logo
#

أحدث الأخبار مع #«إلوازالجديدة»

جان جاك روسو.. أديب جنون العظمة وفيلسوف التناقض
جان جاك روسو.. أديب جنون العظمة وفيلسوف التناقض

بوابة الأهرام

timeمنذ 2 أيام

  • ترفيه
  • بوابة الأهرام

جان جاك روسو.. أديب جنون العظمة وفيلسوف التناقض

كم تأثرنا ونحن فى مرحلة الشباب بجان جاك روسو، وبالتحديد باعترافاته الجريئة الذكية الهادفة إلى التغيير الجذرى برمى أحجار الفكر الجديدة فى مياه برك التقليد الراكدة. سبق رسو عصره، ما فى ذلك شك، لكنه أثار الجدل فى حياته وبعد مماته، طفولته كانت مضطربة وعشقه كان مضطربا لكن إنتاجه كان ثابتا عصيا على الاضطراب. صعد كأحد أبرز فلاسفة التنوير وأسر قلوب الفتيان والفتيات كأحد أبرز الرومانسيين الذين لا يخشون فى الحب لومة لائم. أفكاره قلبت الطاولة على فلسفة وسياسة عصره و كتابه العقد الاجتماعى وتأثيره على الثورات خير مثال. مهما سلطوا الضوء على الجوانب المتناقضة فى شخصيته، مثل آرائه عن التربية مقابل حياته الشخصية، فلن يغير ذلك من حجم تأثيره أبدا، صحيح أنه تخلى عن أطفاله الخمسة رغم دعوته إلى التربية المثالية لكن عذره كان حاضرا كأعذار لويس بنويل وسلفادور دالى و بيكاسو ولوركا، وهل على الطبيب النفسى حرج إذا رأيناه يكلم نفسه أو ينسى نفسه مثرثرا أمام وحيد سمح له بعكس الأدوار؟! والحقيقة أن جان جاك روسو لم يكن مجرد فيلسوف سياسي، بل كان أيضا أديبا بارعا ترك بصمة واضحة على خريطة الأدب العالمى ورغم أنه اشتهر بأعماله الفلسفية، فإن كتاباته الأدبية كانت مؤثرة فى تشكيل الحركة الرومانسية. فعلى سبيل المثال رواية «جولي»، أو «إلواز الجديدة» التى كتبها عام 1761 تصنف على أنها من أوائل الروايات العاطفية التى أسهمت فى تطور الأدب الرومانسي، وكتابه «اعترافات» بعدها بثمان سنوات يصنف على أنه من أوائل السير الذاتية الحديثة، فقد كتب روسو عن حياته الشخصية بصدق نادر وشفافية غير مسبوقة، مما جعله نموذجا للأدب الذاتى والتأملي. ولد روسو فى الثامن والعشرين من يونيو عام 1712 فى جنيف، سويسرا، ونشأ فى بيئة بروتستانتية، لكنه تحول لاحقا إلى الكاثوليكية. بعد وفاة والدته، عاش طفولة مضطربة، واضطر إلى الهروب من جنيف فى سن الخامسة عشرة، ليبدأ حياة مليئة بالتجارب المختلفة. فى باريس، كون صداقة مع الفيلسوف دنيس ديدرو، وبدأ فى نشر مقالاته الفلسفية حول الموسيقى والعلوم. أفكاره حول الحرية والعدالة الاجتماعية ألهمت قادة الثورة الفرنسية، مما جعله أحد رموز الفكر السياسى الحديث. ومع ذلك رأى بعض الفلاسفة أن فكرة العقد الاجتماعى التى طرحها روسو مثالية جدًا وغير قابلة للتطبيق عمليًا، حيث تفترض أن الأفراد يمكنهم الاتفاق على إرادة عامة دون وجود صراعات أو مصالح متضاربة. وواجه روسو الحضارة الحديثة واعتبرها سببا فى فساد الإنسان، مما جعله فى مواجهة مع فلاسفة التنوير الآخرين الذين رأوا فى التقدم العلمى والتكنولوجى وسيلة لتحسين حياة البشر.وكانت لروسو آراؤه حول تأثير الدين على الحرية الفردية فهاجم بعض جوانب الدين المسيحي، مما أثار استياء العديد من المفكرين ورجال الدين فى عصره. لكن أشد من انتقده هو المؤرخ البريطانى المعروف بول جونسون، فى كتابه الشهير «المثقفون» ، حيث رأى فيه شخصية متناقضة ومثيرة للجدل، معتبرًا أنه كان منافقا فى حياته الشخصية مقارنة بأفكاره المثالية التى طرحها فى كتبه. كما وصفه جونسون بأنه كان يعانى من جنون العظمة، وكان كثير الشكوى من اضطهاد الآخرين له، رغم أنه كان هو من يفتعل المشكلات. توفى جان جاك روسو فى الثانى من يوليو 1778 فى بلدة نائية بفرنسا، ودفن لاحقا فى معبد البانثيون فى باريس تكريمًا له.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store