#أحدث الأخبار مع #MonPereالديارمنذ 2 أيامترفيهالديارالليسيه الفني في جبيل: بين الإرث والتجديد.. مسيرة بناء الأجيال اللبنانيةاشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب - تونيا الخوري - من جبيل، المدينة التي شهدت البدايات، إلى العالم، ثم عودة محمّلة برؤية وتجربة... في ظلّ التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان، يبقى التعليم المهني والفني من الركائز الأساسية لبناء مستقبل مستدام للشباب. وفي هذا السياق، يقف "الليسيه الفني في جبيل" نموذجًا حيًا للنجاح والإصرار على تطوير مهارات الأجيال الجديدة وربطها بسوق العمل، من خلال رؤية متجددة تجمع بين الخبرة الدولية والاهتمام الاجتماعي. ويروي تياري أبي صعب، مدير الليسيه الفني في جبيل، في حديثه لـ"الديار"، قصة مؤسسة تربوية بدأت بحلم فردي، وتحولت إلى مشروع مهني–اجتماعي متكامل، يطمح إلى إعادة الاعتبار للتعليم الفني في لبنان، وربطه بسوق العمل المحلي والدولي، قائلاً إنه "تم إنشاء الليسيه الفني في جبيل عام 1960 على يد والدي، إدمون أبي صعب، وكان أول مؤسسة فنية من نوعها في لبنان آنذاك". وأشار إلى أننا "بدأنا بخطى متواضعة: عشرة طلاب، ثم عشرين، فثلاثين، وصولاً إلى خمسين. وعندما اندلعت الحرب، غادرنا البلاد، وتولى عمايّ إدارة الليسيه. أما أنا، فقد عدت منذ نحو 17 عاماً لأكمل هذه الرسالة". وتابع أن "اليوم، يضم الليسيه قرابة 200 طالب، ويقدّم برامج تعليمية متنوعة"، موضحاً أننا "بدأنا بتعليم الكهرباء الصناعية والميكانيك، واليوم أضفنا الفندقية، والمطاعم، والطهي وسنفتتح في أيلول اختصاصات جديدة مثل التمريض، التدريب الرياضي، الموسيقى، والتواصل". وإزاء النظرة النمطية السائدة تجاه التعليم المهني في لبنان، أشار أبي صعب إلى أن "الصورة النمطية لهذا القطاع بدأت تتغير في أوروبا، حيث باتت المهن اليدوية مطلوبة بشدة. آمل أن تتغير الذهنيات هنا أيضاً". تياري أبي صعب، الذي يحمل شهادة في الفندقية وعمل في أستراليا، سويسرا وفرنسا، وغيرها، عاد إلى لبنان ليؤسس مشروعاً مكمّلاً للمؤسسة التعليمية: فندق صغير في جبيل يُدعى "Mon Pere" "فندق والدي"، يضم 17 غرفة، ويُستخدم كمرفق سياحي صيفي، وكمنشأة تدريب عملي لطلاب الليسيه شتاءً. وكشف أبي صعب أننا "نعمل على مشروع لتحويل الفندق إلى فندق تطبيقي تعليمي، وهو نموذج غير موجود حالياً في لبنان. فقد زرت مؤسسات مماثلة في باريس وأعمل حالياً على شراكات مع مدارس أوروبية لتطبيق هذا النموذج هنا". وأضاف أن "الفكرة أن يتعلّم الطالب النظريات داخل الصف، ويطبّقوها مباشرةً في الفندق، من الاستقبال إلى خدمة الغرف وتحضير الطعام. وسنفتح مطعمًا تدريبيًا بأسعار مدروسة، وهذا من شأنه تعزيز فرص التوظيف". وفي خطوة لافتة، يعمل الليسيه على توفير تدريبات مهنية خارجية لطلابه، فصرّح أبي صعب أننا "نختار المتفوقين أكاديمياً ومهنياً، ونسعى إلى تأمين تدريبات لهم في مطاعم كبرى في فرنسا، فأحد طلابنا الإيفواري الأصل يستعد لتدريب مدفوع في ليون". ولدى سؤاله عن سبب تسمية دفعة العام الحالي بـ "Œuvre d'Orient"، أوضح أبي صعب أنها "مؤسسة فرنسية - كاثوليكية، وتتميّز بأنها تعمل بجدية لصالح جميع الفئات التي تعاني من ظروف صعبة، سواء على صعيد الصحة أو التعليم – وهما المجالان الأساسيان اللذان تركز عليهما. هذه المؤسسة موجودة منذ زمن طويل، ولها تاريخ ممتد في الدعم والمساندة، وبدأت شراكتنا معها بدأت منذ عامين، وقدموا لنا دعماً أساسياً على عدة مستويات، أبرزها تركيب 50 لوحاً شمسياً مع بطاريات. باتت المدرسة مستقلة طاقوياً بنسبة 99%، فهذه الخطوة بيئية أيضًا، ما يعني أننا نحقق هدفين معًا: إنتاج الكهرباء، وإنتاج طاقة