#أحدث الأخبار مع #FASHeritageنافذة على العالممنذ 3 أيامعلومنافذة على العالمأخبار العالم : لغز وعاء غامض مدفون قبل ألف عام فكّكه العلماء.. ما هو؟الأربعاء 28 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الآثار مكوّنًا رئيسيًا لقطعة أثرية غامضة في موقع ساتون هو (Sutton Hoo) التابع للمؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث (National Trust) في سوفولك، بإنجلترا. يشتهر الموقع بدفن "سفينة الأشباح" الأنغلوساكسونية من القرن السابع، التي عُثر عليها داخل تلة دفن بين عامي 1938 و1939. أثارت شظايا الدلو البيزنطي الذي يعود إلى القرن السادس فضول الباحثين منذ أن كشفت عنه مجرفة جرار بالصدفة في عام 1986. لطالما تساءل الباحثون عن الغرض من هذا الأثر الغامض، الذي يصوّر مشهد صيد في شمال إفريقيا، ويضم محاربين، ومجموعة متنوعة من الأسلحة، وأسودًا، وكلب صيد. يعتقد الخبراء أنّ جذور الدلو تعود إلى الإمبراطورية البيزنطية، وكان قد صُنّع في أنطاكيا (تركيا الحديثة)، قبل أن يشق طريقه إلى الساحل الشرقي لبريطانيا بعد نحو قرن من صناعته. قد يهمك أيضاً في عام 2012، ساهمت حفريات إضافية في العثور على قطع أخرى من هذا الأثر المعروف باسم دلو برومسويل (Bromeswell Bucket)، لكن القاعدة الكاملة للوعاء ظلّت غامضة، تمامًا كأسباب وجوده في موقع أنغلوساكسوني. أصبح لغز برومسويل اليوم أقرب إلى الحل، بعدما كشفت حفريات جديدة أُجريت الصيف الماضي، عن كتلة من التراب تحتوي على أجزاء من الدلو. بعد تحليل دقيق، تبيّن أنها تضم القاعدة الكاملة للوعاء التي تحتوي على زخارف تُكمل تفاصيل مثل الأقدام، والكفوف، والدروع الخاصة بالشخصيات، إضافة إلى الوجه المفقود لأحد المحاربين. كما اكتشف الفريق محتويات الدلو المفاجئة، والتي كانت عبارة عن بقايا محترقة لكائنات حيوانية وبشرية، الأمر الذي ألقى مزيدًا من الضوء على سبب دفن هذا الوعاء أساسًا. عثر الباحثون أيضَا على مشط محفوظ بشكل مذهل، قد يحتوي على أدلة حمض نووي (DNA) تعود إلى الشخص الذي وُضع ليرقد في هذا القبر قبل أكثر من ألف عام، ويُرجَّح أنه كان شخصًا يتمتع بمكانة رفيعة. تُوجد عظام بشرية وحيوانية محترقة على قاعدة الدلو، إلى جانب مشط مزدوج الجانبين. Credit: FAS Heritage مقتنيات جنائزية غير متوقعة خضعت كتلة التراب لفحوصات بالأشعة المقطعية والسينية في جامعة برادفورد، قبل أن تُرسل إلى هيئة الآثار في يورك (York Archaeological Trust) لمزيد من التحليل في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. تولّى فريق بحثي متخصص في دراسة العظام البشرية، والبقايا العضوية، وحفظ الآثار، إزالة التربة بعناية فائقة من داخل الدلو، وحللوا كل شظية تظهر تدريجيًا. كشفت هذه المقاربة الدقيقة عن عظام بشرية محروقة، شملت أجزاء من عظمة كاحل، وقبة الجمجمة (الجزء العلوي الواقي من الجمجمة)، وفق ما جاء في بيان صادر عن المؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث. كما عثر الباحثون على بقايا عظام حيوانية، وأظهر التحليل الأولي أن هذه القطع تعود لحيوان أكبر من الخنزير. وأشار الفريق إلى أن الأحصنة كثيرًا ما كانت تُحرق ضمن طقوس الحرق الجنائزي في العصور الأنغلوساكسونية المبكرة، كتعبير عن مكانة الشخص المتوفى. أما تمركز بقايا العظام في حزمة متماسكة، إلى جانب وجود ألياف غريبة غير معروفة، فيرمز إلى أن هذه الرفات كانت محفوظة في كيس وُضع داخل الدلو. عُثر