#أحدث الأخبار مع #Siratالبلاد البحرينيةمنذ 3 أيامترفيهالبلاد البحرينية"صراط".. رحلة روحية في صحراء المغربيشارك المخرج الإسباني الفرنسي أوليفر لاكس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي 2025 بفيلمه الجديد "صراط"، الذي يُعد تجربة سينمائية فريدة تستكشف مفاهيم الحزن، الفقد، والبحث عن الذات في عمق الصحراء المغربية. تدور أحداث الفيلم حول لويس (سيرجي لوبيز)، الذي ينطلق برفقة ابنه استيبان (برونو نونيز) في رحلة عبر صحراء ساغرو بحثًا عن ابنته مارينا، التي اختفت خلال مشاركتها في حفلة ريف موسيقية. تتحول هذه الرحلة إلى تجربة روحية عميقة، حيث يواجه الأب وابنه تحديات الصحراء القاسية ويكتشفان مجتمعات بديلة تعيش على هامش النظام السائد. الفيلم، الذي تبلغ مدته 115 دقيقة، يتميز بتصويره السينمائي على شريط 16 ملم، مما يضفي عليه طابعًا بصريًا فريدًا. كما يساهم التصميم الصوتي والموسيقى الإلكترونية في خلق أجواء تنقل المشاهد إلى عالم من التأمل والبحث عن المعنى. "صراط" ليس مجرد فيلم عن الفقد، بل هو تأمل في الحياة، الروحانية، والمجتمعات التي تسعى للعيش خارج إطار النظام الرأسمالي. يُعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان في 15 مايو 2025، ومن المقرر إطلاقه في دور السينما الإسبانية في 6 يونيو 2025. خلال زحمة الوجوه في الحفلات الصاخبة، تمرّ جملة عابرة ستُصبح لاحقًا محورًا أساسيًا للفيلم.* إذ يسأل أحد الشخصيات مسافرًا زميله عن رأيه في نهاية العالم. يفكر الصديق مليًّا في السؤال قبل أن يجيب بتردد: "لقد كانت نهاية العالم منذ زمن طويل". يُطارد هذا الشعور فيلم "صراط" (الذي كتبه بعض النقاد العالميين بعنوان "Sirat"، وهو عنوان لا يحمل دلالات مقارنةً بمفردة "الصراط")، الذي تدور أحداثه على ما يبدو في مستقبلٍ شبه كارثي، ويتتبع مجموعة من رواد الحفلات الراقصة في رحلتهم عبر الصحراء المغربية بحثًا عن حفلة أخيرة. منزل هذا الطاقم هو قافلة مُتهالكة، مُجهزة بالطعام والماء ومؤن أخرى. أما المجتمع، فهو أي شخص يقابلونه سواء في حفلات الرقص أو في طريقهم إليها. وعندما يُشغّلون الراديو، تُنذر الأخبار بتصاعد الحروب، ونضوب الموارد، وانهيار العلاقات الدبلوماسية. قسوة هذا العالم، التي استحضرها لاكس برؤيته التصويرية المميزة، تُشبه عالمنا إلى حد كبير، بل إنها تمثل حالة الصخب التي تحيط بنا. يشق لويس وإستيبان طريقهما عبر هذا الحشد، ويوزعان منشورات عن مار على أمل أن يكون أحدهم قد رآها. في النهاية، يصادفون مجموعة تتساءل إن كانت مار ستحضر الحفل الراقص القادم. في حالة من اليأس، يتبعون الشاحنتين اللتين تحملان ستيف (ستيفانيا غادا)، وجوش (جوشوا ليام هندرسون)، وتونين (تونين جانفييه)، وجايد (جايد أوكيد)، وبيجوي (ريتشارد بيلامي) من تجمع إلى آخر. في البداية، يحاول رواد الحفلات المخضرمون التخلي عن لويس وإستيبان، لكن الأب والابن يُصرّان. يتحول فيلم "صراط" في أوج شهرته كعملٍ من أعمال المخرج لاكس في نصفه الثاني، عندما يجوب هذا الطاقم المناظر الطبيعية المنسية. يستمتع لاكس بجمال الصحراء الكبرى (حيث صُوّر فيلم "صراط") ومساحتها المهيبة، مع مشاهد للسيارات وهي تتدحرج على جبال شاهقة