logo
#

أحدث الأخبار مع #ExposureTherapy

العلاج بالنسيان.. علم يعيد تعريف الشفاء
العلاج بالنسيان.. علم يعيد تعريف الشفاء

سعورس

timeمنذ 21 ساعات

  • صحة
  • سعورس

العلاج بالنسيان.. علم يعيد تعريف الشفاء

في عالم يقدس الذاكرة، يبرز سؤال جريء: هل يمكن تحويل النسيان من مجرد خلل عصبي إلى أداة علاجية؟ يثير مفهوم "العلاج بالنسيان" جدلا واسعا بين العلماء والأطباء، لكن الأبحاث الحديثة تقدم أدلة على أنه ليس خيالا علميا، بل نهجا واعدا لمساعدة من يعانون من ذكريات مؤلمة. الذاكرة ليست أرشيفا ثابتا، بل عملية حية تعاد صياغتها باستمرار. فعندما نسترجع حدثا تصبح الذكرى هشة لفترة قصيرة قبل أن تخزن مجددا، وهي ظاهرة تسمى إعادة التوطيد (Reconsolidation). اكتشفت هذه الآلية في عام 2000، وأصبحت أساسا لعلاجات تهدف إلى تخفيف الشحنات العاطفية للذكريات السلبية. كما يوضح إريك كانديل، عالم الأعصاب الحائز على جائزة نوبل: "الذاكرة كالنقش على الرمل؛ يمكن تعديلها قبل أن تجف". يعمل العلاج بالنسيان عن طريق عدة استراتيجيات؛ منها العلاج بالتعريض (Exposure Therapy) الذي يعتمد على مواجهة المواقف المسببة للقلق تدريجيا، ما يقلل من استجابة الخوف عبر تعويد الدماغ على الربط بين الحدث والأمان بدلا من الرعب، وقد حقق مرضى اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) تحسنا ملحوظا بعد جلسات مدمجة مع إعادة التوطيد. وهناك استراتيجية منع استرجاع الذاكرة (Memory Suppression)؛ فالدماغ قادر على "قمع" الذكريات عن عمد عبر آلية القمع النشط، ما يضعف الروابط العصبية المرتبطة بها، هذه التقنية تشبه "حذف ملفات" من نظام تخزين البيانات الدماغي. وهناك استراتيجية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)؛ حيث يستخدم هذا الأسلوب نبضات مغناطيسية لتحفيز مناطق محددة في الدماغ (مثل القشرة الأمامية) لتقليل نشاط المناطق المرتبطة بالذكريات السلبية. للنسيان فوائد متعددة؛ فهو مفيد في تخفيف الأعباء النفسية؛ فالذكريات المؤلمة تغذي اضطرابات مثل الاكتئاب والقلق. فتقليل شحنة الذكريات العاطفية يقلل من نوبات الذعر. ومن فوائده تعزيز المرونة العاطفية؛ فالنسيان الانتقائي يساعد الأفراد على التركيز على الحاضر بدلا من التشبث بالماضي. وهذا يعزز اتخاذ قرارات مدروسة بدلا من ردود الأفعال الاندفاعية. ومن فوائد النسيان تحسين العلاقات الاجتماعية؛ حيث إن تذكر الإهانات أو الخلافات القديمة قد يغذي الكراهية. فالأشخاص القادرون على "نسيان" الخلافات يتمتعون بعلاقات أكثر استقرارا. ومن فوائده كذلك زيادة التركيز على الأهداف؛ فالأفراد الذين يتخلصون من الذكريات السلبية يكونون أكثر إنتاجية في العمل والدراسة، لأن عقولهم غير مشغولة ب "أشرطة" الماضي