أحدث الأخبار مع #TelmidTICE


كش 24
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- كش 24
شراس لـ كشـ24: قرار الإمارات بتدريس الذكاء الاصطناعي خطوة تلزم المغرب بإعادة النظر في منظومته التربوية
في خطوة استراتيجية غير مسبوقة، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة إدراج مادة الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج التعليمية في جميع المستويات، من الابتدائي إلى الجامعي، وهذا القرار، الذي قد يبدو تقنيا للوهلة الأولى، يعكس في جوهره رؤية سيادية واضحة تقوم على أن بناء المستقبل يبدأ من المدرسة، وأن الانخراط في سباق التكنولوجيا لم يعد خيارا، بل ضرورة وجودية تفرض نفسها على الدول والمجتمعات. وفي هذا السياق، قال الأستاذ عبد المجيد شراس، أستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ببني ملال، والخبير الدولي في التسويق الرقمي، في تصريحه لموقع كشـ24، إن هذه الخطوة تشكل نموذجا يحتذى، متسائلا هل المغرب مستعد للسير في الاتجاه نفسه؟ وهل سيظل يواصل استهلاك المعرفة الرقمية كما تنتج في الخارج، أم يملك من الإرادة والوعي ما يكفي لبناء جيل مغربي يشارك في إنتاج الذكاء الاصطناعي بدل الاكتفاء باستعماله؟ وأشار شراس، أن الجيل المغربي الحالي ولد وسط ثورة الذكاء الاصطناعي، ويتفاعل معها بشكل طبيعي منذ سنواته الأولى، ما يجعله جيلا فطريا لهذه التكنولوجيا، على غرار ما سمي سابقا بالجيل الرقمي، وهذا الواقع يحمل المنظومة التعليمية مسؤولية مضاعفة، ليس فقط في تعريف هذا الجيل بالأدوات الذكية، بل في تمكينه من آليات التفكير الابتكاري والمعرفي، ليصبح فاعلا ومؤثرا في هذا التحول العالمي، لا مجرد مستهلك سلبي له. واعتبر شراس أن قرار الإمارات يتجاوز إضافة مادة دراسية، فهو يعكس رغبة صريحة في إعادة تشكيل العقل العربي بما يتلاءم مع اقتصاد جديد تحكمه الخوارزميات والبيانات الضخمة، إنه انتقال من التعليم التلقيني إلى تعليم معرفي منتج، يشرك المتعلم في بناء المعرفة وتكييفها مع بيئته، بدل حشو ذهنه بمعلومات لا تترجم إلى مهارات عملية. ويؤكد الخبير المغربي أن تعليم الذكاء الاصطناعي للأطفال يعني منحهم القدرة على فهم التكنولوجيا وتفكيك منطقها الداخلي، وليس فقط استعمال أدواتها، كما أن هذه الخطوة تحول المدرسة من فضاء لاستهلاك المعرفة إلى منصة لإنتاج حلول ذكية محلية، وهو ما يتطلب أيضا تحولا في أساليب التدريس، في أدوار المدرس، وفي طبيعة المناهج وبيئة القسم. ورغم أن المغرب لم يقطع هذا الشوط بعد، فإن شراس يرى أن هناك بوادر مشجعة، منها مشروع المدرسة الرقمية، الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية، وتفعيل منصة TelmidTICE للتعليم عن بعد، فضلا عن برنامج GENIE لدعم رقمنة المؤسسات، وشراكات مع مبادرات عالمية في تدريس البرمجة والروبوتيك. غير أن هذه المبادرات تظل، بحسب المتحدث، غير كافية ما لم يتخذ قرار جريء بالانتقال من رقمنة الإدارة إلى رقمنة التفكير، ومن التكنولوجيا كوسيلة إلى الذكاء الاصطناعي كمعرفة استراتيجية، ومن استهلاك التطبيقات إلى تصميمها وتوجيهها بما يعكس خصوصيتنا الثقافية وهويتنا الوطنية. ويخلص شراس إلى أن ما قامت به الإمارات يضع المغرب أمام لحظة صدق، بسبب الكفاءات والموارد، والبنية التحتية الرقمية التي يتوفر عليها، والتي تتطور باستمرار، وما ينقصه ليس الإمكانيات، بل الإرادة الحقيقية والاستثمار الواعي في المحتوى البيداغوجي والموارد البشرية، السباق بدأ، والمغرب قادر ليس فقط على اللحاق، بل على التميز إذا قرر أن يربي أبناءه على إنتاج الذكاء، لا مجرد استخدامه.