أيضًا على بعض شظايا العظام خارج الدلو مباشرة، تظهر عليها بقع نحاسية (ناتجة عن تفاعل العظام مع معدن الدلو)، ما يدل على أنها دُفنت في الوقت ذاته، لكن خارج الوعاء. قد يهمك أيضاً تخضع كل من العظام البشرية والحيوانية راهنًا، لمزيد من الدراسة، بالإضافة إلى اختبارات التأريخ بالكربون المشع، لتوفير سياق زمني أوضح ودقيق. وقد وُضعت مقابر حرق عدّة في موقع ساتون هو داخل أوعية مثل الجرار الفخارية والسلطانيات البرونزية، من بينها وعاء برونزي معلّق معروض حاليًا في قاعة المعرض الكبرى. وفقًا لما ذكرته لورا هوارث، مديرة قسم علم الآثار والتفاعل الجماهيري في موقع ساتون هو، التابع للمؤسسة الوطنية، فإن استخدام الدلاء في عمليات الدفن هذه نادر للغاية، ولم يُعثر من قبل على دلو يحتوي على رفات محروقة. أظهرت الفحوصات الأولية أيضًا وجود مقتنيات جنائزية داخل الدلو، وتمكّن الباحثون بعناية فائقة من استخراج مشط مزدوج الجوانب، دقيق ومتكامل إلى حد كبير، يحتوي على جانب بأسنان رفيعة وآخر بأسنان أوسع، ويُرجّح أنه صُنع من قرن أيل (غزال). واللافت أن المشط، بخلاف العظام، لم يتعرّض للاحتراق. المشط المزدوج المصنوع من قرن الأيل محفوظ بشكل مفاجئ وجيد، رغم التربة الحمضية التي دُفن فيها. Credit: FAS Heritage عُثر على أمشاط مصنوعة من العظام وقرون الأيائل في مدافن تعود للرجال والنساء على حدّ سواء، وأشار الاختلاف بالأحجام إلى أنها استُخدمت في تسريح الشعر، واللحى، وإزالة القمل. وقالت هوارث إنّ التربة الحمضية في موقع ساتون هو، التي تسببت بتحلّل الخشب الخاص بالسفينة الأنغلوساكسونية، ولم تترك سوى بصمات للألواح وصفوف من المسامير الحديدية، تعني أن العديد من الأمشاط العظمية التي عُثر عليها سابقًا في الموقع لم تُحفظ بحالة جيدة. لم يتمكّن الفريق من تحديد جنس الشخص من بقايا العظام المكتشفة، لكن يشعر الباحثون بالتفاؤل بإمكانية استخراج حمض نووي قديم (DNA) من المشط، ما قد يساهم في كشف المزيد عن هوية هذا الشخص. أوضحت نعومي سوپول، عالمة الآثار البيئية التي قامت بتحليل الاكتشافات، في مقطع فيديو على قناة برنامج "تايم تيم" (Time Team) البريطاني على "يوتيوب"، أن العلماء يشعرون بالحماسة أيضًا لفحص الأوراق وبقايا النباتات التي وُجدت داخل الدلو، ما قد يقدم أدلة جديدة. قام الباحثون بإزالة التربة بعناية بواسطة فُرَش دقيقة لكشف محتويات الدلو. Credit: FAS Heritage من جهة أخرى، أفاد أنغوس وينرايت، عالم آثار تابع للمؤسسة الوطنية، في بيان: "كنا نعلم أن هذا الدلو قطعة نادرة وثمينة من زمن الأنغلوساكسونيين، لكن سبب دفنه ظل لغزًا لفترة طويلة. والآن نعلم أنه استُخدم لحفظ رفات شخص مهم في مجتمع ساتون هو. وآمل أن تكشف التحليلات الإضافية مزيدًا من المعلومات حول هذا الدفن الفريد من نوعه". تأتي الأبحاث الجديدة في موقع ساتون هو، ضمن مشروع يمتد على مدار عامين، بدأ في صيف عام 2024، بقيادة المؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث، بالتعاون مع اختصاصيي علم الآثار الحقلي (Field Archaeology Specialists – FAS)، ومؤسسة Heritage، وبرنامج "تايم تيم" (Time Team). يُعد ساتون هو، من أهم مواقع التنقيب الأثري في بريطانيا، حيث خضع لحملات تنقيب عديدة على مرّ السنين، ذلك لأنّ اكتشاف سفينة الدفن في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي غيّر بشكل جذري فهم المؤرخين لحياة الأنغلوساكسونيين، ومكانتهم، وثقافتهم.