المتكررة. لا يزال محو الذكريات تماما غير ممكن، بل الهدف هو فصل المحتوى العاطفي عن الحدث، وتحذر المنظمة العالمية للصحة النفسية من استخدام هذه التقنيات لإخفاء ذكريات جماعية (كجرائم الحرب)، مع التشديد على أنها يجب أن تستخدم فقط لتخفيف المعاناة الفردية. أحدثت التكنولوجيا الحيوية ثورة في هذا المجال، ففي عام 2024 نجح باحثون في جامعة ستانفورد باستخدام تقنية التعديل الجيني (CRISPR) لاستهداف الجينات المرتبطة بترسيخ الذكريات السلبية في تجارب على الحيوانات. النتائج الأولية تظهر إمكانية "إطفاء" استجابة الخوف دون التأثير على الذاكرة نفسها، ما يفتح آفاقا لعلاجات أكثر دقة. بالإضافة إلى ذلك، طورت خوارزميات الذكاء الاصطناعي نماذج تتنبأ بالذكريات عالية الخطورة التي قد تسبب انتكاسات نفسية، ما يساعد الأطباء على تصميم خطط علاجية استباقية. على سبيل المثال، تحلل هذه الأنظمة أنماط النوم ونشاط الدماغ لتحديد الذكريات التي تحتاج إلى "إعادة صياغة". النظام العصبي لا يخزن كل شيء؛ فهو ينسى عمداً لتحسين الكفاءة الإدراكية. هذا النسيان النشط قد يكون مفتاحًا لفهم الاضطرابات النفسية. والذاكرة ليست فيديو تسجيليًا، بل كتاب يُعيد كتابته كل مرة نتذكر فيه. هذا يفتح أبوابًا للتدخل العلاجي عبر تعديل هذه الذكريات. ولا يمكننا أن ننسى ذكرياتنا السيئة، لكن يمكننا أن نختار ألا نسمح لها بحكم حياتنا. الصدمة لا تُنسى، لكن يمكننا أن نعلِّم العقل والجسم أن يتوقفان عن إعادة تمثيلها. والنسيان الموجه للذكريات السلبية باستخدام تقنيات التحفيز المغناطيسي العابر أظهر فعالية في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق. العلاج بالنسيان لا ينادي بإنكار الماضي، بل بتحرير العقل من قيوده. يقول الفيلسوف فريدريك نيتشه: "من ينظر إلى الماضي بعين الرحمة، يستطيع بناء مستقبل بلا أسر". اليوم، يقدم العلم أدوات لتحقيق هذا الهدف، لكن المفتاح الحقيقي يبقى في كيفية استخدامنا لها بمسؤولية. وهذه الابتكارات تذكرنا أن العلاج بالنسيان ليس مجرد حذف للماضي، بل تحرير للطاقة العقلية لإعادة استثمارها في البناء. يقول كارل يونغ: "الذي لا يستطيع تذكر الماضي، محكوم بتكراره". اليوم، يصبح الشفاء ممكنا ليس بالنسيان المطلق، بل بالاختيار الواعي لما نحمله معنا. النسيان كآلية علاجية ليس هدفًا في حد ذاته، بل هو جزء من عملية أوسع تهدف إلى إعادة معالجة الذكريات السلبية وتقليل تأثيرها العاطفي.. كما أن النسيان الكامل للتجارب المؤلمة قد لا يكون ممكنًا أو مرغوبًا فيه دائمًا، إذ يمكن أن تُصبح بعض الذكريات دروسًا تعزز المرونة النفسية. يقول سيغموند فرويد: "التذكر هو بداية الشفاء، لكن أحيانًا يُصبح النسيان ضروريًا لحماية العقل من آلام لا يمكن تحملها".