نظيفة مستدامة. وهذا أمر مهم جدًا بالنسبة لي، فأنا شخص ملتزم بالقضايا البيئية، وقد أثار هذا المشروع إعجابي فعلًا وأشعرني بالرضى". وتابع أبي صعب بأن ""Œuvre d'Orient" ساهمت في ترميم سكن الطلاب وتجهيزه لاستقبال التلاميذ القادمين من مناطق بعيدة، والذين تعجز عائلاتهم عن دفع تكاليف السكن". وأضاف أن "لدينا سبع غرف مخصصة للطلاب مع مرفقات، قادرة على استيعاب حتى 12 طالباً من ذوي الدخل المحدود"، مؤكّداً على أننا "نولي هذه المهمة الاجتماعية أهمية كبرى، جنبًا إلى جنب مع جودة التعليم والتميّز المهني. فمهما تطورت جودة التعليم أو المهارات المهنية التي نوفّرها، تبقى الوظيفة الاجتماعية للمعهد أولوية لا نتنازل عنها" مشيراً أن "لدينا بالطبع قسم خاص، لكننا نتمسك في الوقت نفسه بهذا القسم الاجتماعي الذي يتيح لنا دعم العائلات المحتاجة، كما قمنا بتحسين العديد من التجهيزات، ونعمل أيضًا على تطوير مطبخ السكن الطلابي". وأردف أن "مدير المؤسسة في لبنان – سوريا والأردن فانسان جيلو، حضر حفل تخرّج دفعة 2025، إلى جانب عدد من أعضاء الفريق، ووجهنا لهم الدعوة تكريمًا لدعمهم ووقوفهم إلى جانبنا". وختم أبي صعب أن "المسيرة مستمرة، وأنا شخص إيجابي بطبعي، وأحافظ على المسار الذي رسمته للنهوض بهذه المؤسسة المهنية، وأبحث دائماً عن الدعم لضمان مستقبل مهني أفضل لشباب لبنان". ويُشار إلى أن جيلو، كان من بين المتحدثين الرسميين خلال حفل تخرّج دفعة 2025. وقد أعرب في كلمته عن امتنانه لمدير المدرسة، تياري أبي صعب، على شرف تسمية دفعة هذا العام باسم المؤسسة، في سابقة تُسجَّل للمرة الأولى. كما أثنى على التزام إدارة الليسيه الاستثنائي تجاه طلابها، مشيرًا إلى مدى حظ هؤلاء التلامذة بأن يكونوا جزءًا من مدرسة يقودها فريق يتمتّع بهذا القدر من الشغف والحرص على نجاحهم الأكاديمي والمهني.
الديارمنذ 2 أيامترفيهالديارالليسيه الفني في جبيل: بين الإرث والتجديد.. مسيرة بناء الأجيال اللبنانيةاشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب - تونيا الخوري - من جبيل، المدينة التي شهدت البدايات، إلى العالم، ثم عودة محمّلة برؤية وتجربة... في ظلّ التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها لبنان، يبقى التعليم المهني والفني من الركائز الأساسية لبناء مستقبل مستدام للشباب. وفي هذا السياق، يقف "الليسيه الفني في جبيل" نموذجًا حيًا للنجاح والإصرار على تطوير مهارات الأجيال الجديدة وربطها بسوق العمل، من خلال رؤية متجددة تجمع بين الخبرة الدولية والاهتمام الاجتماعي. ويروي تياري أبي صعب، مدير الليسيه الفني في جبيل، في حديثه لـ"الديار"، قصة مؤسسة تربوية بدأت بحلم فردي، وتحولت إلى مشروع مهني–اجتماعي متكامل، يطمح إلى إعادة الاعتبار للتعليم الفني في لبنان، وربطه بسوق العمل المحلي والدولي، قائلاً إنه "تم إنشاء الليسيه الفني في جبيل عام 1960 على يد والدي، إدمون أبي صعب، وكان أول مؤسسة فنية من نوعها في لبنان آنذاك". وأشار إلى أننا "بدأنا بخطى متواضعة: عشرة طلاب، ثم عشرين، فثلاثين، وصولاً إلى خمسين. وعندما اندلعت الحرب، غادرنا البلاد، وتولى عمايّ إدارة الليسيه. أما أنا، فقد عدت منذ نحو 17 عاماً لأكمل هذه الرسالة". وتابع أن "اليوم، يضم الليسيه قرابة 200 طالب، ويقدّم برامج تعليمية متنوعة"، موضحاً أننا "بدأنا بتعليم الكهرباء الصناعية والميكانيك، واليوم أضفنا الفندقية، والمطاعم، والطهي وسنفتتح في أيلول اختصاصات جديدة مثل التمريض، التدريب الرياضي، الموسيقى، والتواصل". وإزاء النظرة النمطية السائدة تجاه التعليم المهني في لبنان، أشار أبي صعب إلى أن "الصورة النمطية لهذا القطاع بدأت تتغير في أوروبا، حيث