أحدث الأخبار مع #albreiki


جريدة الرؤية
منذ 6 أيام
- ترفيه
- جريدة الرؤية
محمود عبيد.. ليس مجرد مقال!
سارة البريكية sara_albreiki@ يحدث أن تفقد الأرض شجرة معطاءة، فيبكي الجميع على فقدها، ويحدث أن تسقط ورقة من تلك الشجرة ولا يشعر بها أحد، وقد تسقط ثمرة دون أن تشكّل فارقًا كبيرًا. ولكن إذا فقدنا الشجرة المثمرة، فقد فقدنا كنزًا وهبنا الله إياه. الماء الذي يمر ويعبر الأزقة والحواري، إن فاض عن مجراه وعاد إلى البحر، فهو إهدار للنعم، وكل نعمة تأتي من الله علينا أن نحافظ عليها ونساهم بفعالية في إيجاد طرق لاستغلالها. إلى متى نبقى بلا تفكير؟ وإن كنا نعلم، فلماذا لا نساهم؟ فكل ذلك يصب في خدمة الوطن وأرضه ذلك الرجل المعطاء، بابتسامته وسؤاله وإحساسه الكبير، كان معلمًا ترك بصمة واضحة في حياة الكثير من الإعلاميين والمثقفين والكتاب والأدباء. كان يبادر ويتواصل ويسأل ويهنئ، ويشارك الجميع، ذلك الذي اتفق الجميع على احترامه وحبه وتقديره. كان مواسيًا ومشجعًا، مناضلًا واجتماعيًا، محبًا لولاية مطرح وسلطنة عمان، عاشقًا لكل زاوية من حارات مطرح وأزقتها وحواريها، ولسانًا ناطقًا باسم المجتمع المطرحي، يدافع بشدة ويناضل بقوة، ويساهم بفعالية لمستقبل أفضل. كان حاضرًا في كل الحلول المتوقعة، مطالبًا بها بقوة. رحل محمود عبيد الإنسان، الذي تحمل المرض بصمت كي لا يشعر محبوه بالألم على وضعه الصحي. تألم بصمت واحترق بصمت، ليرحل بصمت. وعندما دخل العناية المركزة، كنا في حالة ذهول وقلق، ولكن بصيص الأمل ظل موجودًا، حتى جاءت المعركة الأخيرة. كانت له مواقف لا تُنسى، منها احتفاؤه بتخرّجي، حيث وصفني بالقوية والمناضلة وعمانية التحدي، عندما صمم لي فيديو قصير عن يوم تخرّجي وكتب عليه: "سارة عُمانية التحدي حصدت ثمار التحدي". كان مشجعًا للجميع، وفيًا لهم، متواصلًا معهم، ومحبوبًا من الكل، لأنّه نقي السريرة وطيب القلب، ذلك الوجه البشوش الذي تفرح بلقائه كثيرًا. الطيبون يرحلون سريعًا، تمضي الأيام بهم مسرعة، فتمسكوا بهم جيدًا، لأنّ كل طيب إن ذهب لا يعود، ولا يمكن مقارنته بأحد، ولا بدائل أخرى للقلب الطيب. الكاتب الدرامي والمخرج العريق، وصاحب الصوت الفخم، الصوت الذي لا يتكرر، الصوت الذي يعبر مساحات شاسعة بك وفيك، ويغوص في أقصى حنايا القلب والذاكرة والوجدان، كان صوتًا حاضرًا رغم غيابه الطويل، صوتًا مخضرمًا لن يتكرر. ومن لا يعرف أبو صهيب، فقد بدأ عبيد الحسني مسيرته المهنية من خلال إذاعة عُمان، وكانت أولى برامجه الإذاعية عام 1987 عبر برنامج "العيون الزاهرة". ثم توالت مشاركاته في البرامج التنموية، بما في ذلك ما يتعلق بالصحة والتعليم في بداية النهضة العُمانية. كما كان أحد الأعضاء المؤسسين لإذاعة الشباب، ليساهم في إطلاق منصة شبابية تعكس تطلعات الجيل الجديد عبر عدة برامج متنوعة. قدّم الراحل عددًا هائلًا من المسلسلات الإذاعية، ومن أشهرها مسلسل "اللي يعيش ياما يشوف"، الذي حصد جائزتين ذهبيتين من البحرين ومصر. لقد فقدنا شخصًا مهمًا من رجالات عُمان المخلصين، شخصًا متفانيًا في عمله، صادقًا مع نفسه أولًا ومع الآخرين، بعيدًا عن محبة الشهرة أو التباهي، كما هو حال بعض الإعلاميين اليوم. كان شخصًا نادرًا، والنادر إذا ذهب لن يتكرر. هكذا يغادرنا، وتحفه الدعوات. وفي يوم عرفة، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، وعظيم مغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.