نافذة على العالممنذ 3 أيامعلومنافذة على العالمأخبار العالم : لغز وعاء غامض مدفون قبل ألف عام فكّكه العلماء.. ما هو؟الأربعاء 28 مايو 2025 12:30 مساءً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الآثار مكوّنًا رئيسيًا لقطعة أثرية غامضة في موقع ساتون هو (Sutton Hoo) التابع للمؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث (National Trust) في سوفولك، بإنجلترا. يشتهر الموقع بدفن "سفينة الأشباح" الأنغلوساكسونية من القرن السابع، التي عُثر عليها داخل تلة دفن بين عامي 1938 و1939. أثارت شظايا الدلو البيزنطي الذي يعود إلى القرن السادس فضول الباحثين منذ أن كشفت عنه مجرفة جرار بالصدفة في عام 1986. لطالما تساءل الباحثون عن الغرض من هذا الأثر الغامض، الذي يصوّر مشهد صيد في شمال إفريقيا، ويضم محاربين، ومجموعة متنوعة من الأسلحة، وأسودًا، وكلب صيد. يعتقد الخبراء أنّ جذور الدلو تعود إلى الإمبراطورية البيزنطية، وكان قد صُنّع في أنطاكيا (تركيا الحديثة)، قبل أن يشق طريقه إلى الساحل الشرقي لبريطانيا بعد نحو قرن من صناعته. قد يهمك أيضاً في عام 2012، ساهمت حفريات إضافية في العثور على قطع أخرى من هذا الأثر المعروف باسم دلو برومسويل (Bromeswell Bucket)، لكن القاعدة الكاملة للوعاء ظلّت غامضة، تمامًا كأسباب وجوده في موقع أنغلوساكسوني. أصبح لغز برومسويل اليوم أقرب إلى الحل، بعدما كشفت حفريات جديدة أُجريت الصيف الماضي، عن كتلة من التراب تحتوي على أجزاء من الدلو. بعد تحليل دقيق، تبيّن أنها تضم القاعدة الكاملة للوعاء التي تحتوي على زخارف تُكمل تفاصيل مثل الأقدام، والكفوف، والدروع الخاصة بالشخصيات، إضافة إلى الوجه المفقود لأحد المحاربين. كما اكتشف الفريق محتويات الدلو المفاجئة، والتي كانت عبارة عن بقايا محترقة لكائنات حيوانية وبشرية، الأمر الذي ألقى مزيدًا من الضوء على سبب دفن هذا الوعاء أساسًا. عثر الباحثون أيضَا على مشط محفوظ بشكل مذهل، قد يحتوي على أدلة حمض نووي (DNA) تعود إلى الشخص الذي وُضع ليرقد في هذا القبر قبل أكثر من ألف عام، ويُرجَّح أنه كان شخصًا يتمتع بمكانة رفيعة. تُوجد عظام بشرية وحيوانية محترقة على قاعدة الدلو، إلى جانب مشط مزدوج الجانبين. Credit: FAS Heritage مقتنيات جنائزية غير متوقعة خضعت كتلة التراب لفحوصات بالأشعة المقطعية والسينية في جامعة برادفورد، قبل أن تُرسل إلى هيئة الآثار في يورك (York Archaeological Trust) لمزيد من التحليل في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني. تولّى فريق بحثي متخصص في دراسة العظام البشرية، والبقايا العضوية، وحفظ الآثار، إزالة التربة بعناية فائقة من داخل الدلو، وحللوا كل شظية تظهر تدريجيًا. كشفت هذه المقاربة الدقيقة عن عظام بشرية محروقة، شملت أجزاء من عظمة كاحل، وقبة الجمجمة (الجزء العلوي الواقي من الجمجمة)، وفق ما جاء في بيان صادر عن المؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث. كما عثر الباحثون على بقايا عظام حيوانية، وأظهر التحليل الأولي أن هذه القطع تعود لحيوان أكبر من الخنزير. وأشار الفريق إلى أن الأحصنة كثيرًا ما كانت تُحرق ضمن طقوس الحرق الجنائزي في العصور الأنغلوساكسونية المبكرة، كتعبير عن مكانة الشخص المتوفى. أما تمركز بقايا العظام في حزمة متماسكة، إلى جانب وجود ألياف غريبة غير معروفة، فيرمز إلى أن هذه الرفات كانت محفوظة في كيس وُضع