أخبارنا
١٦-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- أخبارنا
جيل ( Z) بين الثقافة والابتكار
عبده حقي يُمثل مصطلح جيل " Z" - المولود بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين - جيلًا يتميز بالطلاقة الرقمية والوعي العالمي والرغبة في التغيير المجتمعي. في العالم العربي، حيث تقل أعمار أكثر من 60% من السكان عن 30 عامًا، يُمثل هذا الجيل قوةً هائلةً تُعيد تشكيل المشهد الثقافي والاقتصادي والتكنولوجي. وليس هناك دولة تشهد هذا التحول أكثر ديناميكيةً من المغرب، هذا الوطن الذي يتموقع بين تياري شمال أفريقيا وأوروبا، حيث تتشابك التقاليد مع الحداثة. يُعتبر جيل Z المغربي، كغيره من أقرانه في العالم، مواطنين رقميين، ومدافعين عن حقوقهم الاجتماعية، ومتعلمين قادرين على التكيف. إلا أن تجاربهم تُشكلها بشكل خاص الوقائع المحلية، من التحديات الاقتصادية إلى التراث الثقافي. لقد نشأ جيل Z المغربي في ظلّ صيرورة رقمنة متسارعة. مع وصول نسبة انتشار الإنترنت إلى 88% عام 2023، ونسبة استخدام الهواتف الذكية إلى 80% بين الشباب، تُهيمن منصات مثل إنستغرام وتيك توك على حياتهم اليومية. وعلى عكس جيل الألفية الثالثة، الذي شهد صعود الإنترنت، لم يعرف جيل "الزوم Z" المغربي عالمًا خاليًا من التوجهات المتشعبة أو الرسائل الفورية. وقد ساهم هذا التواصل في إضفاء طابع ديمقراطي على الوصول إلى المعلومات، مما مكّن من تعزيز النشاط والإبداع. على سبيل المثال، خلال حملة #Masaktach ("لن أُسكت") عام 2021، استخدم الشباب المغاربة وسائل التواصل الاجتماعي لتحدي العنف القائم على النوع الاجتماعي، مما أثار جدلًا واسعًا على مستوى البلاد ككل. وبالمثل، أصبح تيك توك مساحة للتعبير الثقافي، حيث يمزج المستخدمون التقاليد مع الثقافة الشعبية العالمية، مُبرزين الهوية المتعددة الثقافات للمغرب. لقد أثرت أحداث عالمية، مثل ركود الاقتصادي في عام 2008 وجائحة كوفيد-19، بشكل خاص على الشباب المغربي. فقد أدى ذلك الركود إلى تفاقم بطالة الشباب، التي لا تزال مرتفعة بإصرار عند 16٪ - وهو رقم يُغذي الإحباط ولكنه يُغذي أيضًا روح ريادة الأعمال حيث يتجه العديد من الشباب المغاربة الآن إلى الشركات الناشئة واقتصادات العمل الحر، مستفيدين من منصات مثل( أفيتو) للحصول على الدخل. كما سرّعت الجائحة من وتيرة التكيف الرقمي: فعندما أغلقت المدارس أبوابها، انتقل أكثر من 90٪ من التلاميذ والطلاب إلى التعلم عن بُعد عبر منصات حكومية مثل "TelmidTICE". وبينما تحسنت وضعية