logo
#

أحدث الأخبار مع #«أمأسأنبىسي»،

حكاية جيمس كومى!
حكاية جيمس كومى!

بوابة الأهرام

timeمنذ 10 ساعات

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

حكاية جيمس كومى!

يبدو أن الأحداث السياسية فى أمريكا هاجرت رتابة الأيام العادية فى واشنطن عاصمة الواقع والنفوذ، إلى فضاء الدراما المثيرة فى هوليوود عاصمة الفانتازيا والتسلية، لا ليست هذه مبالغة ولا نوع من الأفكار العبثية، إنما حقائق تعيشها واشنطن كل يوم، وربما كل ساعة، منذ تنصيب الرئيس دونالد ترامب فى يناير الماضي، ومن لا يصدق، كيف يفسر لنا حكاية جيمس كومى مع الرئيس ترامب؟ كومى هو مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية السابق، كان يتنزه على الشاطئ مع زوجته، يفكر فى حفل توقيع روايته الجديدة عن الجريمة والقانون، ثم مقابلة تليفزيونية مع شبكة «أم أس أن بى سي»، حين صادف- حسب أقواله وزوجته- قواقع مرتبة على شكل رقم 8647، فصور القواقع، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى معلقا: تشكيل رائع من القواقع فى أثناء نزهتى على الشاطئ، فلم تمض بضع ساعات، إلا وكانت الدنيا مقلوبة رأسا على عقب، وكتبت كريستى نويم وزيرة الأمن الداخلى منشورا بأن الوزارة وجهاز الخدمة السرية يحققان فى تهديد موجه من كومى لترامب، على أساس أن صور القواقع عبارة عن شفرة سرية تحريضية على قتل الرئيس! كيف هذا؟ مفتاح السر فى الرقمين، الأول 86 ، وهو مصطلح معروف فى المطاعم ، يقصد به إزالة صنف من قائمة الطعام أو إلغاء الخدمة عليه، الثانى 47 وهو ترتيب الرئيس دونالد ترامب فى قائمة الرؤساء الأمريكيين ، والمعنى واضح وهو «إزالة الرئيس من القائمة»، أى اغتياله حسب التعبير العامى الشائع على الإنترنت! وبالمناسبة باتريس فيلور زوجة جيمس كومى كانت «نادلة» سابقة فى مطعم. والسؤال: لو كان شخصا آخر غير كومى هو الذى نشر صور القواقع، هل كان يمكن أن تحدث تلك الضجة؟، بالقطع لا، لأن تاريخا مشتركا من العداء والصراع والطرد من الخدمة وتبادل الألفاظ العنيفة بين ترامب وكومى هو الذى حول الصور إلى حالة اشتباه. والحلقة الأولى من المسلسل بدأت مع ولاية دونالد ترامب الأولى فى يناير 2017، كان وقتها جيمس كومى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى منذ سنة 2013، كان جمهوريا قحا، لكن حين رشح الحزب الجمهورى ترامب لمنصب الرئيس، هجر الحزب وأعلن نفسه مستقلا، إذ كان رأيه فى ترامب أنه لا يصلح. فى ذلك الوقت أثيرت قضية «دور روسيا» فى الانتخابات الرئاسية 2016، وكان يحقق فيها كومي، ولم يرض ترامب عن أدائه، خصوصا بعد أن سرب كومى مذكرة إلى الصحافة فى 14 فبراير2017، أى بعد تنصيب الرئيس بثلاثة أسابيع، تفيد أن ترامب طلب منه إنهاء التحقيقات فى القضية، وعدم الضغط على مايكل فلين مستشار الأمن القومى السابق، الذى زار السفير الروسى عدة مرات. قبلها بشهور كان كومى يحقق مع هيلارى كلينتون، فى قضية بريدها الإلكتروني، بأنها استخدمت «خادما إلكترونيا خاصا» خلال عملها وزيرة للخارجية بين عامى 2009 و2013، فى رسائل سرية لا يجوز استخدامه، واتهم تقرير للكونجرس مكتب التحقيقات الفيدرالى بأنه كان متساهلا معها ولم يستكمل إجراءاته إلى نهايتها، خاصة بعد أن اعترفت بأنها وقعت فى الخطأ دون قصد، وكانت هيلارى تنافس ترامب فى الانتخابات الرئاسية. هنا قرر ترامب طرد كومى من منصبه ووصفه بأنه «شرطى فاسد»، وطبعا لم يسكت كومى ورد بأن ترامب شخص خطير وغير مؤهل أخلاقيا، ثم أصدر كتابا بعنوان «ولاء أكبر»، قال إنه استوحى عنوانه من حوار غريب جرى مع ترامب فى البيت الأبيض بعد أيام قليلة من تنصيبه، طلب فيه أن يكون مواليا له ولاء شخصيا، وهو ما يناهض قسمه بالولاء للشعب الأمريكى والمؤسسة. فغرد ترامب: المخادع جيمس كومى يفتقر للذكاء، وسيسجل اسمه فى التاريخ كأسوأ مدير مكتب للتحقيقات الفيدرالية، لم أطلب ذلك منه، ولم أكن أعرفه تقريبا. وهنا اتهمت وزارة العدل كومى بأنه ينتهك سياسات التحقيقات الفيدرالية، لكن التقارير نفت ذلك، وانتهت إلى عدم وجود تحيز سياسى ضد ترامب، لا من كومى ولا من المؤسسة الفيدرالية. هذا هو ملخص الماضي، والسؤال الذى يفرض نفسه الآن على الرأى العام الأمريكي: كيف ستنتهى هذه القضية الساخنة؟ من ناحية كومي، فقد حذف المنشور من على صفحته، ونفى علمه بمدلول الرقم، وقال: هذا أمر جنوني، أنا ضد العنف. لكن الذى أثار العجب هو ميل ترامب على غير العادة إلى الصمت مع أنه صاحب لسان لاذع للغاية، واكتفى بتعليق ساخر على جهل كومى مغزى الرقم، وقال: حتى الأطفال يعرفونه، ثم سلمه إلى السلطات بتهمة التحريض ضده. قابل كومى التحقيقات بقليل من الاهتمام كأنه بعيد عن أى اتهامات جنائية، ويبدو أنه يثق فى خلفيته القانونية، لكنه قال: شيء سيئ أن تستهدف إدارة ترامب خصومها السياسيين، وعموما المشكلة فى هذا البلد الآن هى استخدام السلطة الرئاسية فى ملاحقة أفراد قد لا يملكون خلفيتى وخبرتي، هذا يهدد سيادة القانون. لكن أصدقاء كومى يحذرونه من تربص الإدارة، بما فيها مؤسسات إنفاذ القانون، فهى صارت أكثر عدوانية مع أعداء ترامب السياسيين، وضربوا له أمثلة بما فعلوه ضد الجامعات وشركات محاماة، وقالت النائبة مونيكا مكآيفر من ولاية نيوجيرسي: قد لا يكون كومى آمنا تماما من الملاحقة القضائية، أو توريطه فى تحقيق جنائى طويل، وأيد إيليا سوماين أستاذ القانون فى جامعة جورج ميسون مخاوفها: «ترامب يحيط نفسه بمساعدين «يحكمهم» الولاء له أولا»! فعلا هذه صراعات تتجاوز الأشخاص إلى «نظام» مأزوم، كأنها تحدث فى دول العالم الثالث!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store