logo
#

أحدث الأخبار مع #«الأهرامالتعاونى

احتفالاً بيوم الشهيد.. كيف تحول فنى ساعات لمسئول تجهيز ألغام وشحنات ناسفة
احتفالاً بيوم الشهيد.. كيف تحول فنى ساعات لمسئول تجهيز ألغام وشحنات ناسفة

بوابة الأهرام

time٠٩-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • بوابة الأهرام

احتفالاً بيوم الشهيد.. كيف تحول فنى ساعات لمسئول تجهيز ألغام وشحنات ناسفة

احتفالاً بيوم الشهيد.. كيف تحول فنى ساعات لمسئول تجهيز ألغام وشحنات ناسفة تحتفل مصر خلال شهر مارس الجارى، بمناسبتين وهما يوم الشهيد والمحارب القديم، وأيضا بالعاشر من رمضان، وتزامنت هاتان المناسبتان معا هذا العام خلال شهر رمضان المعظم؛ حيث يحتفل المصريون سنويا بيوم الشهيد والمحارب القديم فى التاسع من مارس من كل عام وهو الموافق لاستشهاد الفريق عبد المنعم رياض بين جنوده فى الصفوف الأمامية عام 1969. ولهاتين المناسبتين أعدت مجلة «الأهرام التعاونى والزراعى» فى عددها الحادى عشر ملفًّا عن بعض الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الحفاظ على تراب مصر والذود عن مقدساته، لعلنا نستطيع أن نوفى هؤلاء الأبطال والشهداء جزءًا من حقهم علينا بعد أن منحونا شرف الكتابة عنهم. ومن أبزهم الشاب "عبد العليم" يخطط للسفر للعمل فى إحدى الدول العربية بعد الانتهاء من أداء الخدمة العسكرية كجندى فى القوات البحرية، ولكن القدر قاده لطريق البطولة وأراد له الاشتراك فى أعمال عظيمة لم يكن يتخيلها، ففى عام 1959 انتقل قائد وحدة الضفادع البشرية السابق الرائد بحرى محمد فوزى عبد الرحمن للعمل فى قيادة القوات البحرية وهو بالمناسبة شقيق الفريق محمود عبد الرحمن فهمى قائد القوات البحرية (1969-1972)، حيث طلب من بطل قصتنا الجندى عبد العليم إصلاح إحدى ساعات الحائط الموجودة بالمكتب التى كانت متكررة الأعطال، فقام عبد العليم بإصلاحها فى وقت قصير، ولم تعطل مرة أخرى فمنحه مكافأة نظير ذلك. بعد عام على تلك الواقعة عاد الرائد بحرى محمد فوزى ليتولى قيادة الوحدات الخاصة البحرية، وتم انضمام وحدتى الصاعقة البحرية والضفادع البشرية تحت قيادة واحدة عام 1961. لم ينس القائد الذكى ذلك الجندى فنى الساعات الماهر الذى قابله بقيادة القوات البحرية، فسعى إلى نقله إلى الوحدات الخاصة البحرية لتسند إليه مسئولية كبيرة، وهى تجهيز ساعات الألغام والشحنات الناسفة التى تستخدمها الضفادع البشرية فى مهاجمة سفن وقواعد العدو البحرية، فكان على قدر المسئولية وأتقن العمل، وعندما حان وقت إنهاء مدة خدمته العسكرية عرضت عليه القوات البحرية ليكون أحد رجالها فقبل على الفور راضيًا بقضاء الله وإيمانًا بحبه للقوات البحرية والوطن، وتخلى عن حلمه بالسفر، واستمر فى هذا العمل بتفانٍ وإتقان كموظف مدنى بالقوات المسلحة بعد انتهاء فترة تجنيده ولسنوات طويلة، أنجز خلالها الكثير من الأعمال التى ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببطولات القوات البحرية. بعد عدوان 5 يونيو 1967 تم تكليف الضفادع البشرية المصرية بتنفيذ عمليات بحرية خاصة لرفع الروح المعنوية للقوات المسلحة المصرية وإظهار مدى شجاعة وبطولة المقاتل المصرى