أحدث الأخبار مع #Decoupling


العرب اليوم
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- العرب اليوم
التنافس التعاونى
سوف نترك الآن «توماس فريدمان» بعد أن وضع حلا للمعضلة الإنسانية التى تقدمها القفزة التكنولوجية الجديدة AGI بأن تأخذ منهجا من «التنافس التعاوني» وهو تعبير ليس حديثا فى العلاقات الدولية. أضاف عالم العلاقات الدولية «جوزيف ناي» هذا التعبير إلى ترسانته من التعبيرات مثل القوة الناعمة والقوة الذكية. ويمضى المنطق أن الصين والولايات المتحدة كلتاهما باتتا مرتبطين بالأخرى فى إطار علاقة يسميها «التنافس التعاوني» Cooperative Rivalry تتطلب استراتيجيات تسعى إلى تحقيق ما هو متناقض: التنافس والتعاون. وفى كلاهما فإن "ناي" يقدم مجموعة من الأفكار منها المضى قدما فى تقوية المزايا التكنولوجية للدولة الأمريكية من خلال البحوث والتطوير وفى المجال العسكرى إعادة هيكلة القوة العسكرية لكى تستوعب التكنولوجيات الجديدة وتقوية التحالفات التاريخية. وفيما يتعلق بالمجال الاقتصادى وهو المجال التقليدى للاعتماد المتبادل سواء فيها ما يتعلق بالعملة الأمريكية أو التجارة أو التداخل فى أشكال كثيرة من التكنولوجيا. سلاسل الإمداد الصينية أصبحت ضرورية لفرص تحقيق انتعاش اقتصادى كبير فى أعقاب احتواء أزمة الكورونا يعوض التراجع إبان الأزمة فى الولايات المتحدة. والمؤكد أن كلا من الصين والولايات المتحدة حالة من الاعتماد المتبادل العميق، وفى عام 2024 بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين 582.4 مليار دولار. الدعوة فى واشنطن، والحديث لجوزيف ناي، إلى فك الارتباط مع الصين أو Decoupling هو نوع من الحماقة ذات التكلفة العالية وليس متوقعا أن تفعل ذلك دول أخرى لأن للصين علاقات تجارية مع دول العالم أكثر مما لدى الولايات المتحدة. والحقيقة فإن الدولتين مترابطتان، ومن المستحيل فك الارتباط القائم على الأوبئة والتغيرات المناخية. هنا كما كان قبل نصف قرن، فإن الاعتماد المتبادل على تعقيده وما يدعو له من حذر، فإنه فى ذات الوقت يخلق مجالات جديدة لممارسات وعلاقات القوة. وذلك ما يفرضه الرئيس دونالد ترامب الذى رفض تعبير الرئيس السابق جوزيف بايدن القائم على "المنافسة" وحل محله تعبير الخصوم.


بوابة الأهرام
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- بوابة الأهرام
من القاهرة فك الارتباط
البداية كانت «العولمة» عندما صار ممكنا علميا وتكنولوجيا وإنسانيا تحقيق «الرابطة» بين أركان كوكب الأرض الأربعة فى الزراعة حيث توزيع الغذاء، والصناعة حيث السلع والبضائع، والخدمات حيث يعيش جميع البشر تحت مظلة نظام مالى واحد يقوم على النقود التى عملتها الرئيسية الدولار. القيم كانت أكثر صعوبة، ولما اشتدت العولمة جاء خطر صراع الحضارات ومع ذلك فإن قدرا من التوافق ساد عندما توسعت الحريات الإنسانية واقتربت المعارف بين الثقافات. وعندما جرى اختبار العولمة بالإرهاب تعمقت أكثر الروابط من خلال شراكة المعلومات؛ ولكن عندما كان الاختبار بكوفيد-19 زادت المعرفة بالخلل الإنتاجى البشري، وهى أن «سلاسل التوريد» كانت مفاتيحها فى الصين. فى الغرب بدا حل المعضلة الصينية عن طريق فك الارتباط الذى برع فيها الصينيون أو ما يسمى Decoupling. المعادلة باتت أن يستعيد الغرب صناعاته الأولى وأن يحرم الصين من الأسواق الأمريكية والأوروبية، وأن تنتهى المعادلة الأولى التى قامت على تقسيم العمل ما بين الجنوب وفى القلب منه الصين لكى يقوم بالصناعات «التقليدية»، بينما تنفرد الولايات المتحدة والغرب بصناعات وتكنولوجيات الفضاء والطيران ومن ورائهما الثورات الصناعية الجديدة للذكاء الاصطناعي. هذا المنطق كانت فيه الثغرة الكبيرة وهى أن الصين بينما تستأثر بالصناعات التقليدية وسلاسل التوريد فإنها كانت تخترق بقوة الثورتين الصناعيتين الثالثة والرابعة ومنتجاتهما؛ واستفادت كثيرا من توطين الصناعات المتقدمة التى أحضرتها «آبل» وأمثالها إلى الساحة التكنولوجية الصينية فباتت سابقة فى منتجاتها مثل السيارات الكهربائية والتليفونات الشخصية والكمبيوتر وغيرها. المدهش أن مجيء ترامب إلى البيت الأبيض بدأ مرحلة جديدة من فك الارتباط ليس مع الصين وإنما مع حلفاء أمريكا التقليديين فى أوروبا وأمريكا الشمالية الواقعين عبر المحيط الأطلنطي. أصبحت عملية فك الارتباط متداخلة مع حلف الأطلنطي؛ ومنطقة التجارة الحرة فى شمال أمريكا. نتيجة ذلك هو إعادة تشكيل العالم ونهاية «عولمة» ما بعد انتهاء الحرب الباردة وتتويج الولايات المتحدة قائدة لها.