أحدث الأخبار مع #PioPEx25


الشرق السعودية
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق السعودية
طوابع بريدية تحكي تاريخ القاهرة الإسلامية
للتاريخ وجوه عدّة، يُكتب بطرق مختلفة، ويُقرأ من زوايا متباينة، وعلى الرغم من تنوّع مصادره، إلا أن مبادرة "سيرة القاهرة"، التي تُعنى بتوثيق تراث المدينة العريقة، اختارت أن تحكي جانباً من هذه السيرة الطويلة، اعتماداً على الطوابع البريدية. تأتي هذه المبادرة ضمن فعاليات معرض "PioPEx 25" الأول، الذي ينظّمه نادي الروّاد المصري لهواة جمع الطوابع، ويستضيفه مركز الهناجر في دار الأوبرا المصرية. الجولة التاريخية خلال المعرض، حملت اسم "القاهرة على طابع بوستة"؛ إذ تمّ اختيار مسار تاريخي محدّد على خرائط جوجل، من قلب القاهرة الإسلامية، يتوقف في محطات رئيسة، ارتبطت بأهم الأماكن التي تمّ إصدار طوابع بريدية عنها. مآذن الأزهر تبدأ الرحلة التاريخية من الجامع الأزهر، مع مجموعة الطوابع التي حملت اسم "منارات الأزهر"، وتستعرض أربع مآذن شهيرة تغطّي أطراف الجامع الأزهر (هناك مئذنة خامسة لم تظهر في المجموعة)، وتعبّر كل منها عن عصر وتصميم مختلف. فمئذنة الأقبغاوية- أقدم المآذن- أنشأها الأمير المملوكي أقبغا عبد الواحد عام 1339 ميلادية، وهناك مئذنة السلطان المملوكي أبو النصر قايتباي، التي أنشأها عام 1461 ميلادية، ومئذنة الأمير العثماني عبد الرحمن كتخدا الأحدث، بُنيت عام 1753، وكل منها تحمل سمات معمارية مميّزة. ولكن أشهر مآذن الجامع الأزهر "مئذنة الغوري"، التي أنشأها السلطان المملوكي الشهير قنصوة الغوري عام 1510، وهي أصبحت رمزاً للأزهر الشريف، نظراً لفرادتها المعمارية، لجهة التصميم الهندسي، فهي تضمّ درجين بدلاً من واحد نراه عادةً في المآذن، وتنفرد برأسين، لتدل على ثنائية الأشياء. وأشار عبد العزيز فهمي مؤسس مبادرة "سيرة القاهرة "، إلى أن المجموعة البريدية "لم تلتزم بترتيب زمني لهذه المآذن، كما لم تظهر بها المئذنة الخامسة، وربما يعود ذلك لأنها تطابق مئذنة كتخدا، التي تمّ بناؤها في الوقت نفسه". خان الخليلي المحطة الثانية توقّفت عند خان الخليلي، أشهر الأسواق الموجودة في القاهرة الإسلامية، وأحد أشهر نقاط الجذب السياحية في العاصمة المصرية، يوثّقها طابع البريد الصادر عام 2003، احتفالاً بيوم السياحة العالمي، وهو في تصميمه يركز على أبرز ما في الخان من حِرف يدوية دقيقة تتناقلها الأجيال، إذ وصفها الأديب العالمي نجيب محفوظ في روايته "خان الخليلي". ويأخذنا تصميم الطابع، إلى بوابة الخان الذي أنشأه الأمير جاهركس الخليلي، وأصبح من أقدم الأسواق في الشرق الأوسط، وعندما تولى السلطان قانصوه الغوري الحكم، أمر بإزالة الخان الأصلي، وأقام مكانه وكالات ودكاكين للتجّار، بقيت آثارها حتى اليوم، كما بقي أيضاً حجر الأساس المكتوب عليه: "أمر بإنشاء هذا الحصن المبارك السلطان الملك الأشرف أبو النصر قانصوه الغوري". مؤرّخ القاهرة وفي مسار الرحلة في قلب القاهرة الإسلامية، ظهر طابع بريد مخصّص للمقريزي، الذي يعتبر من أهم المؤرّخين في النصف الأوّل من القرن التاسع الهجري (1364- 1442 ميلادية)، وأهم مؤرّخ كتب عن القاهرة في تلك الفترة. عاش المقريزي في حارة برجوان، بجوار باب الفتوح في قلب المسار الرئيس للقاهرة الإسلامية، ويرصد عبد العزيز فهمي بعض عناوين الكتب التي حملها الطابع، وتعود للكتب التي ألّفها المقريزي، لكن الطابع تجاهل الحارة التي عاش فيها حياته، وهي ما تزال موجودة رغم التحوّل الذي طرأ عليها. مذبحة المماليك اختتمت "سيرة القاهرة" الجولة التاريخية، بعرض طابعَين صادرين عام 