منذ 12 ساعات
"وثائقي" صادم يكشف تورط الجيش في استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين (فيديو)
الفيديو، الذي تم تداوله على نطاق واسع خلال الساعات الماضية، يعرض مقاطع مسربة من معسكرات تدريب مغلقة، تظهر عناصر من الجيش وأجهزة الأمن وهم يتلقون توجيهات عملية حول استخدام غازات كيميائية قاتلة، من بينها غاز الخردل واللويسيت، وهي أسلحة محرّمة بموجب القانون الدولي ومعاهدات حظر الأسلحة الكيميائية.
وبحسب ما ورد في الوثائقي، فإن هذه التدريبات جرت ضمن خطة ممنهجة لاستهداف مناطق الهامش التي خرجت عن سيطرة النظام خلال الحرب الدائرة منذ أبريل 2023، خصوصًا في ولايات دارفور، جنوب كردفان، الخرطوم ، وجنوب النيل الأزرق، وأشار التحقيق إلى أن الاستخدام الميداني لهذه الأسلحة تم بالفعل في عدد من الهجمات، وسط تعتيم إعلامي ومحاولات ممنهجة لإخفاء الأدلة.
ويعرض الفيديو شهادات مباشرة من عناصر منشقين عن الجيش السوداني، تحدثوا عن أوامر عليا بتنفيذ عمليات تصفية جماعية باستخدام أسلحة كيميائية، لا تترك آثارًا ظاهرة على الضحايا، وتؤدي إلى الموت البطيء بالحروق الداخلية أو تآكل الرئة، وهي أعراض وثقتها تقارير طبية في مناطق النزاع خلال الأشهر الماضية.
كما كشف الوثائقي عن مذكرات داخلية وتقارير أمنية مسربة، تؤكد وجود تنسيق بين قيادة الجيش وجهات استخباراتية بشأن تطوير هذا النوع من الأسلحة، واستخدامها كأداة قمع سرية ضد المدنيين، بعيدًا عن الأنظار الدولية.
وقد أثار الفيديو موجة من الغضب والصدمة في الأوساط الحقوقية والسياسية، وسط دعوات عاجلة لفتح تحقيق دولي شفاف ومستقل، بإشراف الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لمحاسبة الجناة ومن يقفون خلف هذه الجرائم.
ويعد هذا الكشف الأخطر من نوعه منذ تقرير منظمة العفو الدولية في 2016، والذي وثق استخدام القوات المسلحة السودانية أسلحة كيميائية في جبل مرة، غير أن الأدلة المرئية الجديدة، والتأكيد على وجود تدريبات رسمية، تدفع بالقضية نحو مرحلة جديدة من التوثيق والمساءلة الجنائية الدولية.