منذ 2 أيام
المحيطات وتدهورها في مؤتمر ثالث للأمم المتحدة بمدينة نيس الفرنسية
سوف تكون حماية المحيطات التي تعاني من التلوّث وكذلك من
الاحترار
والصيد المفرطَين في صلب أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات الذي تستضيفه مدينة نيس الفرنسية في شهر يونيو/ حزيران الجاري، فيما يعوّل كثيرون على تمويل وتدابير ملموسة لحماية
الحياة البحرية
. يأتي هذا في وقت حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لي جون هوا من أنّ "صحة المحيطات تتدهور، ومعها رفاه البشر"، مشيراً إلى أنّ "المحيطات في حالة طوارئ".
وسوف يشهد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات مشاركة مجتمع دولي منقسم حول قضايا المحيطات الرئيسية، ألا وهي التعدين في قاع البحار و
المعاهدة الدولية بشأن التلوّث بالبلاستيك
وتنظيم الصيد المفرط. وابتداءً من الأحد المقبل، سوف يجتمع 70 من قادة دول العالم، من بينهم الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وآلاف من المندوبين والعلماء وممثلي منظمات غير حكومية، في مدينة نيس الواقعة على ساحل أحد أكثر بحار العالم تلوّثاً، البحر الأبيض المتوسط، الذي سجّلت حرارة مياهه في صيف 2024 مستوى قياسياً بلغ 28.9 درجة مئوية.
🔴
#Coulisses
#UNOC3
En amont de la conférence internationale
#UNOC3
, s'ouvre ce lundi 2 mai à Nice une séquence intitulée « Nous sommes l'Océan»
🌊Plongée immersive dans les thématiques océaniques avec une dizaine de pavillons, des évènements, des expositions participeront à…
— Outremers360 (@outremers360)
June 2, 2025
وعلى هامش مؤتمر المحيطات الثالث، الذي يمتدّ بين التاسع من يونيو الجاري والثالث عشر منه، تُنظَّم فعاليات ابتداءً من اليوم الاثنين في الثاني من يونيو. ويهدف المؤتمر، بحسب ما يوضحه منظّموه، إلى دعم اتّخاذ إجراءات إضافية عاجلة للحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة، وتحديد مزيد من السبل والوسائل لدعم تنفيذ الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة.
في هذا الإطار، قالت سفيرة كوستاريكا لدى الأمم المتحدة ماريتسا تشان إنّ المؤتمر سوف يتيح "إمّا عكس المسار الانحداري الذي تشهده المحيطات بحلول عام 2030 وإمّا توثيق فشل البشرية في التحرّك". يُذكر أنّ كوستاريكا تتشارك مع فرنسا في تنظيم المؤتمر. وتتطلّع تشان إلى جمع تمويل جديد قدره 100 مليار دولار أميركي من جهات عامة وخاصة لمصلحة التنمية المستدامة للمحيطات، مشيرةً إلى أنّ "هذا ما يميّز" النسخة الثالثة من المؤتمر عن النسختَين الأُوليَين.
ومن المفترض أن يفضي مؤتمر المحيطات الثالث إلى اعتماد "خطة عمل تشغيلية" مع التزامات ملموسة من الدول لحمايتها، تُرفَق بإعلان سياسي يجري التفاوض بشأنه منذ شهر ويبدو أنّه يحظى بتوافق واسع النطاق. يُذكر أنّ المحيطات تغطّي 70.8% من مساحة سطح الكرة الأرضية وتشهد منذ عامَين موجات حرّ غير مسبوقة تهدّد كائناتها الحيّة.
Join us at the
#UNOC3
! Happening at the midway point of the
#OceanDecade
, the Conference will be pivotal for ocean action. We'll be announcing key new initiatives on:
🔹Seabed mapping
🔹Ocean pollution
🔹Access to funding & capacity building
🔹& more!