1972، يحمل الأوّل صورة باب الفتوح- أحد البوابات الأربع التاريخية لمدينة القاهرة- وهي ما تزال موجودة حتى اليوم. يعود الباب إلى الفترة الفاطمية، حيث كان أحد عناصر الدفاع العسكري عن المدينة، وكانت تقع أمامه "حوش الصوفية"، المقبرة الكبيرة التي كانت تضم رفات المقريزي، مؤرّخ القاهرة الشهير، مع عشرات المشاهير، من بينهم ابن خلدون وقاضي القضاة إبراهيم بن محمد الغازي وغيرهم، وتمّت إزالتها عام 1999 في إطار خطط التطوير. أما الطابع الثاني، فصدر عام 1984، وهو يعرض في الخلفية، صورة قلعة صلاح الدين الشهيرة، وتتصدّره صورة ميدان الرميلة وباب العزب، وهو الميدان الواسع أمام القلعة الذي كانت تجري المعارك- وأحياناً الاحتفالات- أمامه. يقول فهمي عن تلك البوابات "إنها بُنيت في العصر العثماني كأحد مداخل القلعة للدفاع عنها، وحملت اسم "العزبانية"، نسبة إلى الفرقة العسكرية المسؤولة عنها، وجاء الاسم من كون هؤلاء العسكريين، كانوا من غير المتزوّجين، الذين نذروا حياتهم للعسكرية، وهي البوابة التي ارتبطت بالمذبحة التي ارتكبها محمد علي ضد المماليك داخل القلعة، حيث تمّ إغلاق تلك البوابة وحصار المماليك في الممرّ الضيّق المؤدي إلى القلعة والقضاء عليهم.

مصرس
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- مصرس
التاريخ غير المكتوب وتوثيق الأحداث الهامة على طوابع البريد في معرض PioPEx25 بالهناجر
شهد مركز الهناجر بدار الأوبرا المصرية معرض PioPEx 25 الأول لهواة جمع طوابع البريد، والذي ينظمه نادي الرواد المصري، تحت رعاية مصلحة البريد المصري، ومتحف الحضارات، والاتحاد العام للكشافة والمرشدات. ويستعرض المعرض مجموعات مختلفة من الطوابع البريدية التي توثق أبرز الأحداث والشخصيات الهامة في التاريخ. ويأتي المعرض بمشاركة 8 دول عربية هي: المغرب وفلسطين والجزائر ومصر وعمان والسودان والعراق بالإضافة إلى الأردن ضيف الشرف.ويضم المعرض مجموعة مختلفة من الطوابع والمقتنيات البريدية التي تحكي التاريخ غير المكتوب، بالإضافة إلى الكثير من العادات التي تراجعت كثيرا خلال السنوات الماضية، ويضم العديد من المعروضات الخاصة بالبريد مثل الرسائل والأظرف والبطاقات البريدية، والكاميرات، والتي يعود تاريخ بعضها إلى عام 1866 وهو تاريخ أول صدور طابع بريد مصري.ويقول جليل طنوس رئيس جمعية هواة جمع الطوابع الأردنية في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»: «تشارك المملكة الأردنية في المعرض عبر جهتين: شركة البريد الأردنية، وجمعية هواة الطوابع الأردنية، ويعتبر طابع البريد هو أصغر وثيقة تاريخية متداولة منذ العصر العثماني، وفي فترة الانتداب البريطاني، بدأ استخدام الطوابع في فلسطين وسوريا ولبنان والأردن عام 1920 حيث كانت تحمل عبارة EEF أي قوات الاستطلاع الإنجليزية المصرية، وفي عام 1921 عندما تأسست الدولة الأردنية صدرت نفس مجموعة الطوابع لكن مكتوبا عليها حكومة الشرق العربي، وفي الفترة من عام 1923 وحتى 1925 استعانت حكومة شرق الأردن بحكومة الحجاز لاستعمال طوابع الحكومة الهاشمية وكتب عليها عبارة حكومة الشرق العربية، بعدها أعيد استعمال طوابع الانتداب وتغيرت العبارة المكتوبة على الطوابع إلى «شرق الأردن»، وكان التغير في العبارات المكتوبة على مجموعة الطوابع يشير إلى الوضع السياسي وتغير موازيين القوى، ومثلا من عام 1920 وحتى 1927 كانت قيمة الطابع مكتوبة بالمليم المصري، وفي هذا العام صدرت أول مجموعة طوابع تحمل صورة الأمير عبدالله بن الشريف حسين والتي عرفت باسم»العلامة المزدوجة«، وكانت قيمتها بالمليم الفلسطيني، وفي عام 1952 تغيرت إلى الفلس الأردني».