logo
#

أحدث الأخبار مع #ParquedelosproceresAfricanos

من جمال عبدالناصر إلى خوسيه مارتي
من جمال عبدالناصر إلى خوسيه مارتي

البشاير

timeمنذ 4 ساعات

  • سياسة
  • البشاير

من جمال عبدالناصر إلى خوسيه مارتي

كمال جاب الله كاتب صحفي ومحاضر جامعي [email protected] لأن كلا منهما بطل قومي، ويحظيان بأرصدة نضالية أسطورية، تخطت الحدود لمواطنيها، أشكر الظروف، التي أتاحت لي زيارة متحفين ونصبين تذكاريين يخصاهما، في أوقات متقاربة، ضمن مراسم مهيبة، شهدتهما القاهرة وهافانا. أبدأ بالأحدث، حيث أجريت مراسم تكريم، منذ أيام بحديقة الحرية في قلب القاهرة، لبطل كوبا القومي، خوسيه مارتي (1853-1895)، بمناسبة مرور 130 عامًا على استشهاده، في ملحمة تاريخية ملهمة بميدان المعركة، من أجل الحرية والاستقلال. سبقت تلك المراسم بوقت قليل، زيارة لضريح ومتحف الزعيم الخالد جمال عبدالناصر (1918-1970)، بمنشية البكري، في صحبة نجله، المهندس عبدالحكيم، ونائب مساعد وزير الخارجية أشرف منير، وسفير كوبا بالقاهرة أليكسندر موراجا. أيضًا، وفي وقت سابق، ومثلما يجري تكريم خوسيه مارتي بنصب تمثال له في حديقة الحرية، زرت نصبًا تذكاريًا مماثلًا للزعيم الخالد جمال عبدالناصر بالحديقة الإفريقية -Parque de los proceresAfricanos- بالعاصمة الكوبية هافانا، إلى جوار تماثيل لقادة تاريخيين أفارقة آخرين، مثل: مانديلا ونكروما ولومومبا. في المناسبات الوطنية المصرية، تقيم سفارة مصر في هافانا مراسم احتفالية معتبرة، من بينها، إحياء ذكرى الزعيم جمال عبدالناصر، أمام النصب التذكاري المخصص له، بحضور كبار المسئولين، والقيادات الحزبية والشعبية، الكوبية. شاعر الثورة في أثناء زيارتي الأخيرة لكوبا (يناير 2025)، أتيحت لي الفرصة الذهبية لقضاء وقت مميز بمتحف البطل القومي، والشاعر، والمفكر، والمناضل خوسيه مارتي، الذي يقع في ميدان الثورة -Plaza de la Revolution- وهو محاط بنصب تذكاري ضخم (109 أمتار) توفر للزائر إطلالة 'بانورامية' بديعة على هافانا. لأن خوسيه مارتي لم يكن مجرد شاعر أو مفكر أو كاتب صحفي، بل أصبح تراثه رمزًا وضميرًا لأمته، وما زالت كلماته تلهم المثقفين والثوار في جميع أنحاء العالم، فمن الطبيعي أن يضم متحفه الوثائق الأصلية والكتابات والصور والمقتنيات الشخصية، التي توثق تاريخه السياسي والفكري، من أجل الحرية والاستقلال. من بين الأجنحة التي زرتها بالمتحف، قسم الوثائق الأصلية والمخطوطات، ويضم رسائل كتبها خوسيه مارتي في أثناء فترة المنفى بإسبانيا والمكسيك والولايات المتحدة، بالإضافة إلى مسودات -بخط يده- لبعض مقالاته وأشعاره وخطبه الشهيرة. في قسمي المقتنيات الشخصية والرسومات، يجري عرض: النظارة الطبية لمارتي، القلم والريشة، حقيبة السفر، الملابس والأحذية، لوحات فنية وصور زيتية تصوره في مختلف مراحل حياته، بالإضافة إلى نموذج لمكتبه، وآلة كاتبة، ومصباح قديم. عاش خوسيه مارتي معظم حياته بالمنفى بسبب أفكاره الثورية، تنقل بين إسبانيا وفرنسا وإنجلترا، وعاش في المكسيك وجواتيمالا