أحدث الأخبار مع #Mate60


المدينة
٠٦-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- المدينة
القرن الصيني!!
تقاتَلَ النَّاس تاريخيًّا فيما بينهم من أجل قضيَّة أو أُخْرى، كانت الحروب في الماضي تندلع على الغذاء والملجأ، وبمرور الزَّمن أصبحت تندلع بسبب المعتقدات والأديان، وحاليًّا تدور رحى الحروب على التفوُّق الاقتصاديِّ والتطوُّرِ المعرفيِّ.لقد أدركت الصينُ أنَّ التطوُّر المعرفيَّ هو الذي قاد أمريكا إلى الصدارة العالميَّة، وأنَّ المعادلة التي تحكم فلسفة العصر الحديث هي أنَّ مَن ملك العلم والمعرفة، سوف يملك العالم.فالقرن الصيني يشير إلى أنَّ القرن الحادي والعشرين، قد تهيمن عليه الصينُ من الناحية الجغرافيَّة والاقتصاديَّة أو الجيوسياسيَّة، على غرار مصطلحات القرن الأمريكيِّ، الذي يشير إلى القرن العشرين، والقرون البريطانيَّة التي تشير إلى القرنين الثامن والتاسع عشر.في صددِ هذا أقتبسُ مقالةً للكاتب الأمريكي توماس فرديمان بعنوان «رأيتُ المستقبل للتوِّ... لم يكن في أمريكا»، أترككم معها بدون تعليق:كان لديَّ خيارٌ قبل أيام في شنغهاي: أيّ أرضٍ للغد سأزور؟ هل أزورُ أرض الغد المزيَّفة، المصمَّمة أمريكيًّا، في ديزني لاند شنغهاي، أم أزور أرض الغد الحقيقيَّة، مركز الأبحاث الجديد الضخم، الذي تبلغ مساحته حوالى 225 ملعبَ كرةِ قدمٍ، والذي بنته شركة التكنولوجيا الصينيَّة العملاقة هواوي؟ ذهبتُ إلى مقر هواوي.كان الأمرُ آسرًا ومثيرًا للإعجاب، ولكنَّه في النهاية كان مُقلقًا للغاية، إذ كان تأكيدًا واضحًا لما أخبرني به رجلُ أعمال أمريكي، عمل في الصين لعقود في بكين. قال: «كان هناك وقتٌ كان النَّاس فيه يأتون إلى أمريكا لرؤية المستقبل.. والآن يأتون إلى هنا».لم أرَ شيئًا كهذا المقر لشركة هواوي من قبل. بُني فيما يزيد قليلًا عن ثلاث سنوات، ويتألَّف من 104 مبانٍ مصمَّمةٍ بشكلٍ فرديٍّ، ذات حدائق مشذَّبة، متَّصلة بقطار أحادي يشبه قطار ديزني، ويضم مختبراتٍ تتَّسع لما يصل إلى 35 ألف عالم ومهندس وعامل، ويوفِّر 100 مقهى، بالإضافة إلى مراكز لياقة بدنيَّة وامتيازات أُخْرى مُصمَّمة لجذب أفضل التقنيِّين الصينيِّين والأجانب.يمثل مقر البحث والتطوير في بحيرة ليان كيو في الأساس، رد هواوي على محاولة الولايات المتحدة خنقها حتى الموت، بدءاً من عام 2019 من خلال تقييد تصدير التكنولوجيا الأمريكية، بما في ذلك أشباه الموصلات، إلى هواوي، وسط مخاوف تتعلق بالأمن القومي.ألحقَ الحظرُ خسائرَ فادحةً بهواوي، ولكن بمساعدة الحكومة الصينيَّة، سعت الشركة إلى ابتكار طرق جديدة للتغلُّب علينا. وكما ذكرت صحيفة مايل للأعمال الكوريَّة الجنوبيَّة العام الماضي، فقد نجحت في ذلك بالفعل: «فاجأت هواوي العالم بطرح سلسلة هواتف «Mate 60»، وهي هاتف ذكي مزوَّد بأشباه موصِّلات متطوِّرة، العام الماضي على الرغم من العقوبات الأمريكيَّة». وتبعتها هواوي بأوَّل هاتف ذكي قابل للطيِّ ثلاث مرَّات في العالم، وكشفت عن نظام تشغيلها الخاص للهواتف المحمولة، هونغ مين (هارموني)؛ لمنافسة نظامَي آبل، وجوجل.