أحدث الأخبار مع #«آرتدبيديجيتال»


زهرة الخليج
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- زهرة الخليج
مريم طارق: «الفن الرقمي» مجال لا حدود له
#تكنولوجيا في تقاطع الضوء والذاكرة والروح.. تبدع الفنانة السعودية، مريم طارق، عوالم بصرية ساحرة، لا تشبه سواها. فمن يَنْبُعَ إلى جدة، ومن شغف الطفولة إلى احتراف الإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد، بنت الفنانة السعودية مسيرتها الفنية على التجريب، والمجازفة والتأمل العميق في علاقة الإنسان بالطبيعة والتكنولوجيا. ومن خلال وكالتها «The Golden Ratio»، نجحت مريم طارق في نقل فنون الإسقاط الضوئي إلى مستوى جديد من التعبير الفني بالمنطقة، بالمشاركة في مهرجانات محلية ودولية مرموقة. وفي «آرت دبي»، هذا العام، تقدّم عرضاً فردياً، يحمل بصمتها الخاصة، ويفتح أبواباً جديدة؛ لتأمل علاقتنا بالضوء، والذاكرة، والوجود.. نرافق مريم طارق في هذا الحوار؛ لنكتشف ملامح رحلتها، وأسرار رؤيتها، والتحديات التي واجهتها: مريم طارق: «الفن الرقمي» مجال لا حدود له مشروع متميز تشاركين هذا العام في «آرت دبي ديجيتال» بعرض فردي مع «حافظ غاليري».. ما الذي يميز هذا المشروع عن تجاربك السابقة؟ مشاركتي، هذا العام، في «آرت دبي ديجيتال» تمثّل محطة مهمة في مسيرتي. ويتميز هذا المشروع عن تجاربي السابقة بالطابع التكاملي للتجربة؛ فمشاريعي السابقة كانت ترتكز على البُعدَيْن: البصري والسمعي فقط، بينما هذا العمل يقدّم تجربة حسّية شاملة: بصرية، وسمعية، وحسية أيضاً، كما أنه متاح للاقتناء؛ ما يمنحه بُعداً إضافياً كقطعة فنية صالحة للعرض في المساحات الشخصية. الهدف من العمل أن يكون بمثابة لحظة شعورية، تُعيدنا إلى أولى لحظات وعينا، وتجعلنا نتأمل الحياة ببراءة الطفولة وبساطتها. أنا أومن كثيراً بفكرة المهندس المعماري والمصمم جوردان موزر (من شيكاغو)، الذي قال: «يحتاج الناس إلى أشياء غريبة، وجميلة، وذات معنى في حياتهم، خاصةً في منازلهم». ما التجربة، التي تأملين أن يعيشها الزائر عند دخوله عالمك الضوئي في هذا المعرض؟ أتمنى أن يشعر الزوّار بحالة من التأمل والسكينة، وأن يأخذهم العمل في رحلة داخلية، تدفعهم إلى رؤية العالم بعيون أكثر براءة وفضولاً، تماماً كما يفعل الأطفال عند اكتشافهم الأشياء لأول مرة. كيف تقيمين أهمية منصات مثل معرض «آرت دبي»، في دعم الفن الرقمي، والفنانين الناشئين؟ «آرت دبي» يلعب دوراً أساسياً في تسليط الضوء على الفنون الرقمية بمنطقتنا، التي تزخر بالمواهب، والقصص البصرية الفريدة. فالمعرض لا يتيح فقط فرصة للعرض، بل يفتح مجالات للحوار والتجريب، وينشئ جسور تواصل ثقافي وفني بين الفنانين والجمهور. بالنسبة للفنانين الناشئين، يعد المعرض بوابة حقيقية للظهور على الساحة العالمية، وفرصة للنمو إبداعياً ومهنياً. أنتِ متخصصة في فن الإسقاط ثلاثي الأبعاد، فما الذي جذبك إليه؟ بدأ شغفي بالفن منذ الطفولة، فقد كان والدي أول مصدر إلهام لي؛ فحبه للفن وممارسته إياه جذباني إلى هذا العالم، فبدأت بالرسم، وعرفت حينها أنني عندما أكبر سأبحث عن مجال أستطيع من خلاله التعبير عن ذاتي. بدأت بدراسة العمارة، لكنني لم أجد فيها ما أبحث عنه، فانتقلت إلى الإنتاج البصري والرقمي. خلال إحدى رحلاتي الدراسية إلى هولندا، حضرت مهرجاناً للفنون الرقمية أبهرني بعروض الإسقاط الضوئي، وهو مجال يجمع بين الفن والتكنولوجيا. حينها، شعرت بانجذاب شديد إلى هذا الفن، وعند عودتي بدأت أتعلمه بشكل ذاتي حتى أتقنته. وبعد التخرج، أسست وكالتي «The Golden Ratio»، ومن هناك بدأت رحلتي الحقيقية. مريم طارق: «الفن الرقمي» مجال لا حدود له بُعد تأملي تحمل أعمالك بُعداً روحياً وتأملياً.. هل تنبع هذه الرؤية من تجاربك الشخصية، أم من الموروث الثقافي؟ إن التوازن بين التكنولوجيا والطبيعة ضروري لأي فنان؛ لذلك أحرص على تخصيص فترات للابتعاد عن الشاشات، والتوجه إلى الطبيعة؛ بهدف التأمل واستعادة التواصل مع الذات، وهذه اللحظات مصدر إلهام أساسي لي، وتمنحني المساحة لإعادة شحن طاقتي وسط زخم الحياة الحديثة. درستِ في جامعة «عفّت» بجدة، وأنشأتِ «The Golden Ratio».. كيف أثّر هذان الأمران في رؤيتك الفنية؟ تعلمت الكثير في مجال الإنتاج المرئي والرقمي، وكان لذلك أثر كبير في تطوري الفني. كما اكتسبت مهارات في سرد القصص، وساعدتني خبرتي باستخدام البرامج المختلفة في تعلم تقنيات الإسقاط الضوئي بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، تعمّقت في أساسيات الفن، وتعلمت كيف أتعامل مع الشخصيات المختلفة في بيئة العمل. وما زلت أتعلم باستمرار، فكل مشروع جديد يعد تجربة جديدة، وفرصة للنمو والتطور. كيف يتفاعل الجمهور عادة مع أعمالك، وهل تحرصين على إيصال رسالة ما، أم تفضلين ترك التأويل مفتوحاً؟ كل متلقٍّ يرى العمل من زاويته الخاصة؛ لذلك أحب أن أترك باب التأويل مفتوحاً؛ فلا أفضل فرض معنى محدد، فيجب أن تتعدد التفسيرات بتعدد التجارب. وأكثر ما يسعدني في مشاركة فني، هو تفاعل الناس، وردود أفعالهم، فأنا لا أسعى لأن تكون مواضيعي موجهة إلى فئة محددة، بل أحرص على أن تخاطب مختلف الأعمار، والثقافات؛ لأن الفن - بالنسبة لي - وسيلة تواصل إنساني شاملة. مريم طارق: «الفن الرقمي» مجال لا حدود له تطور ملحوظ هل الفن الرقمي في السعودية يشهد تطوراً ملحوظاً، وما أبرز التحديات التي تواجهه؟ بلا شك، هناك تطور كبير في هذا المجال، ويعود ذلك إلى الدعم المؤسسي من الهيئات الثقافية، وتزايد الاهتمام بالفن الرقمي من قبل الفنانين والجمهور، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار هذه الأعمال. لكن لا تزال هناك تحديات، أبرزها: ضعف الوعي والتقدير لهذا الفن كجزء من الفنون المعاصرة، وقلّة برامج التعليم والتدريب المتخصص، وهو ما يحتاج إلى مزيد من الاستثمار على المدى البعيد. بعد «آرت دبي».. ما مشاريعك القادمة، وهل هناك طموحات للتوسع عالمياً؟ أشارك في معرض «أوساكا إكسبو» في اليابان، خلال شهر مايو الحالي، وهذا بالنسبة لي خطوة مهمة ومميزة. بالتأكيد لديَّ طموح للتوسع خارج المنطقة، وأتطلع إلى عرض أعمالي في منصات دولية جديدة، والتواصل مع ثقافات متنوعة. أخيراً.. ما النصيحة التي تقدمينها إلى فنانة سعودية شابة، تحلم بدخول عالم الفن الرقمي؟ أنصحها بألّا تخشى البدايات، وألّا تتردد في التجريب أو حتى الفشل؛ فهذه التجارب تشكّل الشخصية، وتبني الخبرات. والأهم من ذلك هو الاستمرار في التعلم؛ لأن الفن الرقمي مرتبط بالتكنولوجيا، وهي مجال لا يتوقف عن التطور. فالاستمرار في التعلم، والانفتاح على الجديد، هما مفتاح التميز في هذا العالم.


