logo
#

أحدث الأخبار مع #Hall

الاتحاد الدولي لكرة السلة يحتفي بالأساطير في حفل تكريم المشاهير
الاتحاد الدولي لكرة السلة يحتفي بالأساطير في حفل تكريم المشاهير

أخبار الخليج

time١٧-٠٥-٢٠٢٥

  • رياضة
  • أخبار الخليج

الاتحاد الدولي لكرة السلة يحتفي بالأساطير في حفل تكريم المشاهير

احتضن‭ ‬مسرح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬أمس‭ ‬حفل‭ ‬تكريم‭ ‬مشاهير‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬العالمية‭ (‬ Hall ‭ ‬ of ‭ ‬ Fame ‭) ‬التابع‭ ‬للاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ (‬ FIBA ‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬الكونغرس‭ ‬النصف‭ ‬السنوي‭ ‬الذي‭ ‬تستضيفه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ويختتم‭ ‬اليوم‭ ‬الأحد‭. ‬وتمثل‭ ‬قاعة‭ ‬مشاهير‭ ‬‮«‬ FIBA ‮»‬‭ ‬منصة‭ ‬لتكريم‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬قدموا‭ ‬إسهامات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬سواء‭ ‬كلاعبين،‭ ‬مدربين،‭ ‬أو‭ ‬إداريين،‭ ‬وتُقام‭ ‬فعالياتها‭ ‬لتخليد‭ ‬إرث‭ ‬هؤلاء‭ ‬الرواد‭ ‬وتحفيز‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭.‬ وفي‭ ‬ليلة‭ ‬استثنائية،‭ ‬بحضور‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية،‭ ‬والسيد‭ ‬أسامة‭ ‬بن‭ ‬صالح‭ ‬العلوي‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬والشيخ‭ ‬سعود‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬ثاني‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬السلة،‭ ‬وسمو‭ ‬الأمير‭ ‬فهد‭ ‬بن‭ ‬جلوي‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬السعودية،‭ ‬والدكتور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عسكر،‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للرياضة،‭ ‬والسيد‭ ‬فارس‭ ‬مصطفى‭ ‬الكوهجي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجنة‭ ‬الأولمبية،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين،‭ ‬قام‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬بتكريم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تركت‭ ‬بصمة‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬اللعبة‭ ‬عالميا،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬النجم‭ ‬الإسباني‭ ‬باو‭ ‬غاسول،‭ ‬بطل‭ ‬دوري‭ ‬الـ NBA ‭ ‬مرتين،‭ ‬والمدرب‭ ‬الأسطوري‭ ‬الأمريكي‭ ‬مايك‭ ‬كرزيزوسكي،‭ ‬الحاصل‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬ذهبيات‭ ‬أولمبية‭ ‬كمدرب‭ ‬للمنتخب‭ ‬الأمريكي،‭ ‬واللاعبة‭ ‬البرتغالية‭ ‬تيتشا‭ ‬بينيشيرو،‭ ‬التي‭ ‬تصدرت‭ ‬قوائم‭ ‬التمريرات‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الـ WNBA ،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬لاعب‭ ‬الارتكاز‭ ‬الأسترالي‭ ‬أندرو‭ ‬بوغت،‭ ‬واللاعب‭ ‬الصربي‭ ‬راتكو‭ ‬رادوفانوفيتش،‭ ‬وأسطورة‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭ ‬ألفونس‭ ‬بيلي،‭ ‬واللاعبة‭ ‬الكوبية‭ ‬ليونور‭ ‬بوريل،‭ ‬وأخيرا‭ ‬اللاعبة‭ ‬الأمريكية‭ ‬داون‭ ‬ستالي‭ ‬التي‭ ‬رفعت‭ ‬علم‭ ‬بلادها‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬أولمبياد‭ ‬أثينا‭ ‬2004‭.