جريدة الرؤية
١٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- جريدة الرؤية
ليس سهلًا!
سارة البريكية sara_albreiki@ ليس سهلًا أن تخرج من عزلتك وانطوائيتك لتُعبِّر عن حبك لوطنك بقصيدة شعرية أو برسمة معينة أو بأغنية جديدة أو بمعزوفة تحمل الطابع التراثي، وليس سهلًا أن تخلق من اللاشيء واقعاً ومن الخيال حقيقة ومن الصعب ممكناً ومن الجماد حياة، وأيضا ليس سهلًا أن تشارك في إعداد وليمة معينة أو تعبر عن حبك لوطنك بزخرفة على بعض أنواع الكعك أو الحلويات أو أن تصعد قمة جبل لترفع علم بلدك عاليا أو ربما تشارك في انتمائك لهذا البلد بأن تكون رحالة تشد الرحال مشياً على الأقدام حاملا قلبك الذي يحمل بين نبضاته اسم بلدك. هكذا ترتب أفكارك ناحية تقديم الأجمل لوطن احتوى مشاعرك وأفرز ذلك الاحتواء عن طريق طويل من الرؤى الإيجابية والأماني التي تعيشها لتتولد لديك طاقة هائلة من حب الوطن ورغبة صادقة في العطاء وكل العطاء لإيصال الرسالة الأسمى وحفر الصعاب وتخطي كل التحديات والمصاعب والعقبات التي تواجهك لتمضي في حب الوطن. لكنك عندما تسعى للوصول وبلوغ هدفك تتعثر كثيرا حتى إنك تفكر بالوقوف وعدم مواصلة الشغف ولأنك إنسان من البشر ومواطن من المواطنين ولأنك تقدم الجميل فأنت تحتاج للمساندة والمساعدة لتحلق في سماوات أرحب ورغم كل ذلك فإنك تواجه العثرات من خلال قلة الداعمين والمساندين لتحتار في أمرك بل وربما تتعرض للهجوم وأنت تواصل المسير فهناك الكثيرون الذين يحاولون الوصول إلى تلك المكانة التي وصلت إليها بكدك وتعبك وسهرك الليالي الطويلة ولأنهم ببساطة هم أعداء النجاحات سيرمون السم في العسل وسيحاولون تشويه صورة هويتك وانتماءك ومحاولاتك الدائمة للوصول السالم . هناك نوع من البشر مهمته في الحياة ممارسة التثبيط وإحباط الناس وافتعال المشكلات ونقل القيل والقال والفتنة ورمي الأحجار في الطريق والغيرة القاتلة المميتة، والتي تجعل من صاحبها "أرجوزا" يُمارس ما تسول له نفسه رغم علمه أنه في الطريق الخطأ إلا أنه يتفنن في فعل ذلك وعدم جعل الآخرين يعيشون بسلام وحب وتفاؤل. أما النوع الآخر فالذي يحاول أن يكون شريكاً للنجاح ولكن بطريقة ملتوية يتقرب منك لكي ينسب بعدها نجاحاتك له وبروزك ووصولك إليه هو لم يكن داعما أو مساعدا يوما ما إنما شخص انتهازي يصطاد في الماء العكر وعندما تشعر بلسعته وتحاول التخلص منه لا يقبل بذلك ويبقى يساومك ويسمعك أنه دعم وساعد ووقف متناسيا أنك من بدأت المسير. وعندما يقف ضعاف النفوس والمُطبِّلون لعواطفهم أمام حبك لوطنك وأمام اهتمامك وحرصك وخوفك على الطريق الذي رسمته وبدأته وأتممت مسيره يغلفون غيرتهم منك بالمجاهرة وإظهار الولاء والانتماء وكأنك أنت لم تحقق النجاح ولم ترفع اسم وطنك عاليا ولم تصنع حلمك الذي يحاولون تدميره لك شيئا فشيئا. تعود أدراجك باحثا عن إنسانيتك التي بقيت تحارب كي لا تفقدها وتناشد من يعي ويفهم وتخبر العالم أنك لا تريد جزاءً ولا شكورًا، لكنك تريد الإيمان بك والاهتمام بمن يمضون حاملين لواء حب الوطن والحفاظ على مقدساته كي لا يكون معرضاً للمساس وأنك ستبقى لآخر رمق، محبًا وعاشقًا لهذا الوطن الجميل. حفظ الله عُمان، ومن عليها، ودامت أحلامنا بخير في ظل سلطان البلد المفدى.