#أحدث الأخبار مع #RichardVogelAPيورو نيوز٢٩-٠٤-٢٠٢٥صحةيورو نيوز50 عاما على انتهاء الحرب ولم تنته المأساة... سموم "العامل البرتقالي" ما زالت تنهش فيتناماعلان فقد انتهت الحرب الفيتنامية رسميًا عام 1975 مع سقوط العاصمة الفيتنامية الجنوبية سايغون بيد القوات الشيوعية، إلا أن إرث الحرب الكيميائي لا يزال يلقي بظلاله على حياة الملايين الذين يواجهون تحديات يومية بسببه. نغوين ثانه هاي، البالغ من العمر 34 عامًا، هو واحد من ملايين المتضررين من "العامل البرتقالي". وُلد هاي وهو يعاني من إعاقات في النمو، ويكافح يوميًا لإتمام مهام بسيطة يعتبرها كثيرون أمورًا بديهية، كإغلاق أزرار قميصه الأزرق أثناء دراسته في مدرسة خاصة بمدينة دا نانغ، أو كتابة الحروف الأبجدية، أو رسم الأشكال، أو تكوين جمل بسيطة. نشأ هاي في دا نانغ، المدينة التي احتضنت قاعدة جوية أمريكية كبيرة خلال الحرب، حيث تركت القوات الأمريكية المغادرة وراءها كميات ضخمة من "العامل البرتقالي". وقد بقيت هذه المواد الكيميائية لعقود، متسربةً إلى إمدادات الغذاء والمياه، وأثرت على أجيال متعاقبة من سكان مناطق مثل قريته. على امتداد فيتنام، رشّت القوات الأمريكية خلال الحرب ما مجموعه 72 مليون لتر من المواد المزيلة للمبيدات بهدف تجريد القوات المعادية من غطائها النباتي. أكثر من نصف هذه الكمية كان عبارة عن "العامل البرتقالي"، وهو مزيج من مبيدات الأعشاب مضافًا إليه الديوكسين، وهي مادة كيميائية معروفة بارتباطها بمشاكل صحية خطيرة وأضرار بيئية دائمة. Related إعصار ياجي يواصل حصد الأرواح: 87 قتيلًا وعشرات المفقودين وسط فيضانات وانهيارات أرضية في فيتنام إعصار ياجي يضرب فيتنام ويخلف دمارًا واسعًا ارتفاع عدد ضحايا إعصار "ياغي" إلى 200 بين قتيل وجريح ومفقود وانهيار جسور في أسوأ عاصفة تضرب فيتنام واليوم، لا يزال نحو 3 ملايين شخص في فيتنام، من بينهم العديد من الأطفال، يعانون من أمراض خطيرة مرتبطة بالتعرض لهذه المادة السامة. وعلى مدى عقود، واصلت فيتنام جهودها لتنظيف هذا الإرث السام، مستعينة بجزء من المساعدات الأمريكية التي وصلت متأخرة، إلا أن عملية التنظيف لم تكتمل بعد. وفي ظل التخفيضات في المساعدات الخارجية التي يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتزايد المخاوف لدى ملايين الفيتناميين من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن دعم جهود تنظيف "العامل البرتقالي". عقود من التلوث عندما وضعت الحرب أوزارها، أدارت الولايات المتحدة ظهرها لفيتنام، متلهفة لطي صفحة مؤلمة من تاريخها. لكن فيتنام تُركت مع عشرات البؤر الملوثة بالديوكسين المنتشرة في 58 من أصل 63 مقاطعة. تقول فيتنام إن الآثار الصحية تستمر لأجيال، وتهدد أبناء وأحفاد وحتى أحفاد وأحفاد أحفاد الأشخاص الذين تعرضوا للمواد الكيميائية بمضاعفات صحية تتراوح بين السرطان والعيوب الخلقية التي تؤثر على العمود الفقري والجهاز العصبي. فيتنامية تلوّح بعلم بلادها خلال أسبوع الاحتفالات بالذكرى الخمسين لانتهاء حرب فيتنام، في متحف مخلفات الحرب بمدينة هو تشي منه، 27 أبريل 2025. Richard Vogel/AP لكن العلم حول التأثيرات الصحية على البشر، سواء بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا للعامل البرتقالي أو الأجيال التي تليهم، لا يزال غير مستقر. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه عندما بدأت الدولتان أخيرًا العمل معًا في عام 2006، ركزتا على العثور على الديوكسين في البيئة وإزالته بدلًا من دراسة الموضوع الذي لا يزال محل خلاف حول تأثيره على صحة الإنسان، كما قال تشارلز بيلي، المؤلف المشارك في كتاب "من أعداء إلى شركاء: فيتنام والولايات المتحدة والعامل البرتقالي". قال بيلي: "لا يزال علم السببية غير مكتمل". عمليات تنظيف واسعة النطاق على مدى العقود التي أعقبت نهاية الحرب، شرعت الدولة الفيتنامية المتعافية في تسييج المواقع شديدة التلوث، مثل مطار دا نانغ، وبدأت بتقديم الدعم للعائلات المتضررة. في المقابل، تجاهلت الولايات المتحدة، إلى حد بعيد، الأدلة المتزايدة على الآثار الصحية لـ"العامل البرتقالي"، بما في ذلك تلك التي طالت قدامى المحاربين، حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حين بدأت بتمويل مشاريع إزالة التلوث من الأراضي الفيتنامية. وفي عام 1991، أقرت الولايات المتحدة بأن بعض الأمراض قد تكون مرتبطة بالتعرض لـ"العامل البرتقالي"، وقررت منح قدامى المحاربين المصابين بهذه الأمراض حق الاستفادة من المزايا المخصصة لهم. حي تشولون بمدينة هو تشي منه، قبيل الذكرى الخمسين لانتهاء حرب فيتنام، 29 أبريل 2025. Richard Vogel/AP ومنذ ذلك العام، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 155 مليون دولار أمريكي (144 مليون يورو) لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في المناطق المتضررة من المواد السامة أو التي تنتشر فيها القنابل غير المنفجرة، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية. اعلان وتعد عمليات التنظيف مكلفة وغالباً ما تنطوي على مخاطر عالية، إذ تتطلب استخراج التربة شديدة التلوث وتسخينها داخل أفران ضخمة إلى درجات حرارة مرتفعة جداً، فيما تُدفن التربة الأقل تلوثاً في مدافن آمنة مخصصة لذلك. ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك حاجة إلى تطهير العديد من المواقع الكبرى في فيتنام. القلق يتزايد مع خفض المساعدات الأمريكية أدى خفض ترامب لتمويل المساعدات إلى وقف عدة مشاريع رئيسية في فيتنام. وعلى الرغم من استئناف العديد من هذه المشاريع لاحقًا، لا تزال الشكوك قائمة بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بدعم طويل الأمد. وأكد نغوين فان آن، رئيس جمعية ضحايا "العامل البرتقالي" في دانانغ، أن فيتنام غير قادرة بمفردها على التعامل مع المواد الكيميائية السامة المتبقية، قائلاً: "نحن نؤمن دائمًا بأن الحكومة الأمريكية والشركات المصنعة لهذه المادة السامة تتحملان مسؤولية دعم الضحايا". اعلان ويزيد من حدة التحديات نقص البيانات الكافية، ما يجعل الخبراء غير قادرين على تحديد الموعد النهائي لانتهاء الخطر الذي يهدد صحة الإنسان. غير أن الخطر الأكثر إلحاحًا يتمثل في احتمال انتشار التربة الملوثة المكشوفة إلى المجاري المائية، ما قد يؤدي إلى إصابة المزيد من السكان بالتلوث. Related شاهد: مزارعو الأرز في فيتنام يستغلون برودة الليل لبدء غرس بذورهم استعدادات لإجلاء الآلاف بسبب اقتراب إعصار من الصين وفيتنام شاهد: فيتنام تستعد للاحتفال بالعام القمري الجديد وفي عام 2020، أُطلق مشروع يمتد لعشر سنوات لتنظيف نحو 500,000 متر مكعب من التربة الملوثة بالديوكسين في قاعدة بيان هوا الجوية، وهي كمية كافية لملء 40,000 شاحنة. إلا أن المشروع توقف لمدة أسبوع في آذار/مارس، قبل أن يُستأنف العمل به، وسط استمرار الغموض بشأن مدى استمرارية التمويل الأمريكي. من جهته، أعرب تشاك سيرسي، أحد قدامى المحاربين الأمريكيين في حرب فيتنام والناشط في البرامج الإنسانية هناك منذ عام 1995، عن خشيته من أن يؤدي عدم الاستقرار في التمويل إلى تقويض الثقة التي بُنيت على مدى سنوات. وقال سيرسي، إن المستفيدين من المشاريع الأمريكية لمعالجة إرث الحرب هم "ضحايا أبرياء"، مضيفًا: "لقد وقعوا ضحية مرتين، مرة بسبب الحرب وما خلفته من معاناة، ومرة أخرى بحرمانهم من الدعم الذي يعتمدون عليه". اعلان