‬ وقال‭ ‬السيد‭ ‬تي‭ ‬جاي‭ ‬بولوك‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬التطوير‭ ‬بالاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬إن‭ ‬حفل‭ ‬تكريم‭ ‬المشاهير‭ ‬لعام‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يشمل‭ ‬إقامة‭ ‬متحف‭ ‬خاص‭ ‬بمقتنيات‭ ‬ثمينة‭ ‬ونادرة‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬لعبة‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭. ‬وأضاف‭ ‬بولوك‭ ‬أن‭ ‬الترتيبات‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كانت‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬النسخ‭ ‬الماضية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬الحفل‭ ‬شهد‭ ‬أيضًا‭ ‬فقرات‭ ‬ترفيهية‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭.‬ ويُعد‭ ‬الحفل‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬محطات‭ ‬الكونغرس‭ ‬النصف‭ ‬السنوي‭ ‬الذي‭ ‬يشهد‭ ‬مشاركة‭ ‬وفود‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬180‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ويؤكد‭ ‬الدور‭ ‬المتنامي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬الكبرى،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬والرياضي‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬العالمية‭.‬ وأكد‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬أن‭ ‬استضافة‭ ‬البحرين‭ ‬لهذا‭ ‬الحفل‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬صرح‭ ‬ثقافي‭ ‬مثل‭ ‬مسرح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني،‭ ‬يضيف‭ ‬بُعدًا‭ ‬ثقافيًا‭ ‬وفنيًا‭ ‬راقيًا‭ ‬لفعاليات‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬العالمية،‭ ‬ويعكس‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬بتعزيز‭ ‬التكامل‭ ‬بين‭ ‬الثقافة‭ ‬والرياضة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭. ‬مؤكداً‭ ‬ترحيب‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كوجهة‭ ‬تحتضن‭ ‬الفعاليات‭ ‬الرياضية‭ ‬والفنية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى،‭ ‬بنجوم‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬وتكريمهم‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭.‬ من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬السيد‭ ‬علاء‭ ‬مُدارا‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬يمثل‭ ‬رسالة‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬الرياضيين‭ ‬الذين‭ ‬ألهموا‭ ‬الأجيال،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أصبحت‭ ‬وجهة‭ ‬مفضلة‭ ‬لاحتضان‭ ‬الفعاليات‭ ‬الدولية‭ ‬بفضل‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬المتطورة‭ ‬وتنظيمها‭ ‬العالمي‭.‬ واعتبر‭ ‬مُدارا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬مناسبة‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬إنجازات‭ ‬رياضية،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬التقدير‭ ‬الإنساني‭ ‬والرمزي‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬صنعوا‭ ‬المجد‭ ‬وتجاوزوا‭ ‬حدود‭ ‬الملاعب‭.‬ وأكد‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬بصمتها‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬البحرين‭ ‬يمنح‭ ‬اللاعبين‭ ‬المحليين‭ ‬الحافز‭ ‬للارتقاء‭ ‬بمستوياتهم،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحفل‭ ‬يُجسد‭ ‬الروح‭ ‬العالمية‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬وقيمها‭ ‬النبيلة‭ ‬في‭ ‬الإلهام‭ ‬والتفاني‭ ‬وبناء‭ ‬الجسور‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬ المكرمون‭ ‬في‭ ‬نسخة‭ ‬2025‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬تكريم‭ ‬المشاهير‭:‬ 1‭. ‬باو‭ ‬غاسول‭ (‬إسبانيا‭)‬ أحد‭ ‬أعمدة‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬العالمية،‭ ‬نال‭ ‬لقب‭ ‬الرابطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬المعروف‭ ‬بالدوري‭ ‬الأمريكي‭ ‬للمحترفين‭ (‬ NBA ‭) ‬مرتين‭ ‬مع‭ ‬لوس‭ ‬أنجلوس‭ ‬ليكرز،‭ ‬ومثّل‭ ‬منتخب‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬خمس‭ ‬دورات‭ ‬أولمبية‭. ‬يُعد‭ ‬غاسول‭ ‬الهدّاف‭ ‬التاريخي‭ ‬لبطولات‭ ‬أمم‭ ‬أوروبا‭ ‬‮»‬يورو‭ ‬باسكت‮«‬‭ ‬وواحدًا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬نقلت‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬الإسبانية‭ ‬إلى‭ ‬العالمية‭.‬ 2‭. ‬مايك‭ ‬كرزيزوسكي‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭)‬ المدرب‭ ‬الأسطوري‭ ‬المعروف‭ ‬بلقب‭ ‬‮»‬كوتش‭ ‬كيه‮«‬،‭ ‬قاد‭ ‬منتخب‭ ‬أمريكا‭ ‬لثلاث‭ ‬ذهبيات‭ ‬أولمبية،‭ ‬ودرب‭ ‬جامعة‭ ‬ديوك‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬حصد‭ ‬فيها‭ ‬خمسة‭ ‬ألقاب‭ ‬وطنية‭. ‬يُعتبر‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬المدربين‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬اللعبة‭.‬ 3‭. ‬تيتشا‭ ‬بينيشيرو‭ (‬البرتغال‭)‬ صاحبة‭ ‬الرقم‭ ‬القياسي‭ ‬في‭ ‬التمريرات‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الرابطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬للسيدات‭ ‬ WNBA ،‭ ‬وأحد‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬شغلوا‭ ‬مركز‭ ‬صناعة‭ ‬اللعب‭ ‬في‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬النسائية،‭ ‬إذ‭ ‬أدرج‭ ‬اسمها‭ ‬ضمن‭ ‬أفضل‭ ‬25‭ ‬لاعبة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدوري‭.‬ 4‭. ‬أندرو‭ ‬بوغت‭ (‬أستراليا‭)‬ نجم‭ ‬دوري‭ ‬الرابطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬ NBA ‭ ‬السابق،‭ ‬حاز‭ ‬لقب‭ ‬البطولة‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬غولدن‭ ‬ستايت‭ ‬ووريرز‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬دورات‭ ‬أولمبية‭ ‬مع‭ ‬منتخب‭ ‬بلاده،‭ ‬كما‭ ‬نال‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬لاعب‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬الأسترالي‭.‬ 5‭. ‬داون‭ ‬ستالي‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭)‬ قائدة‭ ‬منتخب‭ ‬أمريكا‭ ‬السابقة‭ ‬وصاحبة‭ ‬ثلاث‭ ‬ذهبيات‭ ‬أولمبية‭ ‬كلاعبة‭. ‬تميّزت‭ ‬بدورها‭ ‬القيادي‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الملعب،‭ ‬ورفعت‭ ‬علم‭ ‬بلادها‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬أولمبياد‭ ‬أثينا‭ ‬2004‭.‬ 6‭. ‬ألفونس‭ ‬بيلي‭ (‬كوت‭ ‬ديفوار‭)‬ رمز‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬قاد‭ ‬منتخب‭ ‬بلاده‭ ‬الى‭ ‬الفوز‭ ‬بلقب‭ ‬بطولة‭ ‬أمم‭ ‬إفريقيا‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬وكان‭ ‬لاحقًا‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المدربين‭ ‬في‭ ‬القارة‭.‬ 7‭. ‬راتكو‭ ‬رادوفانوفيتش‭ (‬يوغوسلافيا‭ ‬سابقًا‭)‬ أحد‭ ‬أعمدة‭ ‬منتخب‭ ‬يوغوسلافيا‭ ‬الذهبي،‭ ‬نال‭ ‬ذهبية‭ ‬أولمبياد‭ ‬موسكو‭ ‬1980،‭ ‬وكان‭ ‬ضمن‭ ‬الجيل‭ ‬الذي‭ ‬فاز‭ ‬بكأس‭ ‬العالم‭ ‬عام‭ ‬1978‭ ‬وحقق‭ ‬إنجازات‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬ 8‭. ‬ليونور‭ ‬بوريل‭ (‬كوبا‭)‬ بدأت‭ ‬مشوارها‭ ‬مع‭ ‬منتخب‭ ‬بلادها‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الـ16،‭ ‬وتألقت‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬بطولات‭ ‬كأس‭ ‬العالم،‭ ‬وحققت‭ ‬ذهبية‭ ‬الألعاب‭ ‬الأمريكية،‭ ‬واشتهرت‭ ‬بكونها‭ ‬هدافة‭ ‬مونديال‭ ‬1986‭.‬

