logo
#

أحدث الأخبار مع #«أن

استراتيجية تطوير البحرية الروسية 2050 .. نحو قوة بحرية رائدة
استراتيجية تطوير البحرية الروسية 2050 .. نحو قوة بحرية رائدة

بوابة الأهرام

timeمنذ 20 ساعات

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

استراتيجية تطوير البحرية الروسية 2050 .. نحو قوة بحرية رائدة

فى 9 يونيو صدق الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على استراتيجية تطوير البحرية الروسية 2050، وهى الوثيقة الأولى من نوعها فى التاريخ الروسى الحديث، وتتميز بالرؤية المستقبلية بعيدة المدى، فهى وثيقة طويلة الأجل حول ماهية القوة البحرية الروسية التى ينبغى أن تكون عليها حتى تتمكن روسيا من الدفاع بفعالية عن مصالحها فى المحيط العالمي، خلافاً للعقيدة البحرية التى أصدرتها موسكو للمرة الأولى عام 2001، وتم تحديثها عامى 2015 ثم 2022 بما يتواءم والمستجدات الجيوسياسية منذ عام 2014. وقد أُعدت الاستراتيجية بعناية شديدة على مدى ما يقرب العام حيث وجه الرئيس بوتين بصياغتها فى يوليو 2024 خلال اجتماع عُقد فى الكرملين، وأعدت وزارة الدفاع مسودة وثيقة، واستكملتها هيئة الشئون البحرية. ويمكن بلورة دوافع موسكو من الاستراتيجية فى محورين، أولهما تعزيز القدرات الروسية على مواجهة التهديدات الحالية والمحتملة على طول حدودها البحرية الممتدة لأكثر من 38 ألف كيلومتر، وتتجاوز حدودها البرية.يشمل ذلك ما تعتبره روسيا استفزازات فى بحر البلطيق الذى أصبح «بحيرة ناتو» حيث تسيطر دول حلف شمال الأطلسى على معظم شواطئه بعد ضم فنلندا والسويد للحلف والتى كانتا حتى وقت قريب دولا محايدة. هذا إلى جانب مواجهة المطامع الأمريكية فى القطب الشمالى والتى انعكست بوضوح فى تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول شراء جزيرة جرينلاند وضم كندا لمد الإطلالة الأمريكية على القطب الشمالى والتى تقتصر حالياً على آلاسكا. هذا فضلا عن التهديدات المتواصلة فى حوض بحر آزوف والبحر الأسود، وتكثيف الوجود العسكرى الأمريكى فى شرق آسيا والمحيط الهادى. ثانيهما، أهمية تطوير القوة البحرية الروسية بما يتسق وكون روسيا قوة بحرية كبرى، واستعادة مكانتها كواحدة من أكبر القوى البحرية فى العالم، واستثمار إمتداد شواطئها على سواحل البحر الأسود من نحو 10% إلى الثلث، وما ينطوى عليه من فرص واسعة استراتيجيا وتجاريا. تتضمن الاستراتيجية تحليلا لتطورات الوضع العسكرى والسياسى فى العالم، واحتمالية وقوع النزاعات المسلحة وطبيعتها، وإمكانيات القوى البحرية الكبرى. وتُقيّم الاستراتيجية الوضع الراهن وقدرات البحرية الروسية، مع الأخذ فى الاعتبار تجربة العملية العسكرية الخاصة والدروس المستفادة منها. فرغم تدمير الأسطول الأوكرانى بالكامل تقريبا، وعدم حدوث معارك بحرية حقيقية فى البحر الأسود خلال الحرب،فإن أوكرانيا استطاعت مهاجمة السفن والموانئ الروسية بالزوارق المسيرة والمسيّرات والصواريخ،وألحقت هجماتها خسائر كبيرة بالسفن الحربية الروسية وأجبرتها على البقاء فى شرق البحر الأسود. وكان من أخطر هذه الهجمات إغراق القوات