شباب المدن، واجهت المناطق القروية فجوات في الاتصال، مما سلّط الضوء على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. ومع ذلك، برزت مرونة جيل Z، من خلال مبادرات مثل دروس يوتيوب التي قادها الطلاب والتي تمكنت من سدّ الفجوات التعليمية. لقد وجدت دراسة استقصائية أُجريت عام 2022 أن 70٪ من الشباب المغربي يفضلون العلامات التجارية التي تدعم الاستدامة، مما يعزز الطلب على الشركات الناشئة الصديقة للبيئة. ويمزج مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي بين الترويج للمنتجات والفخر الثقافي، وغالبًا ما يُسلطون الضوء على الحرف المغربية. ومع ذلك، لا يزال التشكيك قائمًا: إذ يُراجع 65% من جيل Z التقييمات الإلكترونية قبل الشراء، مما يعكس إدراكهم العميق للتكنولوجيا. إن المرونة تحدد منهج جيل Z في مسيرته المهنية. إذ بعد جائحة كورونا ، أعطى 40% من الشباب المغربي الأولوية للعمل عن بُعد، وهو تحوّل تبنته قطاعات كثيرة مثل تكنولوجيا المعلومات والتسويق الرقمي. ويعكس التعليم هذا التوجه إذ شهدت بعض المنصات الإلكترونية ارتفاعًا في التسجيل، على الرغم من أن الجامعات التقليدية تُكافح من جانبها من أجل التحديث. كما ازدهرت ريادة الأعمال أيضا ، حيث يحتضن "مجمع الشركات الناشئة" في الدار البيضاء مشاريع في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الزراعية، مما يعكس رغبة جيل Z في إحداث تأثير هادف وفعال. يُصنّف النقاد جيل Z على أنه مشتت الرغبات أو معتمد أساسا على دعامات التكنولوجيا، إلا أن هذه الآراء تتجاهل قدرته الفائقة على التكيف. وإذا كان تصريف وقت الشاشة ماض في ارتفاع مهول، إلا أن الشباب المغربي يوازن بين الانخراط الرقمي والتواصل مع المجتمع، كما يتضح في حملات رمضان الخيرية المُنظّمة عبر واتساب. إن جيل Z المولود بين منتصف التسعينات وبداية العقد الثاني من الألفية، يتميز بارتباطه القوي بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا الجيل أكثر انفتاحًا على العالم وأسرع في تبنّي الأفكار الجديدة، لكنه يواجه تحديات تتعلق بسوق العمل، والتعليم، والهوية الثقافية. ورغم تأثير العولمة، يحتفظ كثيرون منهم بجذورهم الثقافية ويبحثون عن طرق لدمج الحداثة بالتقاليد. كما يُظهر جيل Z وعيًا متزايدًا بالقضايا الاجتماعية والبيئية، ويشارك في النقاشات العامة بشكل فعال. إنهم يشكلون قوة تغيير محتملة في مغرب اليوم والمستقبل ، حيث يسعون لبناء مجتمع أكثر عدالة وأوسع فرصًا، مع الاحتفاظ بخصوصية الهوية المغربية.