بين الموج والتراث: بيئتنا البحرية مرآة للهوية المجتمعية والسياحية
بين الموج والتراث: بيئتنا البحرية مرآة للهوية المجتمعية والسياحية

أخبار الخليج

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • أخبار الخليج

بين الموج والتراث: بيئتنا البحرية مرآة للهوية المجتمعية والسياحية

إن‭ ‬البيئة‭ ‬البحرية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬امتداد‭ ‬جغرافي‭ ‬بين‭ ‬اليابسة‭ ‬والماء،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ثروة‭ ‬حضارية‭ ‬ووطنية،‭ ‬وهي‭ ‬أنظمة‭ ‬متكاملة‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬تنوع‭ ‬بيولوجي‭ ‬غني‭ ‬ومقومات‭ ‬طبيعية‭ ‬كــ«الشعب‭ ‬المرجانية‭ ‬والمستنقعات‭ ‬الساحلية،‭ ‬والخلجان‮»‬،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬ Lew ‭ (‬2014‭) & ‬ Hall ‭ ‬عن‭ ‬السياحة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية‭: ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬تضم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60 % ‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬مناطق‭ ‬شديدة‭ ‬الحساسية‭ ‬بيئيًا‭ ‬واجتماعيا‭. ‬وكذلك‭ ‬تعتبر‭ ‬السواحل‭ ‬خزانًا‭ ‬للتراث‭ ‬غير‭ ‬المادي‭ ‬من‭ ‬صناعة‭ ‬السفن‭ ‬التقليدية‭ ‬وفنون‭ ‬الصيد‭ ‬والأغاني‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬تندرج‭ ‬تحت‭ ‬‮«‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬اللامادي‮»‬‭ ‬بحسب‭ ‬تصنيف‭ ‬اليونسكو2003‭) _(‬ UNESCO ‭ ‬الذي‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬العادات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالبيئة‭ ‬والمجتمع‭ ‬والمهارات‭ ‬التي‭ ‬يمتلكها‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭.‬ وفي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ومنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أصبحت‭ ‬البيئات‭ ‬البحرية‭ ‬والساحلية‭ ‬وجهات‭ ‬سياحية‭ ‬مهمة‭ ‬نظرًا‭ ‬لارتباطها‭ ‬بالتراث‭ ‬البحري‭ ‬الفريد،‭ ‬الذي‭ ‬ارتبط‭ ‬بمهنة‭ ‬الغوص‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي،‭ ‬حيثُ‭ ‬شكلّ‭ ‬جزءًا‭ ‬مهمًا‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬اشتهرت‭ ‬بها‭ ‬المملكة‭. ‬وقد‭ ‬أوضحت‭ ‬دراسة‭ ‬تم‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬عينة‭ ‬الدراسة،‭ ‬وخاصة‭ ‬الوافدين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬يفضلون‭ ‬المواقع‭ ‬الساحلية‭ ‬بسبب‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬الحداثة‭ ‬والطابع‭ ‬التقليدي‭ ‬للأنشطة‭ ‬البحرية؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬سواحلنا‭ ‬تشكل‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالي‭ ‬أهم‭ ‬الخطوط‭ ‬الامامية‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬البيئية‭ ‬التي‭ ‬نخوضها‭ ‬ضد‭ ‬التهديدات‭ ‬البيئية‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحًا،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬التآكل‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬الشواطئ‭ ‬والسواحل‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستويات‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬بتقليص‭ ‬أجزاء‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬اليابسة‭ ‬للمناطق‭ ‬الساحلية،‭ ‬والتلوث‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الأنشطة‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬البحرية‭ ‬وموائلها‭. ‬إن‭ ‬المناطق‭ ‬الساحلية‭ ‬والشواطئ‭ ‬تواجه‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التهديدات‭ ‬في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬وإننا‭ ‬ندرك‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬صحة‭ ‬سواحلنا‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬اقتصادنا‭ ‬ومجتمعاتنا‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ؛‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬المشاريع‭ ‬السياحية‭ ‬الساحلية‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬شعورهم‭ ‬بالانتماء‭ ‬ويدعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المباشر‭ ‬للمشروعات،‭ ‬وهذا‭ ‬بدوره‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬صون‭ ‬الهوية‭ ‬المجتمعية‭.