعات والقوانين التي تحتوي على عقوبات تعمل على ردع الأشخاص الذين يعملون على تلويث الهواء من خلال المركبات أو المصانع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store