وهندوراس وهايتي، بالإضافة إلى كوستاريكا، وبنما والدومينيكان وفنزويلا، واستقر لفترة، في الولايات المتحدة. في كل هذه الأماكن، عُرف خوسيه مارتي: بعلمه، سعة اطلاعه، وفضائله كشاعر، عمل-كذلك- كدبلوماسي، وكقنصل للأرجنتين وباراجواي والأوروجواي بنيويورك، وكصحفي وكمعلم، وفي كل هذه الأدوار، أثبت أنه متحدث بارع في أسلوبه وخطبه. مارتا ينتقد الإستعمار البريطاني مصر كانت في بؤرة اهتمام خوسيه مارتي، وقد انتقد -بعنف في عام 1881- نيات المستعمر بضم قناة السويس، وكتب: 'روح التجارة تحاول إغراق روح الاستقلال: ابن الصحراء الكريم يعض السوط، ويكسر يد ابن القارة العجوز الأناني'. خوسيه مارتي كان لاتينيًا مخلصًا، وتلميذًا نجيبًا لأفكار بوليفار، وكان يحلُم بوطن موحد ومتضامن، وصف خوسيه مارتي شعوب أمريكا اللاتينية غير الموحدة بأنها لن تصبح -أبدًا- من الأمم المحترمة، التي تتمتع بتقاسم المصالح والثقافات؛ ولأنها القارة التي حاولوا إخضاعها منذ زمن، ويقول: 'إنها ساعة الحساب، والمسيرة الواحدة، وعلينا أن نمضي في صفوف مرصوصة وموحدة، كالفضة بجذور جبال الأنديز'. من أشهر مقتبساته، دفاعًا عن الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية: 'الوطن هو الإنسانية، الحرية لا تمنح بل تنتزع، أن تكون مثقفًا هو أن تكون حرًا، الكلمات مثل النجوم تنير ولا تحرق، يجب على الأطفال حب الكتب قبل تعلم حب الذهب'. في يوم 19 من شهر مايو عام 1895، استشهد خوسيه مارتي بثلاث رصاصات، ومثل جنود الاحتلال الإسباني بجثته، ودفن في ضريح بسيط بمقبرة سانتا إيفجينيا بسنتياجو دي كوبا، مكتوب عليها أحد أبيات قصائده: 'أريد أن أموت بلا وطن.. ولكن بدون سيد.. خذ إلى قبري باقة من الزهور والعلم'. تشي جيفارا لأن الشيء بالشيء يذكر، وجبت الإشارة -هنا- إلى أنه يوجد بجوار متحف خوسيه مارتي بهافانا، واحدة من أكثر الصور شهرة، حيث لوحة ضخمة من الفولاذ لوجه الثائر الأممي تشي جيفارا، تزين واجهة وزارة الداخلية الكوبية، ومدون أسفلها عبارة تشي جيفارا الشهيرة 'حتى النصر دائما-Hasta la Victoria sumpre. أما نصب تشي جيفارا، وقد زرته مرتين 2006-2023، فيقع بمدينة سانتا كلارا (وسط كوبا)، حيث قاد الثائر معركة حاسمة ضد قوات باتيستا عام 1958، ويعد -النصب- مركزًا لتخليد ذكرى المناضل الأممي، يضم رفاته هو ورفاقه، بالإضافة إلى متحف يعرض مقتنياته، ورسائله وصوره، وتمثال ضخم له، وهو يحمل بندقية. فكر الزعيم جمال عبدالناصر كان ملهمًا للثورة الكوبية ولتشي جيفارا، نفسه، وكلاهما تبنيا مشاعر: عشق الوطن، ومحاربة الإمبريالية والاستعمار، والفساد والاستبداد، والدعوة للعدالة الاجتماعية، والانحياز للطبقات الفقيرة من المجتمع. في ضوء ما تقدم، فإن قدرًا هائلًا من الحماس لابد أن يشعر بها المرء، أيًا ما كان موقعه وجنسه وعرقه ولونه، في أثناء -وعقب- زيارة النصب التذكارية والمتاحف الخاصة بقادة عظماء، بقيمة: عبدالناصر ومارتي وجيفارا، الذين أفنوا حياتهم، دفاعًا عن الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية

من جمال عبدالناصر إلى خوسيه مارتي
من جمال عبدالناصر إلى خوسيه مارتي

بوابة الأهرام

timeمنذ 7 ساعات

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

من جمال عبدالناصر إلى خوسيه مارتي

لأن كلا منهما بطل قومي، ويحظيان بأرصدة نضالية أسطورية، تخطت الحدود لمواطنيها، أشكر الظروف، التي أتاحت لي زيارة متحفين ونصبين تذكاريين يخصاهما، في أوقات متقاربة، ضمن مراسم مهيبة، شهدتهما القاهرة وهافانا. أبدأ بالأحدث، حيث أجريت مراسم تكريم، منذ أيام بحديقة الحرية في قلب القاهرة، لبطل كوبا القومي، خوسيه مارتي (1853-1895)، بمناسبة مرور 130 عامًا على استشهاده، في ملحمة تاريخية ملهمة بميدان المعركة، من أجل الحرية والاستقلال. سبقت تلك المراسم بوقت قليل، زيارة لضريح ومتحف الزعيم الخالد جمال عبدالناصر (1918-1970)، بمنشية البكري، في صحبة نجله، المهندس عبدالحكيم، ونائب مساعد وزير الخارجية أشرف منير، وسفير كوبا بالقاهرة أليكسندر موراجا. أيضًا، وفي وقت سابق، ومثلما يجري تكريم خوسيه مارتي بنصب تمثال له في حديقة الحرية، زرت نصبًا تذكاريًا مماثلًا للزعيم الخالد جمال عبدالناصر بالحديقة الإفريقية -Parque de los proceresAfricanos- بالعاصمة الكوبية هافانا، إلى جوار تماثيل لقادة تاريخيين أفارقة آخرين، مثل: مانديلا ونكروما ولومومبا. في المناسبات الوطنية المصرية، تقيم سفارة مصر في هافانا مراسم احتفالية معتبرة، من بينها، إحياء ذكرى الزعيم جمال عبدالناصر، أمام النصب التذكاري المخصص له، بحضور كبار المسئولين، والقيادات الحزبية والشعبية، الكوبية. في أثناء زيارتي الأخيرة لكوبا (يناير 2025)، أتيحت لي الفرصة الذهبية لقضاء وقت مميز بمتحف البطل القومي، والشاعر، والمفكر، والمناضل خوسيه مارتي، الذي يقع في ميدان الثورة -Plaza de la Revolution- وهو محاط بنصب تذكاري ضخم (109 أمتار) توفر للزائر إطلالة "بانورامية" بديعة على هافانا. لأن خوسيه مارتي لم يكن مجرد شاعر أو مفكر أو كاتب صحفي، بل أصبح تراثه رمزًا وضميرًا لأمته، وما زالت كلماته تلهم المثقفين والثوار في جميع أنحاء العالم، فمن الطبيعي أن يضم متحفه الوثائق الأصلية والكتابات والصور والمقتنيات الشخصية، التي توثق تاريخه السياسي والفكري، من أجل الحرية والاستقلال. من بين الأجنحة التي زرتها بالمتحف، قسم الوثائق الأصلية والمخطوطات، ويضم رسائل كتبها خوسيه مارتي في أثناء فترة المنفى بإسبانيا والمكسيك والولايات المتحدة، بالإضافة إلى مسودات -بخط يده- لبعض مقالاته وأشعاره وخطبه الشهيرة. في قسمي المقتنيات الشخصية والرسومات، يجري عرض: النظارة الطبية لمارتي، القلم والريشة، حقيبة السفر، الملابس والأحذية، لوحات فنية وصور زيتية تصوره في مختلف مراحل حياته، بالإضافة إلى نموذج لمكتبه، وآلة كاتبة، ومصباح قديم. عاش خوسيه مارتي معظم حياته بالمنفى بسبب أفكاره الثورية، تنقل بين إسبانيا وفرنسا وإنجلترا، وعاش في المكسيك وجواتيمالا وهندوراس وهايتي، بالإضافة إلى كوستاريكا، وبنما والدومينيكان