#أحدث الأخبار مع #Re80H50HTRpictwittercomexUxsO6fvrالوطن الخليجيةمنذ 2 أيامسياسةالوطن الخليجيةإدانة انتقائية: الإمارات تندد بمقتل دبلوماسيين إسرائيليين وتتجاهل مجازر غزةأثارت الإدانة الرسمية الصادرة عن دولة الإمارات لمقتل موظفَين في سفارة الاحتلال الإسرائيلي بواشنطن، تساؤلات حادة حول مواقفها السياسية والإنسانية، خاصة في ظل استمرار المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي لم تلقَ من أبوظبي أي تنديد صريح أو موقف مماثل. ففي بيان أصدرته وزارة الخارجية الإماراتية، أعربت فيه عن 'استنكارها الشديد' لما وصفته بـ'العمل الإجرامي'، الذي أودى بحياة اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية قرب المتحف اليهودي وسط العاصمة الأمريكية، وعبّرت عن 'تعازيها ومواساتها' لعائلات الضحايا و'للشعب الإسرائيلي'. يأتي هذا الموقف الحازم في الإدانة والتضامن، في وقت لا تزال فيه آلة الحرب الإسرائيلية تحصد أرواح الفلسطينيين في غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء عشرات الآلاف منذ أكتوبر الماضي، دون أن يصدر عن الإمارات أي موقف مشابه من حيث الشدة أو حتى الإشارة المباشرة لمسؤولية الاحتلال عن المأساة. ويبدو أن هذا الموقف يعكس تحوّلاً استراتيجياً في أولويات السياسة الخارجية الإماراتية منذ توقيعها على اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل عام 2020، في إطار ما يُعرف بـ'اتفاقيات إبراهام' برعاية أمريكية. فمنذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة التعاون بين أبوظبي وتل أبيب على مختلف المستويات، من الأمن والدفاع، إلى الاقتصاد والتكنولوجيا، وحتى الفضاء والثقافة، في ظل تقارير إعلامية تتحدث عن تبادل استخباراتي وارتفاع غير مسبوق في حجم التبادل التجاري. في المقابل، تواجه الإمارات انتقادات متزايدة من الشعوب العربية والمنظمات الحقوقية بسبب هذا الانخراط في علاقات طبيعية مع دولة تمارس احتلالاً عسكرياً وقمعاً ممنهجاً بحق الشعب الفلسطيني. وقد بدا هذا الانحياز واضحاً في مناسبات عدة، حيث امتنعت أبوظبي عن إدانة انتهاكات موثقة، بما في ذلك قصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين، في وقت تتبنى فيه خطاباً دبلوماسياً يروّج للسلام والاستقرار. الإمارات تدين مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن — MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) May 22, 2025 من جهة أخرى، يعكس الصمت الرسمي الإماراتي تجاه المجازر في غزة نوعاً من الازدواجية السياسية، التي تُقوّض الخطاب العربي التقليدي الداعم للقضية الفلسطينية. فرغم أن الإمارات لعبت في مراحل سابقة دوراً داعماً للفلسطينيين، يبدو أن هذا الدور بدأ يتراجع تحت ضغط التحالفات الجديدة، خصوصاً في ظل الرهان على التحالف مع إسرائيل كوسيلة لتعزيز النفوذ الإقليمي والتقارب مع الغرب. إن مقتل موظفَين إسرائيليين في واشنطن جريمة مدانة، ولكن تغليب الإدانة على خلفية العلاقات الدبلوماسية، وتجاهل المجازر الجماعية في غزة، لا يمكن أن يُفهم إلا كرسالة سياسية واضحة حول تموضع الإمارات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فالمواقف الأخلاقية لا تُقاس بحسابات المصالح وحدها، بل بمقدار الاتساق في الانحياز للحق ورفض الظلم، أيّاً كان مصدره.
الوطن الخليجيةمنذ 2 أيامسياسةالوطن الخليجيةإدانة انتقائية: الإمارات تندد بمقتل دبلوماسيين إسرائيليين وتتجاهل مجازر غزةأثارت الإدانة الرسمية الصادرة عن دولة الإمارات لمقتل موظفَين في سفارة الاحتلال الإسرائيلي بواشنطن، تساؤلات حادة حول مواقفها السياسية والإنسانية، خاصة في ظل استمرار المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي لم تلقَ من أبوظبي أي تنديد صريح أو موقف مماثل. ففي بيان أصدرته وزارة الخارجية الإماراتية، أعربت فيه عن 'استنكارها الشديد' لما وصفته بـ'العمل الإجرامي'، الذي أودى بحياة اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية قرب المتحف اليهودي وسط العاصمة الأمريكية، وعبّرت عن 'تعازيها ومواساتها' لعائلات الضحايا و'للشعب الإسرائيلي'. يأتي هذا الموقف الحازم في الإدانة والتضامن، في وقت لا تزال فيه آلة الحرب الإسرائيلية تحصد أرواح الفلسطينيين في غزة، حيث تجاوز عدد الشهداء عشرات الآلاف منذ أكتوبر الماضي، دون أن يصدر عن الإمارات أي موقف مشابه من حيث الشدة أو حتى الإشارة المباشرة لمسؤولية الاحتلال عن المأساة. ويبدو أن هذا الموقف يعكس تحوّلاً استراتيجياً في أولويات السياسة الخارجية الإماراتية منذ توقيعها على اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل عام 2020، في إطار ما يُعرف بـ'اتفاقيات إبراهام' برعاية أمريكية. فمنذ ذلك الحين، تسارعت وتيرة التعاون بين أبوظبي وتل أبيب على مختلف المستويات، من الأمن والدفاع، إلى الاقتصاد والتكنولوجيا، وحتى الفضاء والثقافة، في ظل تقارير إعلامية تتحدث عن تبادل استخباراتي وارتفاع غير مسبوق في حجم التبادل التجاري. في المقابل، تواجه الإمارات انتقادات متزايدة من الشعوب العربية والمنظمات الحقوقية بسبب هذا الانخراط في علاقات طبيعية مع دولة تمارس احتلالاً عسكرياً وقمعاً ممنهجاً بحق الشعب الفلسطيني. وقد بدا هذا الانحياز واضحاً في مناسبات عدة، حيث امتنعت أبوظبي عن إدانة انتهاكات موثقة، بما في ذلك قصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين، في وقت تتبنى فيه خطاباً دبلوماسياً يروّج للسلام والاستقرار. الإمارات تدين مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن — MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) May 22, 2025 من جهة أخرى، يعكس الصمت الرسمي الإماراتي تجاه المجازر في غزة نوعاً من الازدواجية السياسية، التي تُقوّض الخطاب العربي التقليدي الداعم للقضية الفلسطينية. فرغم أن الإمارات لعبت في مراحل سابقة دوراً داعماً للفلسطينيين، يبدو أن هذا الدور بدأ يتراجع تحت ضغط التحالفات الجديدة، خصوصاً في ظل الرهان على التحالف مع إسرائيل كوسيلة لتعزيز النفوذ الإقليمي والتقارب مع الغرب. إن مقتل موظفَين إسرائيليين في واشنطن جريمة مدانة، ولكن تغليب الإدانة على خلفية العلاقات الدبلوماسية، وتجاهل المجازر الجماعية في غزة، لا يمكن أن يُفهم إلا كرسالة سياسية واضحة حول تموضع الإمارات في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فالمواقف الأخلاقية لا تُقاس بحسابات المصالح وحدها، بل بمقدار الاتساق في الانحياز للحق ورفض الظلم، أيّاً كان مصدره.