#أحدث الأخبار مع #SCOANigeriaPLCالعربي الجديدمنذ 4 أيامسياسةالعربي الجديدمسعد بولس أو شيء من أخلاق الترامبيةأحد الإرباكات التي قد تواجه معارضاً لدونالد ترامب في رفضه كل ما يمثله هذا الرجل بقيمه ونهجه أن ما يُدان عليه الرئيس الأميركي الحالي أخلاقياً هو مصدر فخر له. بعض المذمّات التي يراها فضائل إعلاؤه المصلحة المالية فوق أي اعتبار آخر، وتقديسه الثروة والبزنس وجعلهما مرادفاً للسياسة وللاحترام والشطارة، ثم تفضيله الاقتصاد غير المنتج كالتطوير العقاري على حساب القطاعات المنتجة، كذلك عدم اكتراثه سوى بكم يبلغ رصيد البشر في البنك بما أن هذا هو معيار النجاح، بينما الفقر مقياس الفشل، من دون أي ارتباطٍ بين هذه العاهات الفكرية ونظرية ماكس فيبر طبعاً. والترامبية نهج له رموزه ومقلّدوه. أحد المقلّدين يُدعى مسعد بولس، والد مايكل، زوج تيفاني دونالد ترامب. مسعد بولس لبناني ــ أميركي من مشاهير الولاية الثانية للترامبية، وقد كشفت صحيفة بوليتيكو الأميركية الإلكترونية في مطلع شهر مايو/ أيار الحالي أن تخفيضاً جرى لمكانته في الدائرة الضيقة للرئيس، رغم أنه لا يزال مستشاراً لترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، ومستشاره لأفريقيا. أسباب عديدة تقف خلف القرار، بحسب "بوليتيكو"، منها أنه "كثير الكلام" أو "ثرثار تلفزيوني" في شؤون لا تقع ضمن اختصاصاته، كإدلائه بمواقف لا تسرّ الرباط بشأن الصحراء الغربية في مقابلة مع قناة العربية الشهر الماضي. كذلك ترصد الصحيفة الإلكترونية ارتباطات بولس الواسعة بشخصيات سياسية لبنانية (وهو لبناني من قرية كفرعقا، قضاء الكورة، شمالاً، غادرها في شبابه إلى تكساس)، منها حليف حزب الله سليمان فرنجية، الذي لا تبعد منطقته زغرتا عن مسقط رأس مسعد بولس إلا بضعة كيلومترات، فضلاً عن الأهم بالنسبة إلى موضوع هذه السطور، وهو تضخيمه حجم أعماله وثروته إعلامياً، بعد الضجة الكبيرة التي أثارها سبق صحافي لـ"نيويورك تايمز" في ديسمبر/ كانون الأول 2024 ومفاده أن الرجل اخترع لنفسه صورة الملياردير أو على الأقل لم يصحح الصورة الشائعة عنه مليارديراً، بينما هو ليس كذلك، وقد ساعده في ذلك بعض الإعلام الأميركي. ومسعد بولس لم ينفِ في حديثه لصحافي في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أن تكون القيمة المالية لشركته تساوي مليارات الدولارات، وقد وصفه ترامب بـ"الرائد المحترم للغاية في عالم الأعمال وصاحب الخبرة المكثفة على الساحة الدولية"، كذلك أسبغ عليه الوصف الترامبي الأعلى على الإطلاق: صانع الصفقات. أما الحقيقة، فهي أن مسعد بولس هو المدير التنفيذي لشركة اسمها SCOA Nigeria PLC تبيع شاحنات في نيجيريا قيمتها المالية الحالية 865 ألف دولار فقط، وقد حققت ربحاً يقلّ عن 66 ألف دولار عام 2023، يملكها والد زوجته، لبناني آخر يحمل كنية فضّول. يبدو مسعد بولس في دنيا الأعمال شيئاً قريباً من سيرة دونالد ترامب الفاشل مهنياً، على عكس الصورة الشائعة عنه عبقرياً في الصفقات، فقصة الرئيس الأميركي مطوّراً عقارياً تكاد تكون مسلسلاً لا ينتهي من الإخفاقات وإعلانات الإفلاس. أما بولس، فمحاولاته تراوح بين امتلاكه مطعماً في نيجيريا وشركات بناء غير نشطة في السوق، وصاحب فكرة "تانترا"، وهو شراب طاقة تخبر شركته المصنعة أنه يزود شاربه أو شاربته بطاقة جنسية. القصة ليست في فشل مسعد بولس في عالم الأعمال، فربما يكون هذا أفضل ما يُقال بحقه، ولا طبعاً في أنه ليس مليارديراً، بل في أنه أوحى للإعلام طيلة سنوات أنه كذلك، ولم يصحح الشائعات الكاذبة التي صوّرته إمبراطوراً مالياً ربما لينال منصبه في إدارة ترامب مثلما يوحي السبق الصحافي لـ"نيويورك تايمز" بما أنه هكذا تتم تسمية شخصيات فريق الرئيس، كما تكتب الصحيفة. هذا شيء من أخلاق الترامبية وتقديسها الثراء والجاه وسمعة الملياردير حتى ولو لم تكن مليارديراً. ومع بزوغ كل فجر، يتأكد العالم كم أن الترامبية ظاهرة مَرَضية بحاجة لأطباء نفسيين لفهمها ومعالجتها أكثر مما هي حالة سياسية أو سوسيولوجية تتطلب علماء اجتماع وسياسة وعلاقات دولية.