لكم
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- لكم
جيل ( Z) بين الثقافة والابتكار
يُمثل مصطلح جيل ' Z ' – المولود بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين – جيلًا يتميز بالطلاقة الرقمية والوعي العالمي والرغبة في التغيير المجتمعي. في العالم العربي، حيث تقل أعمار أكثر من 60% من السكان عن 30 عامًا، يُمثل هذا الجيل قوةً هائلةً تُعيد تشكيل المشهد الثقافي والاقتصادي والتكنولوجي. وليس هناك دولة تشهد هذا التحول أكثر ديناميكيةً من المغرب، هذا الوطن الذي يتموقع بين تياري شمال أفريقيا وأوروبا، حيث تتشابك التقاليد مع الحداثة. يُعتبر جيل Z المغربي، كغيره من أقرانه في العالم، مواطنين رقميين، ومدافعين عن حقوقهم الاجتماعية، ومتعلمين قادرين على التكيف. إلا أن تجاربهم تُشكلها بشكل خاص الوقائع المحلية، من التحديات الاقتصادية إلى التراث الثقافي. لقد نشأ جيل Z المغربي في ظلّ صيرورة رقمنة متسارعة. مع وصول نسبة انتشار الإنترنت إلى 88% عام 2023، ونسبة استخدام الهواتف الذكية إلى 80% بين الشباب، تُهيمن منصات مثل إنستغرام وتيك توك على حياتهم اليومية. وعلى عكس جيل الألفية الثالثة، الذي شهد صعود الإنترنت، لم يعرف جيل 'الزوم Z' المغربي عالمًا خاليًا من التوجهات المتشعبة أو الرسائل الفورية. وقد ساهم هذا التواصل في إضفاء طابع ديمقراطي على الوصول إلى المعلومات، مما مكّن من تعزيز النشاط والإبداع. على سبيل المثال، خلال حملة #Masaktach ('لن أُسكت') عام 2021، استخدم الشباب المغاربة وسائل التواصل الاجتماعي لتحدي العنف القائم على النوع الاجتماعي، مما أثار جدلًا واسعًا على مستوى البلاد ككل. وبالمثل، أصبح تيك توك مساحة للتعبير الثقافي، حيث يمزج المستخدمون التقاليد مع الثقافة الشعبية العالمية، مُبرزين الهوية المتعددة الثقافات للمغرب. لقد أثرت أحداث عالمية، مثل ركود الاقتصادي في عام 2008 وجائحة كوفيد-19، بشكل خاص على الشباب المغربي. فقد أدى ذلك الركود إلى تفاقم بطالة الشباب، التي لا تزال مرتفعة بإصرار عند 16٪ – وهو رقم يُغذي الإحباط ولكنه يُغذي أيضًا روح ريادة الأعمال حيث يتجه العديد من الشباب المغاربة الآن إلى الشركات الناشئة واقتصادات العمل الحر، مستفيدين من منصات مثل( أفيتو) للحصول على الدخل. كما سرّعت الجائحة من وتيرة التكيف الرقمي: فعندما أغلقت المدارس أبوابها، انتقل أكثر من 90٪ من التلاميذ والطلاب إلى التعلم عن بُعد عبر منصات حكومية مثل 'TelmidTICE'. وبينما تحسنت وضعية شباب المدن، واجهت المناطق القروية فجوات في الاتصال، مما سلّط الضوء على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. ومع ذلك، برزت مرونة جيل Z، من خلال مبادرات مثل دروس يوتيوب التي قادها الطلاب والتي تمكنت من سدّ الفجوات التعليمية. لقد وجدت دراسة استقصائية أُجريت عام 2022 أن 70٪ من الشباب المغربي يفضلون العلامات التجارية التي تدعم الاستدامة، مما يعزز الطلب على الشركات الناشئة الصديقة للبيئة. ويمزج مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي بين الترويج للمنتجات والفخر الثقافي، وغالبًا ما يُسلطون الضوء على الحرف المغربية. ومع ذلك، لا يزال التشكيك قائمًا: إذ يُراجع 65% من جيل Z التقييمات الإلكترونية قبل الشراء، مما يعكس إدراكهم العميق للتكنولوجيا. إن المرونة تحدد منهج جيل Z في مسيرته المهنية. إذ بعد جائحة كورونا ، أعطى 40% من الشباب المغربي الأولوية للعمل عن بُعد، وهو تحوّل تبنته قطاعات كثيرة مثل تكنولوجيا المعلومات والتسويق الرقمي. ويعكس التعليم هذا التوجه إذ شهدت بعض المنصات الإلكترونية ارتفاعًا في التسجيل، على الرغم من أن الجامعات التقليدية تُكافح من جانبها من أجل التحديث. كما ازدهرت ريادة الأعمال أيضا ، حيث يحتضن 'مجمع الشركات الناشئة' في الدار البيضاء مشاريع في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الزراعية، مما يعكس رغبة جيل Z في إحداث تأثير هادف وفعال. يُصنّف النقاد جيل Z على أنه مشتت الرغبات أو معتمد أساسا على دعامات التكنولوجيا، إلا أن هذه الآراء تتجاهل قدرته الفائقة على التكيف. وإذا كان تصريف وقت الشاشة ماض في ارتفاع مهول، إلا أن الشباب المغربي يوازن بين الانخراط الرقمي والتواصل مع المجتمع، كما يتضح في حملات رمضان الخيرية المُنظّمة عبر واتساب. إن جيل Z المولود بين منتصف التسعينات وبداية العقد الثاني من الألفية، يتميز بارتباطه القوي بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا الجيل أكثر انفتاحًا على العالم وأسرع في تبنّي الأفكار الجديدة، لكنه يواجه تحديات تتعلق بسوق العمل، والتعليم، والهوية الثقافية. ورغم تأثير العولمة، يحتفظ كثيرون منهم بجذورهم الثقافية ويبحثون عن طرق لدمج الحداثة بالتقاليد. كما يُظهر جيل Z وعيًا متزايدًا بالقضايا الاجتماعية والبيئية، ويشارك في النقاشات العامة بشكل فعال. إنهم يشكلون قوة تغيير محتملة في مغرب اليوم والمستقبل ، حيث يسعون لبناء مجتمع أكثر عدالة وأوسع فرصًا، مع الاحتفاظ بخصوصية الهوية المغربية.


كواليس اليوم
٢٥-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- كواليس اليوم
جيل ( Z) بين الثقافة والابتكار
عبده حقي يُمثل مصطلح جيل ' Z' – المولود بين منتصف التسعينيات وأوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين – جيلًا يتميز بالطلاقة الرقمية والوعي العالمي والرغبة في التغيير المجتمعي. في العالم العربي، حيث تقل أعمار أكثر من 60% من السكان عن 30 عامًا، يُمثل هذا الجيل قوةً هائلةً تُعيد تشكيل المشهد الثقافي والاقتصادي والتكنولوجي. وليس هناك دولة تشهد هذا التحول أكثر ديناميكيةً من المغرب، هذا الوطن الذي يتموقع بين تياري شمال أفريقيا وأوروبا، حيث تتشابك التقاليد مع الحداثة. يُعتبر جيل Z المغربي، كغيره من أقرانه في العالم، مواطنين رقميين، ومدافعين عن حقوقهم الاجتماعية، ومتعلمين قادرين على التكيف. إلا أن تجاربهم تُشكلها بشكل خاص الوقائع المحلية، من التحديات الاقتصادية إلى التراث الثقافي. لقد نشأ جيل Z المغربي في ظلّ صيرورة رقمنة متسارعة. مع وصول نسبة انتشار الإنترنت إلى 88% عام 2023، ونسبة استخدام الهواتف الذكية إلى 80% بين الشباب، تُهيمن منصات مثل إنستغرام وتيك توك على حياتهم اليومية. وعلى عكس جيل الألفية الثالثة، الذي شهد صعود الإنترنت، لم يعرف جيل 'الزوم Z' المغربي عالمًا خاليًا من التوجهات المتشعبة أو الرسائل الفورية. وقد ساهم هذا التواصل في إضفاء طابع ديمقراطي على الوصول إلى المعلومات، مما مكّن من تعزيز النشاط والإبداع. على سبيل المثال، خلال حملة #Masaktach ('لن أُسكت') عام 2021، استخدم الشباب المغاربة وسائل التواصل الاجتماعي لتحدي العنف القائم على النوع الاجتماعي، مما أثار جدلًا