باتت المهن اليدوية مطلوبة بشدة. آمل أن تتغير الذهنيات هنا أيضاً". تياري أبي صعب، الذي يحمل شهادة في الفندقية وعمل في أستراليا، سويسرا وفرنسا، وغيرها، عاد إلى لبنان ليؤسس مشروعاً مكمّلاً للمؤسسة التعليمية: فندق صغير في جبيل يُدعى "Mon Pere" "فندق والدي"، يضم 17 غرفة، ويُستخدم كمرفق سياحي صيفي، وكمنشأة تدريب عملي لطلاب الليسيه شتاءً. وكشف أبي صعب أننا "نعمل على مشروع لتحويل الفندق إلى فندق تطبيقي تعليمي، وهو نموذج غير موجود حالياً في لبنان. فقد زرت مؤسسات مماثلة في باريس وأعمل حالياً على شراكات مع مدارس أوروبية لتطبيق هذا النموذج هنا". وأضاف أن "الفكرة أن يتعلّم الطالب النظريات داخل الصف، ويطبّقوها مباشرةً في الفندق، من الاستقبال إلى خدمة الغرف وتحضير الطعام. وسنفتح مطعمًا تدريبيًا بأسعار مدروسة، وهذا من شأنه تعزيز فرص التوظيف". وفي خطوة لافتة، يعمل الليسيه على توفير تدريبات مهنية خارجية لطلابه، فصرّح أبي صعب أننا "نختار المتفوقين أكاديمياً ومهنياً، ونسعى إلى تأمين تدريبات لهم في مطاعم كبرى في فرنسا، فأحد طلابنا الإيفواري الأصل يستعد لتدريب مدفوع في ليون". ولدى سؤاله عن سبب تسمية دفعة العام الحالي بـ "Œuvre d'Orient"، أوضح أبي صعب أنها "مؤسسة فرنسية - كاثوليكية، وتتميّز بأنها تعمل بجدية لصالح جميع الفئات التي تعاني من ظروف صعبة، سواء على صعيد الصحة أو التعليم – وهما المجالان الأساسيان اللذان تركز عليهما. هذه المؤسسة موجودة منذ زمن طويل، ولها تاريخ ممتد في الدعم والمساندة، وبدأت شراكتنا معها بدأت منذ عامين، وقدموا لنا دعماً أساسياً على عدة مستويات، أبرزها تركيب 50 لوحاً شمسياً مع بطاريات. باتت المدرسة مستقلة طاقوياً بنسبة 99%، فهذه الخطوة بيئية أيضًا، ما يعني أننا نحقق هدفين معًا: إنتاج الكهرباء، وإنتاج طاقة نظيفة مستدامة. وهذا أمر مهم جدًا بالنسبة لي، فأنا شخص ملتزم بالقضايا البيئية، وقد أثار هذا المشروع إعجابي فعلًا وأشعرني بالرضى". وتابع أبي صعب بأن ""Œuvre d'Orient" ساهمت في ترميم سكن الطلاب وتجهيزه لاستقبال التلاميذ القادمين من مناطق بعيدة، والذين تعجز عائلاتهم عن دفع تكاليف السكن". وأضاف أن "لدينا سبع غرف مخصصة للطلاب مع مرفقات، قادرة على استيعاب حتى 12 طالباً من ذوي الدخل المحدود"، مؤكّداً على أننا "نولي هذه المهمة الاجتماعية أهمية كبرى، جنبًا إلى جنب مع جودة التعليم والتميّز المهني. فمهما تطورت جودة التعليم أو المهارات المهنية التي نوفّرها، تبقى الوظيفة الاجتماعية للمعهد أولوية لا نتنازل عنها" مشيراً أن "لدينا بالطبع قسم خاص، لكننا نتمسك في الوقت نفسه بهذا القسم الاجتماعي الذي يتيح لنا دعم العائلات المحتاجة، كما قمنا بتحسين العديد من التجهيزات، ونعمل أيضًا على تطوير مطبخ السكن الطلابي". وأردف أن "مدير المؤسسة في لبنان – سوريا والأردن فانسان جيلو، حضر حفل تخرّج دفعة 2025، إلى جانب عدد من أعضاء الفريق، ووجهنا لهم الدعوة تكريمًا لدعمهم ووقوفهم إلى جانبنا". وختم أبي صعب أن "المسيرة مستمرة، وأنا شخص إيجابي بطبعي، وأحافظ على المسار الذي رسمته للنهوض بهذه المؤسسة المهنية، وأبحث دائماً عن الدعم لضمان مستقبل مهني أفضل لشباب لبنان". ويُشار إلى أن جيلو، كان من بين المتحدثين الرسميين خلال حفل تخرّج دفعة 2025. وقد أعرب في كلمته عن امتنانه لمدير المدرسة، تياري أبي صعب، على شرف تسمية دفعة هذا العام باسم المؤسسة، في سابقة تُسجَّل للمرة الأولى. كما أثنى على التزام إدارة الليسيه الاستثنائي تجاه طلابها، مشيرًا إلى مدى حظ هؤلاء التلامذة بأن يكونوا جزءًا من مدرسة يقودها فريق يتمتّع بهذا القدر من الشغف والحرص على نجاحهم الأكاديمي والمهني.