logo
#

أحدث الأخبار مع #Denali

من ألاسكا عبر أيرلندا إلى الكويت
من ألاسكا عبر أيرلندا إلى الكويت

الرأي

time٠٧-٠٥-٢٠٢٥

  • أعمال
  • الرأي

من ألاسكا عبر أيرلندا إلى الكويت

بموجب الأمر التنفيذي، المعنون «استعادة الأسماء التي تُكرّم العظَمة الأميركية»، الذي وقّعه الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، في يوم تنصيبه الثاني، أعيد تسمية جبل Denali، أعلى قمّة في أميركا الشمالية، باسم «جبل ماكينلي» نسبة إلى الرئيس الأميركي الراحل William McKinley، رغم معارضة سكّان الولاية، ولاية ألاسكا. يعتقد مراقبون أن إصرار الرئيس الحالي على تغيير اسم الجبل، نابع من حرصه على تقديم نفسه كنظير للرئيس الراحل، الذي نجح في انعاش الاقتصاد الأميركي، من خلال فرض رسوم جمركية حمائية. فكرة توظيف الرسوم الجمركية الحمائية لاحتواء التهديد الاقتصادي الصيني وتنمية الصناعة في أميركا التي يتبنّاها الرئيس ترامب – منذ ولايته الأولى – مصدرها ومنظّرها البروفيسور نافارو Peter Navarro، المستشار الأول للتجارة والتصنيع في ولاية ترامب الثانية، الحاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة هارفارد، مؤلف كتاب «حروب الصين القادمة» وكتاب «الموت على يد الصين». علماً بأن هذه الفكرة لم تُنشر حتى اليوم في مجلة علمية محكمة مرموقة، وهي فكرة مخالفة لآراء الخبراء الاقتصاديين البارزين. في 21 /1 /2017، نشرت مجلّة The Economist تقريراً حول الأسباب التي تدعو للقلق من تعيين الرئيس ترامب، البروفيسور نافارو، رئيساً لمجلس التجارة الوطني. جاء في هذا التقرير أن البروفيسور كاتب غزير الإنتاج، لكن ليس له منشورات في مجلات أكاديمية رفيعة المستوى. واهتماماته البحثية محدودة، أوسع من اهتمامات الاقتصادي العادي. كما نشر العديد من الصحف المرموقة فضيحة استشهاد البروفيسور بآراء خبير اقتصادي وهمي Ron Vara، في كتابه المعنون «الموت على يد الصين»، لدعم تحذيراته في شأن عواقب الواردات الصينية على الاقتصاد الأميركي. لذلك، يرجّح اقتصاديون أن مشروع فرض رسوم جمركية حمائية الذي أعدّه البروفيسور لم يُدرس بشكل شامل متكامل، تجاهل العديد من المحاور المفصلية، من قبيل ردود الأفعال العاجلة واللاحقة من قبل الدول المقابلة وشعوبها، تجاه أميركا ومنتجاتها وخدماتها. ومن باب المثال على التبعات الكارثية للمشروع على الدول المقابلة وشعوبها، أشير إلى التقرير الذي نُشر قبل قرابة شهر في صحيفة The Guardian بعنوان «نصف المكان سوف يُفجّر إلى أجزاء صغيرة»، حول احتمالية انتقال مصانع أحد أكبر تجمّعات إنتاج الأدوية في العالم، من مقاطعة Cork الأيرلندية إلى أميركا، لتفادي الزيادة في الرسوم الجمركية الأميركية، فضلاً عن الاستفادة من التسهيلات التي عرضتها إدارة ترامب على شركات الأدوية في أميركا. باختصار، المُرجَّح أن البروفيسور تجاهل عند إعداد المشروع، ترسّباته على استقرار اقتصادات الدول المقابلة ورفاه شعوبها، وتباعاً تفاجأ بما ولّد المشروع من مشاعر كراهية عميقة تجاه المنتجات الأميركية، مثلما تفاجأ قبل قرابة شهر بعمليات البيع المكثّف لسندات الخزانة الأميركية بالتزامن مع هبوط أسواق الأسهم العالمية. هذه الكراهية العارمة مُوَثّقة في تقرير حديث أعدّه البنك المركزي الأوروبي، أكّد وجود تحوّل حاسم في سلوك المستهلك الأوروبي، بعيداً عن السلع والخدمات الأميركية، بغض النظر عن التكلفة، منذ مطالبة ترامب ضم غرينلاند، وترسّخ هذا التحوّل بعد إعلان زيادة الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية. ويرجّح معدّو التقرير، أن التحوّل طويل الأمد، لن ينتهي بإلغاء الزيادة. فعلى سبيل المثال، طوّر الأوروبيون تطبيقات لمقاطعة المنتجات الأميركية، من قبيل تطبيق BrandSnap، تحدد دولة منشأ المنتج، وتقترح المنتجات البديلة إذا كان المنتج أميركياً. كما أنشأوا قنوات على منصة Facebook للغرض ذاته، من بينها قناة «Boycott USA!». في الختام، نظراً لتعدّد وتشابك أبعاد أزمة الرسوم الجمركية الأميركية، وبعد الإشادة باللقاء الذي استضاف فيه الخبير الاقتصادي محمد البغلي، زميله الخبير الاقتصادي القدير جاسم السعدون، للتحاور حول الأزمة، أدعو الجهات الحكومية وجمعيات النفع العام والأكاديميين والخبراء المعنيين بالاقتصاد إلى تنظيم حلقات نقاشية حول الأزمة، ورفع توصياتها إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء... اللهم أرنا الحقّ حقّاً وارزقنا اتّباعه. abdnakhi@

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store