منذ 9 ساعات
أجزاء جديدة من «أفلام الكبار»: كريم عبدالعزيز يعود لـ«الفيل الأزرق».. و«شقو» ينافس «ولاد رزق»
شهدت السينما المصرية، على مدار تاريخها، نجاحًا كبيرًا للأجزاء الثانية، وتجددت هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة بعد النجاحات المتتالية التى حققتها الأعمال ذات الأجزاء المتعددة، ولم يعد الجزء الثانى مجرد محاولة لاستثمار نجاح سابق، بل أصبح امتدادًا إبداعيًا يلقى ترحيبًا من الجمهور وصناع السينما على حد سواء.
وبعد أن فتحت أفلام مثل «الفيل الأزرق»، و«ولاد رزق»، و«الكنز» الباب أمام هذه الظاهرة، تشهد الساحة السينمائية، حاليًا، موجة جديدة من الأجزاء المنتظرة، تتنوع بين الأكشن والدراما النفسية والكوميديا والشبابية، وسط توقعات بأن تحقق هذه الأعمال إيرادات قياسية، وتعيد تعريف مفهوم «سلسلة الأفلام» فى مصر.
الحريفة 3 نفس الأبطال ومغامرات مختلفة
فيلم «الحريفة» بجزأيه الأول والثانى، اللذين عُرضا فى ٢٠٢٤، من أبرز الأفلام الشبابية التى حققت نجاحًا استثنائيًا وغير متوقع، فقد دخل العمل قائمة أكثر الأفلام الأعلى دخلًا فى تاريخ السينما المصرية، واحتل الجزء الأول، المركز الـ١٣ فى قائمة الإيرادات بعدما حقق ٧٣.٦ مليون جنيه، أما الجزء الثانى الذى جاء بالمركز الثالث فحقق ١٢٧ مليون جنيه.
وقرر منتج الفيلم إنتاج جزء ثالث من «الحريفة»، لا سيما أن طبيعة الموضوع تسمح بتقديم سلسلة أجزاء منه، لافتًا إلى أن المشروع لا يزال فى مرحلة التحضير حاليًا، ولم يُحدد بعد موعد التنفيذ. وأشار منتج الفيلم إلى أن «الحريفة ٣» قد يستغرق فاصلًا زمنيًا بعيدًا نوعًا ما عن الجزء الثانى، مؤكدًا أن العمل سيكون بنفس الأبطال، مع ظهور مجموعة مختلفة من ضيوف الشرف. دارت أحداث «الحريفة ٢» حول «ماجد» الذى يواصل مع أصدقائه وزملائه خوض المزيد من التحديات والمغامرات المثيرة من خلال ممارسة لعبة كرة القدم، كما تشهد حياتهم الشخصية المزيد من التطورات والتغيرات المختلفة. الفيلم بطولة نور النبوى، وكزبرة، وأحمد غزى، وعبدالرحمن محمد، وسليم الترك، وخالد الذهبى، تأليف إياد صالح، وإخراج كريم سعد.
الفيل الأزرق 3 «يحيى» يتحول إلى «شبح».. وفرق أوروبية لتصميم مشاهد الأكشن
بعد النجاح الكبير الذى حققه «الفيل الأزرق» فى جزأيه الأول والثانى، تستعد السينما المصرية لإطلاق الجزء الثالث من العمل الذى أعاد إحياء أفلام الإثارة والرعب النفسى فى الوطن العربى.
«الفيل الأزرق ٣» يأتى استكمالًا لما بدأه الكاتب أحمد مراد والمخرج مروان حامد، لكن برؤية إنتاجية أوسع، وبمستوى تقنى مرتفع.
ويعود النجم كريم عبدالعزيز، مجددًا، خلال أحداث الفيلم لتجسيد شخصية الدكتور يحيى راشد، الطبيب النفسى الذى تورط فى قضايا معقدة فى الجزأين السابقين.
وما يُميز الجزء الجديد هو التحول الجذرى فى مسار الشخصية، حيث يظهر «يحيى» فى هيئة «شبح»، فى تحول جذرى قد يعكس حالة نفسية عميقة، أو انغماسًا تامًا فى عالم الهلاوس.
