logo
#

أحدث الأخبار مع #Daysofglory

«البصاصين».. الإنسان فى مرايا الآخرين
«البصاصين».. الإنسان فى مرايا الآخرين

بوابة الأهرام

time٢٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

«البصاصين».. الإنسان فى مرايا الآخرين

فى مسلسل «الزينى بركات» الذى أنتجه التليفزيون المصرى عام 1995 قدم المخرج المبدع الراحل يحيى العلمى والمؤلف الكبير محمد السيد عيد نموذجا لشخصية كبير البصاصين، بأداء المتفرد الراحل نبيل الحلفاوي، وهى الشخصية التى استعان بها والى القاهرة الزينى بركات لمعرفة ما يدور بين الناس والسيطرة على مقاليد الحكم، ومن هنا ظهرت فى العصر المملوكى وظيفة البصاصين.. مرت السنون وجاء المخرج ومصمم الاستعراضات مناضل عنتر بفرقة الرقص المسرحى الحديث ليقدم تصورا مغايرا ومعاصرا لشخصية البصاص، برؤية استعراضية جاذبة تعتمد على الرقص المعاصر شاهدها جمهور مسرح الجمهورية لمدة ثلاثة أيام فقط.. مع القفزة التكنولوجية المفزعة التى وقع العالم طوعا تحت وطأتها، رأى المخرج مناضل عنتر أن الجميع صار مراقَبا ومراقِبا فى آن واحد، فهناك دوما من يرمقك بنظرات مختلفة، الحسد، الحقد، الكره، الشفقة، الغيبة والنميمة، الغضب، وغيرها من المشاعر المتباينة التى نلاحق بها بعضنا بعضا. # تصور درامى راقص أقرب للصوفية والوجودية معا بنى عليه المخرج لوحاته الراقصة بلا أى كلمات، طارحا السؤال الأهم: هل نتعامل مع أنفسنا من واقع نظرتنا لأنفسنا؟ أم أننا نعيش دوما فى مرايا الآخرين وتصوراتهم عنا؟ ومن هنا صاغ لوحاته رقصا على مدارس وأنواع موسيقية مختلفة ومتنوعة منها بدايته بموسيقى الفرنسى المغربى أرماند آمار المفعمة بالترقب والغموض والحذر، انتقالا إلى موسيقى الجاز للتونسى ظافر يوسف، ومنها إلى الموسيقى الشعبية الإيرانية، فموسيقى الأندرجراواند المصرية، ثم موسيقى فيلم Days of glory الحائز على جائزة الأوسكار، قفزا إلى أغنيات الشاب خالد الجزائرية، وتتويجا بأغنيات كوكب الشرق أم كلثوم. تجربة درامية لافتة تأرجح فيها المخرج بين النصوص الصوفية التى تتحدث عن المراقبة الإلهية وكشف الحُجُب نظرا لاقترابها من فكرة المراقبة المعاصرة مع اختلاف النوايا، اختبار للذات وللأداء وللجمهور فى آن واحد على حد تعبير مناضل عنتر، وألقى فيها براقصيه بين اللوحات المختلفة يتمايلون كالفراشات فى مجاميع تارة وفى أداءات ثنائية تنوعت بين النعومة والقسوة والخشونة مرات أخرى مرتدين الأبيض والأسود كدلالات الخير والشر، باستثناء لوحة أم كلثوم التى أدتها الراقصات فى حب ودلال بأزياء ملونة تشبثا بالحب وتمسُحا فيه، وإن كان الراقصون يحتاجون إلى بعض الانضباط فى دقة الأداء الجماعى للجمل الإيقاعية المختلفة، ولكنها فى النهاية تجربة ذات بصمة تخص صناعها وتستحق أن يراها الجمهور لأكثر من ثلاث ليال فقط. والحقيقة أن دار الأوبرا المصرية تقدم على مدار العام عددا من العروض المسرحية المتميزة فى اعتمادها على الرقص المعاصر، بإبداعات مخرجى الرقص المسرحى الحديث وفى مقدمتهم مشرفها وليد عوني، ثم مناضل عنتر، سالى أحمد، كريمة بدير، رجوى حامد، وغيرهم، ويقدم كل منهم خلال العام عرضا أو عرضين فى غاية الجاذبية ولكن هذه العروض لا تحظى بمشاهدة الجمهور سوى لليلتين أو ثلاثة على الأكثر، وهو عدد هزيل جدا مقارنة بحجم الإبداع والإنتاج المخصص لتلك العروض وكان آخرها عرض المبدع وليد عونى «صدى جدار الصمت» الذى يناقش القضية الفلسطينية برؤية مدهشة، لذلك نهمس فى أذن د. علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا بزيادة عدد ليالى عرض تلك العروض المتميزة لكى يتمكن الجمهور من مشاهدتها على نطاق أوسع، وهو رجاء نكرره لكل رئيس أوبرا يتولى رئاستها دون جدوى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store