logo
#

أحدث الأخبار مع #NorthAmericaFreeTradeAssociaton

مصر والحرب المدمرة من نوع آخر
مصر والحرب المدمرة من نوع آخر

بوابة الأهرام

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • أعمال
  • بوابة الأهرام

مصر والحرب المدمرة من نوع آخر

.. فعلا هى حرب جديدة فى كل من مستوى تدميرها، وكذلك اتساع مستواها العالمى، وبالرغم من أن مصر ليست مقصودة .. حاليا فقط .. فإن الآثار العالمية المدمرة ستصلها بالتأكيد، لأن هذه الآثار تمس الجميع، ثم ستأتى الآثار المباشرة على مصر نفسها. أتكلم عن مفاجآت ترامب الاقتصادية. بخصوص مصر، هو ألمح فقط عن الـ 2 مليار دولار التى تتلقاها بلدنا كوسيلة ضغط محتملة، ولم يذهب أكثر من ذلك، ولكن بعقلية تاجر العقارات الجشع. الذى يفكر فقط فيما يجنيه والمقابل لما يدفعه، فإن المساعدات الأمريكية لمصر ستكون بالتأكيد على الأجندة، فسلوكه مع أقرب حلفائه لخير دليل على ما ينتظر مصر. مثلا يكرر تهديده لأعضاء حلف الناتو بأن يزيدوا من ميزانيتهم الدفاعية وإلا يتركهم فريسة للدب الروسي. الأوروبيون فى شك كبير بالنسبة لأمريكا ويتكلمون فى الشارع وبحسرة أن أساس الغرب ـ ليس فقط عسكريا ولكن ثقافى ـ كتوجه وتكتل يقود العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فى سنة 1945 هو الآن فى مهب الريح. وأتذكر عند وصولى إلى كندا فى سبعينيات القرن الماضى للتدريس فى جامعة مونتريال، كان عبور الحدود القريبة لزيارة الولايات المتحدة يتم عن طريق إظهار رخصة قيادة السيارة! العلاقات الأمريكية - الكندية تعكس إذن هذا الجوار الجغرافى الوثيق والتقارب الثقافى كجزء من نفس القارة الأمريكية الشمالية. ثم امتدت العلاقات مؤسسيا فى التسعينيات لتكوين مع جارة الولايات المتحدة الأخرى المكسيك ـ النافتا NAFTA وهى الحروف الإنجليزية الأولى لمنظمة أمريكا الشمالية.للتجارة الحرة North America Free Trade Associaton ، والهدف تكوين كتلة اقتصادية شبيهة بالاتحاد الأوروبى، توقف هذا المشروع مع ولاية ترامب الأولى 2016 ـ 2020، حيث اتهم ترامب كلا من كندا والمكسيك بأنهما يستفيدان من حجم سوق الولايات المتحدة الضخمة للربح الكبير من تصدير منتجاتهما، ولذلك أعلن الخروج من NAFTA، وفى الحقيقة قتلها، والعودة لأن تكون كل دولة بمفردها فى تعاملاتها التجارية والسياسية. وبالرغم من بعض المحاولات لتنمية التبادل والتكامل الاقتصادى بين هذه الدول الثلاث الذى يجمعهم الجوار الجغرافى، إلا أن هذه المحاولات فى الحقيقة لم تنجح.ولاية ترامب الثانية التى بدأت فى يناير جاءت بمفاجأة كبيرة، فى مقابلة مع رئيس الوزراء الكندى جوستون ترودو اقترح كنكتة أن تنسى كندا وضعها كدولة مستقلة ذات سيادة وطنية وتندمج فى الولايات المتحدة لتصبح الولاية الواحدة والخمسين. اعتبر رئيس الوزراء الكندى والكنديين ككل أن نكتة ترامب هذه ما هى إلا «هزار سخيف» كما قال لى العديد من الكنديين. ولكن أصبحت هذه النكتة الآن سياسة صريحة من ترامب، بل إنه يقوم بالابتزاز مع فرض رسوم جمركية متزايدة على المنتجات الكندية لإقناع الحكومة والشعب الكندى بأن بقاءهم كدولة مستقلة ذات سيادة يكلفهم الكثير من حالة الحرب الاقتصادية، لأن كندا فى تجارتها تعتمد