ويضم المعرض أيضا مجموعات من الطوابع تحكي تاريخ الشخصيات والأماكن والوقائع المصرية، مثل مجموعة كوكب الشرق أم كلثوم، وكذلك المجموعة البريدية التي تحكي تاريخ مونديال كرة القدم منذ انطلاق أول بطولة عام 1930، وكذلك مجموعات طوابع تحكي الكثير من التاريخ السياسي والاجتماعي لمصر والمنطقة العربية، مثل المجموعة المصرية التي كانت تُطبع فوقها بالآلة الناسخة كلمة السودان ليتم تداولها في السودان في فترة الولاية المصرية على السودان، وكذلك مجموعات الطوابع التي تحكي تاريخ أسرة محمد على التي كانت تحكم مصر وغيرها.ومن أبرز المجموعات المعروضة، كانت مجموعة توثيق تاريخ المونديال. ويقول المهندس حسام حسن، أحد العارضين والمنظمين للمعرض، إن قيمة الطوابع البريدية تأتي من قدرتها على توثيق الأحداث، وأنه يشارك في المعرض بمجموعة كاملة من 80 صفحة تسرد تاريخ كأس العالم لكرة القدم، منذ البطولة الأولي في أورجواي عام 1930 وحتي بطولة قطر 2022.ويري «حسن» أن المتابع العادي ربما لا يستطيع أن يرى كل ما يحمله الطابع من توثيق للتاريخ، على العكس من جامع الطوابع المتخصص الذي يطارد الموضوع الذي يهتم به، ويتابع الأسواق وتجار الطوابع، ويشير إلى أن سوق ديانا في وسط البلد من أهم الأماكن التي يجتمع بها الهواة أسبوعيا لتبادل الطوابع وشراء المجموعات الجديدة من الدول المختلفة.وخلال فعاليات المعرض، تم عقد العديد من الندوات التي تربط بين الطوابع البريدية والوقائع التاريخية، ومن أبرزها الندوة التي عقدتها مبادرة «سيرة القاهرة» حول تاريخ القاهرة الإسلامية من خلال إصدارات طوابع البريد المختلفة والتي حملت عنوان «القاهرة على طابع بوستة»، وذلك من خلال جولة تناولت مآذن الأزهر، والقلعة وبوابة الرميلة، وخان الخليلي والمقريزي كما ظهرت في الطوابع المصرية، والأحداث التاريخية المرتبطة بهذه المواقع. كما عقدت ندوة أخرى عن «طوابع البوستة عن حركة الكشافة المصرية».وخلال فعاليات المعرض شاركت فلسطين من خلال رابطة هواة الطوابع، ويقول الدكتور محمد حامد مؤسس الرابطة أن طابع البريد رسول لبلده ويحمل تاريخها وثقافتها، وبالنسبة لفلسطين فإن طوابع البريد لها قيمة خاصة للغاية، حيث تبقي وثائق دامغة ضد محاولات طمس التاريخ الفلسطيني العريق، وأنه رغم الاحتلال فإن فلسطين تحاول إخراج إصدارات بريدية تظهر ما يشتهر به الشعب من العادات والتقاليد والتفاصيل، في رسالة للعالم بأن هناك شعب فلسطيني يستحق الحياة.وأضاف «حامد»: «الطوابع الفلسطينية صدرت عام 1994 وحملت شكل العلم الفلسطيني وكانت صادرة عن السلطة الفلسطينية، وتاريخيا فلسطين- كحال دول المنطقة- كانت تستخدم الطوابع العثمانية بعدها صدرت الطوابع في العشرينيات من القرن الماضي تحت الانتداب البريطاني، وكان الطابع يحمل اسم فلسطين وكانت تعرف باسم «خالص الأجرة» وقيمتها بالمليم الفلسطيني، وبعد عام 1948 رفع الاحتلال الاسم الفلسطيني ووضع اسمه عليه، وظل الطابع يحمل اسم السلطة الفلسطينية حتى عام 2018 حينما أصبحت فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة وأصبح الطابع يحمل اسم دولة فلسطين بدلا من السلطة الفلسطينية.كان هناك خطين للإصدار في فلسطين أحدهما في قطاع غزة والآخر في الضفة الغربية وفي مشاركتنا نوثق التاريخ البريدي والمراسلات والأختام بين فلسطين والدول الأخرى، وأشار»حامد«إلى أن الطوابع عادة تحمل صور الشخصيات الفلسطينية البارزة من الأدباء والعلماء، الفاكهة الفلسطينية والآثار والأماكن الدينية، في الوقت تمنع سلطات الاحتلال بعض الإصدارات للطوابع خاصة تلك التي تحمل العالم الفلسطيني.