#أحدث الأخبار مع #P75سكوربين»الاتحاد٠٥-٠٣-٢٠٢٥أعمالالاتحادالهند وفرنسا.. تعميق التعاون الدفاعيالهند وفرنسا.. تعميق التعاون الدفاعي تعمل الهند وفرنسا على تعميق علاقاتهما الدفاعية، لكن الجزء الأكثر ديناميكية في هذه العلاقة المتنامية هو الإنتاج المشترك في قطاع الدفاع، والذي يتزايد بسبب سعي الهند إلى تعزيز الإنتاج المحلي لمتطلباتها الدفاعية. وعندما زار رئيس الوزراء ناريندرا مودي فرنسا الشهر الماضي، ناقش البلدان مجمل علاقاتهما، وأكدا التزامهما بتعزيز التعاون العسكري، وتوسيع التعاون في مجال تكنولوجيا الدفاع، وزيادة التدريبات المشتركة. والجزء الأساسي في هذا التعاون هو توسيع التعاون في تكنولوجيا الدفاع، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للهند، التي تسعى مؤخراً إلى تعزيز قدراتها في تصنيع المعدات الدفاعية. تُعد الهند من بين أكبر دولتين مستوردتين للأسلحة في العالم. ولكنها في الآونة الأخيرة، تعمل على تغيير هذا الاعتماد على استيراد الأسلحة من الخارج من خلال تبني سياسة «صنع في الهند» وكذلك الإنتاج المشترك من خلال التعاون مع دول أخرى. قد تبدو رغبة نيودلهي في أن تصبح مُصدّراً للدفاع متناقضة مع موقعها كثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم. ورغم أن وارداتها الدفاعية قد انخفضت، فإنه من المتوقع أن تظل الواردات مرتفعة بسبب المخاطر الدائمة على حدودها مع الدول المجاورة. بلغت قيمة الصادرات الدفاعية للهند 210 مليارات روبية (2.4) مليار دولار في عام 2023-24 إلى 90 دولة، مما يمثل زيادة بنسبة 60% منذ عام 2019، مما يشير بوضوح إلى تعزيز قدراتها في إنتاج الدفاع. وقد وصلت هذه القدرات إلى مستوى قياسي بلغ 1.27 تريليون روبية في 2023-2024. وقد ضعت البلاد خطة مدتها خمس سنوات لزيادة إنتاجها الدفاعي إلى 1.75 تريليون روبية، وزيادة صادرات الأسلحة إلى 500 مليار روبية. وتجري الهند محادثات متقدمة لبيع صواريخ «براهموس» في صفقات بملايين الدولارات لفيتنام وإندونيسيا. هذا الصاروخ الجوال الأسرع من الصوت، القادر على ضرب أهداف بحرية أو برية، هو ثمرة تعاون بين الهند وروسيا. كما تسعى الهند إلى التعاون في مجال الإنتاج الدفاعي مع دول أخرى مثل تايلاند وماليزيا. ولكن الجانب الآخر من الصورة هو الطموح في زيادة إنتاج المعدات الدفاعية داخل الهند بدلاً من مجرد استيرادها من الخارج. وفي هذا السياق، كان التعاون مع فرنسا ذا أهمية خاصة لطموح الهند في أن تصبح مصدراً للأسلحة، في الوقت الذي تعزز فيه قدراتها الدفاعية من خلال مبادرات «صنع في الهند». تعمل الهند وفرنسا حالياً على بناء غواصات «سكوربين» في الهند، بما في ذلك توطين صناعتها. كما تسعى الهند إلى دمج «نظام الدفع المستقل عن الهواء» الذي طورته منظمة البحث والتطوير الدفاعية في غواصات «P75-سكوربين». خلال زيارة مودي، رحّبت الهند وفرنسا بالمناقشات الجارية في مجالات الصواريخ ومحركات الطائرات المروحية والمقاتلات النفاثة. وربما يكون أكبر إنجاز في هذا المجال هو التعاون بين شركة الطيران الفرنسية العملاقة «سافران»، التي تتعاون مع شركة «هندوستان أيرونوتيكس ليميتد» الهندية لتطوير وتصنيع محركات لمروحية متعددة المهام يتم إنتاجها في الهند. وقد عرضت «سافران» تصميم وتطوير وإنتاج محركات نفاثة للطائرة القتالية المتوسطة المتقدمة، وهي الطائرة المقاتلة الهندية من الجيل الخامس قيد التطوير في الهند. تم توقيع الاتفاق لهذا المشروع بين «هندوستان أيرونوتيكس» و«سافران لمحركات الطائرات المروحية» في يوليو 2022. يُعد التعاون مع فرنسا