ورغم التكتم الشديد حول تفاصيل السيناريو، فإن الكاتب أحمد مراد أشار فى تصريحات سابقة إلى أن هذا الجزء سيأخذ الجمهور إلى «عالم مختلف تمامًا»، أكثر ظلمة وغموضًا مما سبق، كما ستكون هناك شخصية جديدة توصف بأنها «الممسوسة» أو «الممسوس»، ومن المتوقع أن تلعب دورًا مركزيًا فى الأحداث، وقد تم ترشيح أحد الأسماء البارزة لتجسيد هذا الدور، لكن لم يُعلن عنه بعد رسميًا. وقد تم التعاقد مع فرق متخصصة من أوروبا للمشاركة فى تصميم مشاهد الأكشن والجرافيك، ومن المقرر أن يبدأ التصوير خلال هذا العام، على أن يمتد لعدة أشهر نظرًا للتعقيد التقنى والسينمائى المتوقع للمشاهد. ووفق تصريحات مقربة من فريق العمل، فإن موعد عرض «الفيل الأزرق ٣» سيكون خلال عيد الأضحى ٢٠٢٦.
ولاد رزق 4 أحمد عز وعمرو يوسف «غياب»
مع بداية العام المقبل، يبدأ تصوير الجزء الرابع من فيلم «ولاد رزق»، وذلك بعد النجاح الضخم الذى حققه الجزء الثالث، والذى بلغت إيراداته ٢٥٨ مليون جنيه فى دور العرض بمصر، ليصبح الفيلم الأكثر تحقيقًا للإيرادات فى تاريخ السينما المصرية. ويعمل حاليًا المؤلف صلاح الجهينى على كتابة السيناريو الخاص بالجزء الرابع، الذى سيخرجه طارق العريان، ومن المتوقع غياب أبطاله الأساسيين، ومنهم أحمد عز وعمرو يوسف، وسيعتمد على شباب جدد، أبرزهم أحمد مالك وأحمد غزى. ومن المنتظر أن يشهد الجزء الجديد مشاركة مجموعة جديدة من أهم النجوم، وأحد النجوم العالميين، ومن المتوقع أيضًا أن يتم تصوير أحداثه فى العديد من الدول، وتخصص له ميزانية ضخمة تفوق ميزانية الجزء الثالث.
هيبتا 2 مناظرة درامية بين الشخصيات فى إحدى الجامعات
فيلم «هيبتا ٢» مستوحى من أجواء رواية «هيبتا» للكاتب محمد صادق، لكن بقصة مستقلة، ومن المنتظر عرضه فى أغسطس المقبل، ويتناول العلاقات العاطفية، لكن من منظور فكرى وجدلى، عبر مناظرة درامية بين الشخصيات فى إحدى الجامعات، وسيكون هناك تركيز على الصراعات النفسية والفكرية بين الحُب والعقل، وبين التجربة والذاكرة.
العمل من إخراج هادى الباجورى، تأليف وسيناريو محمد صادق، ومحمد جلال، ونورهان أبوبكر والبطولة لكل من منة شلبى، وكريم فهمى، وأسماء جلال، وحسن مالك، وسلمى أبوضيف، وميان السيد.
بنك الحظ.. هل يحالفه الحظ أيضًا هذه المرة؟
عاد الحديث عن مصير فيلم «بنك الحظ ٢» بعد ما يقرب من ٨ سنوات على تقديم الجزء الأول من الفيلم عام ٢٠١٧، وحقق وقتها نجاحًا كبيرًا، لكن توقف مشروع الجزء الثانى لفترة طويلة، قبل أن يكشف الفنان محمد ممدوح فى تصريحات له مؤخرًا عن عودة العمل فى الجزء الثانى، وكشف عن رغبته فى تقديم العمل قريبًا، وأشار إلى أنهم يجرون تعديلات على سيناريو الفيلم فى الفترة الحالية، ويسعون لتقديم مستوى يماثل الجزء الأول.
يشارك فى بطولة الفيلم عدد من النجوم، على رأسهم بيومى فؤاد وأكرم حسنى ومحمد ممدوح ومحمد ثروت.
شقو بدء تصوير «شبنش مراكش» خلال الفترة المقبلة
بدأ الفنان عمرو يوسف والفنان محمد ممدوح والمنتج أحمد السبكى والمخرج كريم السبكى، جلسات التحضير للجزء الثانى من فيلم «شقو» بعدما تعاقدا رسميًا على بطولته، استثمارًا لنجاح الجزء الأول. وسيكون الجزء الثانى بعنوان «شقو شبنش مراكش»، وسيتم ترشيح باقى أبطال العمل والاتفاق على الموعد النهائى للتصوير خلال الفترة المقبلة.