يورو نيوز٢٩-٠٤-٢٠٢٥صحةيورو نيوز50 عاما على انتهاء الحرب ولم تنته المأساة... سموم "العامل البرتقالي" ما زالت تنهش فيتناماعلان فقد انتهت الحرب الفيتنامية رسميًا عام 1975 مع سقوط العاصمة الفيتنامية الجنوبية سايغون بيد القوات الشيوعية، إلا أن إرث الحرب الكيميائي لا يزال يلقي بظلاله على حياة الملايين الذين يواجهون تحديات يومية بسببه. نغوين ثانه هاي، البالغ من العمر 34 عامًا، هو واحد من ملايين المتضررين من "العامل البرتقالي". وُلد هاي وهو يعاني من إعاقات في النمو، ويكافح يوميًا لإتمام مهام بسيطة يعتبرها كثيرون أمورًا بديهية، كإغلاق أزرار قميصه الأزرق أثناء دراسته في مدرسة خاصة بمدينة دا نانغ، أو كتابة الحروف الأبجدية، أو رسم الأشكال، أو تكوين جمل بسيطة. نشأ هاي في دا نانغ، المدينة التي احتضنت قاعدة جوية أمريكية كبيرة خلال الحرب، حيث تركت القوات الأمريكية المغادرة وراءها كميات ضخمة من "العامل البرتقالي". وقد بقيت هذه المواد الكيميائية لعقود، متسربةً إلى إمدادات الغذاء والمياه، وأثرت على أجيال متعاقبة من سكان مناطق مثل قريته. على امتداد فيتنام، رشّت القوات الأمريكية خلال الحرب ما مجموعه 72 مليون لتر من المواد المزيلة للمبيدات بهدف تجريد القوات المعادية من غطائها النباتي. أكثر من نصف هذه الكمية كان عبارة عن "العامل البرتقالي"، وهو مزيج من مبيدات الأعشاب مضافًا إليه الديوكسين، وهي مادة كيميائية معروفة بارتباطها بمشاكل صحية خطيرة وأضرار بيئية دائمة. Related إعصار ياجي يواصل حصد الأرواح: 87 قتيلًا وعشرات المفقودين وسط فيضانات وانهيارات أرضية في فيتنام إعصار ياجي يضرب فيتنام ويخلف دمارًا واسعًا ارتفاع عدد ضحايا إعصار "ياغي" إلى 200 بين قتيل وجريح ومفقود وانهيار جسور في أسوأ عاصفة تضرب فيتنام واليوم، لا يزال نحو 3 ملايين شخص في فيتنام، من بينهم العديد من الأطفال، يعانون من أمراض خطيرة مرتبطة بالتعرض لهذه المادة السامة. وعلى مدى عقود، واصلت فيتنام جهودها لتنظيف هذا الإرث السام، مستعينة بجزء من المساعدات الأمريكية التي وصلت متأخرة، إلا أن عملية التنظيف لم تكتمل بعد. وفي ظل التخفيضات في المساعدات الخارجية التي يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تتزايد المخاوف لدى ملايين الفيتناميين من احتمال تخلي الولايات المتحدة عن دعم جهود تنظيف "العامل البرتقالي". عقود من التلوث عندما وضعت الحرب أوزارها، أدارت الولايات المتحدة ظهرها لفيتنام، متلهفة لطي صفحة مؤلمة من تاريخها. لكن فيتنام تُركت مع عشرات البؤر الملوثة بالديوكسين المنتشرة في 58 من أصل 63 مقاطعة. تقول فيتنام إن الآثار الصحية تستمر لأجيال، وتهدد أبناء وأحفاد وحتى أحفاد وأحفاد أحفاد الأشخاص الذين تعرضوا للمواد الكيميائية بمضاعفات صحية تتراوح بين السرطان والعيوب الخلقية التي تؤثر على العمود الفقري والجهاز العصبي. فيتنامية تلوّح بعلم بلادها خلال أسبوع الاحتفالات بالذكرى الخمسين لانتهاء حرب فيتنام، في متحف مخلفات الحرب بمدينة هو تشي منه، 27 أبريل 2025. Richard Vogel/AP لكن العلم حول التأثيرات الصحية على البشر، سواء بالنسبة للأشخاص الذين تعرضوا للعامل البرتقالي أو الأجيال التي تليهم، لا يزال غير مستقر. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه عندما بدأت الدولتان أخيرًا العمل معًا في عام 2006، ركزتا على العثور على الديوكسين في البيئة وإزالته بدلًا من دراسة الموضوع الذي لا يزال محل خلاف حول تأثيره على صحة الإنسان، كما قال تشارلز بيلي، المؤلف المشارك في كتاب "من أعداء إلى شركاء: فيتنام والولايات المتحدة والعامل البرتقالي". قال بيلي: "لا يزال علم السببية غير مكتمل". عمليات تنظيف واسعة النطاق على مدى العقود التي أعقبت نهاية الحرب، شرعت الدولة الفيتنامية المتعافية في تسييج المواقع شديدة التلوث، مثل مطار دا نانغ، وبدأت بتقديم الدعم للعائلات المتضررة. في المقابل، تجاهلت الولايات المتحدة، إلى حد بعيد، الأدلة المتزايدة على الآثار الصحية لـ"العامل البرتقالي"، بما في ذلك تلك التي طالت قدامى المحاربين، حتى منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حين بدأت بتمويل مشاريع إزالة التلوث من الأراضي الفيتنامية. وفي عام 1991، أقرت الولايات المتحدة بأن بعض الأمراض قد تكون مرتبطة بالتعرض لـ"العامل البرتقالي"، وقررت منح قدامى المحاربين المصابين بهذه الأمراض حق الاستفادة من المزايا المخصصة لهم. حي تشولون بمدينة هو تشي منه، قبيل الذكرى الخمسين لانتهاء حرب فيتنام، 29 أبريل 2025. Richard Vogel/AP ومنذ ذلك العام، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 155 مليون دولار أمريكي (144 مليون يورو) لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة في المناطق المتضررة من المواد السامة أو التي تنتشر فيها القنابل غير المنفجرة، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية. اعلان وتعد عمليات التنظيف مكلفة وغالباً ما تنطوي على مخاطر عالية، إذ تتطلب استخراج التربة شديدة التلوث وتسخينها داخل أفران ضخمة إلى درجات حرارة مرتفعة جداً، فيما تُدفن التربة الأقل تلوثاً في مدافن آمنة مخصصة لذلك. ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك حاجة إلى تطهير العديد من المواقع الكبرى في فيتنام. القلق يتزايد مع خفض المساعدات الأمريكية أدى خفض ترامب لتمويل المساعدات إلى وقف عدة مشاريع رئيسية في فيتنام. وعلى الرغم من استئناف العديد من هذه المشاريع لاحقًا، لا تزال الشكوك قائمة بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بدعم طويل الأمد. وأكد نغوين فان آن، رئيس جمعية ضحايا "العامل البرتقالي" في دانانغ، أن فيتنام غير قادرة بمفردها على التعامل مع المواد الكيميائية السامة المتبقية، قائلاً: "نحن نؤمن دائمًا بأن الحكومة الأمريكية والشركات المصنعة لهذه المادة السامة تتحملان مسؤولية دعم الضحايا". اعلان ويزيد من حدة التحديات نقص البيانات الكافية، ما يجعل الخبراء غير قادرين على تحديد الموعد النهائي لانتهاء الخطر الذي يهدد صحة الإنسان. غير أن الخطر الأكثر إلحاحًا يتمثل في احتمال انتشار التربة الملوثة المكشوفة إلى المجاري المائية، ما قد يؤدي إلى إصابة المزيد من السكان بالتلوث. Related شاهد: مزارعو الأرز في فيتنام يستغلون برودة الليل لبدء غرس بذورهم استعدادات لإجلاء الآلاف بسبب اقتراب إعصار من الصين وفيتنام شاهد: فيتنام تستعد للاحتفال بالعام القمري الجديد وفي عام 2020، أُطلق مشروع يمتد لعشر سنوات لتنظيف نحو 500,000 متر مكعب من التربة الملوثة بالديوكسين في قاعدة بيان هوا الجوية، وهي كمية كافية لملء 40,000 شاحنة. إلا أن المشروع توقف لمدة أسبوع في آذار/مارس، قبل أن يُستأنف العمل به، وسط استمرار الغموض بشأن مدى استمرارية التمويل الأمريكي. من جهته، أعرب تشاك سيرسي، أحد قدامى المحاربين الأمريكيين في حرب فيتنام والناشط في البرامج الإنسانية هناك منذ عام 1995، عن خشيته من أن يؤدي عدم الاستقرار في التمويل إلى تقويض الثقة التي بُنيت على مدى سنوات. وقال سيرسي، إن المستفيدين من المشاريع الأمريكية لمعالجة إرث الحرب هم "ضحايا أبرياء"، مضيفًا: "لقد وقعوا ضحية مرتين، مرة بسبب الحرب وما خلفته من معاناة، ومرة أخرى بحرمانهم من الدعم الذي يعتمدون عليه". اعلان