أو تضيع في عواصف رملية مرتجلة. تُضفي العزلة الجغرافية على الفيلم أجواءً آسرة، تكاد تكون من عالمٍ آخر، سواء تلك الأسرة التي فقدت ابنتها أو بقية عناصر الرحلة الذين هم أيضًا يعانون الفقد الذي جاء بهم إلى تلك الأنحاء النائية. ومن المفارقات أن فيلم "صراط" يكتنفه شيء من التشويش في نهايته. فرغم أن الفصل الأخير يُعدّ الأكثر حيوية من نواحٍ عديدة – حيث يُصدم المشاهدون بسلسلة من التقلبات الكئيبة المصحوبة بالانفجارات بعد دخول الشخصيات إلى حقل الألغام – إلا أنه أيضًا الجزء الذي يتخلى فيه المخرج لاكس عن تماسك السرد لصالح تكثيف استعاراته وتحويلها إلى واقع بصري ملموس. يميل لاكس هنا إلى نوع من الاستعراض المُرتبط غالبًا بأعمال النوع الأدبي، في محاولة لمصارعة أفكاره حول الموت وتجسيد عنوان الفيلم، الذي يُترجم تقريبًا إلى "الصراط" بالعربية (أي الطريق المستقيم أو الصحيح). ومع ذلك، تبدو هذه الأفكار – ربما بسبب كثافتها – أكثر بدائية في هذا الجزء من العمل. ورغم سوداوية النهاية، فإنها تأتي منسجمة مع حالة الفقد والموت التي تطارد الشخصيات، في إيحاء بأن لا مفر من هذه الحقيقة إلا باتباع "الصراط"، الطريق القويم. تجدر الإشارة إلى أن مشاهد الفيلم صُوّرت بين مدينة "جون" الإسبانية (مشاهد الحفلات)، والصحراء المغربية خلال الرحلة، وهي مواقع تُبرز كفاءة الإنتاج والخدمات اللوجستية التي باتت تقدمها المغرب، مما يجعلها وجهة مفضلة لأكبر وأهم المشاريع السينمائية العالمية تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.
البلاد البحرينيةمنذ 3 أيامترفيهالبلاد البحرينية"صراط".. رحلة روحية في صحراء المغربيشارك المخرج الإسباني الفرنسي أوليفر لاكس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي 2025 بفيلمه الجديد "صراط"، الذي يُعد تجربة سينمائية فريدة تستكشف مفاهيم الحزن، الفقد، والبحث عن الذات في عمق الصحراء المغربية. تدور أحداث الفيلم حول لويس (سيرجي لوبيز)، الذي ينطلق برفقة ابنه استيبان (برونو نونيز) في رحلة عبر صحراء ساغرو بحثًا عن ابنته مارينا، التي اختفت خلال مشاركتها في حفلة ريف موسيقية. تتحول هذه الرحلة إلى تجربة روحية عميقة، حيث يواجه الأب وابنه تحديات الصحراء القاسية ويكتشفان مجتمعات بديلة تعيش على هامش النظام السائد. الفيلم، الذي تبلغ مدته 115 دقيقة، يتميز بتصويره السينمائي على شريط 16 ملم، مما يضفي عليه طابعًا بصريًا فريدًا. كما يساهم التصميم الصوتي والموسيقى الإلكترونية في خلق أجواء تنقل المشاهد إلى عالم من التأمل والبحث عن المعنى. "صراط" ليس مجرد فيلم عن الفقد، بل هو تأمل في الحياة، الروحانية، والمجتمعات التي تسعى للعيش خارج إطار النظام الرأسمالي. يُعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان في 15 مايو 2025، ومن المقرر إطلاقه في دور السينما الإسبانية في 6 يونيو 2025. خلال زحمة الوجوه في الحفلات الصاخبة، تمرّ جملة عابرة ستُصبح لاحقًا محورًا أساسيًا للفيلم.* إذ يسأل أحد الشخصيات مسافرًا زميله عن رأيه في نهاية العالم. يفكر الصديق مليًّا في السؤال قبل أن يجيب بتردد: "لقد كانت نهاية العالم منذ زمن طويل". يُطارد هذا الشعور فيلم "صراط" (الذي كتبه بعض النقاد العالميين بعنوان "Sirat"، وهو عنوان لا يحمل دلالات مقارنةً بمفردة "الصراط")، الذي تدور أحداثه على ما يبدو في مستقبلٍ شبه كارثي، ويتتبع مجموعة من رواد الحفلات الراقصة في رحلتهم عبر الصحراء المغربية بحثًا عن حفلة أخيرة. منزل هذا الطاقم هو قافلة مُتهالكة، مُجهزة بالطعام والماء ومؤن أخرى. أما المجتمع، فهو أي شخص يقابلونه سواء في حفلات الرقص أو في طريقهم إليها. وعندما يُشغّلون الراديو، تُنذر الأخبار بتصاعد الحروب، ونضوب الموارد، وانهيار العلاقات الدبلوماسية. قسوة هذا العالم، التي استحضرها لاكس برؤيته التصويرية المميزة، تُشبه عالمنا إلى حد كبير، بل إنها تمثل حالة الصخب التي تحيط بنا. يشق لويس وإستيبان طريقهما عبر هذا الحشد، ويوزعان منشورات عن مار على أمل أن يكون أحدهم قد رآها. في النهاية، يصادفون مجموعة تتساءل إن كانت مار ستحضر الحفل الراقص القادم. في حالة من اليأس، يتبعون الشاحنتين اللتين تحملان ستيف (ستيفانيا غادا)، وجوش (جوشوا ليام هندرسون)، وتونين (تونين جانفييه)، وجايد (جايد أوكيد)، وبيجوي (ريتشارد بيلامي) من تجمع إلى آخر. في البداية، يحاول رواد الحفلات المخضرمون التخلي عن لويس وإستيبان، لكن الأب والابن يُصرّان. يتحول فيلم "صراط" في أوج شهرته كعملٍ من أعمال المخرج لاكس في نصفه الثاني، عندما يجوب هذا الطاقم المناظر الطبيعية المنسية. يستمتع لاكس بجمال الصحراء الكبرى (حيث صُوّر فيلم "صراط") ومساحتها المهيبة، مع مشاهد للسيارات وهي تتدحرج على جبال شاهقة أو تضيع في عواصف رملية مرتجلة. تُضفي العزلة الجغرافية على الفيلم أجواءً آسرة، تكاد تكون من عالمٍ آخر، سواء تلك الأسرة التي فقدت ابنتها أو بقية عناصر الرحلة الذين هم أيضًا يعانون الفقد الذي جاء بهم إلى تلك الأنحاء النائية. ومن المفارقات أن فيلم "صراط" يكتنفه شيء من التشويش في نهايته. فرغم أن الفصل الأخير يُعدّ الأكثر حيوية من نواحٍ عديدة – حيث يُصدم المشاهدون بسلسلة من التقلبات الكئيبة المصحوبة بالانفجارات بعد دخول الشخصيات إلى حقل الألغام – إلا أنه أيضًا الجزء الذي يتخلى فيه المخرج لاكس عن تماسك السرد لصالح تكثيف استعاراته وتحويلها إلى واقع بصري ملموس. يميل لاكس هنا إلى نوع من الاستعراض المُرتبط غالبًا بأعمال النوع الأدبي، في محاولة لمصارعة أفكاره حول الموت وتجسيد عنوان الفيلم، الذي يُترجم تقريبًا إلى "الصراط" بالعربية (أي الطريق المستقيم أو الصحيح). ومع ذلك، تبدو هذه الأفكار – ربما بسبب كثافتها – أكثر بدائية في هذا الجزء من العمل. ورغم سوداوية النهاية، فإنها تأتي منسجمة مع حالة الفقد والموت التي تطارد الشخصيات، في إيحاء بأن لا مفر من هذه الحقيقة إلا باتباع "الصراط"، الطريق القويم. تجدر الإشارة إلى أن مشاهد الفيلم صُوّرت بين مدينة "جون" الإسبانية (مشاهد الحفلات)، والصحراء المغربية خلال الرحلة، وهي مواقع تُبرز كفاءة الإنتاج والخدمات اللوجستية التي باتت تقدمها المغرب، مما يجعلها وجهة مفضلة لأكبر وأهم المشاريع السينمائية العالمية تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الإلكترونية الربحية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الإشارة للمصدر.