وفنزويلا، واستقر لفترة، في الولايات المتحدة. في كل هذه الأماكن، عُرف خوسيه مارتي: بعلمه، سعة اطلاعه، وفضائله كشاعر، عمل-كذلك- كدبلوماسي، وكقنصل للأرجنتين وباراجواي والأوروجواي بنيويورك، وكصحفي وكمعلم، وفي كل هذه الأدوار، أثبت أنه متحدث بارع في أسلوبه وخطبه. مصر كانت في بؤرة اهتمام خوسيه مارتي، وقد انتقد -بعنف في عام 1881- نيات المستعمر بضم قناة السويس، وكتب: "روح التجارة تحاول إغراق روح الاستقلال: ابن الصحراء الكريم يعض السوط، ويكسر يد ابن القارة العجوز الأناني". خوسيه مارتي كان لاتينيًا مخلصًا، وتلميذًا نجيبًا لأفكار بوليفار، وكان يحلُم بوطن موحد ومتضامن، وصف خوسيه مارتي شعوب أمريكا اللاتينية غير الموحدة بأنها لن تصبح -أبدًا- من الأمم المحترمة، التي تتمتع بتقاسم المصالح والثقافات؛ ولأنها القارة التي حاولوا إخضاعها منذ زمن، ويقول: "إنها ساعة الحساب، والمسيرة الواحدة، وعلينا أن نمضي في صفوف مرصوصة وموحدة، كالفضة بجذور جبال الأنديز". من أشهر مقتبساته، دفاعًا عن الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية: "الوطن هو الإنسانية، الحرية لا تمنح بل تنتزع، أن تكون مثقفًا هو أن تكون حرًا، الكلمات مثل النجوم تنير ولا تحرق، يجب على الأطفال حب الكتب قبل تعلم حب الذهب". في يوم 19 من شهر مايو عام 1895، استشهد خوسيه مارتي بثلاث رصاصات، ومثل جنود الاحتلال الإسباني بجثته، ودفن في ضريح بسيط بمقبرة سانتا إيفجينيا بسنتياجو دي كوبا، مكتوب عليها أحد أبيات قصائده: "أريد أن أموت بلا وطن.. ولكن بدون سيد.. خذ إلى قبري باقة من الزهور والعلم". لأن الشيء بالشيء يذكر، وجبت الإشارة -هنا- إلى أنه يوجد بجوار متحف خوسيه مارتي بهافانا، واحدة من أكثر الصور شهرة، حيث لوحة ضخمة من الفولاذ لوجه الثائر الأممي تشي جيفارا، تزين واجهة وزارة الداخلية الكوبية، ومدون أسفلها عبارة تشي جيفارا الشهيرة "حتى النصر دائما-Hasta la Victoria sumpre. أما نصب تشي جيفارا، وقد زرته مرتين 2006-2023، فيقع بمدينة سانتا كلارا (وسط كوبا)، حيث قاد الثائر معركة حاسمة ضد قوات باتيستا عام 1958، ويعد -النصب- مركزًا لتخليد ذكرى المناضل الأممي، يضم رفاته هو ورفاقه، بالإضافة إلى متحف يعرض مقتنياته، ورسائله وصوره، وتمثال ضخم له، وهو يحمل بندقية. فكر الزعيم جمال عبدالناصر كان ملهمًا للثورة الكوبية ولتشي جيفارا، نفسه، وكلاهما تبنيا مشاعر: عشق الوطن، ومحاربة الإمبريالية والاستعمار، والفساد والاستبداد، والدعوة للعدالة الاجتماعية، والانحياز للطبقات الفقيرة من المجتمع. في ضوء ما تقدم، فإن قدرًا هائلًا من الحماس لابد أن يشعر بها المرء، أيًا ما كان موقعه وجنسه وعرقه ولونه، في أثناء -وعقب- زيارة النصب التذكارية والمتاحف الخاصة بقادة عظماء، بقيمة: عبدالناصر ومارتي وجيفارا، الذين أفنوا حياتهم، دفاعًا عن الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية. [email protected]

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store