منذ 11 ساعات
«النكبة تعود بوجه جديد».. خيام الفلسطينيين VS ملاجئ الإسرائيليين
عندما اندلعت الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، لم تترك إسرائيل بابًا للدمار إلا وطرقته، ولا سبيلًا للعنف إلا وسلكته، النار التهمت البيوت، والقنابل مزقت الأجساد، والتهجير لم يكن خيارًا بل فرضًا على شعب لا يعرف إلا التمسك بالأرض والعرض والكرامة.
فمن القتل المتعمد إلى الحرق حيًا، سادت عربدة إسرائيلية في غزة، لكن ما بين أكتوبر 2023 ويونيو2025، دار الزمن دورته، وكأن مشهد النكبة عاد، لكن هذه المرة في الاتجاه الصحيح، فقد أطلقت إيران عمليتها العسكرية «الوعد الصادق 3»، لتهطل الصواريخ على تل أبيب، كما أطلقها الاحتلال الإسرائيلي من قبل على غزة.
The situation at the Haifa oil refinery
— IRNA News Agency (@IrnaEnglish) June 16، 2025
ووسط صفارات الإنذار والأنقاض المدمرة، ركض الإسرائيليون باحثين عن مهرب، عن أي وجهة تنقذهم من صواريخ إيران، لحظة واحدة كشفت كل شيء؛ لا انتماء ولا جذور، مجرد خائفين يركضون كـ«لاجئين بلا هوية».
نتيجة اخطاء السياسين وتهورهم اصبح معظم احياء البلد ركام وانقاض، وضحايا بالعشرات فندق مكتض بالنزلاء البعض تفحم
— مايسه الرومي יהודי תימן (@Misa_Roumi) June 15، 2025
الإسرائيليين المستوطنين بأراضي دولة فلسطين العربية المحتلة
ووضعهم بالملاجئ مع كلابهم والبزى والحفاظات بدون شي
بدون كراسي واسره متلاصقين ،
الحمدلله ما معنى ملاجئ ولا نحبها ،
فقط نحب أن كون بمقدمة الم،.،ج،.ا،،دين
وندعوا الله سبحانه وتعالى بفحتح مبين ☝🏻
— الــعـزّيــ مَـحٌـمَدِسَــبَـنَـهـ (@QQCQO) June 16، 2025
ولعت بينهم البين 🔥🔥 معارك وفوضى وزحام وسباق على الملاجىء وهناك إصابات واستدعاء تدخل الامن 😂😂 المستوطنين الإسرائيليين يبيتون في الملاجئ وداخل محطات المترو والقطارات خشية الهجمات الإيرانية
— أنيس منصور (@anesmansory) June 18، 2025
صور الدمار في إسرائيل نتيجة الصواريخ الإيرانية
صور الدمار في إسرائيل نتيجة الصواريخ الإيرانية
وفي مشهد رصدته صحيفة «المصري اليوم»، بدا الانهيار النفسي والمعنوي في وجوه الإسرائيليين واضحًا، وهم يحملون ما تبقى من متاع فوق أنقاض بيوتهم المدمرة، كما فعل الفلسطيني قبلهم، لكن بفارق عظيم، فإن الفلسطيني لم يغادر أرضه رغم الدمار، أما الإسرائيلي فهرب منها رغم وجود الملاجئ.
وتوثيقًا لذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، عن رحلات هروب جماعي سرًا، يقوم بها آلاف الإسرائيليين عبر يخوت وسفن من العديد من الموانئ، الموجودة في هرتسليا، وأسدود، وحيفا، ونتانيا، وغيرها إلى قبرص، حيث أن هذه العمليات كلفتهم آلاف الدولارات.
« #إسرائيليون «يقفون على أنقـاض منازلهم في تل أبيب، بينما يحاول بعضهم انتشال ما تبقى من أمتعتهم، بعد الدمــار الذي خلفته الصــواريخ الإيــرانية. #طوفان_الأقصى #قطاع_غزة #الضفة_الغربية #طهران
— وكالة قدس برس (@qudspressagency) June 18، 2025
إنه مشهد يعكس الفارق الجوهري بين شعب متمسك بتراب وطنه، رغم ما يواجهه من موت ودمار (الفلسطينيين)، وبين مستوطن جاء من خلف البحار واهتز كيانه أمام أول موجة صواريخ.