الأوكرانية الطراد «موسكوفا»فى أبريل 2022، الذى يعد العمود الفقرى للبحرية الروسية على مدى أربعة عقود منذ الحقبة السوفيتية، ويعتبر نسخة بحرية من منظومة الدفاع الجوى البعيدة المدى «إس-300». شملت الاستراتيجية أيضا صياغة للمتطلبات الرئيسية للتكوين القتالى المستقبلى للأسطول، ومهامه الرئيسية فى زمن السلم والحرب، بالإضافة إلى الآليات الرامية إلى تشكيل الصورة المستقبلية للبحرية، وبرنامج لبناء السفن حتى عام 2050 بمواصفات تكتيكية وتقنية تُمكّنها من التفوق على أساطيل الدول الأخرى، وإدخال تقنيات مبتكرة، بما فى ذلك زيادة عدد أنظمة الروبوتات البحرية. وإنشاء المركز الوطنى لأبحاث بناء السفن، مركز «أ.ن. كريلوف»، بهدف تطوير القاعدة العلمية والتكنولوجية لدعم تنفيذ الاستراتيجية. يقتضى ذلك تخصيص اعتمادات كبيرة لبناء السفن الجديدة للبحرية، وتضمين ذلك فى برنامج التسليح الحكومي. وقد أعلن الرئيس بوتين، فى أبريل،خلال اجتماع مُخصص للاستراتيجية، أنه تم تخصيص 8.4 تريليون روبل لبناء سفن وقطع بحرية جديدة على مدى السنوات العشر المقبلة؛ منها خمس سفن من طراز «ياسين-إم»وهى غواصات نووية قادرة على إطلاق الصواريخ الباليستية، وتعتبر من أكثر الغواصات النووية تقدمًا فى العالم، وتتميز بقوتها التكتيكية وقدرتها على حمل عدد كبير من الصواريخ الباليستية، وثلاث سفن من طراز «بوري-أ» وهى واحدة من أثقل الغواصات النووية فى العالم، وسفن سطحية، وحاملات صواريخ استراتيجية. ويأتى تدريب الكوادر البحرية التى تُمكّنها مهنيتها وكفاءتها من القيام بجميع المهام التى تواجه الأسطول على قمة الأولويات كمتطلب ضرورى ومكمل للتطوير التقنى. ويتم التدريب على مستويين، محلى عبر التدريبات والمناورات التى تجريها الأساطيل الروسية،ومن أهمها «المحيط Ocean» التى تعتبر من الفعاليات التدريبية العملياتية والقتالية الرئيسية،وأجرتها موسكو فى سبتمبر الماضى فى خمس مناطق شملت المحيط الهادئ والمحيط المتجمد الشمالى والبحر المتوسط وبحر قزوين وبحر البلطيق، بهدف اختبار مدى جاهزية قيادة تشكيلات وقطع البحرية الروسية لإدارة مجموعات متنوعة من القوات فى مناطق مسئوليتها، وحل المهام الميدانية الطارئة، والاستخدام الشامل للأسلحة عالية الدقة والأسلحة والمعدات العسكرية. كما تجرى موسكو تدريبات مشتركة مع العديد من شركائها الاستراتيجيين والدول الصديقة، وفى مقدمتهم مصر، حيث تنظم البلدان مناورات سنوية، «جسر الصداقة»،منذ عام 2015 عُقدت لأول مرة فى البحر الأسود عام 2020، وأجريت هذا العام بالبحر المتوسط خلال الفترة من6 إلى 10 أبريل. وتعود عدد من قطع البحرية المصرية إلى الحقبة السوفيتية بعد تحديثات وصيانة دورية قامت بها، من بينها غواصات من طراز «روميو»وفرقاطات من طراز «بيتييا» وزوارق صواريخ من طراز «أوسا» والتى كانت تشكل القوة الضاربة للبحرية السوفيتية.وتفتح الاستراتيجية آفاقاً رحبة للتعاون المصرى الروسى فى مختلف المجالات على النحو الذى يعزز من الأمن البحرى والسيادة التكنولوجية للبلدين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store