‬ وبين‭ ‬الموج‭ ‬والتراث‭ ‬تمتد‭ ‬سواحل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كأشرطة‭ ‬من‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬الحية‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬بجذور‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬حدود‭ ‬جغرافية‭ ‬أو‭ ‬وجهات‭ ‬سياحية،‭ ‬بل‭ ‬تشكل‭ ‬فضاءً‭ ‬ثقافيًا‭ ‬واجتماعيًا‭ ‬نابضًا‭ ‬بالحياة،‭ ‬حيث‭ ‬تتعانق‭ ‬فيه‭ ‬أصالة‭ ‬تراثنا‭ ‬الوطني‭ ‬مع‭ ‬حركات‭ ‬الأمواج‭ ‬في‭ ‬توليفة‭ ‬فريدة‭ ‬تظهر‭ ‬هوية‭ ‬المجتمعات‭ ‬الساحلية‭ ‬وتروي‭ ‬قصصها‭ ‬المتجذرة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬التاريخ‭. ‬ ان‭ ‬البيئات‭ ‬البحرية‭ ‬والساحلية‭ ‬اليوم‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬القضايا‭ ‬التنموية‭ ‬المستدامة،‭ ‬بوصفها‭ ‬موردًا‭ ‬طبيعيًا‭ ‬وثقافيًا‭ ‬حساسًا‭ ‬لا‭ ‬يحتمل‭ ‬التجاوز‭ ‬والتعدي‭ ‬عليها‭ ‬باعتبارها‭ ‬أهم‭ ‬المقدرات‭ ‬الوطنية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬متوازنة‭ ‬يتطلب‭ ‬ضرورة‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬الأبعاد‭ ‬والمرتكزات‭ ‬الرئيسية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭: ‬البيئية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬ومثالًا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬يمكننا‭ ‬تطوير‭ ‬مواقع‭ ‬سياحية‭ ‬ساحلية‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬تعليمية‭ ‬وثقافية،‭ ‬وترفيهية‭ ‬تحاكي‭ ‬التراث‭ ‬والواقع‭ ‬المحلي،‭ ‬وتُعرف‭ ‬السياح‭ ‬بالتراث‭ ‬البحري‭ ‬للمنطقة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بالبيئة‭ ‬الأصلية،‭ ‬وتكون‭ ‬إدارتها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي،‭ ‬وتسهم‭ ‬السواحل‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬أداة‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬البيئية‭ ‬وصيانتها‭ ‬والهوية‭ ‬المجتمعية‭.‬ لذا‭ ‬تعتبر‭ ‬السياحة‭ ‬الساحلية‭ ‬أحد‭ ‬أسرع‭ ‬الأنماط‭ ‬السياحية‭ ‬نموًا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬منظمة‭ ‬السياحة‭ ‬العالمية‭ (‬2022‭ -‬ UNWTO ‭ (‬،‭ ‬فإن‭ ‬80 % ‭ ‬من‭ ‬مجمل‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياحية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياحية‭ ‬العالمية‭ ‬يتم‭ ‬ممارستها‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬الساحلية‭. ‬ويرجع‭ ‬السبب‭ ‬لعدة‭ ‬عوامل‭ ‬أبرزها‭: ‬المناظر‭ ‬الطبيعية،‭ ‬والمناخ‭ ‬المعتدل،‭ ‬وتنوع‭ ‬الأنشطة‭ ‬البحرية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والمهن‭ ‬القديمة،‭ ‬كـ‮«‬الغوص،‭ ‬وصيد‭ ‬الأسماك‭ ‬واستخراج‭ ‬اللؤلؤ‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬تطور‭ ‬مفاهيم‭ ‬السياحة‭ ‬والبيئة،‭ ‬بدأت‭ ‬السواحل‭ ‬تُشكّل‭ ‬مجالًا‭ ‬حيويًا‭ ‬للتنمية‭ ‬السياحية‭ ‬المستدامة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬المرتكزات‭ ‬الأساسية‭ ‬بأبعادها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والبيئية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وأي‭ ‬تنمية‭ ‬تلغي‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬المرتكزات‭ ‬فإنها‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬مستدامة،‭ ‬وما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬السياحية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التوظيف‭ ‬الأمثل‭ ‬للبيئات‭ ‬البحرية‭ ‬والساحلية،‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬الأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬البعد‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والبيئي‭ ‬باعتبار‭ ‬هذه‭ ‬السواحل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬البيئات‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬بالحياة‭ ‬البشرية‭ ‬منذ‭ ‬العصور‭ ‬القديمة‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬مصدرًا‭ ‬للرزق،‭ ‬والتفاعل‭ ‬الثقافي‭ ‬الواسع‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والطبيعة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الثقافية‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الساحلية‭ ‬ويصون‭ ‬إرثها‭ ‬التاريخي‭ ‬والحضاري‭.‬ إن‭ ‬أحد‭ ‬الجوانب‭ ‬الأساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬التحركات‭ ‬النيابية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬فقد‭ ‬أثبت‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬الكتلة‭ ‬النيابية‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬وعيًا‭ ‬جماعيًا‭ ‬بأهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬السواحل‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية؛‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬البحرين‭ ‬تحركات‭ ‬نيابية‭ ‬نشطة‭ ‬لضمان‭ ‬عدم‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السواحل،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬المجتمعية‭ ‬قد‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬السكان‭ ‬المحليين،‭ ‬ومن‭ ‬أحد‭ ‬هذه‭ ‬النماذج‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬أهمية‭ ‬السواحل،‭ ‬هو‭ ‬ساحل‭ ‬المالكية،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬الأمثلة‭ ‬على‭ ‬الصلة‭ ‬العميقة‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬والبحر،‭ ‬لما‭ ‬لهذه‭ ‬المعالم‭ ‬المهمة‭ ‬من‭ ‬أدوار‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬سابقًا‭ ‬مصدر‭ ‬رزق‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال،‭ ‬وفي‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التغيرات‭ ‬الحديثة‭ ‬والتطورات‭ ‬العمرانية،‭ ‬باتت‭ ‬هذه‭ ‬السواحل‭ ‬والبيئات‭ ‬البحرية‭ ‬معرضة‭ ‬لخطر‭ ‬التعديات‭ ‬البشرية،‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬التنمية‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬البيئة‭. ‬ وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬يمكن‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروعات‭ ‬سياحية‭ ‬بيئية‭ ‬تخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬للمجتمعات‭ ‬المحلية،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬والدخل‭ ‬للأفراد،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بالمكونات‭ ‬البيئية‭ ‬والتاريخية‭ ‬لهذه‭ ‬السواحل‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬شاهدًا‭ ‬حيًا‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬العميق‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والبيئة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬السواحل‭ ‬كانت‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬محطات‭ ‬للتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬والتواصل‭ ‬الحضاري،‭ ‬وقد‭ ‬امتزجت‭ ‬فيها‭ ‬المهن‭ ‬البحرية‭ ‬كالغوص‭ ‬وصيد‭ ‬الأسماك‭ ‬بصور‭ ‬التعبير‭ ‬الفني‭ ‬والتراث‭ ‬الشعبي،‭ ‬لتُكوّن‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬تراثًا‭ ‬معيشيًا‭ ‬يعكس‭ ‬طابعًا‭ ‬اجتماعيًا‭ ‬بحرينيًا‭ ‬متمايزًا‭.‬ واليوم،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التحولات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬اغلبية‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬تبرز‭ ‬السواحل‭ ‬كـ«أداة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لأحداث‭ ‬التنمية‭ ‬السياحية‮»‬،‭ ‬لما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬مرتكزات‭ ‬طبيعية‭ ‬وثقافية‭ ‬مهمة‭ ‬تجعل‭ ‬منها‭ ‬واجهة‭ ‬للسياحية‭ ‬جاذبة‭ ‬لمختلف‭ ‬الزوار‭. ‬فالاستثمار‭ ‬السياحي‭ ‬في‭ ‬السواحل‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬المنشآت‭ ‬الترفيهية‭ ‬والفنادق،‭ ‬بل‭ ‬يتعداه‭ ‬إلى‭ ‬إحياء‭ ‬الموروث‭ ‬الشعبي‭ ‬وتعزيز‭ ‬الممارسات‭ ‬الثقافية‭ ‬المحلية،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬الهوية‭ ‬المجتمعية‭ ‬لدى‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة،‭ ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬الساحلية‭ ‬بأساليب‭ ‬مستدامة‭ ‬يتيح‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬متنوعة،‭ ‬ويعزز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المحلي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التفريط‭ ‬بالموروث‭ ‬الثقافي‭ ‬أو‭ ‬الإضرار‭ ‬بالبيئة‭ ‬البحرية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬الرؤية‭ ‬المتكاملة‭ ‬التي‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬متطلبات‭ ‬التنمية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأصالة‭ ‬تشكّل‭ ‬الطريق‭ ‬الأمثل‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬البيئات‭ ‬البحرية‭ ‬كمرآة‭ ‬للهوية‭ ‬ومورد‭ ‬دائم‭ ‬للتنمية‭.‬ وختامًا‭: ‬إن‭ ‬البيئات‭ ‬البحرية‭ ‬والساحلية‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬فضاءات‭ ‬للترفيه،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬ذاكرة‭ ‬حية‭ ‬تعكس‭ ‬عمق‭ ‬المجتمعات‭ ‬الساحلية‭ ‬وتاريخها‭. ‬والاستثمار‭ ‬فيها‭ ‬سياحيًا‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬استثمار‭ ‬اقتصادي،‭ ‬بل‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬والهوية‭ ‬والمستقبل‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬مبادئ‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬البيئات‭ ‬المهمة‭ ‬أداة‭ ‬حضارية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الموج‭ ‬والتراث،‭ ‬وتبني‭ ‬جسورًا‭ ‬بين‭ ‬الأجيال‭. ‬فالموج‭ ‬لا‭ ‬يتوقف،‭ ‬والتراث‭ ‬لا‭ ‬يُنسى،‭ ‬وبينهما‭ ‬تولد‭ ‬إمكانات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬لصياغة‭ ‬مستقبل‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الجذور‭ ‬وينفتح‭ ‬على‭ ‬آفاق‭ ‬أوسع‭.‬

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store