#أحدث الأخبار مع #ParlamentosdeMeألتبريس٢٩-٠٤-٢٠٢٥سياسةألتبريسالصحراء المغربية في عيون أمريكا اللاتينية: عام 2025 يشهد انهيار الأطروحة الانفصالية*بقلم فكري سوسان يشهد المشهد الدبلوماسي في أمريكا اللاتينية خلال عام 2025 تحولًا حاسمًا. دول لطالما ساندت، لعقود طويلة، الأطروحة الانفصالية، أعادت النظر في مواقفها واصطفت إلى جانب مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب. هذا التحول، ثمرة لدبلوماسية هادئة ومثابرة، أضعف جبهة البوليساريو وعزز شرعية المغرب على صحرائه في قارة باتت أكثر انفتاحًا على منطق الواقعية والشرعية الدولية. في السنوات الأخيرة، حققت الدبلوماسية المغربية مكاسب استراتيجية لافتة في أمريكا اللاتينية، وهي منطقة لطالما كانت ساحة صراع حاد بين الرباط والمحور الجزائري-البوليساري. من كيتو إلى أسونسيون، مرورًا بليما وسانتياغو وبنما، يرسم اليوم المشهد الدبلوماسي خريطة واضحة: اعتراف بشرعية السيادة المغربية على الصحراء ودعم متزايد لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي والجاد والدائم للنزاع. هذا التموقع الجديد لم يأت من فراغ، بل هو نتاج لاستراتيجية دقيقة البنيان، قادتها التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبنية على نسج التحالفات، الإصغاء للشركاء، وتقديم مقترح متين وبراغماتي. في المقابل، تراجعت أطروحة الانفصال التي يروج لها البوليساريو، المدعوم بشكل أعمى من الجزائر، وفقدت الكثير من قوتها ومصداقيتها. لم تعد سردية 'التحرر' تقنع أحدًا؛ إذ تتحدث الأرقام والوقائع والحقائق الإقليمية بنفسها. شكل عام 2024 نقطة تحول مفصلية: حيث علقت جمهورية الإكوادور وبنما اعترافهما بالكيان الوهمي المسمى 'الجمهورية الصحراوية'، لتنهيان بذلك عقودًا من الانحياز لقضية تفتقر لأي سند قانوني أو شعبي. قبل ذلك، كانت بيرو قد تراجعت عن اعترافها، فيما جددت كل من البرازيل وباراغواي وتشيلي دعمها للمبادرة المغربية. وقد عبّرت برلمانات هذه الدول عن تأييدها بشكل رسمي، داعية حكوماتها إلى اتخاذ مواقف واضحة في المحافل الدولية. أما وزير الخارجية التشيلي، ألبرتو فان كلافرينAlberto Van Klaveren، فقد أكد بلا مواربة دعمه لحل عادل وقابل للتطبيق ودائم، في إطار المبادرة المغربية المقدمة للأمم المتحدة سنة 2007. لكن المكاسب لم تتوقف عند المستوى الحكومي فقط؛ بل كان للدبلوماسية البرلمانية، وللتعاون مع الجامعات ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، دور بارز في ترسيخ صورة المغرب كبلد ملتزم بالسلام والتنمية والاستقرار. بالمقابل، أضحى البوليساريو يبدو وكأنه بقايا حقبة الحرب الباردة، مدعومًا فقط بماكينة دعائية ومالية جزائرية متآكلة. كما يوضح خبراء القانون الدولي، مثل البيروفي ميغيل أنخيل رودريغيز ماكايMiguel ÁngelRodríguez Mackay، فإن هذه السحوبات من الاعتراف ليست مجرد أحداث معزولة، بل نتيجة حتمية لحقيقة قانونية وسياسية: الكيان المزعوم 'الجمهورية الصحراوية' لا يتمتع بوجود قانوني في منظومة الشرعية الدولية، بل هو اختلاق يخدم أجندات جيوسياسية أجنبية تتناقض مع إرادة السكان الصحراويين الحقيقية. هذا التحول يعكس أيضًا تغيرًا أعمق في الوعي الإقليمي. فبفضل تاريخها النضالي من أجل السيادة وحقوق الإنسان، ترى بلدان أمريكا اللاتينية في المبادرة المغربية حلاً عمليًا يحترم التوازنات الجيوسياسية والطموحات المشروعة لسكان الصحراء المغربية. علاوة على ذلك، اتبعت الرباط سياسة مؤسساتية مدروسة، من خلال تعزيز حضورها في منظمات مثل منتدى رؤساء البرلمانات في أمريكا الوسطى والكاريبي (FOPREL)، ودعم إنشاء المنتدى الاقتصادي المغربي-أمريكا اللاتينية والكاريبيForoEconómicoMarruecos–América Latina–Caribe، بالإضافة إلى توطيد التعاون مع برلمانات الميركوسورParlamentos de Mercosur، وبرلمان أمريكا الوسطى (PARLACEN)، والبرلمان الأنديParlamentoAndino. هذا الانخراط الواسع رسّخ الروابط السياسية والاقتصادية، معززًا البعد الإقليمي والدولي لقضية الصحراء المغربية. في أبريل 2025، جدّد برلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) دعمه