العربي الجديدمنذ 4 أيامسياسةالعربي الجديدمسعد بولس أو شيء من أخلاق الترامبيةأحد الإرباكات التي قد تواجه معارضاً لدونالد ترامب في رفضه كل ما يمثله هذا الرجل بقيمه ونهجه أن ما يُدان عليه الرئيس الأميركي الحالي أخلاقياً هو مصدر فخر له. بعض المذمّات التي يراها فضائل إعلاؤه المصلحة المالية فوق أي اعتبار آخر، وتقديسه الثروة والبزنس وجعلهما مرادفاً للسياسة وللاحترام والشطارة، ثم تفضيله الاقتصاد غير المنتج كالتطوير العقاري على حساب القطاعات المنتجة، كذلك عدم اكتراثه سوى بكم يبلغ رصيد البشر في البنك بما أن هذا هو معيار النجاح، بينما الفقر مقياس الفشل، من دون أي ارتباطٍ بين هذه العاهات الفكرية ونظرية ماكس فيبر طبعاً. والترامبية نهج له رموزه ومقلّدوه. أحد المقلّدين يُدعى مسعد بولس، والد مايكل، زوج تيفاني دونالد ترامب. مسعد بولس لبناني ــ أميركي من مشاهير الولاية الثانية للترامبية، وقد كشفت صحيفة بوليتيكو الأميركية الإلكترونية في مطلع شهر مايو/ أيار الحالي أن تخفيضاً جرى لمكانته في الدائرة الضيقة للرئيس، رغم أنه لا يزال مستشاراً لترامب للشؤون العربية والشرق الأوسط، ومستشاره لأفريقيا. أسباب عديدة تقف خلف القرار، بحسب "بوليتيكو"، منها أنه "كثير الكلام" أو "ثرثار تلفزيوني" في شؤون لا تقع ضمن اختصاصاته، كإدلائه بمواقف لا تسرّ الرباط بشأن الصحراء الغربية في مقابلة مع قناة العربية الشهر الماضي. كذلك ترصد الصحيفة الإلكترونية ارتباطات بولس الواسعة بشخصيات سياسية لبنانية (وهو لبناني من قرية كفرعقا، قضاء الكورة، شمالاً، غادرها في شبابه إلى تكساس)، منها حليف حزب الله سليمان فرنجية، الذي لا تبعد منطقته زغرتا عن مسقط رأس مسعد بولس إلا بضعة كيلومترات، فضلاً عن الأهم بالنسبة إلى موضوع هذه السطور، وهو تضخيمه حجم أعماله وثروته إعلامياً، بعد الضجة الكبيرة التي أثارها سبق صحافي لـ"نيويورك تايمز" في ديسمبر/ كانون الأول 2024 ومفاده أن الرجل اخترع لنفسه صورة الملياردير أو على الأقل لم يصحح الصورة الشائعة عنه مليارديراً، بينما هو ليس كذلك، وقد ساعده في ذلك بعض الإعلام الأميركي. ومسعد بولس لم ينفِ في حديثه لصحافي في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أن تكون القيمة المالية لشركته تساوي مليارات الدولارات، وقد وصفه ترامب بـ"الرائد المحترم للغاية في عالم الأعمال وصاحب الخبرة المكثفة على الساحة الدولية"، كذلك أسبغ عليه الوصف الترامبي الأعلى على الإطلاق: صانع الصفقات. أما الحقيقة، فهي أن مسعد بولس هو المدير التنفيذي لشركة اسمها SCOA Nigeria PLC تبيع شاحنات في نيجيريا قيمتها المالية الحالية 865 ألف دولار فقط، وقد حققت ربحاً يقلّ عن 66 ألف دولار عام 2023، يملكها والد زوجته، لبناني آخر يحمل كنية فضّول. يبدو مسعد بولس في دنيا الأعمال شيئاً قريباً من سيرة دونالد ترامب الفاشل مهنياً، على عكس الصورة الشائعة عنه عبقرياً في الصفقات، فقصة الرئيس الأميركي مطوّراً عقارياً تكاد تكون مسلسلاً لا ينتهي من الإخفاقات وإعلانات الإفلاس. أما بولس، فمحاولاته تراوح بين امتلاكه مطعماً في نيجيريا وشركات بناء غير نشطة في السوق، وصاحب فكرة "تانترا"، وهو شراب طاقة تخبر شركته المصنعة أنه يزود شاربه أو شاربته بطاقة جنسية. القصة ليست في فشل مسعد بولس في عالم الأعمال، فربما يكون هذا أفضل ما يُقال بحقه، ولا طبعاً في أنه ليس مليارديراً، بل في أنه أوحى للإعلام طيلة سنوات أنه كذلك، ولم يصحح الشائعات الكاذبة التي صوّرته إمبراطوراً مالياً ربما لينال منصبه في إدارة ترامب مثلما يوحي السبق الصحافي لـ"نيويورك تايمز" بما أنه هكذا تتم تسمية شخصيات فريق الرئيس، كما تكتب الصحيفة. هذا شيء من أخلاق الترامبية وتقديسها الثراء والجاه وسمعة الملياردير حتى ولو لم تكن مليارديراً. ومع بزوغ كل فجر، يتأكد العالم كم أن الترامبية ظاهرة مَرَضية بحاجة لأطباء نفسيين لفهمها ومعالجتها أكثر مما هي حالة سياسية أو سوسيولوجية تتطلب علماء اجتماع وسياسة وعلاقات دولية.