كثيرا على السوق الأمريكية، الولايات المتحدة هى الشريك التجارى الأول لكندا، مالا يقل عن 70% من الصادرات الكندية تذهب إلى الولايات المتحدة، وهى فى هذا أحد عشر ضعفا من اعتماد الصادرات الأمريكية على كندا، كندا إذن فى موقف ضعيف للغاية، وعندما حاول رئيس أكبر مقاطعات كندا -أونتاريو - والتى تورد الكهرباء لكل من نيويورك وميتشجان بالتهديد بقطع هذه الكهرباء، قام ترامب بدوره بالتهديد برفع الرسوم الجمركية بنحو 300% مما أجبر رئيس وزراء المقاطعة على التراجع فورا .. ومع ذلك ومع إصرار ترامب على ضم كندا للولايات المتحدة، يزداد إصرار الكنديين على المقاومة، هم يعتقدون أن بلدهم أكثر حضارة، وأن شوارعهم أنظف، وأن سلوكهم الاجتماعى أكثر رقيا، وبالطبع لا يعانى مجتمعهم القتل والعنف المنتشر فى الولايات المتحدة، وكمؤشر مختصر وواضح على مقاومة ابتزاز ترامب تتغير الآن السياسة فى الداخل الكندى، وخاصة وضع الحزب الحاكم ـ الحزب الليبرالى، فى مواجهة أكبر أحزاب المعارضة. حزب المحافظين، فحتى شهر فبراير كان وضع هذا الحزب الحاكم فى تدهور مستمر، وحتى اضطر رئيسه الذى هو رئيس الوزراء التخلى عن منصبه واختيار رئيس جديد وذلك لكى يستمر الحزب فى الحكم، ومع ذلك كانت استطلاعات الرأى تؤكد أنه بالرغم من هذا التغيير الكبير فى هذا الحزب الليبرالى الحاكم، فإن فرص بقائه فى الحكم متواضعة للغاية، وأن حزب المحافظين المعارض يحظى بتأييد متزايد وتستعد غالبية الكنديين لاختياره فى الحكم، ولكن ظهر ترامب وأصبح يصر على ضم كندا للولايات المتحدة، وتغير توجه المجتمع الكندى جذريا، وأظهرت استطلاعات الرأى تدهور حزب المحافظين المعارض والذى تقترب توجهاته من عقيدة ترامب، بينما ازداد التأييد للحزب الليبرالى الحاكم، وكرر رئيسه المنتخب أن أهم سياساته هو مقاومة ترامب والحفاظ على سيادة كندا كدولة مستقلة، وأن الحكومة ستقف إلى جانب بعض الشركات الكندية والتى بسبب اعتماد صادراتها على السوق الأمريكية قد تعانى إذن الإفلاس، وكمؤشر أخير على مقاومة المجتمع الكندى من جذوره، يقوم بعض الكنديين الذين يقضون إجازتهم الشتوية على شواطئ فلوريدا بعيدا عن ثلج كندا بتغيير تذاكر السفر للتوجه للمكسيك، أو أحد بلاد أمريكا اللاتينية. مقاومة إصرار ترامب على ضم كندا كجزء من الولايات المتحدة تضرب إذن عمق المجتمع الكندى ككل. بل وتحظى كندا بالتأييد الدولى الكامل فى مقاومة سياسة ترامب فى الاستحواذ عليها وضمها كولاية أمريكية.لحسن الحظ لا تعتمد صادرات مصر على السوق الأمريكية مثل كندا، ولكننا يجب أن نتغط جيدا من المثل الكندى، وطالما قام ترامب ومساعدوه مثلا بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية التى تهدف لمساعدة فقراء العالم، بمن فيهم الفقراء فى أمريكا، فما الذى سيمنعه من قطع المعونة عن مصر وغيرها من الدول المماثلة، خاصة أننا ليس فى أيدينا أوراق ضغط مثل كندا والاتحاد الأوروبى الذى بدأ رد فعلهم يؤثر على الاقتصاد الأمريكى كما يتضح من تطورات البورصات العالمية، بما فيها الأمريكية.ترامب هذا ليس له أمان بالمرة، وكل ما يهمه كتاجر العقارات الجشع هو المال والنفوذ، فلنستعد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store