كما اتَّجهت الشركة إلى ابتكار تقنية الذكاء الاصطناعيِّ لكل شيء، بدءًا من السيَّارات الكهربائيَّة، والسيَّارات ذاتيَّة القيادة، وحتى معدَّات التعدين ذاتيَّة القيادة التي يمكنها استبدال عمال المناجم. وصرح مسؤولو هواوي بأنَّه في عام 2024 وحده، قامت بتركيب 100,000 شاحن سريع في جميع أنحاء الصين لسيَّاراتها الكهربائيَّة. على النقيض من ذلك، خصص الكونجرس الأمريكي في عام 2021 مبلغ 7.5 مليارات دولار لشبكة محطات شحن، ولكن حتى نوفمبر، لم يكن لدى هذه الشبكة سوى 214 شاحنًا عاملًا في 12 ولاية.إنَّه لأمرٌ مُخيفٌ حقًا مشاهدة هذا عن قُرب.يُركز الرئيس ترامب على الفرق التي يُمكن للرياضيِّين الأمريكيِّين المتحوِّلين جنسيًّا التسابق فيها، وتُركِّز الصين على تحويل مصانعها باستخدام الذكاء الاصطناعيِّ لتتفوَّق على جميع مصانعنا.تتمثَّل إستراتيجيَّة ترامب «يوم التحرير» في مضاعفة الرسوم الجمركيَّة، مع تدمير مؤسساتنا العلميَّة الوطنيَّة وقوانا العاملة التي تُحفِّز الابتكار الأمريكيِّ. تتمثَّل إستراتيجيَّة التحرير الصينيَّة في فتح المزيد من الجامعات البحثيَّة، ومضاعفة الابتكار المُحرِّك بالذكاء الاصطناعيِّ؛ للتحرُّر بشكلٍ دائمٍ من رسوم ترامب الجمركيَّة.انتهى الاقتباس


الجزيرة
٠٣-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- الجزيرة
توماس فريدمان: رأيت المستقبل للتو لكن ليس في أميركا
قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إنه رأى بأم عينيه المستقبل ماثلا أمامه أثناء زيارته لما يصفها بأرض الغد في شنغهاي الصينية، وهي لا تشبه أرض الغد "المزيفة" المصممة على الطراز الأميركي التي بنتها شركة والت ديزني في المدينة نفسها. وفي مقاله، يتأمل فريدمان المشهد التكنولوجي المتغير والتأثير المتزايد للصين، لا سيما من خلال شركات مثل هواوي، ويقارن زيارته لمجمع هواوي البحثي المثير للإعجاب في شنغهاي مع تراجع الريادة التكنولوجية للولايات المتحدة، مؤكدًا أن تركيز الصين على الذكاء الاصطناعي والابتكار والتصنيع يتفوق على الولايات المتحدة. ويستطرد قائلا إنه لم يسبق أن رأى شبيها لمركز الأبحاث والتطوير الذي أكملته شركة هواوي تكنولوجيز في 3 سنوات ونيف على مساحة 1.6 مليون متر مربع ويتكون من 104 مبانٍ كل مبنى منها مصمم بطريقة مختلفة تتخللها مروج خضراء مشذبة بعناية، ويربط بينها قطار كهربائي أحادي السكة، كما يضم في جنباته أيضا مختبرات تستوعب نحو 35 ألف عالم ومهندس وعامل، بالإضافة إلى 100 مقهى ومراكز للياقة البدنية وغيرها من المرافق المصممة لجذب أفضل التقنيين الصينيين والأجانب. وكتب فريدمان في عموده الأسبوعي بصحيفة نيويورك تايمز أن المركز الجديد يأتي ردا من شركة هواوي على محاولات للولايات المتحدة، بدءا من عام 2019، خنقها حتى الموت من خلال القيود التي فرضتها على تصدير التكنولوجيا الأميركية، بما في ذلك أشباه الموصلات بذريعة حماية الأمن القومي. وقد ألحق الحظر -وفق المقال- خسائر فادحة لدى هواوي. ولكن بمساعدة الحكومة