وقدرته على القتال ضد أسطورة العدو الإسرائيلى ما أصاب الإسرائيليين بفزع شديد نتيجة لنجاح رجال الضفادع البشرية المصرية فى أن يضعوا أيديهم على أهداف بحرية إسرائيلية ويقوموا بتلغيمها داخل قواعدهم البحرية، بالإضافة إلى عملياتهم فى أثناء حرب أكتوبر المجيدة. وقليلون جدا هم الذين يعرفون أن فنى ساعات الألغام بالقوات البحرية عبد العليم عوض كان خلال تلك الحروب السابقة هو المسئول عن مهمة فى غاية الدقة والخطورة وعلى أعلى درجة من درجات السرية وهى تجهيز ساعات الألغام والشحنات الناسفة التى استخدمتها الضفادع البشرية المصرية فى عملياتها الجريئة، وعندما تشاهد صورة أو فيديو أو تقرأ عنهم لا بد أن تتذكر هذا الرجل العظيم الذى عمل فى الظل وكان وراء هذه النجاحات، وظلت القوات البحرية تخفى هذا الرجل عن عيون الآخرين حفاظا على حياته حتى لا تمتد إليه يد الغدر والاغتيال، إلى أن جاء اليوم الذى كشفنا عنه الستار وهو فى رحاب الله وصار أسطورة على أرض الواقع. الأعمال والإنجازات التى قام بها قام بتجهيز ساعات الألغام والشحنات الناسفة للعمليات والمهام الخطرة التى حققت نتائج باهرة، وهى كالتالى: - تم إغراق سفينة تجارية إسرائيلية وعبارة، فى الإغارة الأولى على ميناء إيلات. - إعطاب وتعطيل سفينة الإبرار (بات يم) (بات شيف ) وإغراق وتدمير سفينة تماما فى الإغارة الثانية على ميناء إيلات فى فبراير 1969. - تم تدمير الحفار الإسرائيلى المستأجر من الشركة الكندية بميناء أبيدجان بدولة ساحل العاج فى مارس 1970. - تدمير الرصيف الحربى لميناء إيلات، وتدمير وإغراق سفينة إمداد، ومقتل وإصابة عدد كبير من الضفادع البشرية الإسرائيلية الذين انفجرت فيهم الشحنة الناسفة الثانية بعد نزولهم للغطس لمعاينة وتقدير الخسائر التى حدثت نتيجة انفجار الشحنة الناسفة الأولى فى الإغارة الثالثة على ميناء إيلات مايو 1970. - تدمير حفار البترول بمنطقة بلاعيم أكتوبر 1973. تكريمه كانت أخبار عمليات الضفادع البشرية المصرية تتصدر عناوين الصحف الأجنبية والمصرية، ولأن الأستاذ عبد العليم هو من كان يقوم بتجهيز ساعات الألغام لتلك العمليات فقد اكتسب الثقة والاحترام طوال خدمته وقد كان يتم تكريمه دائمًا فى المناسبات المختلفة داخل القوات البحرية. الخاتمة تعد هذه المهنة التى كان يقوم بها هى مهنة حساسة، ومن العمالة النادرة وتتطلب أشخاصًا لهم مواصفات خاصة، وقد كان عبد العليم أهلًا لها وتنطبق عليه كل المواصفات المطلوبة، فقد كان رجلًا منضبطًا ودقيقًا كأنه ساعة (رولكس)، شديد الكتمان والسرية، فضلا عن دماثة الخلق، هادئًا قليل الكلام، عمل فى صمت، وأنجز مهمته ومضى فى صمت، حتى رحل عنا بهدوء فى يوم الأربعاء الموافق 25 يوليو 2018 وكان ما يزال يعمل إلى أن قارب الثمانين عاما من عمره فى خدمة القوات البحرية المصرية لينضم إلى الأوفياء المخلصين الذين قاموا بأعمال دقيقة لم يسمع بها أحد، ولكن بصماته صارت مكتوبة بحروف من ذهب فى سجلات القوات البحرية وتشهد بها راية الوطن العالية الخفاقة على مر السنين، رحم الله الأستاذ عبد العليم عوض، وجازاه الله خيرا على أعماله.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store