أحدث الأخبار مع #TaptapSend

جريدة المال

البنوك المصرية تتوسع فى استخدام المنصات الرقمية لتحويلات العاملين بالخارج

قال خبيران مصرفيان إن اتجاه البنوك المصرية إلى التعاون مع المنصات الرقمية لتحسين خدمات التحويلات المالية، وتعظيم عائدات الدولة من النقد الأجنبى يأتى تماشيًا مع إستراتيجية التحول الرقمى التى يتبناها البنك المركزى المصرى. وأوضح الخبيران أن المنصات الرقمية تتمتع بفوائد كبيرة من حيث السرعة والأمان وتقليل التكاليف، مما يوفر وسيلة أكثر كفاءة للمصريين فى الخارج لتحويل أموالهم إلى وطنهم، كما تعمل على دمج التحويلات غير الرسمية لتكون من خلال القطاع المصرفى المصرى، ويتم اختيار العملاء لطرق التحويل وفقا لسرعة التحويل من جهة ووفقا للعمولات والمصروفات المتعلقة بالخدمة من جهة أخرى. وعلى الرغم من المزايا العديدة، لفت الخبيران إلى أن القطاع المصرفى يواجه تحديات مثل الحاجة إلى تحديث البنية التحتية الرقمية وزيادة الوعى المالى بين المصريين فى الخارج، بالإضافة إلى التحديات التنظيمية المتعلقة بالتحويلات عبر الحدود. وفى وقت سابق، تعاون بنك القاهرة مع 'تيرا باي' (TerraPay)، إحدى الشركات الرائدة عالميًا فى حلول الدفع عبر الحدود، بهدف إتاحة خدمات تحويلات رقمية أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة والأمان للجاليات المصرية فى جميع أنحاء العالم، كما تعاون مصرف أبو ظبى الإسلامى (ADIB) مع منصة 'Taptap Send' لتسهيل التحويلات الرقمية عبر الحدود. وقال الدكتور حازم وجدى زيدان، الخبير المصرفى، إن سعى البنوك المصرية، إلى تعزيز استخدام المنصات الرقمية لتسهيل عمليات تحويل الأموال للمصريين فى الخارج؛ تهدف إلى تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف، وهو ما يتماشى مع إستراتيجية التحول الرقمى التى يتبناها البنك المركزى المصرى فى إطار تعزيز الشمول المالى. ووفقًا لإحصائيات البنك المركزى، ارتفعت تحويلات المصريين العاملين بالخارج فى العام الماضى عن السبق له، بنسبة %51.3 لتبلغ 29.6 مليار دولار، بدعم الإجراءات الإصلاحية التى اتخذتها الحكومة. وتوقع 'زيدان' أن تزداد تحويلات المصريين بالخارج مع استمرار استخدام القنوات الرقمية، مشيرًا إلى أن التحويلات التى تتم عبر المنصات الرقمية تعتبر أكثر كفاءة من حيث التكلفة والوقت مقارنة مع الطرق التقليدية، حيث توفر حلولًا سريعة وآمنة بتكلفة أقل. ووفقًا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن رسوم تحويل المبالغ لا تزال مرتفعة دوليا، حيث وصلت إلى %6.2، بالرغم من أن شركات خدمات الهاتف المحمول تعرض الحصول على رسوم أقل تقدر بـ(%3.5)، إلا أن أقل من %1 من تلك المعاملات تجرى عبر القنوات الرقمية. وأفاد 'زيدان' بأنه فى إطار دعم البنك المركزى المصرى لإستراتيجية الشمول المالى، تعمل المنصات الرقمية على تمكين المصريين فى الخارج من إجراء التحويلات المالية بسرعة ودون الحاجة إلى التعامل مع الوسطاء التقليديين، مما يقلل التكاليف ويعزز من كفاءة النظام المالى. وتعتبر التحويلات المالية من المصريين فى الخارج أحد المصادر الرئيسة للعملة الصعبة فى مصر، مما يساهم فى دعم الاحتياطيات النقدية، ويذكر أن احتياطى مصر من النقد الأجنبى ارتفع بقيمة 129 مليون دولار خلال شهر فبراير الماضى ليسجل 47.394 مليار دولار مقارنة مع 47.265 مليار فى يناير الماضى، وفق بيانات البنك المركزى المصرى. وأكد 'زيدان' أن المنصات الرقمية توفر مستوى عالٍ من التكامل بين البنوك المحلية والعالمية، مما يسهل إجراء التحويلات إلى مختلف البلدان بسرعة وأمان. ولفت إلى أن المنصات الرقمية مثل 'InstaPay' توفر