الإمارات اليوم
١٩-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الإمارات اليوم
«آرت دبي ديجيتال».. التكنولوجيا ترسم مستقبل الفنون
من الشاشات والمشاهد المتحركة إلى الكاميرات التي تعمل بواسطة الحساسات، تتنوع التقنيات الحديثة التي تدخل على العمل الفني، في قسم «آرت دبي ديجيتال» في معرض آرت دبي الذي يختتم النسخة الـ19 اليوم في مدينة جميرا. واللافت في الأعمال الفنية في هذا القسم، أنها لا تستند إلى التكنولوجيا فحسب، بل تسخر العديد من العلوم مثل علوم الأحياء وغيرها لتوجد حالة من التفاعل بين المتلقي والعمل الفني، ما يجعل هذه التقنيات ترسم الشكل المستقبلي للفنون الرقمية، وما يمكنها أن تحمله من تجدد وتغيرات كبيرة. وقالت المديرة التنفيذية لـ«آرت دبي»، بينيديتا غيون، لـ«الإمارات اليوم»، إن قسم الفن الرقمي يتوسع عاماً بعد آخر، ويبرز مكانة دبي في هذا النوع من الفنون، مشددة على تنامي الاهتمام بالفن الرقمي في المنطقة بشكل عام. وأشارت إلى التبدلات الكثيرة التي يشهدها الفن الرقمي، فهناك كثير من التجارب التي تستخدم الوسائط المتنوعة، وما يسعى إلى إبرازه هذا القسم هو أن التكنولوجيا أدوات ووسائط، وليس بالضرورة أن تكون لها تأثيرات في الثيمات التي يسعى الفنانون إلى استكشافها وتقديمها. شاشة عملاقة الفنان اللبناني رالف خوري الذي قدّم عملاً جمع فيه بين العالمين الواقعي والافتراضي، قدّم شاشة ترصد شكلاً حالماً لما نشاهده على الشاشات التي تحيط بحياتنا اليومية، بينما خلفها وعلى شاشة عملاقة، وضع التفاصيل التي تتركب منها هذه الصورة الحالمة. وأوضح خوري أنه حاول من خلال العمل رصد كيفية إعادة ابتكار العالم المادي الذي يحيط بنا من خلال التقنيات، سواء الشاشات أو حتى الهواتف، فنحن اليوم نرى نسخة رقمية من الطبيعة، مشيراً إلى أنه عمل على تصوير طريقة تركيب النسخ الافتراضية من أشكال تمثّل المحرك لعالمنا المادي. واعتبر أن عمله يحمل كثيراً من الألوان، لافتاً إلى أنه في العمل الرقمي يجمع بين الأسلوب الكلاسيكي، إذ يبدأ بالرسم، ومن ثم يعمل على التقنيات من أجل تنفيذه، منوهاً بأنه لا يمكن الاستغناء عن أشكال الفن الكلاسيكية، لأنها ضرورية في إنتاج العمل. ذكاء اصطناعي من جهته، يقدّم الفنان التركي فردي أليسي (من أوتش استوديو)، عملاً تركيبياً يقوم على الذكاء الاصطناعي، إذ يتم وضع جهاز على الدماغ، يقرأ البيانات من الدماغ، ويحلل المخيلة والأحلام والنوم وطريقة حل المشكلات، وكذلك يرصد خفقان القلب. وقال: «في عملي لا يتم تسجيل البيانات، بل استكشافها فقط، إذ يجمع بين الفن والعلوم والتكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي، فالأخير