فوبيا الماء: ماذا تفعل إذا كنت تخاف من المياه؟
فوبيا الماء: ماذا تفعل إذا كنت تخاف من المياه؟

الشارقة 24

time٢٨-١٠-٢٠٢٤

  • صحة
  • الشارقة 24

فوبيا الماء: ماذا تفعل إذا كنت تخاف من المياه؟

تختلف شدّة هذه الفوبيا من شخصٍ لآخر، فقد يقتصر عند البعض على الخوف من المسطحات المائية الكبيرة كالبحار والمحيطات، بينما يخاف آخرون من المسطحات الأصغر كالمسابح وأحواض الاستحمام، وفي بعض الحالات تكون درجة الفوبيا أكثر تطوراً، بحيث يشعر الشخص بالقلق أو الذعر عند انسكاب الماء عليه أو بمجرد رؤية المياه جارية من الصنبور. وباعتبار أنّ الماء جزءً لا يتجزأ من الحياة اليومية، فإنه من الضروري معالجة الخوف المرتبط به، وفيما يلي أهم أساليب التعامل معه وعلاجه: محاولة فهم أسباب الخوف وجذوره من الصعب مواجهة الأشياء والتعامل معها وعلاجها طالما لم تكن واضحة ومفهومة تماماً، لذا من المهم تثقيف النفس حول فوبيا الماء، والتعمّق أكثر في فهم أسبابها وجذورها، والتي تختلف من حالةٍ لأخرى. ومن أبرز الأسباب المحتملة للإصابة بفوبيا الماء هي المرور بتجارب سلبية سابقة في مرحلة الطفولة أو المراهقة؛ مثل النجاة من حادث غرق سواءً للشخص نفسه أو أحد أقاربه، أو حتى المرور بتجربةٍ سيئة في دروس السباحة، كما قد يكون سبب الفوبيا مرتبطاً بالاستعداد الوراثي، إذ تزداد احتمالية الإصابة به إذا كان أحد أفراد العائلة يعانون من فوبيا الماء أو اضطرابات قلق وهلع أخرى. كما يُمكن أن تؤدي التجارب غير المباشرة مثل مشاهدة أفلام مخيفة تتعلق بالماء، كمشاهد الغرق، أو تحطّم السفن، أو افتراس الحيوانات البحرية للبشر، إلى هذا النوع من الفوبيا دون التعرّض المباشر لتلك الأحداث على أرض الواقع. استخدام تقنيات التنفس العميق وممارسة تمارين التأمّل تَكمُن أهمية تقنيات التنفس بالتعامل مع الخوف من الماء في قدرتها على التحكّم باستجابات الجسم التلقائية عند مواجهة المواقف التي تحفز الخوف؛ نظراً لأنها تساعد الجسم والعقل على الاسترخاء والهدوء، وتسيطر على مشاعر القلق والتوتر، ومن أبسط تقنيات التنفس العميق؛ أخذ شهيق لمدة أربع ثوانٍ، ثم حبسه لمدة ثانيتين، يليه زفير مدته أربع ثوان، وتكرار هذه العملية عدة مرات. كما تعد تمارين التأمّل وسيلة فعّالة للسيطرة على التفكير السلبي والتخلّص من التوتر والقلق المرتبطين بالخوف من الماء، ويُمكن ممارستها يومياً من خلال الجلوس في مكانٍ هادئ وإغلاق العينين، ثم التركيز على عملية التنفس من شهيقٍ وزفير، ومحاولة الانتباه على اللحظة الحالية فقط والتركيز على التنفس والأحاسيس الجسدية، مع السماح للأفكار والمشاعر بالظهور دون الحُكّم عليها أو تقييمها. اتباع نمط حياة صحي تؤثر العادات السلوكية الخاطئة مثل قِلة النوم ومستويات التوتر العالية سلباً على أعراض فوبيا الماء، لذا ينبغي اتباع نمط حياة صحي لتقليل هذه التأثيرات على الحياة اليومية، وتعزيز القدرة على إدارة مشاعر التوتر والقلق، ومن العادات الصحية التي يُمكن اتباعها؛ النوم الجيّد والعميق، وتناول الطعام الصحي المتوازن، وتقليل أو تجنّب تناول السكريات والكافيين، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. العلاج النفسي: خطوة فعّالة في التخلّص من فوبيا الماء عندما يصل الخوف من الماء إلى مرحلة متقدمةٍ تؤثر تأثيراً كبيراً على الحياة اليومية، يُصبح من الضروري اللجوء إلى متخصصي العلاج النفسي، ومن الطرق التي تستخدم في العلاج النفسي ما يلي: العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يُتيح العلاج السلوكي (CBT) التعرّف على الأنماط الفكرية والسلوكية السلبية المتعلقة بفوبيا الماء، ويُقدّم استراتيجيات للتعامل معها واستبدالها بأنماطٍ إيجابية، كما يشمل تعلّم تقنيات فعّالة ومدروسة لإدارة القلق والتوتر عند مواجهة محفزات الخوف من الماء. العلاج بالتعرّض (Exposure Therapy) يتمثل هذا النوع من العلاج بتعريض الشخص المصاب تدريجياً لمصدر الفوبيا في بيئةٍ آمنة وتحت رقابة المتخصصين، بهدف تقليل الخوف وإدارة مشاعر التوتر والقلق، وفي حالة فوبيا الماء، تبدأ العملية عادة بمراحل بسيطة مثل التفكير بالماء، أو مشاهدة صور وفيديوهات تحتوي على مشاهد مائية. بعد ذلك، الانتقال إلى تعريض المُصاب تدريجياً للتفاعل المباشر مع الماء؛ مثل تشغيل وإيقاف صنابير الماء، أو الوقوف بالقرب من مسبحٍ أو بحيرة، ثمّ محاولة لمس الماء، إذ يعتمد ذلك على مدى تحمّل الشخص وشعوره بالراحة قرب الماء. ختاماً، قد تسبب فوبيا الماء مضاعفات سلبية تؤثر على الحياة الاجتماعية والشخصية، خاصةَ عندما يتطور الخوف لدرجة تمنع الشخص من الاغتسال والاستحمام، مما يُؤثر على النظافة الشخصية، ويزيد مشاعر احتقار الذات وقِلة الثقة بالنفس، كما يمكن أن تسبب هذه الفوبيا العُزلة الاجتماعية في حال تجنّب الذهاب إلى أيّ رحلة جماعية مع الأصدقاء والعائلة لأماكن تحتوي على ماء؛ مثل شاطئ البحر أو المنتجعات المائية. المراجع [1] Understanding Aquaphobia or the Fear of Water [2] Aquaphobia [3] Aquaphobia [4] What is Aquaphobia? [5] Aquaphobia (Fear of Water)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store