أحدث الأخبار مع #stint

الجمهورية

موناكو... كاشفة معدن الأبطال

سباق جائزة موناكو الكبرى لعام 2025 لم يكن استثناءً، بل حمل معه كل الجنون، من انسحابات مبكرة إلى قرارات استراتيجية جريئة، وحتى لحظات حبست الأنفاس حتى اللفة الأخيرة. يُعرف سباق موناكو بأنّه اختبار حقيقي لمهارات السائقين، إذ إنّه يتطلّب التركيز المطلق والدقة في كل منعطف. ومع ذلك، يُنتقد السباق أحياناً لكَونه يُحسم عادةً في التصفيات بسبب صعوبة التجاوز. لكن هذا العام، تغيّرت المعادلة قليلاً، وخلقت اللوائح الجديدة التي تفرض توقفَين إجباريَّين، فرصاً مثيرة لإعادة ترتيب الأوراق. نورس يحقق حلم موناكو... شهد سباق الإمارة هذا العام، مزيجاً من الدراما والتقلّبات الاستراتيجية، إذ خرج البريطاني لاندو نوريس منتصراً إثر انطلاقه من المركز الأول، ليحقق فوزه الثاني هذا الموسم بعد انتصاره في جائزة أستراليا الكبرى. هذا الفوز لم يكن سهلاً، لكنّه كان كافياً لتقليص الفارق مع زميله في ماكلارين، الأسترالي أوسكار بياستري، إلى 3 نقاط فقط في صدارة ترتيب السائقين، ممّا يشعل المنافسة داخل الفريق. وكان نوريس قد حقّق إنجازاً بارزاً في التصفيات بتسجيله أسرع لفة في تاريخ حلبة موناكو، ما ضَمَن له الانطلاق من المقدّمة. وعلى رغم من ارتكابه بعض الهفوات خلال السباق، خصوصاً في إدارة الإطارات والتعامل مع الضغط المتواصل من شارل لوكلير (فيراري) وبياستري، إلّا أنّه استفاد من استراتيجية الفريق المحكمة وصعوبة التجاوز في شوارع الإمارة الضيّقة ليحافظ على الصدارة حتى النهاية. فوزٌ مهم، وإن لم يكن مثالياً، فإنّه يعكس تطوّر نوريس كسائق قادر على الصمود تحت الضغط والمنافسة بجدّية على اللقب. فيرستابن... دوامة من التردّد الاستراتيجي بدأ الهولندي ماكس فيرستابن (ريد بول) السباق من المركز الأول، وبدت الأمور تحت السيطرة حتى دخل في دوامة من التردّد الاستراتيجي. اختار ريد بول تمديد stint الإطارات المتوسطة لأقصى حدّ، ليُبقي الهولندي على الحلبة لأكثر من 40 لفة – وهو رقم نادر في ظروف موناكو القاسية. كل هذا فقط من أجل تنفيذ التوقف الثاني في اللفة الأخيرة... قرار وُصِف بالـ»مخاطرة المجنونة»، خصوصاً أنّه كلّفه الصدارة لصالح نوريس، الذي ورث التقدّم بعد أن كان يُطارد فيرستابن منذ منتصف السباق. الاستراتيجية لم تكن الأفضل على الورق، لكنّ أداء فيرستابن الصلب على إطارات شبه متهالكة أظهر معدن البطل، حتى وإن خسر المعركة أمام نوريس، الذي أثبت أنّ ماكلارين لا تلاحق فقط... بل تنتزع أيضاً. هاميلتون يواجه تحدّيات مع فيراري لم يكن سباق الإمارة سهلاً على البريطاني لويس هاميلتون في أول موسم له مع فيراري، إذ واجه تحدّيات عديدة منذ لحظة انطلاق عطلة نهاية الأسبوع. فبعدما سجّل توقيتاً جيداً في التصفيات أهّله إلى المركز الرابع، فإنّه تلقّى عقوبة تراجع 3 مراكز بسبب إعاقة فيرستابن، ليبدأ السباق من المركز السابع. في سباق يُعرف بصعوبة التجاوزات فيه، وجد هاميلتون نفسه عالقاً في قطار من السيارات من دون مساحة للمناورة أو فرص حقيقية للتقدّم. وعلى رغم من محاولاته واستراتيجيته المتوازنة، لم يتمكن من الوصول لمنصة التتويج، واكتفى بالمركز الخامس في نهاية المطاف. أكّد سباق موناكو أنّ تأقلم بطل العالم السابق مع فيراري لا يزال يحتاج إلى وقت، واختتم السباق بهدوء تام في «الراديو»... مرسيدس تعاني من سوء الحظ حظيرة مرسيدس لم تكن في أفضل حالاتها خلال سباق موناكو، إذ تعرّض البريطاني جورج راسل إلى عطل في البطارية خلال التصفيات، ممّا منعه من تسجيل زمن في Q2. وفي السباق، تلقّى راسل عقوبة «درايف ثرو» بسبب خروجه عن المسار واكتسابه أفضلية، وأنهى السباق في المركز الـ11. أمّا زميله الإيطالي الشاب، أندريا كيمي أنتونيللي، فاصطدم بالحائط خلال التصفيات، ممّا أثر على أدائه في السباق، وأنهاه في المركز الـ18. أعادت نتائج موناكو ترتيب المشهد مجدّداً، وأثبتت أنّ لا أحد في مأمَن. ريد بول قد تملك السرعة، لكنّ ماكلارين تملك الزخم، وبينما تشتد المنافسة بين نوريس، بياستري، وفيرستابن، يبدو أنّ موسم 2025 يحمل المزيد من المفاجآت في جعبته.