هو الذي يقرر الألوان الراصدة لبيانات الدماغ التي ستظهر على الشاشة، ووجود كثير من الألوان يعني أن البيانات أكثر تعقيداً». وحول تأثير الحالة النفسية لقراءة البيانات، أضاف أن العمل يعكس الحالة الخاصة بالمرء، لأنه يتحول من متفرج إلى متفاعل مع العمل الفني، كاشفاً أن إنجاز هذا العمل استغرق نحو ست سنوات من العمل البحثي، واصفاً الذكاء الاصطناعي بأنه صديق للعمل الفني، ويأخذنا إلى إبداعات بأشكال جديدة. «شمس» من العُلا أما الفنانة السعودية دانيا الصالح، فقدمت عملاً رقمياً بعنوان «شمس»، ونفذته خلال برنامج إقامة فنية في منطقة العُلا. وقالت إنه وُجد في العلا الكثير من العقيق، لذا اشترته وطحنته ووضعته في اللوحات، موضحة أن ارتباط العقيق يحمل رمزية أسطورية خاصة بالشمس، لذا التقطت كثيراً من الصور والفيديوهات وركبتها بعضها مع بعض، ونتج عنها عمل تجريدي لشروق الشمس. وأشارت الصالح إلى أنها شاركت في المعرض أكثر من مرة، والقسم الخاص بالفن الرقمي يشهد توسعاً، وكذلك مستوى الأعمال الموجودة بات أكثر قوة من الدورات السابقة. «إيقاظ العين» من جهتها، قدمت الفنانة الروسية فيكتوريا كوبا، عملاً رقمياً بعنوان «إيقاظ العين»، رصدت فيه قزحيات العيون المختلفة من دول متعددة، مشيرة إلى أنها استكشفت نوعاً جديداً من الفن الرقمي خلال رحلة إنجاز العمل الفني، لاسيما أنها بدأت بالتصوير لتنتقل إلى جمع الصور في فيديو متحرك. ولفتت إلى أن الرسالة التي يحملها العمل تقوم على المشاعر الإنسانية واللطف في الحياة، وهو قائم على حوار حقيقي قام بينها وبين امرأة لا تعرفها، كانت بحاجة إلى مشاعر التقبل والحب في المجتمع والحياة. وذكرت كوبا أن هناك 50 عيناً مختلفة في الفيديو، وقد التقطت عيون أمهات من مختلف أنحاء العالم، بهدف إبراز الحوار الذي نحتاج إليه ويمكن التعبير عنه من خلال الفن. «القمة» نُظمت النسخة الثانية من القمة الرقمية في «آرت دبي»، على مدى ثلاثة أيام، واستندت إلى المنصة التي أنشأتها «آرت دبي ديجيتال»، وكان هدفها استكشاف موضوع «ما بعد السمو التكنولوجي». وأقيمت القمة تحت إشراف غونزالو هيريرو دليكادو، القيّم على «آرت دبي ديجيتال»، ووفرت فرصة فريدة للنقاش حول كيفية توظيف الفن والتكنولوجيا لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والثقافية والسياسية الملحّة. وتضمن برنامج القمة محادثات وجلسات ومحاضرات، مع إسهام من مديري وأمناء المتاحف والخبراء الذين يشكلون مشهد الفن الرقمي العالمي. وتناولت القمة موضوعات متنوعة، منها النشاط البيئي في الفن الإعلامي، والتحيز في الذكاء الاصطناعي، ومستقبل المتاحف في العصر الرقمي.