تحويلات مالية فورية يمكن أن تتم فى دقائق معدودة، فى حين أن التحويلات التقليدية قد تستغرق أيامًا فى بعض الحالات، كما توفر إمكانية إرسال الأموال إلى أى مكان فى العالم بسهولة تامة، مما يعزز مرونة الخدمة ويجذب مزيدًا من المستخدمين. وفى وقت سابق، أطلق البنك المركزى المصرى خدمة تحويل الأموال من الخارج إلى مصر عبر تطبيق 'إنستاباي' مما يسمح للمصريين فى الخارج بتحويل الأموال لحظيًا إلى حساباتهم البنكية فى مصر. وتشمل المرحلة الأولى من الخدمة 7 دول هى: السعودية، قطر، البحرين، الإمارات، الأردن، عمان، والكويت، مع إصدار التراخيص اللازمة للبنوك المصرية لتسهيل هذه التحويلات. وأوضح 'زيدان' أن المنصات الرقمية تتمتع بأنظمة أمان عالية، مثل التشفير والهوية الرقمية، مما يضمن حماية أموال المستخدمين ويزيد من ثقتهم فى هذه الخدمات. وأشار إلى أن المنصات الرقمية تدعم الحلول التقنية المتطورة مثل الدفع عبر الهواتف الذكية، مما يسهم فى زيادة التفاعل مع الخدمات المصرفية الحديثة. ووفقًا لبيانات صادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن %50 من التحويلات المالية المرسلة فى جميع أنحاء العالم تتم من خلال القنوات الرقمية، وأنه فى أكثر من 80 دولة فى العالم، تمثل تحويلات المهاجرين أكثر من %3 من الناتج المحلى. ولفت 'زيدان' إلى أنه فى ظل التحولات الاقتصادية العالمية، تسهم التحويلات المالية فى تعزيز استقرار الاقتصاد من خلال توفير السيولة اللازمة وتحقيق استقرار سعر الصرف. وأشار إلى أن البنوك المصرية تواجه عدة تحديات فى تحسين خدمات تحويلات المصريين فى الخارج عبر المنصات الرقمية، أبرزها؛ الحاجة إلى تحديث وتوسيع البنية التحتية الرقمية لتلبية الطلب المتزايد وضمان الأمان، بالإضافة إلى صعوبة التنسيق مع بعض البنوك الدولية لتسهيل التحويلات عبر المنصات الرقمية. ولفت أيضَا إلى محدودية الوعى المالى بين بعض المصريين فى الخارج بشأن استخدام الخدمات الرقمية، بالإضافة إلى تحديات تنظيمية وقانونية تتعلق بالتحويلات المالية عبر الحدود، فضًلا عن المنافسة مع القنوات غير الرسمية التى يستخدمها البعض لتحويل الأموال، مما يتطلب جهودًا مستمرة لتحسين البيئة الرقمية وتعزيز الثقة فى النظام المالى. وقال تامر عبد الحميد، الخبير المصرفى، إنه فى 'إنستا باي' يتم التحويل اللحظى ويتولى البنك المصرى المستقبل لعملية التحويل الخاصة بالحوالة الواردة من العملة الأجنبية لما يعادله بالجنيه المصرى طبقا لسعر الصرف المعلن ليوم الإيداع لحسابات العملاء. وأشار إلى أنه يتميز هذا النوع من التحويل بالسرعة الفائقة واللحظية دون انتظار إجراءات العمليات المصرفية المتبعة فى غيره من التحويلات والتى قد تستغرق يوما كاملا أو أكثر للإضافة لحساب العميل، كما أنها تعتبر وسيلة ممتازة لتعظيم الإيرادات من العملات الأجنبية للبنك المركزى وللدولة ومن أوفر الخدمات فيما يتعلق بمصروفات التحويل وتكلفة الخدمة. فى المقابل، لفت 'عبدالحميد' إلى أن دورالمنصات المتعاقد عليها من البنوك العاملة فى مصر لا يقل أهمية لزيادة حجم تحويلات المصريين فى الخارج وذلك لدمج التحويلات غير الرسمية لتكون من خلال القطاع المصرفى المصرى ودخول فئات جديدة من العملاء، ومثال على ذلك تعاون بنك القاهرة مع مؤسسة 'تيرا باي' والمتاحة لدى 150 دولة. وأكد أنه يوجد العديد من المنصات المشهورة والتى تقدم نفس الأدوار، المستخدمة لنفس الغرض ويتم اختيار العملاء لطرق التحويل وفقًا لسرعة التحويل من جهة ووفقا للعمولات والمصروفات المتعلقة بالخدمة من جهة أخرى، فكلما كان أسرع وبأقل التكاليف كلما كان ذلك حافزا للعميل لاستخدام الوسيلة الأكثر ملاءمة.