جزءاً رئيسياً من جهود الهند لتعزيز قدراتها الدفاعية المحلية من خلال تصنيع المعدات العسكرية وتوسيع عمليات التوطين. وفي الوقت نفسه، ستقوم فرنسا بتدشين مؤسسة أكاديمية فرنسية-هندية للطيران والفضاء، إلى جانب إنشاء تجمع صناعي جوي في الهند، من أجل توفير التدريب المهني في مجال الطيران والفضاء داخل الهند. ومع ذلك، لا تزال الهند تعتمد أيضاً على دول أوروبية أخرى لتعزيز قدراتها التصنيعية. ففي أكتوبر الماضي، افتتح رئيس الوزراء ناريندرا مودي ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز مصنع التجميع النهائي لطائرة النقل العسكري المتوسطة C295 للقوات الجوية الهندية في ولاية غوجارات. يُعد هذا أول مصنع خاص في الهند لإنتاج طائرات النقل العسكري، وهو ثمرة شراكة بين «شركة تاتا سيستمز المحدودة» و«إيرباص للدفاع والفضاء». من ناحية أخرى، يستمر الإنتاج الدفاعي في الارتفاع. وفقاً لمصادر حكومية هندية، بلغ الإنتاج الدفاعي المحلي للهند 1270 مليار روبية (14.59 مليار دولار) في السنة المالية 2023-24، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 174% مقابل 46 مليار روبية في 2014-15. وتهدف الهند إلى الوصول بحجم الإنتاج الدفاعي إلى 3000 مليار روبية (34 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2029، مما يعزّز مكانتها كمركز عالمي لصناعة الدفاع. لا تزال هناك المزيد من الشراكات في الأفق. على سبيل المثال، تضع القوات الجوية الهندية أنظمة محلية الصنع كأولوية على الواردات الأجنبية. وتحتاج البحرية وحدها إلى بناء ما لا يقل عن 35-40 طائرة عسكرية سنوياً لاستبدال الأسطول المتقادم. ومن الواضح أن فرنسا تلعب دوراً رئيسياً في هذه الطموحات لتعزيز إنتاج المعدات العسكرية داخل الهند. *رئيس مركز الدراسات الإسلامية- نيودلهي
الاتحاد٠٥-٠٣-٢٠٢٥أعمالالاتحادالهند وفرنسا.. تعميق التعاون الدفاعيالهند وفرنسا.. تعميق التعاون الدفاعي تعمل الهند وفرنسا على تعميق علاقاتهما الدفاعية، لكن الجزء الأكثر ديناميكية في هذه العلاقة المتنامية هو الإنتاج المشترك في قطاع الدفاع، والذي يتزايد بسبب سعي الهند إلى تعزيز الإنتاج المحلي لمتطلباتها الدفاعية. وعندما زار رئيس الوزراء ناريندرا مودي فرنسا الشهر الماضي، ناقش البلدان مجمل علاقاتهما، وأكدا التزامهما بتعزيز التعاون العسكري، وتوسيع التعاون في مجال تكنولوجيا الدفاع، وزيادة التدريبات المشتركة. والجزء الأساسي في هذا التعاون هو توسيع التعاون في تكنولوجيا الدفاع، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للهند، التي تسعى مؤخراً إلى تعزيز قدراتها في تصنيع المعدات الدفاعية. تُعد الهند من بين أكبر دولتين مستوردتين للأسلحة في العالم. ولكنها في الآونة الأخيرة، تعمل على تغيير هذا الاعتماد على استيراد الأسلحة من الخارج من خلال تبني سياسة «صنع في الهند» وكذلك الإنتاج المشترك من خلال التعاون مع دول أخرى. قد تبدو رغبة نيودلهي في أن تصبح مُصدّراً للدفاع متناقضة مع موقعها كثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم. ورغم أن وارداتها الدفاعية قد انخفضت، فإنه من المتوقع أن تظل الواردات مرتفعة بسبب المخاطر الدائمة على حدودها مع الدول المجاورة. بلغت قيمة الصادرات الدفاعية للهند 210 مليارات روبية (2.4) مليار دولار في عام 2023-24 إلى 90 دولة، مما يمثل زيادة بنسبة 60% منذ عام 2019، مما يشير بوضوح إلى تعزيز قدراتها في إنتاج الدفاع. وقد وصلت هذه القدرات إلى مستوى قياسي بلغ 1.27 تريليون روبية في 2023-2024. وقد ضعت البلاد خطة مدتها خمس