في غزة، تشبث الفلسطينيون بمنازلهم حتى بعد أن تحولت إلى ركام، قسموا أن يسقوا ترابها بدمائهم، وأن تبقى الجذور في الأرض، أما في تل أبيب، فقد شاهدنا العكس، هرولة جماعية إلى المطارات والملاجئ، نظرات مذعورة، وحقائب لا تكفي لحمل كل ما تركوه خلفهم، وكأنهم لم يكونوا يومًا أهلًا لهذا المكان.
الإسرائيليون يركضون إلى الملاجئ
الإسرائيليون يركضون إلى الملاجئ
وفي واقع تقشعر له الأبدان، يؤدي الفلسطينيون صلاتهم وسط أنقاض منازلهم المدمرة، غير مبالين بالصواريخ الإسرائيلية، ولا متنازلين عن أرضهم، ثابتون رغم الجراح، ورافضون التهجير كما رفضوا من قبل الخضوع.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، ما دمرته إسرائيل في غزة من منازل، دمرته صواريخ إيران في عمق تل أبيب، قد يكون تبادل غير متكافئ في الخسائر، لكن العدالة التاريخية لا تقاس بالعدد بل بالمعنى.
الدمار الذي الحقته الصواريخ الإيرانية بأحد أبراج إسرائيل
الدمار الذي الحقه الاحتلال بغزة
الدمار الذي الحقته الصواريخ الإيرانية بإسرائيل
وكانت الفجيعة الكبرى هو المشهد الحقيقي بين فلسطينيين ينامون في الخيام وعلى ركام بيوتهم المدمرة، وإسرائيليين يصرخون في ملجأ تحت الأرض، يكمن الفارق بين الشجاعة والذعر، بين صاحب الأرض والمحتل العابر.
الفلسطينيون على أرضهم رغم الحصار الإسرائيلي
هروب الصهاينة إلى الملاجئ خوفا من القصف الإيراني القوي عليهم هذه حالهم عساهم لا يصبحون
— FatimaAlmazidi (@almazidi_fatima) June 15، 2025
وفي لقطة أخرى، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، صورة لحفرة يعمق 4 أمتار في موقع الهجوم الصاروخي الإيراني على موقف حافلات بإسرائيل.
حفرة بعمق 4 أمتار بموقف حافلات بإسرائيل نتيجة صاروخ إيراني
وتشبه هذه اللقطة تمامًا ما فعلته إسرائيل في غزة، وفقًا لما وثقته وسائل إعلام فلسطينية.
حفرة بقطاع غزة نتيجة صاروخ إسرائيلي
إلى ذلك، يبدو أن إسرائيل تواجه أزمة في حماية مواطنيها خلال تلك الحرب، حيث كشف تقرير لصحيفة «معاريف»، الإسرائيلية، أن تل أبيب تركت كبار السن درعًا بشريًا وهدفًا للصواريخ الإيرانية، دون حماية.
وفي مشهد آخر، وبعد 25 عامًا تقريبًا من اختباء الطفل الفلسطيني، محمد الدرة، بين ذراعي والده وسط نيران الاحتلال الإسرائيلي، يصرخ من الخوف بينما يحاول الأب أن يحميه بجسده الضعيف، عاد التاريخ ليعرض مشهدٍ يبدو استخرج من رحم الذاكرة، لرجلٍ إسرائيلي يحتضن طفله محاولًا حمايته من وابل الهجمات الإيرانية الأخيرة.
الدرة
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالصورة، لكن لم تثير تعاطفًا بقدر ما استدعت ذكرى محمد الدرة، وأيقظت لدى كثيرين شعورًا بالعدل، فبين الصورتين القديمة والجديدة، تشابهت الملامح والوجع، لكن اختلفت الرؤية.