للمبادرة المغربية، معتبراً إياها 'حلاً واقعيًا وموثوقًا للنزاع الإقليمي'، وذلك ضمن 'إعلان العيون'، الموقع مع مجلس المستشارين المغربي. كما أشاد الإعلان بجهود التنمية في الأقاليم الجنوبية وبأهمية التعاون الإقليمي في مجالات الهجرة والحوار جنوب-جنوب والاستقرار الجيوسياسي بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. من واشنطن أيضًا تأتي مؤشرات داعمة: فقد أعلن النائب الجمهوري جو ويلسونJoe Wilson، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي، عن مشروع قانون لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية. هذه المبادرة، التي جاءت عقب لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، لا تمثل مجرد دعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، بل تعكس تحولًا جوهريًا في الرؤية: فضح الطبيعة الحقيقية للبوليساريو ككيان مرتبط بشبكات عدم الاستقرار وقوى معادية كإيران وجنوب إفريقيا. في هذا السياق، قال ويلسون بوضوح: 'الطريق الحقيقي للسلام في المنطقة يمر عبر حكم ذاتي فعلي تحت السيادة المغربية'. يمثل هذا المشروع التشريعي دعمًا رمزيًا واستراتيجيًا يعزز الشرعية الدولية للمغرب. لم يعد المجتمع الدولي ينظر إلى البوليساريو كشريك شرعي، بل كأداة مستهلكة تخدم مخططات جزائرية تهدف إلى زعزعة الاستقرار وافتعال النزاعات. اليوم، تخاض معركة الرأي العام وتُحسم لصالح المغرب في وسائل الإعلام والجامعات والحوار الثقافي. فالأطروحات الإيديولوجية التي كانت تدعم الانفصال تتهاوى أمام قوة الحقائق، ومتانة المقترح المغربي، ووضوح رؤيته المستقبلية. عام 2025، باتت أمريكا اللاتينية حليفًا استراتيجيًا للمغرب، مدفوعة بتقاطع القيم والمبادئ: العدالة، السلام، والشرعية. ومع ازدياد الحكومات والبرلمانات والمجتمعات التي تعترف بالحقيقة الجلية: الصحراء مغربية، يتلاشى المشروع الانفصالي الذي غذته دعاية الجزائر، ليبقى في النهاية مجرد صدى لمشروع فاشل اندثر مع الزمن. *أستاذ جامعي بجامعة محمد بن عبد الله بفاس
ألتبريس٢٩-٠٤-٢٠٢٥سياسةألتبريسالصحراء المغربية في عيون أمريكا اللاتينية: عام 2025 يشهد انهيار الأطروحة الانفصالية*بقلم فكري سوسان يشهد المشهد الدبلوماسي في أمريكا اللاتينية خلال عام 2025 تحولًا حاسمًا. دول لطالما ساندت، لعقود طويلة، الأطروحة الانفصالية، أعادت النظر في مواقفها واصطفت إلى جانب مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب. هذا التحول، ثمرة لدبلوماسية هادئة ومثابرة، أضعف جبهة البوليساريو وعزز شرعية المغرب على صحرائه في قارة باتت أكثر انفتاحًا على منطق الواقعية والشرعية الدولية. في السنوات الأخيرة، حققت الدبلوماسية المغربية مكاسب استراتيجية لافتة في أمريكا اللاتينية، وهي منطقة لطالما كانت ساحة صراع حاد بين الرباط والمحور الجزائري-البوليساري. من كيتو إلى أسونسيون، مرورًا بليما وسانتياغو وبنما، يرسم اليوم المشهد الدبلوماسي خريطة واضحة: اعتراف بشرعية السيادة المغربية على الصحراء ودعم متزايد لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الواقعي والجاد والدائم للنزاع. هذا التموقع الجديد لم يأت من فراغ، بل هو نتاج لاستراتيجية دقيقة البنيان، قادتها التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبنية على نسج التحالفات، الإصغاء للشركاء، وتقديم مقترح متين وبراغماتي. في المقابل، تراجعت أطروحة الانفصال التي يروج لها البوليساريو، المدعوم بشكل أعمى من الجزائر، وفقدت الكثير من قوتها ومصداقيتها. لم تعد سردية 'التحرر' تقنع أحدًا؛ إذ تتحدث الأرقام والوقائع والحقائق الإقليمية بنفسها. شكل عام 2024 نقطة تحول مفصلية: حيث علقت جمهورية الإكوادور وبنما اعترافهما بالكيان الوهمي المسمى 'الجمهورية الصحراوية'، لتنهيان بذلك عقودًا من الانحياز لقضية تفتقر لأي سند قانوني أو شعبي. قبل ذلك، كانت بيرو قد تراجعت عن اعترافها، فيما جددت كل من البرازيل وباراغواي وتشيلي دعمها للمبادرة المغربية. وقد عبّرت برلمانات هذه الدول عن تأييدها بشكل رسمي، داعية حكوماتها إلى اتخاذ مواقف واضحة في