سنوات لزيادة إنتاجها الدفاعي إلى 1.75 تريليون روبية، وزيادة صادرات الأسلحة إلى 500 مليار روبية. وتجري الهند محادثات متقدمة لبيع صواريخ «براهموس» في صفقات بملايين الدولارات لفيتنام وإندونيسيا. هذا الصاروخ الجوال الأسرع من الصوت، القادر على ضرب أهداف بحرية أو برية، هو ثمرة تعاون بين الهند وروسيا. كما تسعى الهند إلى التعاون في مجال الإنتاج الدفاعي مع دول أخرى مثل تايلاند وماليزيا. ولكن الجانب الآخر من الصورة هو الطموح في زيادة إنتاج المعدات الدفاعية داخل الهند بدلاً من مجرد استيرادها من الخارج. وفي هذا السياق، كان التعاون مع فرنسا ذا أهمية خاصة لطموح الهند في أن تصبح مصدراً للأسلحة، في الوقت الذي تعزز فيه قدراتها الدفاعية من خلال مبادرات «صنع في الهند». تعمل الهند وفرنسا حالياً على بناء غواصات «سكوربين» في الهند، بما في ذلك توطين صناعتها. كما تسعى الهند إلى دمج «نظام الدفع المستقل عن الهواء» الذي طورته منظمة البحث والتطوير الدفاعية في غواصات «P75-سكوربين». خلال زيارة مودي، رحّبت الهند وفرنسا بالمناقشات الجارية في مجالات الصواريخ ومحركات الطائرات المروحية والمقاتلات النفاثة. وربما يكون أكبر إنجاز في هذا المجال هو التعاون بين شركة الطيران الفرنسية العملاقة «سافران»، التي تتعاون مع شركة «هندوستان أيرونوتيكس ليميتد» الهندية لتطوير وتصنيع محركات لمروحية متعددة المهام يتم إنتاجها في الهند. وقد عرضت «سافران» تصميم وتطوير وإنتاج محركات نفاثة للطائرة القتالية المتوسطة المتقدمة، وهي الطائرة المقاتلة الهندية من الجيل الخامس قيد التطوير في الهند. تم توقيع الاتفاق لهذا المشروع بين «هندوستان أيرونوتيكس» و«سافران لمحركات الطائرات المروحية» في يوليو 2022. يُعد التعاون مع فرنسا جزءاً رئيسياً من جهود الهند لتعزيز قدراتها الدفاعية المحلية من خلال تصنيع المعدات العسكرية وتوسيع عمليات التوطين. وفي الوقت نفسه، ستقوم فرنسا بتدشين مؤسسة أكاديمية فرنسية-هندية للطيران والفضاء، إلى جانب إنشاء تجمع صناعي جوي في الهند، من أجل توفير التدريب المهني في مجال الطيران والفضاء داخل الهند. ومع ذلك، لا تزال الهند تعتمد أيضاً على دول أوروبية أخرى لتعزيز قدراتها التصنيعية. ففي أكتوبر الماضي، افتتح رئيس الوزراء ناريندرا مودي ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز مصنع التجميع النهائي لطائرة النقل العسكري المتوسطة C295 للقوات الجوية الهندية في ولاية غوجارات. يُعد هذا أول مصنع خاص في الهند لإنتاج طائرات النقل العسكري، وهو ثمرة شراكة بين «شركة تاتا سيستمز المحدودة» و«إيرباص للدفاع والفضاء». من ناحية أخرى، يستمر الإنتاج الدفاعي في الارتفاع. وفقاً لمصادر حكومية هندية، بلغ الإنتاج الدفاعي المحلي للهند 1270 مليار روبية (14.59 مليار دولار) في السنة المالية 2023-24، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 174% مقابل 46 مليار روبية في 2014-15. وتهدف الهند إلى الوصول بحجم الإنتاج الدفاعي إلى 3000 مليار روبية (34 مليار دولار أميركي) بحلول عام 2029، مما يعزّز مكانتها كمركز عالمي لصناعة الدفاع. لا تزال هناك المزيد من الشراكات في الأفق. على سبيل المثال، تضع القوات الجوية الهندية أنظمة محلية الصنع كأولوية على الواردات الأجنبية. وتحتاج البحرية وحدها إلى بناء ما لا يقل عن 35-40 طائرة عسكرية سنوياً لاستبدال الأسطول المتقادم. ومن الواضح أن فرنسا تلعب دوراً رئيسياً في هذه الطموحات لتعزيز إنتاج المعدات العسكرية داخل الهند. *رئيس مركز الدراسات الإسلامية- نيودلهي