واسعًا على مستوى البلاد ككل. وبالمثل، أصبح تيك توك مساحة للتعبير الثقافي، حيث يمزج المستخدمون التقاليد مع الثقافة الشعبية العالمية، مُبرزين الهوية المتعددة الثقافات للمغرب. لقد أثرت أحداث عالمية، مثل ركود الاقتصادي في عام 2008 وجائحة كوفيد-19، بشكل خاص على الشباب المغربي. فقد أدى ذلك الركود إلى تفاقم بطالة الشباب، التي لا تزال مرتفعة بإصرار عند 16٪ – وهو رقم يُغذي الإحباط ولكنه يُغذي أيضًا روح ريادة الأعمال حيث يتجه العديد من الشباب المغاربة الآن إلى الشركات الناشئة واقتصادات العمل الحر، مستفيدين من منصات مثل( أفيتو) للحصول على الدخل. كما سرّعت الجائحة من وتيرة التكيف الرقمي: فعندما أغلقت المدارس أبوابها، انتقل أكثر من 90٪ من التلاميذ والطلاب إلى التعلم عن بُعد عبر منصات حكومية مثل 'TelmidTICE'. وبينما تحسنت وضعية شباب المدن، واجهت المناطق القروية فجوات في الاتصال، مما سلّط الضوء على الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. ومع ذلك، برزت مرونة جيل Z، من خلال مبادرات مثل دروس يوتيوب التي قادها الطلاب والتي تمكنت من سدّ الفجوات التعليمية. لقد وجدت دراسة استقصائية أُجريت عام 2022 أن 70٪ من الشباب المغربي يفضلون العلامات التجارية التي تدعم الاستدامة، مما يعزز الطلب على الشركات الناشئة الصديقة للبيئة. ويمزج مؤثرو وسائل التواصل الاجتماعي بين الترويج للمنتجات والفخر الثقافي، وغالبًا ما يُسلطون الضوء على الحرف المغربية. ومع ذلك، لا يزال التشكيك قائمًا: إذ يُراجع 65% من جيل Z التقييمات الإلكترونية قبل الشراء، مما يعكس إدراكهم العميق للتكنولوجيا. إن المرونة تحدد منهج جيل Z في مسيرته المهنية. إذ بعد جائحة كورونا ، أعطى 40% من الشباب المغربي الأولوية للعمل عن بُعد، وهو تحوّل تبنته قطاعات كثيرة مثل تكنولوجيا المعلومات والتسويق الرقمي. ويعكس التعليم هذا التوجه إذ شهدت بعض المنصات الإلكترونية ارتفاعًا في التسجيل، على الرغم من أن الجامعات التقليدية تُكافح من جانبها من أجل التحديث. كما ازدهرت ريادة الأعمال أيضا ، حيث يحتضن 'مجمع الشركات الناشئة' في الدار البيضاء مشاريع في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الزراعية، مما يعكس رغبة جيل Z في إحداث تأثير هادف وفعال. يُصنّف النقاد جيل Z على أنه مشتت الرغبات أو معتمد أساسا على دعامات التكنولوجيا، إلا أن هذه الآراء تتجاهل قدرته الفائقة على التكيف. وإذا كان تصريف وقت الشاشة ماض في ارتفاع مهول، إلا أن الشباب المغربي يوازن بين الانخراط الرقمي والتواصل مع المجتمع، كما يتضح في حملات رمضان الخيرية المُنظّمة عبر واتساب. إن جيل Z المولود بين منتصف التسعينات وبداية العقد الثاني من الألفية، يتميز بارتباطه القوي بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. هذا الجيل أكثر انفتاحًا على العالم وأسرع في تبنّي الأفكار الجديدة، لكنه يواجه تحديات تتعلق بسوق العمل، والتعليم، والهوية الثقافية. ورغم تأثير العولمة، يحتفظ كثيرون منهم بجذورهم الثقافية ويبحثون عن طرق لدمج الحداثة بالتقاليد. كما يُظهر جيل Z وعيًا متزايدًا بالقضايا الاجتماعية والبيئية، ويشارك في النقاشات العامة بشكل فعال. إنهم يشكلون قوة تغيير محتملة في مغرب اليوم والمستقبل ، حيث يسعون لبناء مجتمع أكثر عدالة وأوسع فرصًا، مع الاحتفاظ بخصوصية الهوية المغربية.