يشارك فى بطولة فيلم «شقو» كلٌ من: محمد ممدوح ودينا الشربينى وأمينة خليل والنجمة الكبيرة يسرا، تأليف وسام صبرى وإخراج كريم السبكى وإنتاج أحمد السبكى، ويُعرض فى مصر وعدد من الدول العربية والأوروبية.
«تيتو 2» أحمد غزى يؤدى البطولة
أحد أشهر وأبرز أفلام الأكشن خلال العقد الأول من الألفية الجديدة، ومن بين أبرز أفلام النجم أحمد السقا وعُرض عام ٢٠٠٤، ويعود بجزء جديد بعد ٢١ سنة، لكن دون أحمد السقا، حيث قال مخرج الفيلم طارق العريان: «بنكتب عن الولد اللى كان أحمد السقا تبناه فى الفيلم وكبر بعد سنين، وأحمد السقا رشح الفنان الصاعد أحمد غزى للقيام بدور البطولة».
نقاد: تكرار الأجزاء مغامرة كبيرة غير مضمونة النجاح
قالت الناقدة الفنية عزة هيكل إن الفنان قد يفتش فى دفاتره القديمة بحثًا عن تكرار مشهد فى فيلمه الجديد، خاصة إذا غابت عنه الأفكار والموضوعات التى يمكن معالجتها أو مناقشتها سينمائيًا، لافتة إلى أن كثيرًا من الفنانين يستسهلون الأمر ويلجأون إلى أفلامهم القديمة، خاصة تلك التى حققت نجاحات.
وأضافت: «إذا كان تقديم أجزاء ثانية لبعض الأفلام السينمائية استغلال للنجاح التجارى الذى حققه الجزء الأول، فماذا نقول عن أفلام قدمت منذ فترة زمنية طويلة ونريد إحياء ذكراها بجزء جديد، وهذا ينم عن قصور شديد ويسحب من رصيد الفنان عند جمهوره والأفضل مناقشة القضايا الاجتماعية الراهنة فى أفلام جديدة».
من جهته، قال الناقد طارق الشناوى، إن تقديم جزء جديد من فيلم قديم فى بعض الأحيان يعد «إفلاسًا فنيًا»، لأن هذه الأعمال تعبر عن عصرها والقضايا التى كان يتفاعل معها شباب التسعينيات والتى تختلف جذريًا عن قضايا شباب هذا الزمان، حتى الإفيهات خاصة بزمانها ووقتها، علاوة على أنه من البداية لم يعلن عن تقديم جزء ثان من هذه الأفلام، كما غابت النهاية المفتوحة عن تلك الأعمال. وأضاف: «الجمهور المصرى لم يتعود على النهايات المؤجلة، وتحضرنى الآن ظاهرة التنويه عن تقديم جزء ثان فى عدد من الأفلام القديمة، وتراجع صناع الأعمال عن هذه الخطوة بعد ذلك».
وواصل: «فكرة تقديم جزء ثان من عمل قديم منذ فترة طويلة، هو ظاهرة جديدة على السينما المصرية وغالبًا ما تفشل، وإذا نجحت الفكرة فإن النجاح يكون بدرجات متفاوتة».
أما الناقدة ماجدة موريس، فقد أبدت تحفظها على فكرة إحياء بعض الأفلام القديمة بجزء جديد، مؤكدة أن الأفلام وليدة زمانها.
وقالت إن منتجى هذه الأفلام قد يرغبون فى طرح أجزاء جديدة منها لمجرد الحصول على عائد تجارى ومادى منها كما يعتقدون والحكم للجمهور فى النهاية، ومعظمها لن تبقى طويلًا فى ذاكرة الجمهور وتاريخ السينما؛ لأنها لم تقدم جديدًا على مستوى المضمون.
وتابعت: «تقديم أجزاء ثانية للأفلام السينمائية ظاهرة موجودة فى العالم أجمع، أى ليست بدعة، ويرجع إلى أن قصة الفيلم مليئة بالتفاصيل التى يصعب تناولها من خلال فيلم واحد، أو رغبة فى استثمار نجاح الفيلم من صناعه، وهى فى الغالب تحقق إيرادات، لكن فى النهاية تقديم جزء جديد لفيلم سينمائى يمثل مغامرة كبيرة فى السينما وأحيانًا قد تنجح».