👉
— UN Ocean Decade (@UNOceanDecade)
June 2, 2025
ويُعتقَد أنّ الولايات المتحدة الأميركية، التي تُعَدّ أكبر مجال بحري في العالم، لن ترسل وفداً إلى مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات مثلما كانت الحال في المفاوضات المناخية. ففي نهاية إبريل/ نيسان الماضي، اتّخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراراً أحاديّ الجانب يقضي بفتح المجال أمام التعدين في المياه الدولية للمحيط الهادئ، متجاوزاً "السلطة الدولية لقاع البحار"، أي الهيئة الحكومية الدولية التي لا تضمّ الولايات المتحدة الأميركية لعدم تصديقها على اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
في سياق متصل، رأت رئيسة وفد منظمة غرينبيس ميغن راندلز أنّ "الأمر سوف يكون أشبه بجسّ للنبض بالنسبة إلى الطموحات المختلفة، لمعرفة أين تتموضع الدول بالنسبة إلى الحوكمة العالمية للمحيطات". وكانت فرنسا قد حدّدت أهدافاً طموحة لهذا المؤتمر الأممي الأوّل الذي يُعقَد على أراضيها منذ مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ (كوب 21) الذي استضافته العاصمة باريس في عام 2015، ونتج عنه اتفاق باريس الشهير.
وقد صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو بأنّ بلاده "تسعى إلى جعل (مخرجات) المؤتمر موازية، بالنسبة إلى المحيطات، لما كان عليه اتفاق باريس بالنسبة إلى المناخ، قبل عشر سنوات". من جهته، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أعرب، قبل أشهر عديدة، عن رغبته في جمع 60 تصديقاً في نيس للسماح بدخول
معاهدة أعالي البحار
حيّز التنفيذ. ومن دون ذلك، سوف يكون المؤتمر "فاشلاً"، وفقاً لما أتى في موقف أدلى به السفير الفرنسي لشؤون المحيطات أوليفييه بوافر دارفور في مارس/ آذار الماضي.
تجدر الإشارة إلى أنّ معاهدة أعالي البحار، أو اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، التي اعتُمدت في عام 2023 ووقّعتها 115 دولة، تهدف إلى حماية النظم البيئية البحرية في المياه الدولية التي تغطّي نحو نصف مساحة سطح كوكب الأرض. وقد صدّقت عليها رسمياً، حتى الآن، 28 دولة والاتحاد الأوروبي.
بيئة
التحديثات الحية
دراسة: المحيطات امتصت في 2023 طاقة تكفي لغلي 2.3 مليار مسبح أولمبي
وتأمل فرنسا بتوسيع نطاق التحالف المؤلّف من 32 دولة الذي يؤيّد تجميد التعدين في قاع البحار. كذلك من المتوقّع أن تتطرّق النقاشات غير الرسمية بين الوفود إلى المفاوضات من أجل التوصّل إلى معاهدة لمكافحة التلوّث بالبلاستيك التي سوف تُستأنَف في أغسطس/ آب المقبل بمدينة جنيف السويسرية، فيما تأمل فرنسا الدفع قدماً نحو التصديق على الاتفاقيات المتّصلة بمكافحة الصيد غير القانوني والصيد المفرط.
ولفت المسؤول في الصندوق العالمي للحياة البحرية (منظمة غير حكومية) بي بي كلارك إلى أنّ هذه المؤتمرات، على خلفية أزمة التعددية، "تثير تشكيكاً يمكن تفهّمه. لكنّ من الأهمية بمكان قيام منتدى عالمي ينصبّ تركيزه على المحيطات". وقال كلارك، في تصريح إلى وكالة فرانس برس: "يجب أن يشكّل هذا المؤتمر نقطة تحوّل لجهة الطموح". من جهتها، رأت مفاوضة تحالف الدول الجزرية الصغيرة المطالب بزيادة التمويل أنجيليك بوبونو أنّ "الإشارات إلى الآن غير مشجّعة"، وقالت في تصريح لوكالة فرانس برس إنّه مع "أزمات وأحداث كثيرة على جدول الأعمال العالمي، من الصعب أن نكون واثقين من أنّ تبلورَ طموحٍ أمرٌ كافٍ".
(فرانس برس، العربي الجديد)