داخل الدلو. عُثر أيضًا على بعض شظايا العظام خارج الدلو مباشرة، تظهر عليها بقع نحاسية (ناتجة عن تفاعل العظام مع معدن الدلو)، ما يدل على أنها دُفنت في الوقت ذاته، لكن خارج الوعاء. قد يهمك أيضاً تخضع كل من العظام البشرية والحيوانية راهنًا، لمزيد من الدراسة، بالإضافة إلى اختبارات التأريخ بالكربون المشع، لتوفير سياق زمني أوضح ودقيق. وقد وُضعت مقابر حرق عدّة في موقع ساتون هو داخل أوعية مثل الجرار الفخارية والسلطانيات البرونزية، من بينها وعاء برونزي معلّق معروض حاليًا في قاعة المعرض الكبرى. وفقًا لما ذكرته لورا هوارث، مديرة قسم علم الآثار والتفاعل الجماهيري في موقع ساتون هو، التابع للمؤسسة الوطنية، فإن استخدام الدلاء في عمليات الدفن هذه نادر للغاية، ولم يُعثر من قبل على دلو يحتوي على رفات محروقة. أظهرت الفحوصات الأولية أيضًا وجود مقتنيات جنائزية داخل الدلو، وتمكّن الباحثون بعناية فائقة من استخراج مشط مزدوج الجوانب، دقيق ومتكامل إلى حد كبير، يحتوي على جانب بأسنان رفيعة وآخر بأسنان أوسع، ويُرجّح أنه صُنع من قرن أيل (غزال). واللافت أن المشط، بخلاف العظام، لم يتعرّض للاحتراق. المشط المزدوج المصنوع من قرن الأيل محفوظ بشكل مفاجئ وجيد، رغم التربة الحمضية التي دُفن فيها. Credit: FAS Heritage عُثر على أمشاط مصنوعة من العظام وقرون الأيائل في مدافن تعود للرجال والنساء على حدّ سواء، وأشار الاختلاف بالأحجام إلى أنها استُخدمت في تسريح الشعر، واللحى، وإزالة القمل. وقالت هوارث إنّ التربة الحمضية في موقع ساتون هو، التي تسببت بتحلّل الخشب الخاص بالسفينة الأنغلوساكسونية، ولم تترك سوى بصمات للألواح وصفوف من المسامير الحديدية، تعني أن العديد من الأمشاط العظمية التي عُثر عليها سابقًا في الموقع لم تُحفظ بحالة جيدة. لم يتمكّن الفريق من تحديد جنس الشخص من بقايا العظام المكتشفة، لكن يشعر الباحثون بالتفاؤل بإمكانية استخراج حمض نووي قديم (DNA) من المشط، ما قد يساهم في كشف المزيد عن هوية هذا الشخص. أوضحت نعومي سوپول، عالمة الآثار البيئية التي قامت بتحليل الاكتشافات، في مقطع فيديو على قناة برنامج "تايم تيم" (Time Team) البريطاني على "يوتيوب"، أن العلماء يشعرون بالحماسة أيضًا لفحص الأوراق وبقايا النباتات التي وُجدت داخل الدلو، ما قد يقدم أدلة جديدة. قام الباحثون بإزالة التربة بعناية بواسطة فُرَش دقيقة لكشف محتويات الدلو. Credit: FAS Heritage من جهة أخرى، أفاد أنغوس وينرايت، عالم آثار تابع للمؤسسة الوطنية، في بيان: "كنا نعلم أن هذا الدلو قطعة نادرة وثمينة من زمن الأنغلوساكسونيين، لكن سبب دفنه ظل لغزًا لفترة طويلة. والآن نعلم أنه استُخدم لحفظ رفات شخص مهم في مجتمع ساتون هو. وآمل أن تكشف التحليلات الإضافية مزيدًا من المعلومات حول هذا الدفن الفريد من نوعه". تأتي الأبحاث الجديدة في موقع ساتون هو، ضمن مشروع يمتد على مدار عامين، بدأ في صيف عام 2024، بقيادة المؤسسة الوطنية للحفاظ على التراث، بالتعاون مع اختصاصيي علم الآثار الحقلي (Field Archaeology Specialists – FAS)، ومؤسسة Heritage، وبرنامج "تايم تيم" (Time Team). يُعد ساتون هو، من أهم مواقع التنقيب الأثري في بريطانيا، حيث خضع لحملات تنقيب عديدة على مرّ السنين، ذلك لأنّ اكتشاف سفينة الدفن في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي غيّر بشكل جذري فهم المؤرخين لحياة الأنغلوساكسونيين، ومكانتهم، وثقافتهم.