الصينية، سعت الشركة إلى ابتكار طريقها للتغلب على ذلك، فقد حققت تقدمًا كبيرًا، مثل إنتاج أشباه الموصلات المتقدمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يُظهر تزايد اعتماد الصين على الذات بل وتفوقها التكنولوجي على أميركا. وأشار الكاتب -نقلا عن صحيفة "مايل بيزنس" الكورية الجنوبية العام الماضي- إلى أن هواوي فاجأت العالم بطرح سلسلة "ميت 60" (Mate 60) وهو هاتف ذكي مزود بأشباه موصلات متطورة على الرغم من العقوبات الأميركية، واتبعت ذلك بأول هاتف ذكي ثلاثي الطي في العالم، كما كشفت عن نظام تشغيل الهاتف المحمول الخاص بها "هونغ منغ" (ومعناه الانسجام) لمنافسة نظامي آبل وغوغل. وفضلا عن ذلك، دخلت هواوي في مجال ابتكار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لكل شيء بدءاً من السيارات الكهربائية والسيارات ذاتية القيادة، وحتى معدات التعدين ذاتية القيادة التي يمكن أن تحل محل عمال المناجم من البشر. ونقل فريدمان عن مسؤولين في هواوي قولهم إن شركتهم قامت عام 2024 وحده بتركيب 100 ألف شاحن سريع في جميع أنحاء الصين لسياراتها الكهربائية، وعلى النقيض من ذلك -كما يقول الكاتب- خصص الكونغرس الأميركي عام 2021 مبلغ 7.5 مليارات دولار لشبكة من محطات الشحن، ولكن حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لم يكن لدى هذه الشبكة سوى 214 شاحنا عاملا في 12 ولاية. ووصف ما شاهده عن كثب في شنغهاي بأنه أمر مخيف للغاية، ففي حين تمضي الصين قدما في جعل مصانعها تستخدم الذكاء الاصطناعي حتى تتمكن من التفوق على جميع الصناعات الأميركية، يركز الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الفرق التي يمكن أن يُسمح للرياضيين الأميركيين المتحولين جنسيا الانضمام إليها. ومضى فريدمان في سخرية لاذعة قائلا إن إستراتيجية ترامب المسماة 'يوم التحرير" تقوم على مضاعفة الرسوم الجمركية على الواردات، والقضاء على المؤسسات العلمية الوطنية والقوى العاملة التي تحفز الابتكار، أما إستراتيجية التحرير الصينية فتتمثل في فتح المزيد من الجامعات البحثية ومضاعفة الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي للتحرر بشكل دائم من تعريفات ترامب. وأضاف أن رسالة الصين إلى الولايات المتحدة "نحن لسنا خائفين منكم. وأنتم لستم كما تحسبون أنفسكم، ونحن لسنا كما تظنون". وبدا فريدمان وكأنه يرفع الراية البيضاء في التنافس بين الولايات المتحدة والصين، حيث أقر أن لدى الاثنين نقاط ضعف وقوة، بأن كلا البلدين بحاجة إلى تجاوز الحروب التجارية والسعي بدلاً من ذلك إلى نهج أكثر تعاونًا، والاستفادة من رأس المال والتكنولوجيا الصينيين لإعادة بناء التصنيع الأميركي. ويعتقد الكاتب أن مستقبل التجارة والابتكار العالميين يكمن في الترابط السليم بين الولايات المتحدة والصين، حيث يمكن لكليهما أن يزدهرا معًا أو أن يخاطرا بالتفكك نتيجة تمسكهما بديناميكيات تنافسية غير سليمة، ليختتم مقاله بالتأكيد على أهمية إعادة بناء الثقة والتعاون بين البلدين لتجنب الركود الاقتصادي.