#أحدث الأخبار مع #«آرالدستور٠٢-٠٥-٢٠٢٥سياسةالدستورحرب عصابات فى النهارالحرب الطويلة فى غزة التى بدأت قبل عام ونصف العام، كانت قاسية لكنها لم تكن يومًا مملة، ففى كل مرحلة تتغير شكل المعارك، وتتغير التكتيكات.. حتى وصلنا إلى النقطة الحالية التى تصورناها منذ فترة طويلة وهى «حرب العصابات». فى الأيام الأخيرة، نفّذت «حماس» عددًا من المحاولات للهجوم على قوات الجيش الإسرائيلى، كان من بينها الحادث الذى وقع شمال غزة، وأسفر عن مقتل جندى إسرائيلى وإصابة ٣ آخرين، وحسب التقارير فإن عناصر حماس خرجوا من واحد من مئات الأنفاق فى شمال القطاع، وأطلقوا صاروخًا مضادًا للدروع على دبابة تابعة للجيش كانت بالقرب من ساتر ترابى، بعدها، قام مسلح أو أكثر بإطلاق نيران القناصة على بقية الجنود، من ضمنهم جنود وحدة «يهلوم» التابعة لسلاح الهندسة الحربى. ما حدث هو نموذج مُصغر عن شكل المعارك الحالية، وهو ما يكشف عن التكتيكات للجانبين، حيث تحاول «حماس» الحفاظ على قوتها العسكرية، فمقاتلوها يعرفون الميدان، ويقاتلون فى منطقتهم، ولا يخوضون معركة دفاعية، بل يقومون بهجوم من خلال خلايا حرب عصابات. فيراقبون القوات الإسرائيلية عن بُعد، يدرسون تحركاتها، يعرفون الروتين، ويبحثون عن نقاط الضعف. وما ظهر أن عناصر حماس أصبحت تُفضل العمل فى ساعات النهار، حين تكون الشمس ساطعة. وعندما يرون أن الفرصة مناسبة، يخرجون من عدة فتحات من نفق واحد. أما الجيش الإسرائيلى فوضعه أكثر تحديًا، حيث يخوض حربًا بطيئة ومعقدة، وحقيقة عدم استخدامه لكل قوته فى غزة بسبب الرغبة فى إعادة ٥٩ رهينة، تعقد المعركة أكثر وأكثر. بالإضافة إلى التعقيد والتحديات، فإن الخيارات لا تزال- طالما كانت كذلك- محدودة، فلا يوجد نهاية لحرب العصابات تلك، والتى من الممكن أن تستمر لسنوات دون تحقيق حسم واضح. فالخيار الأول، هو وقف القتال بالطريقة التى تقبلها حماس، مقابل تحرير كل الرهائن، لكن هذا سيسمح عمليًا باستمرار وجود الحركة فى القطاع، حتى لو لم تكن حاكمة لكنها ستشكل قوة على الأرض «وستعيد بناء قوتها مجددًا» وهو ما سيشكل لها نصرًا معنويًا. الخيار الثانى هو على طريقة إسرائيل، أى وقف النار وتحرير الرهائن على دفعات، لكن حماس لا توافق على ذلك وتعاند؛ لأنها تفهم بأن الزمن يعمل فى غير صالحها حين يخرج سكان القطاع للاحتجاج ضدها بقوة أخرى. أما الخيار الثالث، وهو الخيار الصعب للجميع، وهو ما يعنى أن تقرر إسرائيل الاحتلال الكامل للقطاع، والقيام بتجنيد واسع وعملية برية ضخمة، للقضاء التام على حماس وقد يؤدى ذلك إلى موت المخطوفين أيضًا. حسب هذا الخيار، سيبقى الجيش الإسرائيلى فى معظم أراضى القطاع حسب هذه الخطة، لكن القتال سيستمر لأجل تدمير بنية الأنفاق الكبرى التى تختبئ فيها عناصر تعمل بأساليب حرب العصابات ضد الجيش الإسرائيلى، وهو أيضًا سيستغرق زمنًا طويلًا سيضطر فيه الجيش الإسرائيلى لأن يقيم حكمًا عسكريًا وتولى الأمور المدنية فى القطاع مثل توزيع المساعدات الإنسانية على السكان، ولكن هذا أيضًا سيشكل مخاطر للإسرائيليين الذين سيكونون فى مواقع ثابتة وسيكونون عرضة لصواريخ الـ«آر. بى. جى»، والعبوات الناسفة والقنص، وسيؤدى إلى مزيد من الخسائر لإسرائيل، وإذا لم يوزع الجيش الإسرائيلى المساعدات الإنسانية، فسيتم اتهام إسرائيل بشكل أكبر- كجهة مسيطرة على القطاع- بأنها تتسبب فى الجوع والمرض، وستصل إلى المحكمة الدولية فى لاهاى. فى إسرائيل يدفعون بالخيار الثانى، ويضغطون على حماس لتعديل شروط الخيار الأول، وإذا نفذ الخيارين، فسيختارون الخيار الثالث.