المحافل الدولية. أما وزير الخارجية التشيلي، ألبرتو فان كلافرينAlberto Van Klaveren، فقد أكد بلا مواربة دعمه لحل عادل وقابل للتطبيق ودائم، في إطار المبادرة المغربية المقدمة للأمم المتحدة سنة 2007. لكن المكاسب لم تتوقف عند المستوى الحكومي فقط؛ بل كان للدبلوماسية البرلمانية، وللتعاون مع الجامعات ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، دور بارز في ترسيخ صورة المغرب كبلد ملتزم بالسلام والتنمية والاستقرار. بالمقابل، أضحى البوليساريو يبدو وكأنه بقايا حقبة الحرب الباردة، مدعومًا فقط بماكينة دعائية ومالية جزائرية متآكلة. كما يوضح خبراء القانون الدولي، مثل البيروفي ميغيل أنخيل رودريغيز ماكايMiguel ÁngelRodríguez Mackay، فإن هذه السحوبات من الاعتراف ليست مجرد أحداث معزولة، بل نتيجة حتمية لحقيقة قانونية وسياسية: الكيان المزعوم 'الجمهورية الصحراوية' لا يتمتع بوجود قانوني في منظومة الشرعية الدولية، بل هو اختلاق يخدم أجندات جيوسياسية أجنبية تتناقض مع إرادة السكان الصحراويين الحقيقية. هذا التحول يعكس أيضًا تغيرًا أعمق في الوعي الإقليمي. فبفضل تاريخها النضالي من أجل السيادة وحقوق الإنسان، ترى بلدان أمريكا اللاتينية في المبادرة المغربية حلاً عمليًا يحترم التوازنات الجيوسياسية والطموحات المشروعة لسكان الصحراء المغربية. علاوة على ذلك، اتبعت الرباط سياسة مؤسساتية مدروسة، من خلال تعزيز حضورها في منظمات مثل منتدى رؤساء البرلمانات في أمريكا الوسطى والكاريبي (FOPREL)، ودعم إنشاء المنتدى الاقتصادي المغربي-أمريكا اللاتينية والكاريبيForoEconómicoMarruecos–América Latina–Caribe، بالإضافة إلى توطيد التعاون مع برلمانات الميركوسورParlamentos de Mercosur، وبرلمان أمريكا الوسطى (PARLACEN)، والبرلمان الأنديParlamentoAndino. هذا الانخراط الواسع رسّخ الروابط السياسية والاقتصادية، معززًا البعد الإقليمي والدولي لقضية الصحراء المغربية. في أبريل 2025، جدّد برلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) دعمه للمبادرة المغربية، معتبراً إياها 'حلاً واقعيًا وموثوقًا للنزاع الإقليمي'، وذلك ضمن 'إعلان العيون'، الموقع مع مجلس المستشارين المغربي. كما أشاد الإعلان بجهود التنمية في الأقاليم الجنوبية وبأهمية التعاون الإقليمي في مجالات الهجرة والحوار جنوب-جنوب والاستقرار الجيوسياسي بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي. من واشنطن أيضًا تأتي مؤشرات داعمة: فقد أعلن النائب الجمهوري جو ويلسونJoe Wilson، عضو لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأمريكي، عن مشروع قانون لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية. هذه المبادرة، التي جاءت عقب لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، لا تمثل مجرد دعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، بل تعكس تحولًا جوهريًا في الرؤية: فضح الطبيعة الحقيقية للبوليساريو ككيان مرتبط بشبكات عدم الاستقرار وقوى معادية كإيران وجنوب إفريقيا. في هذا السياق، قال ويلسون بوضوح: 'الطريق الحقيقي للسلام في المنطقة يمر عبر حكم ذاتي فعلي تحت السيادة المغربية'. يمثل هذا المشروع التشريعي دعمًا رمزيًا واستراتيجيًا يعزز الشرعية الدولية للمغرب. لم يعد المجتمع الدولي ينظر إلى البوليساريو كشريك شرعي، بل كأداة مستهلكة تخدم مخططات جزائرية تهدف إلى زعزعة الاستقرار وافتعال النزاعات. اليوم، تخاض معركة الرأي العام وتُحسم لصالح المغرب في وسائل الإعلام والجامعات والحوار الثقافي. فالأطروحات الإيديولوجية التي كانت تدعم الانفصال تتهاوى أمام قوة الحقائق، ومتانة المقترح المغربي، ووضوح رؤيته المستقبلية. عام 2025، باتت أمريكا اللاتينية حليفًا استراتيجيًا للمغرب، مدفوعة بتقاطع القيم والمبادئ: العدالة، السلام، والشرعية. ومع ازدياد الحكومات والبرلمانات والمجتمعات التي تعترف بالحقيقة الجلية: الصحراء مغربية، يتلاشى المشروع الانفصالي الذي غذته دعاية الجزائر، ليبقى في النهاية مجرد صدى لمشروع فاشل اندثر مع الزمن. *أستاذ جامعي بجامعة محمد بن عبد الله بفاس