الدستور٠٢-٠٥-٢٠٢٥سياسةالدستورحرب عصابات فى النهارالحرب الطويلة فى غزة التى بدأت قبل عام ونصف العام، كانت قاسية لكنها لم تكن يومًا مملة، ففى كل مرحلة تتغير شكل المعارك، وتتغير التكتيكات.. حتى وصلنا إلى النقطة الحالية التى تصورناها منذ فترة طويلة وهى «حرب العصابات». فى الأيام الأخيرة، نفّذت «حماس» عددًا من المحاولات للهجوم على قوات الجيش الإسرائيلى، كان من بينها الحادث الذى وقع شمال غزة، وأسفر عن مقتل جندى إسرائيلى وإصابة ٣ آخرين، وحسب التقارير فإن عناصر حماس خرجوا من واحد من مئات الأنفاق فى شمال القطاع، وأطلقوا صاروخًا مضادًا للدروع على دبابة تابعة للجيش كانت بالقرب من ساتر ترابى، بعدها، قام مسلح أو أكثر بإطلاق نيران القناصة على بقية الجنود، من ضمنهم جنود وحدة «يهلوم» التابعة لسلاح الهندسة الحربى. ما حدث هو نموذج مُصغر عن شكل المعارك الحالية، وهو ما يكشف عن التكتيكات للجانبين، حيث تحاول «حماس» الحفاظ على قوتها العسكرية، فمقاتلوها يعرفون الميدان، ويقاتلون فى منطقتهم، ولا يخوضون معركة دفاعية، بل يقومون بهجوم من خلال خلايا حرب عصابات. فيراقبون القوات الإسرائيلية عن بُعد، يدرسون تحركاتها، يعرفون الروتين، ويبحثون عن نقاط الضعف. وما ظهر أن عناصر حماس أصبحت تُفضل العمل فى ساعات النهار، حين تكون الشمس ساطعة. وعندما يرون أن الفرصة مناسبة، يخرجون من عدة فتحات من نفق واحد. أما الجيش الإسرائيلى فوضعه أكثر تحديًا، حيث يخوض حربًا بطيئة ومعقدة، وحقيقة عدم استخدامه لكل قوته فى غزة بسبب الرغبة فى إعادة ٥٩ رهينة، تعقد المعركة أكثر وأكثر. بالإضافة إلى التعقيد والتحديات، فإن الخيارات لا تزال- طالما كانت كذلك- محدودة، فلا يوجد نهاية لحرب العصابات تلك، والتى من الممكن أن تستمر لسنوات دون تحقيق حسم واضح. فالخيار الأول، هو وقف القتال بالطريقة التى تقبلها حماس، مقابل تحرير كل الرهائن، لكن هذا سيسمح عمليًا باستمرار وجود الحركة فى القطاع، حتى لو لم تكن حاكمة لكنها ستشكل قوة على الأرض «وستعيد بناء قوتها مجددًا» وهو ما سيشكل لها نصرًا معنويًا. الخيار الثانى هو على طريقة إسرائيل، أى وقف النار وتحرير الرهائن على دفعات، لكن حماس لا توافق على ذلك وتعاند؛ لأنها تفهم بأن الزمن يعمل فى غير صالحها حين يخرج سكان القطاع للاحتجاج ضدها بقوة أخرى. أما الخيار الثالث، وهو الخيار الصعب للجميع، وهو ما يعنى أن تقرر إسرائيل الاحتلال الكامل للقطاع، والقيام بتجنيد واسع وعملية برية ضخمة، للقضاء التام على حماس وقد يؤدى ذلك إلى موت المخطوفين أيضًا. حسب هذا الخيار، سيبقى الجيش الإسرائيلى فى معظم أراضى القطاع حسب هذه الخطة، لكن القتال سيستمر لأجل تدمير بنية الأنفاق الكبرى التى تختبئ فيها عناصر تعمل بأساليب حرب العصابات ضد الجيش الإسرائيلى، وهو أيضًا سيستغرق زمنًا طويلًا سيضطر فيه الجيش الإسرائيلى لأن يقيم حكمًا عسكريًا وتولى الأمور المدنية فى القطاع مثل توزيع المساعدات الإنسانية على السكان، ولكن هذا أيضًا سيشكل مخاطر للإسرائيليين الذين سيكونون فى مواقع ثابتة وسيكونون عرضة لصواريخ الـ«آر. بى. جى»، والعبوات الناسفة والقنص، وسيؤدى إلى مزيد من الخسائر لإسرائيل، وإذا لم يوزع الجيش الإسرائيلى المساعدات الإنسانية، فسيتم اتهام إسرائيل بشكل أكبر- كجهة مسيطرة على القطاع- بأنها تتسبب فى الجوع والمرض، وستصل إلى المحكمة الدولية فى لاهاى. فى إسرائيل يدفعون بالخيار الثانى، ويضغطون على حماس لتعديل شروط الخيار الأول، وإذا نفذ الخيارين، فسيختارون الخيار الثالث.